فاطمي
09-23-2023, 05:03 PM
https://alahadnews.net/wp-content/uploads/2023/09/23-8.jpg
السبت - 23 سبتمبر 2023
العهد نيوز/ بغداد
سلطت صحيفة ”الفايننشال تايمز” البريطانية، الضوء على الفشل الكبير في مشاريع أسطول الطائرات الحربية الأمريكية، فيما أشارت إلى أن جاهزية الطائرة الأبرز في الأسطول “F-35” لا تتجاوز 55 بالمئة، بينت أن هناك تساؤلات كثيرة أثيرت في الإدارة الأمريكية ووزارة الدفاع حول فعالية هذا المشروع الدفاعي الباهظ التكلفة.
وذكرت الصحيفة أن “تقرير جديد من المكتب الحكومي الأمريكي للمحاسبة (GAO) كشف أن معدل الجاهزية للطائرات المقاتلة F-35 لا يزيد عن 55%، مما يثير تساؤلات حول فعالية هذا المشروع الدفاعي الباهظ التكلفة”، مبينة أن “المعدل المستهدف للجاهزية من قبل البنتاغون كان بين 85% و90%، ولكن الواقع يظهر نقصاً كبيراً في هذا المعدل”.
وأشارت إلى أن “التقرير نشر بعد أيام قليلة من حادثة التحطم الكارثية لطائرة F-35 التابعة للمشاة البحرية الأمريكية في ولاية ساوث كارولينا”، موضحة أن “سعر كل طائرة F-35 يبلغ حوالي 160 مليون دولار، وهناك المخطط لشراء حوالي 2000 طائرة إضافية بتكلفة إجمالية تقدر ب1.7 تريليون دولار”.
ولفت التقرير إلى أن “هناك فجوة كبيرة في واشنطن حول التوقعات والواقع بشأن الطائرة الحربية التي تعد أحد أكبر مشروعات الدفاع في العالم، إذ أن هناك حاجة ملحة لإعادة تقييم الاستراتيجيات والأساليب المتبعة في صيانة هذه الطائرات”، منوهاً أن “دول حلف شمال الأطلسي وبعض دول آسيا، بالإضافة إلى للكيان المحتل، قامت بإضافة طائرات F-35 إلى قواتها الجوية”.
ورجح التقرير أن “نقص معدل الجاهزية يعود جزئياً إلى تحديات في الصيانة وعدم كفاية التدريب ونقص في قطع الغيار”، مبيناً أنه “من المقرر أن يتولى البنتاغون إدارة الصيانة للطائرات بحلول أكتوبر 2027، مما يجعل هذا الوقت حاسماً لإعادة تقييم استراتيجية الصيانة”.
وأعلنت قاعدة تشارلستون العسكرية الأمريكية أن قوات المشاة عثرت على حطام الطائرة المقاتلة “إف-35” وأجزاء منها قبالة طريق إنديانتاون بمقاطعة فلورنس ويتم إغلاق الطرق بمقاطعة ويليامزبرغ.
ونقلت قناة ABC15، عن المواطنين في المنطقة أنهم سمعوا صوت طائرة تحلق على ارتفاع منخفض، أعقبه ضجيج عال في المنطقة ليلة الأحد.
وقال راندولف وايت الذي يعيش على بعد أميال قليلة من طريق إنديانتاون: “سمعت صوت طائرة قادمة. يبدو أنها كانت تحلق على ارتفاع منخفض نسبيا. ثم سمعت صوت انفجار. لقد أهملت الأمر وقلت ربما يكون دويا صوتيا ناجما عن اختراق حاجز الصوت”.
وأضاف وايت أنه دائما ما يسمع صوت طائرات عسكرية تحلق فوق منزله، لكن ليلة الأحد كانت مختلفة قليلا.
ويقع المكان الذي تم العثور فيه على الحطام والأجزاء على بعد حوالي ساعتين أو 80 ميلا شمال شرق قاعدة تشارلستون المشتركة.
ووفقا لبيان قاعدة تشارلستون المشتركة يوم الأحد، تم نقل طيار المقاتلة إلى مركز طبي محلي وحالته مستقرة، بعد أن قفز بنفسه من الطائرة.
وأكد متحدث باسم القاعدة العسكرية، أن الطائرة التي تبلغ قيمتها 100 مليون دولار تم تحويلها إلى وضع الطيار الآلي قبل أن يخرج الطيار منها.
والطائرة من سرب تدريب الهجوم البحري المقاتل (VMFAT) 501 مع جناح الطائرات البحرية الثاني. وكانت تتمركز في قاعدة “بوفورت” الجوية لقوات مشاة البحرية.
وقالت قاعدة تشارلستون المشتركة في بيان، إنها استخدمت القوات الأرضية والجوية في عمليات البحث عن المقاتلة.
وإنهم ينسقون عمليات البحث مع المحطة الجوية لقوات مشاة البحرية “بوفورت”، وجناح الطائرات البحرية الثاني من مشاة البحرية “Cherry Point”، والمنطقة البحرية الجنوبية الشرقية، وإدارة الطيران الفيدرالية، والدوريات الجوية المدنية، بالإضافة إلى سلطات إنفاذ القانون المحلية والمقاطعية والولاية عبر جنوب كارولينا.
ويواصل المسؤولون الإشارة إلى الحادث على أنه “حادث مؤسف” ولم يتحدثوا عن تفاصيل حول سبب خروج الطيار من الطائرة، وقال جناح الطائرات البحرية الثاني إن الحادث قيد التحقيق ولا يمكن تقديم تفاصيل إضافية من أجل “الحفاظ على نزاهة عملية التحقيق”.
وقال المسؤولون: “لدى وزارة البحرية عملية محددة جيدا هي التحقيق في حوادث الطائرات”.
وطلب مسؤولو مكتب عمدة مقاطعة تشارلستون يوم الاثنين من السكان عدم لمس أو تحريك أي قطعة من حطام الطائرة قد يجدونها. وعليهم بدلا من ذلك، الاتصال بهم.
إن ظروف سقوط الطائرة المقاتلة المفقودة تركت الناس في حيرة من أمرهم. فليلة الأحد، توجهت النائبة عن ولاية كارولينا الجنوبية، نانسي ميس، إلى منصة “إكس” لتطرح الأسئلة، فكتبت: “لا يعرف أحد ما إذا كانت طائرة “إف 35 موجودة في الأجواء أو تحت الماء”.
وفي السياق ذاته، أصدر قائد مشاة البحرية الأمريكية إريك سميث، قرارا بوقف العمل لمدة يومين هذا الأسبوع لجميع وحدات الطيران داخل وخارج الولايات المتحدة، عقب سقوط مقاتلة “إف-35” في كارولينا الجنوبية.
وفتح فقدان هذه الطائرة الباب أمام الكثير من السخرية والتندّر على الإنترنت بسبب مزاياها في التخفي، وهذه المقاتلة المنتمية إلى الجيل الخامس مزودة بتقنيات لتفادي رصدها بالرادار.
فضيحة مدوية
وطلب الجيش الأمريكي من سكان في ولاية كارولاينا الجنوبية مساعدته للعثور على مقاتلة من طراز “إف-35” المتطورة بعد تحطمها الأحد، في طلب اثار سخرية واسعة لدى الأمريكيين الذين اعتبروا ما يجري للطائرات الامريكية والجيش فضيحة مدوية.
وأفادت السلطات العسكرية بأن الطيار اضطر جراء “حادث”، للقفز من هذه المقاتلة من الجيل الخامس والمزودة بتقنيات لتفادي الرصد من الرادار. وتبلغ قيمة الطائرة التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن، نحو 80 مليون دولار.
وبينما نجا الربان، لم يتمكن الجيش من العثور على الطائرة، ما دفع قاعدة تشارلستون لطلب مساعدة السكان.
ونشر الحساب العائد للقاعدة على منصة “إكس” (تويتر سابقاً) منشوراً جاء فيه “اذا كان لديكم أي معلومات قد تساعد فرق البحث في تحديد مكان الـ إف-35، يرجى الاتصال بمركز عمليات الدفاع”.
وأثار هذا الطلب الغريب موجة سخرية بين روّاد مواقع التواصل الاجتماعي الذين تداولوا صورة الطائرة على ملصقات تحمل عنوان “مفقود” وأعربوا عن قلقهم على مصير الـ إف-35، واعدين من يجدها بمكافأة مجزية.
وأكد المسؤولون عن القاعدة أن عمليات البحث تتمّ بالتنسيق مع سلطات الطيران الفدرالية في محيط بحيرتين تقعان الى الشمال من مدينة تشارلستون.
وأعلنت العضو في مجلس النواب الأمريكي نانسي مايس أن العسكريين الأمريكيين حتى الآن لا يعرفون مكان طائرة “إف 35” المفقودة في ولاية كارولينا الجنوبية منذ يوم الأحد.
وذكرت النائبة يوم الاثنين، أنها عقدت لقاء مع ممثلي قوات مشاة البحرية الأمريكية بشأن حادث فقدان الطائرة، لكن العسكريين لا يمتلكون أي معلومات عنها.
وكتبت النائبة على موقع “إكس” (“تويتر” سابقا): “لا يعرف أحد ما إذا كانت طائرة “إف 35″ موجودة في الأجواء أو تحت الماء”.
مشاكل كثيرة ومتكررة
وعلى الرغم من أنّ الولايات المتحدة الأميركية أنفقت ميزانية هائلة لتطوير مقاتلات الجيل الخامس “F-35″، التي تحاول تسويقها عالمياً على أنها مقاتلة بقدرات خارقة، فإنّ خسائرها تجاوزت مليار دولار، قبل أن تخوض معركة واحدة.
وتصل تكلفة الطائرة الواحدة إلى نحو 100 مليون دولار، ووصل عدد ما تحطم منها بشكل جزئي أو كلي، خلال الفترة من 2014 حتى 2023 إلى 12 طائرة، بما فيها هذه الأخيرة، حسبما تشير البيانات المنشورة عن حوادث “أف 35″، وهي خسائر فعلية للجيش الأميركي والجيوش التي اشترت الطائرة ولم تستخدمها في أي مهام عسكرية حتى الآن.
ومن بين الـ 12 حادث، كان نصيب الولايات المتحدة الأميركية 9 حوادث، بينما كان الحوادث الثلاثة الأخرى من نصيب اليابان وبريطانيا.
وتقدّر التكلفة الإجمالية لتشغيل مقاتلات “F-35” خلال دورة حياتها التي تقدر بـ 66 عاماً بنحو 1.3 تريليون دولار، وهو ما يجعلها السلاح الأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، حسبما ذكر موقع “أرمز كنترول سنتر” الأميركي.
وتوجد 3 نسخ من مقاتلات “F-35” تختلف تكلفة كل منها عن الآخر:
وتحطمت أول طائرة “أف-35” بعد احتراقها خلال الإقلاع بقاعدة إغلين الجوية غرب ولاية فلوريدا، عام 2014. وفي عام 2018، احترقت طائرة تابعة لمشاة البحرية، ولاحقاً في العام نفسه، في أيلول/سبتمبر، تحطمت طائرة خارج قاعدة مشاة البحرية في بوفورت، بولاية ساوث كارولينا.
وفي عام 2020، في أيار/مايو، تحطمت طائرة خلال الهبوط بقاعدة إغلين الجوية، ولاحقاً في العام نفسه، اصطدمت طائرة مع طائرة تزود بالوقود في أجواء كاليفورنيا.
وفي عام 2022، في كانون الثاني/يناير غرقت طائرة في مياه بحر الصين الجنوبي، وفي تشرين الأول/أكتوبر، تحطمت طائرة بقاعدة هيل الجوية بولاية يوتا.
وفي 2022، في كانون الأول/ديسمبر، تحطمت طائرة إثر عودتها من مهمة تدريبية بولاية تكساس.
وفي تموز/يوليو 2022، علقت قيادة سلاح الجو الإسرائيلي التدريب على طائرات “أف – 35” الأميركية “على نحو موقت”.
ولفتت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أنّ “قائد سلاح الجو الإسرائيلي قرّر تعليق التدريب على طائرات “أف – 35″ الأميركية موقتاً، بعد اكتشاف خلل فني فيها”.
وأعلن مسؤول أميركي، في السابع من أيلول/سبتمبر 2022، أنّ وزارة الدفاع (البنتاغون) توقفت عن قبول طائرات “أف – 35” الجديدة، بعد أن اكتشفت أن “مغناطيساً مستخدماً في محرّك المقاتلة الشبح مصنوع من مواد غير مصرّح عنها”.
وقبل ذلك، أقر رئيس هيئة أركان سلاح الجو الأميركي، تشارلز براون جونيور، في شباط/فبراير 2021، بفشل برنامج المقاتلة الأحدث في الترسانة الحربية، “أف – 35 ، كطائرة شبح، والتي زادت حمولتها بالتدريج إلى 25 طناً، وأضحت عقبة في حد ذاتها، بدلاً من التعويل عليها من مقاتلات الجيل الخامس.
ونقل موقع مجلة “فوربس” الأميركية أن “بين العيوب الشائعة، أن المقاتلة تتطلب برامج صيانة عالية ومتواصلة، وغير آمنة. وبالإضافة إلى تكلفتها العالية، والبالغة 100 مليون دولار للمقاتلة، فإنها فشلت أيضاً في تحقيق الأهداف المرجوة منها، وأصبح لزاماً على سلاح الجو التفكير في بديل عنها مع المحافظة على خاصية الشبح”.
السبت - 23 سبتمبر 2023
العهد نيوز/ بغداد
سلطت صحيفة ”الفايننشال تايمز” البريطانية، الضوء على الفشل الكبير في مشاريع أسطول الطائرات الحربية الأمريكية، فيما أشارت إلى أن جاهزية الطائرة الأبرز في الأسطول “F-35” لا تتجاوز 55 بالمئة، بينت أن هناك تساؤلات كثيرة أثيرت في الإدارة الأمريكية ووزارة الدفاع حول فعالية هذا المشروع الدفاعي الباهظ التكلفة.
وذكرت الصحيفة أن “تقرير جديد من المكتب الحكومي الأمريكي للمحاسبة (GAO) كشف أن معدل الجاهزية للطائرات المقاتلة F-35 لا يزيد عن 55%، مما يثير تساؤلات حول فعالية هذا المشروع الدفاعي الباهظ التكلفة”، مبينة أن “المعدل المستهدف للجاهزية من قبل البنتاغون كان بين 85% و90%، ولكن الواقع يظهر نقصاً كبيراً في هذا المعدل”.
وأشارت إلى أن “التقرير نشر بعد أيام قليلة من حادثة التحطم الكارثية لطائرة F-35 التابعة للمشاة البحرية الأمريكية في ولاية ساوث كارولينا”، موضحة أن “سعر كل طائرة F-35 يبلغ حوالي 160 مليون دولار، وهناك المخطط لشراء حوالي 2000 طائرة إضافية بتكلفة إجمالية تقدر ب1.7 تريليون دولار”.
ولفت التقرير إلى أن “هناك فجوة كبيرة في واشنطن حول التوقعات والواقع بشأن الطائرة الحربية التي تعد أحد أكبر مشروعات الدفاع في العالم، إذ أن هناك حاجة ملحة لإعادة تقييم الاستراتيجيات والأساليب المتبعة في صيانة هذه الطائرات”، منوهاً أن “دول حلف شمال الأطلسي وبعض دول آسيا، بالإضافة إلى للكيان المحتل، قامت بإضافة طائرات F-35 إلى قواتها الجوية”.
ورجح التقرير أن “نقص معدل الجاهزية يعود جزئياً إلى تحديات في الصيانة وعدم كفاية التدريب ونقص في قطع الغيار”، مبيناً أنه “من المقرر أن يتولى البنتاغون إدارة الصيانة للطائرات بحلول أكتوبر 2027، مما يجعل هذا الوقت حاسماً لإعادة تقييم استراتيجية الصيانة”.
وأعلنت قاعدة تشارلستون العسكرية الأمريكية أن قوات المشاة عثرت على حطام الطائرة المقاتلة “إف-35” وأجزاء منها قبالة طريق إنديانتاون بمقاطعة فلورنس ويتم إغلاق الطرق بمقاطعة ويليامزبرغ.
ونقلت قناة ABC15، عن المواطنين في المنطقة أنهم سمعوا صوت طائرة تحلق على ارتفاع منخفض، أعقبه ضجيج عال في المنطقة ليلة الأحد.
وقال راندولف وايت الذي يعيش على بعد أميال قليلة من طريق إنديانتاون: “سمعت صوت طائرة قادمة. يبدو أنها كانت تحلق على ارتفاع منخفض نسبيا. ثم سمعت صوت انفجار. لقد أهملت الأمر وقلت ربما يكون دويا صوتيا ناجما عن اختراق حاجز الصوت”.
وأضاف وايت أنه دائما ما يسمع صوت طائرات عسكرية تحلق فوق منزله، لكن ليلة الأحد كانت مختلفة قليلا.
ويقع المكان الذي تم العثور فيه على الحطام والأجزاء على بعد حوالي ساعتين أو 80 ميلا شمال شرق قاعدة تشارلستون المشتركة.
ووفقا لبيان قاعدة تشارلستون المشتركة يوم الأحد، تم نقل طيار المقاتلة إلى مركز طبي محلي وحالته مستقرة، بعد أن قفز بنفسه من الطائرة.
وأكد متحدث باسم القاعدة العسكرية، أن الطائرة التي تبلغ قيمتها 100 مليون دولار تم تحويلها إلى وضع الطيار الآلي قبل أن يخرج الطيار منها.
والطائرة من سرب تدريب الهجوم البحري المقاتل (VMFAT) 501 مع جناح الطائرات البحرية الثاني. وكانت تتمركز في قاعدة “بوفورت” الجوية لقوات مشاة البحرية.
وقالت قاعدة تشارلستون المشتركة في بيان، إنها استخدمت القوات الأرضية والجوية في عمليات البحث عن المقاتلة.
وإنهم ينسقون عمليات البحث مع المحطة الجوية لقوات مشاة البحرية “بوفورت”، وجناح الطائرات البحرية الثاني من مشاة البحرية “Cherry Point”، والمنطقة البحرية الجنوبية الشرقية، وإدارة الطيران الفيدرالية، والدوريات الجوية المدنية، بالإضافة إلى سلطات إنفاذ القانون المحلية والمقاطعية والولاية عبر جنوب كارولينا.
ويواصل المسؤولون الإشارة إلى الحادث على أنه “حادث مؤسف” ولم يتحدثوا عن تفاصيل حول سبب خروج الطيار من الطائرة، وقال جناح الطائرات البحرية الثاني إن الحادث قيد التحقيق ولا يمكن تقديم تفاصيل إضافية من أجل “الحفاظ على نزاهة عملية التحقيق”.
وقال المسؤولون: “لدى وزارة البحرية عملية محددة جيدا هي التحقيق في حوادث الطائرات”.
وطلب مسؤولو مكتب عمدة مقاطعة تشارلستون يوم الاثنين من السكان عدم لمس أو تحريك أي قطعة من حطام الطائرة قد يجدونها. وعليهم بدلا من ذلك، الاتصال بهم.
إن ظروف سقوط الطائرة المقاتلة المفقودة تركت الناس في حيرة من أمرهم. فليلة الأحد، توجهت النائبة عن ولاية كارولينا الجنوبية، نانسي ميس، إلى منصة “إكس” لتطرح الأسئلة، فكتبت: “لا يعرف أحد ما إذا كانت طائرة “إف 35 موجودة في الأجواء أو تحت الماء”.
وفي السياق ذاته، أصدر قائد مشاة البحرية الأمريكية إريك سميث، قرارا بوقف العمل لمدة يومين هذا الأسبوع لجميع وحدات الطيران داخل وخارج الولايات المتحدة، عقب سقوط مقاتلة “إف-35” في كارولينا الجنوبية.
وفتح فقدان هذه الطائرة الباب أمام الكثير من السخرية والتندّر على الإنترنت بسبب مزاياها في التخفي، وهذه المقاتلة المنتمية إلى الجيل الخامس مزودة بتقنيات لتفادي رصدها بالرادار.
فضيحة مدوية
وطلب الجيش الأمريكي من سكان في ولاية كارولاينا الجنوبية مساعدته للعثور على مقاتلة من طراز “إف-35” المتطورة بعد تحطمها الأحد، في طلب اثار سخرية واسعة لدى الأمريكيين الذين اعتبروا ما يجري للطائرات الامريكية والجيش فضيحة مدوية.
وأفادت السلطات العسكرية بأن الطيار اضطر جراء “حادث”، للقفز من هذه المقاتلة من الجيل الخامس والمزودة بتقنيات لتفادي الرصد من الرادار. وتبلغ قيمة الطائرة التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن، نحو 80 مليون دولار.
وبينما نجا الربان، لم يتمكن الجيش من العثور على الطائرة، ما دفع قاعدة تشارلستون لطلب مساعدة السكان.
ونشر الحساب العائد للقاعدة على منصة “إكس” (تويتر سابقاً) منشوراً جاء فيه “اذا كان لديكم أي معلومات قد تساعد فرق البحث في تحديد مكان الـ إف-35، يرجى الاتصال بمركز عمليات الدفاع”.
وأثار هذا الطلب الغريب موجة سخرية بين روّاد مواقع التواصل الاجتماعي الذين تداولوا صورة الطائرة على ملصقات تحمل عنوان “مفقود” وأعربوا عن قلقهم على مصير الـ إف-35، واعدين من يجدها بمكافأة مجزية.
وأكد المسؤولون عن القاعدة أن عمليات البحث تتمّ بالتنسيق مع سلطات الطيران الفدرالية في محيط بحيرتين تقعان الى الشمال من مدينة تشارلستون.
وأعلنت العضو في مجلس النواب الأمريكي نانسي مايس أن العسكريين الأمريكيين حتى الآن لا يعرفون مكان طائرة “إف 35” المفقودة في ولاية كارولينا الجنوبية منذ يوم الأحد.
وذكرت النائبة يوم الاثنين، أنها عقدت لقاء مع ممثلي قوات مشاة البحرية الأمريكية بشأن حادث فقدان الطائرة، لكن العسكريين لا يمتلكون أي معلومات عنها.
وكتبت النائبة على موقع “إكس” (“تويتر” سابقا): “لا يعرف أحد ما إذا كانت طائرة “إف 35″ موجودة في الأجواء أو تحت الماء”.
مشاكل كثيرة ومتكررة
وعلى الرغم من أنّ الولايات المتحدة الأميركية أنفقت ميزانية هائلة لتطوير مقاتلات الجيل الخامس “F-35″، التي تحاول تسويقها عالمياً على أنها مقاتلة بقدرات خارقة، فإنّ خسائرها تجاوزت مليار دولار، قبل أن تخوض معركة واحدة.
وتصل تكلفة الطائرة الواحدة إلى نحو 100 مليون دولار، ووصل عدد ما تحطم منها بشكل جزئي أو كلي، خلال الفترة من 2014 حتى 2023 إلى 12 طائرة، بما فيها هذه الأخيرة، حسبما تشير البيانات المنشورة عن حوادث “أف 35″، وهي خسائر فعلية للجيش الأميركي والجيوش التي اشترت الطائرة ولم تستخدمها في أي مهام عسكرية حتى الآن.
ومن بين الـ 12 حادث، كان نصيب الولايات المتحدة الأميركية 9 حوادث، بينما كان الحوادث الثلاثة الأخرى من نصيب اليابان وبريطانيا.
وتقدّر التكلفة الإجمالية لتشغيل مقاتلات “F-35” خلال دورة حياتها التي تقدر بـ 66 عاماً بنحو 1.3 تريليون دولار، وهو ما يجعلها السلاح الأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، حسبما ذكر موقع “أرمز كنترول سنتر” الأميركي.
وتوجد 3 نسخ من مقاتلات “F-35” تختلف تكلفة كل منها عن الآخر:
وتحطمت أول طائرة “أف-35” بعد احتراقها خلال الإقلاع بقاعدة إغلين الجوية غرب ولاية فلوريدا، عام 2014. وفي عام 2018، احترقت طائرة تابعة لمشاة البحرية، ولاحقاً في العام نفسه، في أيلول/سبتمبر، تحطمت طائرة خارج قاعدة مشاة البحرية في بوفورت، بولاية ساوث كارولينا.
وفي عام 2020، في أيار/مايو، تحطمت طائرة خلال الهبوط بقاعدة إغلين الجوية، ولاحقاً في العام نفسه، اصطدمت طائرة مع طائرة تزود بالوقود في أجواء كاليفورنيا.
وفي عام 2022، في كانون الثاني/يناير غرقت طائرة في مياه بحر الصين الجنوبي، وفي تشرين الأول/أكتوبر، تحطمت طائرة بقاعدة هيل الجوية بولاية يوتا.
وفي 2022، في كانون الأول/ديسمبر، تحطمت طائرة إثر عودتها من مهمة تدريبية بولاية تكساس.
وفي تموز/يوليو 2022، علقت قيادة سلاح الجو الإسرائيلي التدريب على طائرات “أف – 35” الأميركية “على نحو موقت”.
ولفتت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أنّ “قائد سلاح الجو الإسرائيلي قرّر تعليق التدريب على طائرات “أف – 35″ الأميركية موقتاً، بعد اكتشاف خلل فني فيها”.
وأعلن مسؤول أميركي، في السابع من أيلول/سبتمبر 2022، أنّ وزارة الدفاع (البنتاغون) توقفت عن قبول طائرات “أف – 35” الجديدة، بعد أن اكتشفت أن “مغناطيساً مستخدماً في محرّك المقاتلة الشبح مصنوع من مواد غير مصرّح عنها”.
وقبل ذلك، أقر رئيس هيئة أركان سلاح الجو الأميركي، تشارلز براون جونيور، في شباط/فبراير 2021، بفشل برنامج المقاتلة الأحدث في الترسانة الحربية، “أف – 35 ، كطائرة شبح، والتي زادت حمولتها بالتدريج إلى 25 طناً، وأضحت عقبة في حد ذاتها، بدلاً من التعويل عليها من مقاتلات الجيل الخامس.
ونقل موقع مجلة “فوربس” الأميركية أن “بين العيوب الشائعة، أن المقاتلة تتطلب برامج صيانة عالية ومتواصلة، وغير آمنة. وبالإضافة إلى تكلفتها العالية، والبالغة 100 مليون دولار للمقاتلة، فإنها فشلت أيضاً في تحقيق الأهداف المرجوة منها، وأصبح لزاماً على سلاح الجو التفكير في بديل عنها مع المحافظة على خاصية الشبح”.