المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النساء يقدن السيارات بشكل أفضل من الرجال



مقاتل
09-21-2005, 12:02 AM
ألياس توما


أكدت دراسة تشيكية حديثة أن الاعتقاد السائد بان الرجال يقودون السيارات بشكل أفضل من النساء ليس مبنيا على حقائق بقدر ما هو مبني على الغرور والثقة الزائدة بالنفس لدى الرجال .

وتؤكد الدراسة أن أخر المعطيات المتوفرة لدى شرطة المرور التشيكية تؤكد بشكل واضح أن النساء يتسببن بحوادث سير اقل من الرجال بأربع مرات وان نسبة مساهمة النساء في الحوادث المميتة لا تشكل سوى 11% فقط من هذه الحوادث .

وتلفت الدراسة إلى أن الأمر لا يعتبر استثنائيا في العديد من الدول الأوربية والغربية عندما تعرض شركات التامين مبالغ اقل للتامين على السيارات التي تمتلكها النساء لان هذه الشركات متأكدة أن النساء يقدن السيارات بشكل أكثر حذرا وحرصا .

وعلى الرغم من النكات العديدة التي يطلقها الرجال حول النساء السائقات مثل : هل تعرفوا ماذا يعني سيارة من دون سائق ؟ والجواب هو السيارة التي تقودها امرأة أو النكتة التي تقول : سال الميكانيكي السائقة وهو يتطلع إلى سيارتها المحطمة : هل اصطدمت بشجرة فأجابت نعم فسألها ولكن كم مرة ؟على الرغم من هذه النكات فان الخبراء يؤكدون أن النساء يقدن السيارات بشكل أفضل ويؤكد الطبيب النفسي المختص بمسالة النقل كارل هافليك في كتابه علم نفس السائقين بان السائقين من الرجال هم أكثر تدبيرا وراء المقود غير أنهم أكثر عدوانية كما أنهم يميلون أثناء القيادة إلى الاستعراض .

ويضيف أن الرجال يستهزئون بالنساء السائقات ويقولون إنهن ينقلن المشاعر والأحاسيس إلى قيادة السيارة غير أن الواقع هو أن قيادة النساء أكثر هدوءا وتوازنا وقلما ترى سائقة في الطريق تتضايق من تجاوز سيارة أخرى لها وإن كانت قديمة أما لدى الرجال ففي الكثير من الأحيان يشعرون وكان هناك تنافسا بينهم وبين السيارات التي تتجاوزهم ويعتبرون الأمر بمثابة تحدي لهم وأحيانا إهانة لهم الأمر الذي يدفعهم للسرعة وبالتالي زيادة احتمالات وقوع الحوادث.

ويؤكد أن الرجال أكثر ثقة بالنفس من النساء وراء مقود السيارة ولا يرتكبون عنما تنشأ أمامهم أوضاع محرجة غير أنهم يخاطرون بحياتهم وحياة من يقلوهم في سياراتهم لذلك يرى بان الرجال أكثر ارتكابا للحوادث من النساء .

وتؤكد الدراسة أن النساء السائقات لا يبالغن في قدراتهن بل على العكس يخففن من مقدرتهن كما أنهن لا يستجبن للاستفزازات مثل الرجال وقيادة السيارة بالنسبة لأغلبهن ليست سباقا أو تنافسا بل شيء عملي وهو الانتقال بشكل أسرع وأكثر راحة من مكان إلى أخر وعندما ينشأ وضع محرج أمامهن فان رد فعلهن في الغالب يكون في رفع أرجلهن عن البنزين والفرملة كما أنهن يدركن بشكل اكبر بان في الرهان أثناء قيادة السيارة حياة وصحة الناس أما الرجال ففي اغلب الأحيان تكون ردود فعلهم معاكسة ويحاولون التخلص من الوضع الناشىء أمامهم بزيادة السرعة .
وتؤكد الدراسة أن النساء السائقات يقدن السيارات بمسؤولية اكبر وبحرص اكبر ويتسامحن مع أخطاء السائقين الآخرين كما أن لديهن حاجة اقل لفرض حقوقهن بأي ثمن كان ويحترمن أكثر تعليمات السير .

وتشير الدراسة إلى أن أطباء النفس يؤكدون أن الصفة السلبية لدى النساء تكمن في ضعف الثقة بأنفسهن أما السبب في ذلك فيعود إلى أن تجربتهن غالبا ما تكون ضعيفة في قيادة السيارات كما تحط من معنوياتهن الانتقادات الساخرة التي يسمعهن من الرجال .

وحسب طبيبة النفس التشيكية فلاستا ريهنوفا من مركز أبحاث النقل في براغ فان النساء لديهن أثناء حصول وضع محرج أمامهن نزعة للميل نحو معايشة الحدث بدلا من اتخاذ رد الفعل سريع كما أنهن يرتبكن تحت تأثير المشاعر و لا يعرفن كيف يخرجن من الورطة التي أمامهن على عكس الرجال الذين يمتلكون المقدرة بشكل اكبر على توقع الحدث ويتقنون التوجه بشكل أفضل ويحسون بشكل أفضل احتمالات الخطر ومثل هذه الصفات حسب الطبية بالا مكان ملاحظتها لدى السائقات المحترفات أو اللواتي يشاركن في سباقات السيارات.

وتشير الدراسة إلى أن نقاط ضعف السائقات تتمحور في النقاط التالية :
ــ ردود فعلهن تأتي متأخرة أو خاطئة وأيضا التردد في اتخاذ القرارات .
ــ يجدن صعوبة في إتقان الحركة داخل مساحة مغلقة مثل صف السارة .
ــ يملن بشكل أكثر من الرجال إلى التشتت وملاحظة الأشياء من حولهن التي ليست لها علاقة مباشرة بقيادة السيارة .

ولا يوافق أصحاب الرأي الأخر إلى ما تتوصل إليه الدراسة من أن النساء اقل تسببا للحوادث من الرجال ويعتبرون الأمر تلاعبا بالأرقام حيث يقولون إن في تشيكيا 5و3 مليون سائق مقابل 5و2 سائقة وان إحصائية عام 2004 تشير إلى أن النساء تسببن بثمانية وعشرين ألف حادث سير من اصل 200 ألف حادث، غيران الإحصائية لا تشير كم من الوقت تمضيه النساء في السيارات وكم كيلو متر يقطعن سنويا وبمعنى أخر فمن الممكن القول بان قسما كبيرا من النساء من المليونين ونصف اللواتي بحوزتهم شهادات السياقة لا يقدن السيارات بشكل كبير وبالتالي فمن المنطق أن مساهمتهن في وقوع الحوادث هي اقل فلو أن العاملين في الإحصاء حسبوا عدد الحوادث مقارنه بعدد الكيلومترات التي قطعت لكانت نتائجهم مختلفة ولتوصلوا الى نتيجة ليست في صالح النساء .

ويرد أصحاب الدراسة على منتقديهم بالقول بأنه في دول أوروبا الغربية يقدن النساء السيارات بشكل أطول من النساء التشيكيات كما يقطعن كيلومترات أطول ومع ذلك فإنهن يتسببن بحوادث مميتة اقل من الرجال .

ويلتقي أطباء النفس في التقييم بان معظم النساء السائقات لا يخاطرن بشكل عبثي على خلاف الرجال كما لا يبالغن في تقدير مقدراتهن بل على العكس يخففن منها ليس فقط لأنه تنقصن الثقة بالنفس والحزم وإنما في اغلب الأحيان لان تجربتهن غير واسعة في القيادة .
ويشيرون في هذا المجال إلى التعليق الذي قاله مرة الكوميدي التشيكي المشهور بيتر نوفوتني في احد البرامج التلفزيونية والذي يعكس القضية تماما فهو يقول إن الرجال السائقين هم أكثر اقتدارا لان السائقات لديهن تجربة اقل وتجربتهن القليلة في السياقة نابعة من أن الرجال لا يتركونهن يقدن السيارة بشكل اكبر كي لا يثبتن لهم بأنهن سائقات أفضل .