المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإرهابيون في العراق يريدون السعودي إما انتحاريا أو ممولا... فقط



مقاتل
09-20-2005, 11:07 PM
مسؤول سعودي: سورية تتعاون معنا بخصوص المتسللين منذ حوالي سنة واليمن يتعاون حسب طاقته

الرياض: مشاري الذايدي

قال مصدر سعودي أمني لـ«الشرق الأوسط» إن أعداد السعوديين المقاتلين في العراق في تناقص، وأكد أن السلطات السورية بدأت منذ اقل من عام في التعاون بشكل جيد على هذا الصعيد من ناحية تبادل المعلومات وتسليم الأشخاص وكل أشكال التعاون الأمني فيما يخص موضوع المتسللين السعوديين للقتال في العراق عبر الحدود السورية.

وكشف المصدر أن تهريب المخدرات، وتحديدا الحشيش، من العراق إلى السعودية قد زاد في الفترة الأخيرة بنسبة كبيرة بالتزامن مع تدهور الأوضاع الأمنية هناك. وقال: «نشك أن تجارة المخدرات أصبحت قناة مهمة من قنوات التمويل التي تجند وتسهل وتمول عمليات تسلل الأشخاص والصرف على العمليات العسكرية ضد الحكومة العراقية والقوات المتعددة الجنسيات، بالإضافة طبعا للصرف على العمليات التي تقوم بها شبكة القاعدة الإرهابية على الأراضي السعودية».

وعلل المصدر وجود الشك في الاستفادة من تجارة المخدرات بأنه، وبرصد حركة المال، لم توجد حركة مالية في أي شيء تتوازى مع تكلفة هذه العمليات إلا الزيادة في تجارة وتهريب المخدرات من العراق، وقال: «من هنا يصبح الشك كبيرا».

وحول هوية الجهات الممولة للأشخاص المتسللين إلى العراق من السعودية قال: «أولا بخصوص تمويل الإرهاب في السعودية فلدينا معلومات معينة عن الجهات الممولة، ولكننا لن نكشف عنها حاليا، وأما بخصوص العراق فهناك بعض الغموض في هذه المسألة، ولا نستطيع تحديد جهة بعينها، ولكن نحن نرصد مؤشرات، ومنها مؤشر زيادة تهريب المخدرات من العراق، ويكفي أن تعلم انه وخلال سنة واحدة ضبطت السلطات السعودية قرابة عشرة أطنان من الحشيش المهرب من العراق». وأضاف المصدر: «هذا هو المضبوط فقط ، وأكيد انه لا يعني ضبط كل الكميات المهربة، آخذين بالاعتبار أن التهريب من العراق في السابق لم يكن أبدا تهريب مخدرات، بل كان الغالب عليه إما تهريب الخمور أو الحبوب المصنعة مثل الكبتاجون المنبه».

وأكد أن التحليل يقول إن هناك تشابكا في مصادر التمويل بين ما يجري في العراق وما يجري في السعودية، فـ«البعض، ونحن نعرفهم ولن نسميهم الآن، يريد إلحاق الأذى بالسعودية، بدون النظر في طبيعة الجهات، أو الأشخاص، التي تنفذ هذه الرغبة على الأراضي السعودية، وبدون التدقيق في هويتها الفكرية، المهم هو إلحاق الأذى بنا، ثم أن الريال إذا خرج من أجل من يقوم بالإرهاب في السعودية فمن يضمن أن لا يصل هذا الريال إلى الجماعات الإرهابية في العراق؟» وتابع: «أيضا من يضمن ألا تكون تجارة المخدرات، التي قد تكون قناة تمويل للإرهاب في العراق، هي كذلك قناة تمويل في السعودية؟».

وفي ما يخص وجود أطراف من السعودية تساهم في عملية تمويل العناصر التي تنضم للجماعات المسلحة في العراق، أكد المسؤول السعودي انه لم يثبت شيء إلى الآن على هذا الصعيد. وتابع: «على العكس، لقد ثبت لدينا أن بعض العناصر السعودية التي تزمع التسلل إلى العراق تلقت تمويلها من جهات خارج السعودية». وقال «ان الارهابيين في العراق يريدون السعودي إما انتحاريا أو ممولاً فقط».

وعن مراحل رحلة التسلل إلى العراق من البداية إلى النهاية قال:«هناك عدة طرق، فالبعض يخرج بشكل طبيعي وبجواز سفره من خلال احدى الدول ثم يتجه إلى سورية، أو يذهب مباشرة إلى سورية، والبعض ممن يعتقد بانه تحت الملاحظة الأمنية يتسلل إلى اليمن». وأضاف «عموما، من الخطوط المعروفة هو الخط التالي: تتكون القناعة لدى الشخص هنا، ثم يتسلل إلى اليمن، ثم يسافر إلى سورية ويتسلل من هناك إلى العراق». لكن المصدر عاد وأكد أن الجهات الأمنية السورية «تبدي تعاونا جيدا مع نظيرتها السعودية منذ فترة، وكذلك السلطات اليمنية التي نتبادل معها المعلومات حول الأشخاص المرصودين ويبدون تعاونهم قدر طاقتهم».

وشدد المسؤول السعودي على أن هناك وعيا متزايدا لدى المجتمع السعودي بخطورة الوضع في العراق، وان ما يجري هناك من قبل الجماعات المسلحة هو «لعبة» وليس جهادا، وانه قد يكون أولادهم ضحية لهذه اللعبة، مشيدا بالأهالي الذين أصبحوا يبلغون السلطات السعودية بشكوكهم حول ابنهم الذي قد عقد العزم على الذهاب إلى العراق «فنتمكن، بحمد الله ، من حمايته من هذا المصير المحزن قبل الذهاب ونلقي القبض عليه»، وقال: «هذا يتم الآن بشكل مستمر».

ولفت الانتباه إلى التأثير البالغ الذي تركه بث الشريط المصور، أول من أمس، الذي يتحدث فيه شاب سعودي صغير السن اسمه احمد الشايع «غرر به»، وخدعته الجماعات الإرهابية في العراق من اجل تنفيذ عملية انتحارية، من دون أن يعلم أنها انتحارية، كما قال، مستهدفة السفارة الأردنية في بغداد، في ديسمبر (كانون الأول) 2004، ونجا منها بأعجوبة بعد أن أصيب بحروق وتشوهات بالغة. وتحدث في هذا الشريط بلغة مؤثرة عمن خدعه، وقال إنه كاد أن يكون ضحية لجماعات مجهولة الأهداف غامضة الحركة. وقال المصدر السعودي، «لقد تلقينا سيلا من الاتصالات والطلبات من قبل الأهالي والمواطنين لإعادة بث هذه الحلقة، وقد خصصنا رقما هاتفيا لتلقي ردود الفعل فكان هناك أكثر من سبعمائة اتصال في ظرف ساعة أو ساعتين».

يشار إلى أن مسؤولا سعوديا كبيرا قال قبل عدة اشهر لبعض الصحافيين السعوديين، في مجلس عقد خصيصا للنقاش حول وضع الإرهاب، إن عدد السعوديين الذين يتوقع أنهم ذهبوا للقتال في العراق بين 2000 ـ 3000 شخص، وغالبية هؤلاء المقاتلين يذهبون إما عن طريق سورية ثم ينضمون إلى جماعة أبو مصعب الزرقاوي، أو عن طريق الحدود الشمالية الغربية لإيران، ومعظم من يذهب منها ينضم إلى «جيش أنصار السنة». ومن الصعب النفاذ من الحدود السعودية المعززة بوجود أمني كثيف، إضافة إلى أن المنطقة الحدودية صحراء واسعة جداً.