المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بعد تبادل السجناء.. هل نشهد قريباً حصول إتفاق أوسع بين إيران وأمريكا؟



شكو ماكو
08-16-2023, 11:04 AM
https://ar.shafaqna.com/wp-content/uploads/2023/08/%D8%A7%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7.webp

(نجم الدين نجيب)

شفقنا- من الصعب جدا على اكثر الخبراء إلماما بطبيعة العلاقات بين ايران وامريكا، ان يقدم تصورا ولو تقريبيا لما قد وصلت اليه هذه العلاقة، بعد الصفقة التي تم بموجبها تحرير ايران لـ 6 مليارات دولار من اموالها المجمدة في كوريا الجنوبية وتحرير 5 من مواطنيها في سجون امريكا، في مقابل اطلاق ايران سراح 5 من المواطنين الامريكيين المسجونين في ايران.

هناك خبراء يرون ان صفقة تبادل السجناء، قد تمهد لصفقة اشمل بين البلدين، قد تشمل الاتفاق النووي، وهناك من حصر العلاقة بين الجانبين في حدود صفقة تبادل السجناء فقط، وان العداء بين البلدين لم ولن ينخفض منسوبه، كما انه ليس هناك اي بوادر في الافق توحي ان المشاكل بينهما في طريقها الى الحل او الحلحلة.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اعلن امس الثلاثاء أن الولايات المتحدة تواصل الضغط على إيران على خلفية برنامجها النووي على الرغم من صفقة تبادل السجناء، وان واشنطن ستواصل اعتماد استراتيجية الردع والضغط والدبلوماسية مع ايران.

الا ان بلينكن نفسه وفي نفس التصريح يقول “كنا واضحين أن على إيران احتواء التصعيد لإيجاد مساحة للدبلوماسية في المستقبل”، اي ان امريكا قد تجد في صفقة تبادل السجناء نافذة للتوصل من خلالها الا اتفاقيات اخرى مع ايران، في قضايا خلافية اخرى.

اللافت هو ان بعض وسائل الإعلام الأميركية، بما في ذلك “نيويورك تايمز”، كتبت تقول أن الاتفاق الأخير، المتمثل بتحرير الاموال الايرانية في مقابل اطلاق سراح السجناء الامريكيين، قد يكون جزء من اتفاق أوسع، اي ان الوسيلة الاعلامية الامريكية تؤكد ان هناك اتفاق اوسع قد يرى النور قريبا، الا انه في المقابل لم تتفق وسائل اعلام ايرانية فيما بينها حول ما اذا كان هناك اتفاق اوسع في الطريق ام لا، وكل ما قالته الصحافة الايرانية هو ان ايران لم ولن تترك طاولة المفاوضات النووية، التي انسحبت منها امريكا، بعد ان فتحت الاخيرة حسابا على اعمال الشغب التي شهدتها ايران مؤخرا، الا ان حسابها هذا كان جاء خاويا، لذلك ليس امام امريكا الان من خيار الا العودة الى الاتفاق النووي، الذي انسحبت منه في العام 2018 .

هناك من يرى ان التكهنات التي سرت في الاونة الاخيرة، حول وصول طهران وواشنطن إلغŒ اتفاق مؤقت، بعد ان اوصلت امريكا المفاوضات النووية الى طريق مسدود، بسبب اقحامها قضايا مثل البرنامج الصاروخي الايراني، وقضايا حقوق الانسان في المفاوضات، قد تكون في تلك التكهنات بعض المصداقية، فالجانبان بحاجة فرصة، قد تفتح ثغرة في الطريق المسدود الذي وصلت اليه المفاوضات بينهما.

مهما تباينت اراء الخبراء ازاء ما يجري بين ايران وامريكا، الا ان الشيء الثابت، هو ان الاتصالات بين الجانبين غير مقطوعة، حتى وان كانت عبر وسيط، وعدم الانقطاع هذا هو بحد ذاته دليل على ان هناك ارادة لدى الجانبين، للوصول الى صيغة لاتفاق، قد لا يحل جميع الازمات بين الجانبين، ولكن على الاقل يقلل من حدة بعضها او يدور زوايا بعضها الاخر، لاسيما ان امريكا مقبلة على انتخابات رئاسية، والرئيس الامريكي جو بايدن لبأمس الحاجة لانجاز اتفاق مع ايران،وان كان محدودا، يقدمه على انه انتصار دبلوماسي له على الصعيد الدولي، قد يرفع من شعبيته التي باتت لا يحسد عليها.