باباك خورمدين
09-18-2005, 03:24 PM
يستند أي فكر بشري إلى خلفيات إجتماعية تكون هي الدافعة والمحفزة لنهوضة كظاهرة .. والفكر التكفيري سواء في التاريخ الاسلامي المبكر أو في المرحلة المعاصرة اعتمد على التناقضات الاجتماعية الموجودة في كل مجتمع كي يتمكن بسهولة من استغلال التنوع الطائفي لصالحه وهو في هذه المحاولات مرتبط بمصالح معينة يرغب في تحقيقها.
بالنسبة للخوارج .. فإن تكفيرهم للمسلمين لم يكن نتاج تدين بقدر ما كان نتاج مشكلة قابلت إمتيازاتهم التي حصلوا عليها في عهد عمر وتعرضت للتهديد مرتين .. الأولى في عهد عثمان عندما ظهر تماما نيته في العودة إلى سيطرة القرشيين السابقين والموالين لهم من القبائل العربية على الدولة .. والمرة الثانية في عهد علي بن أبي طالب عندما أصدر قرارات اقتصادية واجتماعية منحازة لحقوق الفقراء والموالي وهي تمثل جوهر الإسلام لكن الخوارج الممثلين في فئة القراء - فئة اجتماعية من الطبقة التجارية - شعرت بالتهديد وبالتالي فقد اشتركت في الثورة على عثمان ثم أثارت القلاقل في عهد الامام علي بن أبي طالب واستخدمت سلاح التكفير بحثا عن الاستقلالية القبلية التي كانت تنزع إليها وتبرر بها عدم خضوعها لأي دولة.
أما الفترة المعاصرة فقد استخدم التكفير بتشجيع من حكومات عديدة كانت تخشى قيام ثورات شعبية ضدها وبالتالي تلجأ إلى الدعاة لايجاد عدو بديل للشعب غالبا ما يتمثل في أقلية مذهبية أو دينية أو اثنية ..
في مصر أشعل السادات العداء بين المسلمين والمسيحيين ، وقد قابله سعي آخر للبابا شنودة على تثبيت سيطرته على الأقباط فقام بتحويل المسلمين إلى عدو بالنسبة لهم أيضاً .. وفجأة أصبحت كل مشاكل المسلمين هم المسيحيين ، وكل مشاكل المسيحيين هم المسلمين ، وسقطت مشاكل أخرى كالديكتاتورية والبطالة من الاعتبار مؤقتا .
ونفس المشكلة افتعلها صدام حسين في صراعه مع ايران عندما تحول الايرانيون إلى مجوس فجأة وبدأ الجميع يتحدث عن كفر الشيعة وصدرت كتابات في مصر والسعودية ولبنان حول هذا الموضوع .. ومازالت حتى الآن تصدر بالترافق مع أي حملة تشنها أمريكا على إيران أو حزب الله.
إن هذه الافتعالات الاعلامية لا تجد لها أي أرضية في مجتمع قوي اجتماعيا ولكنها تجد أرضية مناسبة عندما تتسع الهوة بين طبقات المجتمع بطريقة تنذر باشتعال ثورة وبالتالي يصبح على رجال السياسة أن يختلقوا عدو لهذا المجتمع كي تنفجر فيه القنبلة بدلا من أن تنفجر في وجوههم هم ولا يوجد من يستطيع خدمة هذا المخطط أفضل ممن يدعون التدين ويتظاهرون بالقداسة.
بالنسبة للخوارج .. فإن تكفيرهم للمسلمين لم يكن نتاج تدين بقدر ما كان نتاج مشكلة قابلت إمتيازاتهم التي حصلوا عليها في عهد عمر وتعرضت للتهديد مرتين .. الأولى في عهد عثمان عندما ظهر تماما نيته في العودة إلى سيطرة القرشيين السابقين والموالين لهم من القبائل العربية على الدولة .. والمرة الثانية في عهد علي بن أبي طالب عندما أصدر قرارات اقتصادية واجتماعية منحازة لحقوق الفقراء والموالي وهي تمثل جوهر الإسلام لكن الخوارج الممثلين في فئة القراء - فئة اجتماعية من الطبقة التجارية - شعرت بالتهديد وبالتالي فقد اشتركت في الثورة على عثمان ثم أثارت القلاقل في عهد الامام علي بن أبي طالب واستخدمت سلاح التكفير بحثا عن الاستقلالية القبلية التي كانت تنزع إليها وتبرر بها عدم خضوعها لأي دولة.
أما الفترة المعاصرة فقد استخدم التكفير بتشجيع من حكومات عديدة كانت تخشى قيام ثورات شعبية ضدها وبالتالي تلجأ إلى الدعاة لايجاد عدو بديل للشعب غالبا ما يتمثل في أقلية مذهبية أو دينية أو اثنية ..
في مصر أشعل السادات العداء بين المسلمين والمسيحيين ، وقد قابله سعي آخر للبابا شنودة على تثبيت سيطرته على الأقباط فقام بتحويل المسلمين إلى عدو بالنسبة لهم أيضاً .. وفجأة أصبحت كل مشاكل المسلمين هم المسيحيين ، وكل مشاكل المسيحيين هم المسلمين ، وسقطت مشاكل أخرى كالديكتاتورية والبطالة من الاعتبار مؤقتا .
ونفس المشكلة افتعلها صدام حسين في صراعه مع ايران عندما تحول الايرانيون إلى مجوس فجأة وبدأ الجميع يتحدث عن كفر الشيعة وصدرت كتابات في مصر والسعودية ولبنان حول هذا الموضوع .. ومازالت حتى الآن تصدر بالترافق مع أي حملة تشنها أمريكا على إيران أو حزب الله.
إن هذه الافتعالات الاعلامية لا تجد لها أي أرضية في مجتمع قوي اجتماعيا ولكنها تجد أرضية مناسبة عندما تتسع الهوة بين طبقات المجتمع بطريقة تنذر باشتعال ثورة وبالتالي يصبح على رجال السياسة أن يختلقوا عدو لهذا المجتمع كي تنفجر فيه القنبلة بدلا من أن تنفجر في وجوههم هم ولا يوجد من يستطيع خدمة هذا المخطط أفضل ممن يدعون التدين ويتظاهرون بالقداسة.