زاير
08-08-2023, 05:43 PM
https://dqnxlhsgmg1ih.cloudfront.net/section/1691435199978_utIXv_large.jpeg
https://dqnxlhsgmg1ih.cloudfront.net/section/1691435208395_WEiVX_large.jpeg
٠٧ أغسطس ٢٠٢٣
قصة «المرضى المنسيين» على أسرّة المستشفيات العامة في البلاد، ليست جديدة بل تتجدد فصولها يوما بعد يوم، وترهق الكوادر الطبية والتمريضية كما تكبّد الميزانية المخصصة لوزارة الصحة الكثير من النفقات في مجالي العلاج والرعاية.
وبينما تعكف «الصحة» على دراسة وتجهيز متطلبات مشاريعها التنموية الجديدة التي تستعد لتدشينها خلال المرحلة المقبلة وتخصيص القوى العاملة اللازمة لتشغيلها، فإنها تواجه عراقيل الملف المتكرر المتعلق بهؤلاء المرضى المنسيين الذين يمكثون لسنوات في مرافقها، ويستنزفون جهود طواقمها الطبية والتمريضية وطاقاتها بشكل يومي، وسط رفض ذويهم او اصدقائهم تسلمهم منها، ويشير أطباء وممرضون تحدثوا لـ القبس إلى أن عددهم ارتفع إلى 270 مريضاً، يكبدون الميزانية نحو 1.8 مليون دينار سنويا لرعايتهم.
ولأسباب إنسانية وقانونية واحيانا اجتماعية، تواصل طواقم الوزارة جهودها في خدمة هذه الحالات، في وقت تعاني فيه مستشفيات من قلة الأسرّة التي يستغلها هؤلاء في أكثر من مستشفى.
أكدت مصادر صحية لـ القبس أن نحو 270 مريضا من جنسيات مختلفة، بينهم مواطنون وخليجيون وآسيويون، تخلى عنهم ذووهم وسفاراتهم، وظلوا ماكثين في مختلف مستشفيات البلاد لسنوات طوال، بالرغم من الترخيص لهم بالخروج.
وذكرت المصادر أن بين هؤلاء أطفالا تركهم ذووهم خلفهم، مبينة أن الإنفاق على بعض هذه الحالات يتم «بالعون الذاتي» المقدم من الطواقم الطبية والتمريضية التي تتكفل بشراء اجهزة ومستلزمات لعدد من المرضى، ناهيك عن دفع مصاريف السفر وكلفة تذاكر الطيران بالنسبة للوافدين، وذلك بعد تعذر توافر حلول للتعامل معهم.
وأعربت المصادر عن أسفها لعدم تجاوب بعض السفارات مع اتصالات اقسام العلاقات العامة والخدمة الاجتماعية بالمستشفيات، لزيارة رعاياها الماكثين بالمشافي منذ سنوات ومناقشة سبل خروجهم منها ونقلهم لذويهم داخل البلاد او خارجها، مشيرة الى ان ذلك يربك الطواقم العاملة ويرفع منسوب الضغوط عليها بشكل يومي.
وتطرقت الى ممارسات تنمّ عن إجرام، تتمثل في تزويد بعض ذوي المريض للمستشفى ببيانات خاطئة عن الحالة، بهدف عدم التواصل مع من أودعها الجناح وضمان تلقي الحالة للرعاية الصحية دون التواصل معه، لافتة الى حالات لمرضى مسنين ومسجلين في «شؤون ذوي الاعاقة» ويتقاضى ابناؤهم مخصصاتهم المالية، بينما يمكثون هم فترات طويلة بالاجنحة دون أن يزورهم أحد من أسرهم!
تكاليف عالية
وكشف عدد من الاطباء والممرضين، الذين فضلوا عدم ذكر اسمائهم لـ القبس، عن أن العدد الاجمالي لـ«المرضى المنسيين» في المستشفيات العامة، يبلغ نحو 251 حالة تقريبا، مستدركين بأن الرقم لا يكون ثابتا لفترة طويلة بسبب وفاة بعضهم او نجاح الطواقم التمريضية في اقناع ذويهم بنقلهم للمنزل أو التكفل بنقل اخرين لمواطنهم، مشيرين الى ان الاحصائيات الاخيرة بينت وجود 10 حالات في مستشفى الفروانية «بينهم خليجيان»، و35 في مستشفى مبارك الكبير، و38 في المستشفى الاميري، و46 بمستشفى العدان.
وتابع هؤلاء أن مستشفى الجهراء «المبنى القديم» يضم 122 حالة من المرضى المنسيين، بينهم 99 من المسنين (42 مواطنا و57 غير كويتي)، و23 طفلا (11 مواطنا و12 غير كويتي)، وهناك نحو 19 مريضاً في مستشفيات أخرى.
وعن الأسباب التي تدفع اشخاصا للتجرد من المشاعر الانسانية والتخلي عن قريب له بالمستشفى، اشاروا الى ان بعضها يتعلق بعدم وجود اجهزة طبية محددة كأجهزة التنفس الصناعي في المنزل، وعدم الرغبة في شراء الأجهزة أو تخصيص ممرض أو ممرضة لمتابعة الحالة.
وذكروا ان تكلفة الرعاية الصحية للفرد الواحد من المرضى الذين تماثلوا للشفاء ولازالوا قابعين في المستشفيات تصل الى 458 دينارا في العام، فيما تبلغ تكلفة رعاية بعض الحالات داخل الأجنحة الطبية الى 200 دينار يومياً.
وفاته أحزنت الطاقم الطبي
واحدة من المشاهد المحزنة التي تحكي حال هؤلاء المرضى المنسيين، تمثلت في ما رواه بعض الأطباء والممرضين لـ القبس، عن وفاة مريض آسيوي كان قد أُدخل الى وحدة القلب بالمستشفى الأميري في 6 يناير الماضي، وجرى تحويله الى أحد الاجنحة وكانت الزيارات له شبه معدومة من قبل أهله أو أصدقائه.
وذكروا أن الهيئات التمريضية كانت تعمل طوال هذه الفترة على تأمين احتياجاته إضافة الى سعيهم بجهودهم الخاصة لتخصيص ممرض يرافقه للعودة الى موطنه، لكنه توفي منتصف الشهر الجاري مما أصاب الاطباء والممرضين حوله بالحزن.
جهود الجمعيات الخيرية
لفت الاطباء الى دور كبير تلعبه الجمعيات الخيرية، في معالجة جزء من تداعيات ملف المرضى المنسيين، بحرص بعضها على التواصل مع اقسام العلاقات العامة والخدمة الاجتماعية في المستشفيات، لمناقشة سبل دفع رسوم كلفة الرعاية الصحية المقدمة لبعض الحالات من الوافدين، مع التكفل بدفع قيمة تذاكر السفر لهم وتأمين وصولهم الى مواطنهم.
تبرعات الخيّرين
قالت مصادر إن بعض الطواقم الطبية والتمريضية تقوم بجمع مبالغ من متبرعين ومن اموال الزكاة والصدقات، لشراء الاجهزة والتذاكر ودفع قيمة مكوث بعض الوافدين في المستشفيات، وقد يتضمن ذلك أيضا ايفاد ممرض مصاحب للحالة، نظرا لصعوبة ركوب الطيارة بمفرده بسبب سوء حالته الصحية.
البحث عن حلول
شددت المصادر على ضرورة توفير علاج لظاهرة طويلي المكوث بالمستشفيات من قبل جهات الاختصاص، لا سيما وزارات الصحة والشؤون والداخلية وهيئة الاعاقة والسفارات ذات الصلة، ونفت وجود مبرر لمكوث المريض لفترات تصل الى سنوات بحجة عدم إحراز تقدّم طبي في مراحل علاجه.
توزيع المرضى المنسيين على المستشفيات
122 بمستشفى الجهراء القديم
46 في مستشفى العدان
38 في المستشفى الأميري
35 في مستشفى مبارك الكبير
29 في «الفروانية» ومستشفيات أخرى
https://www.alqabas.com/article/5917921 :إقرأ المزيد
https://dqnxlhsgmg1ih.cloudfront.net/section/1691435208395_WEiVX_large.jpeg
٠٧ أغسطس ٢٠٢٣
قصة «المرضى المنسيين» على أسرّة المستشفيات العامة في البلاد، ليست جديدة بل تتجدد فصولها يوما بعد يوم، وترهق الكوادر الطبية والتمريضية كما تكبّد الميزانية المخصصة لوزارة الصحة الكثير من النفقات في مجالي العلاج والرعاية.
وبينما تعكف «الصحة» على دراسة وتجهيز متطلبات مشاريعها التنموية الجديدة التي تستعد لتدشينها خلال المرحلة المقبلة وتخصيص القوى العاملة اللازمة لتشغيلها، فإنها تواجه عراقيل الملف المتكرر المتعلق بهؤلاء المرضى المنسيين الذين يمكثون لسنوات في مرافقها، ويستنزفون جهود طواقمها الطبية والتمريضية وطاقاتها بشكل يومي، وسط رفض ذويهم او اصدقائهم تسلمهم منها، ويشير أطباء وممرضون تحدثوا لـ القبس إلى أن عددهم ارتفع إلى 270 مريضاً، يكبدون الميزانية نحو 1.8 مليون دينار سنويا لرعايتهم.
ولأسباب إنسانية وقانونية واحيانا اجتماعية، تواصل طواقم الوزارة جهودها في خدمة هذه الحالات، في وقت تعاني فيه مستشفيات من قلة الأسرّة التي يستغلها هؤلاء في أكثر من مستشفى.
أكدت مصادر صحية لـ القبس أن نحو 270 مريضا من جنسيات مختلفة، بينهم مواطنون وخليجيون وآسيويون، تخلى عنهم ذووهم وسفاراتهم، وظلوا ماكثين في مختلف مستشفيات البلاد لسنوات طوال، بالرغم من الترخيص لهم بالخروج.
وذكرت المصادر أن بين هؤلاء أطفالا تركهم ذووهم خلفهم، مبينة أن الإنفاق على بعض هذه الحالات يتم «بالعون الذاتي» المقدم من الطواقم الطبية والتمريضية التي تتكفل بشراء اجهزة ومستلزمات لعدد من المرضى، ناهيك عن دفع مصاريف السفر وكلفة تذاكر الطيران بالنسبة للوافدين، وذلك بعد تعذر توافر حلول للتعامل معهم.
وأعربت المصادر عن أسفها لعدم تجاوب بعض السفارات مع اتصالات اقسام العلاقات العامة والخدمة الاجتماعية بالمستشفيات، لزيارة رعاياها الماكثين بالمشافي منذ سنوات ومناقشة سبل خروجهم منها ونقلهم لذويهم داخل البلاد او خارجها، مشيرة الى ان ذلك يربك الطواقم العاملة ويرفع منسوب الضغوط عليها بشكل يومي.
وتطرقت الى ممارسات تنمّ عن إجرام، تتمثل في تزويد بعض ذوي المريض للمستشفى ببيانات خاطئة عن الحالة، بهدف عدم التواصل مع من أودعها الجناح وضمان تلقي الحالة للرعاية الصحية دون التواصل معه، لافتة الى حالات لمرضى مسنين ومسجلين في «شؤون ذوي الاعاقة» ويتقاضى ابناؤهم مخصصاتهم المالية، بينما يمكثون هم فترات طويلة بالاجنحة دون أن يزورهم أحد من أسرهم!
تكاليف عالية
وكشف عدد من الاطباء والممرضين، الذين فضلوا عدم ذكر اسمائهم لـ القبس، عن أن العدد الاجمالي لـ«المرضى المنسيين» في المستشفيات العامة، يبلغ نحو 251 حالة تقريبا، مستدركين بأن الرقم لا يكون ثابتا لفترة طويلة بسبب وفاة بعضهم او نجاح الطواقم التمريضية في اقناع ذويهم بنقلهم للمنزل أو التكفل بنقل اخرين لمواطنهم، مشيرين الى ان الاحصائيات الاخيرة بينت وجود 10 حالات في مستشفى الفروانية «بينهم خليجيان»، و35 في مستشفى مبارك الكبير، و38 في المستشفى الاميري، و46 بمستشفى العدان.
وتابع هؤلاء أن مستشفى الجهراء «المبنى القديم» يضم 122 حالة من المرضى المنسيين، بينهم 99 من المسنين (42 مواطنا و57 غير كويتي)، و23 طفلا (11 مواطنا و12 غير كويتي)، وهناك نحو 19 مريضاً في مستشفيات أخرى.
وعن الأسباب التي تدفع اشخاصا للتجرد من المشاعر الانسانية والتخلي عن قريب له بالمستشفى، اشاروا الى ان بعضها يتعلق بعدم وجود اجهزة طبية محددة كأجهزة التنفس الصناعي في المنزل، وعدم الرغبة في شراء الأجهزة أو تخصيص ممرض أو ممرضة لمتابعة الحالة.
وذكروا ان تكلفة الرعاية الصحية للفرد الواحد من المرضى الذين تماثلوا للشفاء ولازالوا قابعين في المستشفيات تصل الى 458 دينارا في العام، فيما تبلغ تكلفة رعاية بعض الحالات داخل الأجنحة الطبية الى 200 دينار يومياً.
وفاته أحزنت الطاقم الطبي
واحدة من المشاهد المحزنة التي تحكي حال هؤلاء المرضى المنسيين، تمثلت في ما رواه بعض الأطباء والممرضين لـ القبس، عن وفاة مريض آسيوي كان قد أُدخل الى وحدة القلب بالمستشفى الأميري في 6 يناير الماضي، وجرى تحويله الى أحد الاجنحة وكانت الزيارات له شبه معدومة من قبل أهله أو أصدقائه.
وذكروا أن الهيئات التمريضية كانت تعمل طوال هذه الفترة على تأمين احتياجاته إضافة الى سعيهم بجهودهم الخاصة لتخصيص ممرض يرافقه للعودة الى موطنه، لكنه توفي منتصف الشهر الجاري مما أصاب الاطباء والممرضين حوله بالحزن.
جهود الجمعيات الخيرية
لفت الاطباء الى دور كبير تلعبه الجمعيات الخيرية، في معالجة جزء من تداعيات ملف المرضى المنسيين، بحرص بعضها على التواصل مع اقسام العلاقات العامة والخدمة الاجتماعية في المستشفيات، لمناقشة سبل دفع رسوم كلفة الرعاية الصحية المقدمة لبعض الحالات من الوافدين، مع التكفل بدفع قيمة تذاكر السفر لهم وتأمين وصولهم الى مواطنهم.
تبرعات الخيّرين
قالت مصادر إن بعض الطواقم الطبية والتمريضية تقوم بجمع مبالغ من متبرعين ومن اموال الزكاة والصدقات، لشراء الاجهزة والتذاكر ودفع قيمة مكوث بعض الوافدين في المستشفيات، وقد يتضمن ذلك أيضا ايفاد ممرض مصاحب للحالة، نظرا لصعوبة ركوب الطيارة بمفرده بسبب سوء حالته الصحية.
البحث عن حلول
شددت المصادر على ضرورة توفير علاج لظاهرة طويلي المكوث بالمستشفيات من قبل جهات الاختصاص، لا سيما وزارات الصحة والشؤون والداخلية وهيئة الاعاقة والسفارات ذات الصلة، ونفت وجود مبرر لمكوث المريض لفترات تصل الى سنوات بحجة عدم إحراز تقدّم طبي في مراحل علاجه.
توزيع المرضى المنسيين على المستشفيات
122 بمستشفى الجهراء القديم
46 في مستشفى العدان
38 في المستشفى الأميري
35 في مستشفى مبارك الكبير
29 في «الفروانية» ومستشفيات أخرى
https://www.alqabas.com/article/5917921 :إقرأ المزيد