زوربا
09-18-2005, 09:51 AM
ميليس سيواجه أي عرقلة سورية ويضرب ضربته بإعلان كل ما لديه
بيروت - نبيه البرجي
آن الاوان لمثل هذا السؤال: ماذا يحدث - ماذا سيحدث - في لبنان؟
لم يعد يكفي ان يقال ان البلد ممسوك اميركيا، وان سوريا في عنق الزجاجة، لكي يستنتج المرء ان كل شيء يمضي الى الازدهار والاستقرار الكبيرين.
صحيح ان اميركا اصبحت في لبنان، قد يكون هناك نوع ما من التحفظ الفرنسي يحمل احد معلقي «الفيغارو» على التنبيه من «منطق.. الغرفة الاميركية»، ولكن هذه الحقيقة، واللافت ان تجد حتى بين المسلمين من يقول «نعم الحلم الاميركي لا الكابوس السوري».
لا ريب ان الوجود السوري تحوّل الى كابوس، توقف بصورة لا تخطر على بال.
ضربات جوية بعد التقرير
صحيح ايضا ان سوريا في مأزق، نظام امام استحقاقات خطيرة، واذا كانت كونداليسا رايس تقول ان الخيار العسكري ضد سوريا «ليس هو المسألة في الوقت الراهن»، فإن الدبلوماسيين الاوروبيين يتحدثون عن ضربات جوية على «معسكرات التدريب» في وقت لاحق، ربما بعد تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس الذي سيكون له شكل الزلزال في بيروت ودمشق.
وما تستطيع «القبس» تأكيده، نقلا عن مسؤولين معنيين رفيعي المستوى، انه حتى هذه اللحظة لا تسييس البتة للتحقيق، وان القاضي الالماني الذي عندما يريد ان يريح اعصابه يستمع الى موسيقى ريتشارد فاغنر (المثيرة للأعصاب احيانا)، لا ابواب مقفلة امامه، واذا ما لمس اي عرقلة من دمشق، فإنه «سيضرب ضربته»، اي انه سيعقد مؤتمرا صحفيا، يقول كل ما لديه، ولا يوفر احدا من صفة «مشتبه به».
متورطون سوريون
لكن العاصمة السورية تؤكد انها ستتعاون، هناك متورطون سوريون بالتأكيد، حتى الآن الاسماء معروفة.
ما قصة القلم الذي كان يحمله الرئيس الحريري في اللقاء الاخير مع الرئيس بشار الاسد والذي انتهى بتهديد عاصف من هذا الاخير، كما روت اكثر من جهة.
قيل، القلم سجل كل شيء، ولكن يقال الآن ان المكتب الرئاسي، سواء كان في قصر الشعب ام في قصر المهاجرين هو تحت السيطرة الالكترونية الكاملة، خوفا من اي طارئ، والذين اجروا مقابلة مع الرئيس السوري يعرفون ما هي الترتيبات الالكترونية التي تتخذ، هذا جانب تقني ولكن هناك جانبا آخر: هل رفيق الحريري من النوع الذي يحمل آلة تسجيل في جيبه؟ وهل كان يتوقع ان يسمع تهديدا بالقتل، وكلاما يطال جاك شيراك ووليد جنبلاط يستخدم في المعركة اللاحقة؟.
كثيرون في بيروت يقولون ان رئيس الحكومة الراحل لم يكن ليتصرف على ذلك النحو، اخلاقيته اعلى بكثير، وهي الاخلاقية نفسها التي حملته على التراجع عن قوله انه يقطع يده ولا يوقع قانون التمديد لرئيس الجمهورية اميل لحود، غريبة المصادفة انه وقع على القانون بيد كانت مربوطة الى العنق، فعل هذا، وقال ان سوريا في خطر، وهذا ليس وقت الوقوف في وجهها.
استنفار لمواجهة الزلزال
السوريون الآن في ذلك الوضع الذي يبذلون فيه كل جهودهم للحفاظ على النظام، كل الاجهزة الامنية والسياسية والاقتصادية مستنفرة الآن لمواجهة الاحتمالات، بكلمة اخرى لمواجهة الزلزال.
هل دمشق هي التي تقف وراء انفجارالاشرفية في الدقائق الاخيرة، الاخيرة جدا، من يوم الجمعة؟ انه الانفجار السابع في الشطر الشرقي من بيروت وضاحيته، كل الانفجارات حدثت في مناطق تقطنها غالبية مسيحية كاسحة، لكن الاخير وقع في حي سكني بالكامل، قتل رجل ارمني في الثمانين يدعى هايك سيفوليان تحت جدار المقهى الذي يملكه، جرح اكثر من عشرين، الغريب ان احد نواب بيروت سارع الى اتهام النظام الامني، انه «راجح» في الاسكتش الرحباني الشهير، اين هو النظام الامني؟ المديرية العامة للامن العام قلبت رأسا على عقب، كذلك المديرية العامة لأمن الدولة، ومديرية المخابرات في الجيش، ناهيك عن المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، اما لواء الحرس الجمهوري فهو في اسوأ حالاته، معاونو العميد مصطفى حمدان الموقوف في قضية اغتيال الحريري، ينتظرون بين لحظة واخرى، استدعاءهم الى فندق مونتيفردي، كثيرون ترتعد فرائصهم الآن، وثمة كلام عن ان الاربعة الذين ما زالوا يصرون، حتى الآن، على الانكار قد ينهارون في اي وقت ويقولون كل شيء، حتى وان كان المحامون يقولون: «انتظروا المفاجأة قبل 25 اكتوبر..»، هل سيخلى سبيلهم؟ لا احد يمكنه ان يقول شيئا، اشتبه بهم ديتليف ميليس، لكنه اشار في الوقت نفسه الى قرينة البراءة.
عربة الجنرالات
لا بل ان «القبس» سمعت من احد المعنيين قوله: «لعل توقيف الاربعة في الظروف الدراماتيكية المعروفة، هو الوصول الى الجناة الحقيقيين، وهم خارج لبنان»، عربة تسير بواسطة 4 جنرالات (وليس بـ 4 عجلات) للوصول الى الحقيقة.
لكن مصادر التحقيق تؤكد عملية التورط، لا يستخدم المحققون ادوات التعذيب التي تستخدم في بعض البلدان العربية (احد الذين خضعوا للتعذيب قال انه كان مستعدا للاعتراف بأنه قتل هابيل)، وليخرج قايين من التهمة، وعلى هذا الاساس، لا يمكن الاعتداء بالـ «لا» التي يتمسك بها الاربعة اذا ما توفرت الادلة والقرائن الدامغة.
انفجار الاشرفية طرح السؤال حول من يقف وراءه. النظام الامني وراء القضبان، ومن يصفه تيار المستقبل بـ «رأس النظام الامني»، اي رئيس الجمهورية، موجود في نيويورك يكافح للحظة من الضوء الذي استقطب اكثره زعيم التيار سعد الحريري، وكان آخر مظهر لذلك اللقاء مع وزيرة الخارجية الاميركية، مع ان الرهان كان على لقاء مع الرئيس جورج دبليو بوش الذي شغله اعصار كاترينا وتداعياته عن اشياء كثيرة.
لو كان السوريون
اذا كان السوريون يفعلون ذلك، فما الغاية؟ يقول سياسي بارز «لم نعرفهم رحيمين الى هذا الحد»، في نظره الى انه لو كان السوريون وراء تلك الانفجارات لما اقتصر الامر على جرحى، قتيل امس الأول سقط عليه جدار هرم. حتى الآن لا وجود لأي مشبوه، مجرد مشبوه، الهدف من وراء التفجيرات واضح وهو اثارة الهلع لدى المسيحيين في لبنان، ماذا وراء الهدف؟ قد يقود هذا الى طرف الخيط.
مصدر امني قال لـ «القبس» ان معطيات قد تجمعت وهي قد تقضي في وقت قريب، الى التعرف على الشبكة التي تنفذ التفجيرات، هذه حقيقة فماذا عن الحقيقة الكبرى: اغتيال رفيق الحريري.
اسماء الجرحى
روني عساف، ديما صيقلي، تريز صيقلي، ستيفاني راشد، ناديا هوشر، سعاد يونس، سعاد فواز، منال صابوني، ليليان طعمة، الين بكاليان، رفقة وانطوانيت شناكيان، لينا بعقليني، جوزف بشعلاني (حالة خطرة)، مكرم نخول، بشارة بشارة، ميشال نخول، جميل حمزة، كابي مجدلاني، نرسيس نارسيان، اخاديس نارسيان، لينا جورج فرح، سليمان اسعد، رفيق مدني وامرأة سريلانكية.
بيروت - نبيه البرجي
آن الاوان لمثل هذا السؤال: ماذا يحدث - ماذا سيحدث - في لبنان؟
لم يعد يكفي ان يقال ان البلد ممسوك اميركيا، وان سوريا في عنق الزجاجة، لكي يستنتج المرء ان كل شيء يمضي الى الازدهار والاستقرار الكبيرين.
صحيح ان اميركا اصبحت في لبنان، قد يكون هناك نوع ما من التحفظ الفرنسي يحمل احد معلقي «الفيغارو» على التنبيه من «منطق.. الغرفة الاميركية»، ولكن هذه الحقيقة، واللافت ان تجد حتى بين المسلمين من يقول «نعم الحلم الاميركي لا الكابوس السوري».
لا ريب ان الوجود السوري تحوّل الى كابوس، توقف بصورة لا تخطر على بال.
ضربات جوية بعد التقرير
صحيح ايضا ان سوريا في مأزق، نظام امام استحقاقات خطيرة، واذا كانت كونداليسا رايس تقول ان الخيار العسكري ضد سوريا «ليس هو المسألة في الوقت الراهن»، فإن الدبلوماسيين الاوروبيين يتحدثون عن ضربات جوية على «معسكرات التدريب» في وقت لاحق، ربما بعد تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس الذي سيكون له شكل الزلزال في بيروت ودمشق.
وما تستطيع «القبس» تأكيده، نقلا عن مسؤولين معنيين رفيعي المستوى، انه حتى هذه اللحظة لا تسييس البتة للتحقيق، وان القاضي الالماني الذي عندما يريد ان يريح اعصابه يستمع الى موسيقى ريتشارد فاغنر (المثيرة للأعصاب احيانا)، لا ابواب مقفلة امامه، واذا ما لمس اي عرقلة من دمشق، فإنه «سيضرب ضربته»، اي انه سيعقد مؤتمرا صحفيا، يقول كل ما لديه، ولا يوفر احدا من صفة «مشتبه به».
متورطون سوريون
لكن العاصمة السورية تؤكد انها ستتعاون، هناك متورطون سوريون بالتأكيد، حتى الآن الاسماء معروفة.
ما قصة القلم الذي كان يحمله الرئيس الحريري في اللقاء الاخير مع الرئيس بشار الاسد والذي انتهى بتهديد عاصف من هذا الاخير، كما روت اكثر من جهة.
قيل، القلم سجل كل شيء، ولكن يقال الآن ان المكتب الرئاسي، سواء كان في قصر الشعب ام في قصر المهاجرين هو تحت السيطرة الالكترونية الكاملة، خوفا من اي طارئ، والذين اجروا مقابلة مع الرئيس السوري يعرفون ما هي الترتيبات الالكترونية التي تتخذ، هذا جانب تقني ولكن هناك جانبا آخر: هل رفيق الحريري من النوع الذي يحمل آلة تسجيل في جيبه؟ وهل كان يتوقع ان يسمع تهديدا بالقتل، وكلاما يطال جاك شيراك ووليد جنبلاط يستخدم في المعركة اللاحقة؟.
كثيرون في بيروت يقولون ان رئيس الحكومة الراحل لم يكن ليتصرف على ذلك النحو، اخلاقيته اعلى بكثير، وهي الاخلاقية نفسها التي حملته على التراجع عن قوله انه يقطع يده ولا يوقع قانون التمديد لرئيس الجمهورية اميل لحود، غريبة المصادفة انه وقع على القانون بيد كانت مربوطة الى العنق، فعل هذا، وقال ان سوريا في خطر، وهذا ليس وقت الوقوف في وجهها.
استنفار لمواجهة الزلزال
السوريون الآن في ذلك الوضع الذي يبذلون فيه كل جهودهم للحفاظ على النظام، كل الاجهزة الامنية والسياسية والاقتصادية مستنفرة الآن لمواجهة الاحتمالات، بكلمة اخرى لمواجهة الزلزال.
هل دمشق هي التي تقف وراء انفجارالاشرفية في الدقائق الاخيرة، الاخيرة جدا، من يوم الجمعة؟ انه الانفجار السابع في الشطر الشرقي من بيروت وضاحيته، كل الانفجارات حدثت في مناطق تقطنها غالبية مسيحية كاسحة، لكن الاخير وقع في حي سكني بالكامل، قتل رجل ارمني في الثمانين يدعى هايك سيفوليان تحت جدار المقهى الذي يملكه، جرح اكثر من عشرين، الغريب ان احد نواب بيروت سارع الى اتهام النظام الامني، انه «راجح» في الاسكتش الرحباني الشهير، اين هو النظام الامني؟ المديرية العامة للامن العام قلبت رأسا على عقب، كذلك المديرية العامة لأمن الدولة، ومديرية المخابرات في الجيش، ناهيك عن المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، اما لواء الحرس الجمهوري فهو في اسوأ حالاته، معاونو العميد مصطفى حمدان الموقوف في قضية اغتيال الحريري، ينتظرون بين لحظة واخرى، استدعاءهم الى فندق مونتيفردي، كثيرون ترتعد فرائصهم الآن، وثمة كلام عن ان الاربعة الذين ما زالوا يصرون، حتى الآن، على الانكار قد ينهارون في اي وقت ويقولون كل شيء، حتى وان كان المحامون يقولون: «انتظروا المفاجأة قبل 25 اكتوبر..»، هل سيخلى سبيلهم؟ لا احد يمكنه ان يقول شيئا، اشتبه بهم ديتليف ميليس، لكنه اشار في الوقت نفسه الى قرينة البراءة.
عربة الجنرالات
لا بل ان «القبس» سمعت من احد المعنيين قوله: «لعل توقيف الاربعة في الظروف الدراماتيكية المعروفة، هو الوصول الى الجناة الحقيقيين، وهم خارج لبنان»، عربة تسير بواسطة 4 جنرالات (وليس بـ 4 عجلات) للوصول الى الحقيقة.
لكن مصادر التحقيق تؤكد عملية التورط، لا يستخدم المحققون ادوات التعذيب التي تستخدم في بعض البلدان العربية (احد الذين خضعوا للتعذيب قال انه كان مستعدا للاعتراف بأنه قتل هابيل)، وليخرج قايين من التهمة، وعلى هذا الاساس، لا يمكن الاعتداء بالـ «لا» التي يتمسك بها الاربعة اذا ما توفرت الادلة والقرائن الدامغة.
انفجار الاشرفية طرح السؤال حول من يقف وراءه. النظام الامني وراء القضبان، ومن يصفه تيار المستقبل بـ «رأس النظام الامني»، اي رئيس الجمهورية، موجود في نيويورك يكافح للحظة من الضوء الذي استقطب اكثره زعيم التيار سعد الحريري، وكان آخر مظهر لذلك اللقاء مع وزيرة الخارجية الاميركية، مع ان الرهان كان على لقاء مع الرئيس جورج دبليو بوش الذي شغله اعصار كاترينا وتداعياته عن اشياء كثيرة.
لو كان السوريون
اذا كان السوريون يفعلون ذلك، فما الغاية؟ يقول سياسي بارز «لم نعرفهم رحيمين الى هذا الحد»، في نظره الى انه لو كان السوريون وراء تلك الانفجارات لما اقتصر الامر على جرحى، قتيل امس الأول سقط عليه جدار هرم. حتى الآن لا وجود لأي مشبوه، مجرد مشبوه، الهدف من وراء التفجيرات واضح وهو اثارة الهلع لدى المسيحيين في لبنان، ماذا وراء الهدف؟ قد يقود هذا الى طرف الخيط.
مصدر امني قال لـ «القبس» ان معطيات قد تجمعت وهي قد تقضي في وقت قريب، الى التعرف على الشبكة التي تنفذ التفجيرات، هذه حقيقة فماذا عن الحقيقة الكبرى: اغتيال رفيق الحريري.
اسماء الجرحى
روني عساف، ديما صيقلي، تريز صيقلي، ستيفاني راشد، ناديا هوشر، سعاد يونس، سعاد فواز، منال صابوني، ليليان طعمة، الين بكاليان، رفقة وانطوانيت شناكيان، لينا بعقليني، جوزف بشعلاني (حالة خطرة)، مكرم نخول، بشارة بشارة، ميشال نخول، جميل حمزة، كابي مجدلاني، نرسيس نارسيان، اخاديس نارسيان، لينا جورج فرح، سليمان اسعد، رفيق مدني وامرأة سريلانكية.