شكو ماكو
07-27-2023, 06:21 PM
https://www.aljazeera.net/wp-content/uploads/2022/11/gettyimages-1204832517.jpg?resize=770%2C513&quality=80
شنيد أوكونور تقدم عرضا في قاعة بسان فرانسيسكو في كاليفورنيا الأميركية (غيتي)
27/7/2023
توفيت المغنية الشهيرة وكاتبة الأغاني الأيرلندية شنيد أوكونور عن عمر ناهز 56 عاما، ونقلت الإذاعة الوطنية الأيرلندية "آر تي إي" (RTE) نعي عائلة المغنية "ببالغ الحزن نعلن وفاة محبوبتنا شنيد" وطالبت أصدقاءها بـ"احترام خصوصيتها في هذا الوقت الصعب للغاية".
وعلق رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فاردكار عبر تويتر "أنا آسف جدا لسماع نبأ وفاة شنيد أوكونور"، مضيفا "كانت موسيقاها محبوبة في جميع أنحاء العالم وموهبتها لا مثيل لها ولا تضاهى".
اجتاحت أوكونور -التي اشتهرت أيضا بمعركتها ضد الاعتداءات الجنسية في الكنيسة- عالم الغناء ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي بصوتها الفريد وطبعها الناري ورأسها الحليق، خصوصا بعد صدور أغنيتها الشهيرة "لا شيء يقارن بك" (Nothing Compares 2 U) (https://www.aljazeera.net/arts/2022/11/23/%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%85-%D9%84%D8%A7-%D8%B4%D9%8A%D8%A1-%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%86-%D8%B4%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%AF-%D8%A3%D9%88%D9%83%D9%88%D9%86%D9%88%D8%B1-%D9%85%D9%86) التي اختيرت كأفضل أغنية فردية بالعالم، وأذهلت النقاد، وفجّرت المشهد الموسيقي العالمي، وبيع أكثر من 7 ملايين نسخة.
je8Mh7Bc2hI
وقالت عنها الناقدة والمؤلفة الأميركية نيل مينو (https://www.rogerebert.com/reviews/nothing-compares-movie-review-2022) "هذه الأغنية كانت تجري في دمنا"، وبخلاف الأغنية الشهيرة عرفت أوكونور بمواقفها الاجتماعية والسياسية الجريئة ومن ذلك تضامنها مع فلسطين، وقالت في تصريحات لوسائل إعلامية: “لا يوجد أي شخص عاقل، بما في ذلك نفسي، لا يكنّ داخله سوى التعاطف مع محنة الفلسطينيين.
لا يوجد أي شخص عاقل على وجه الأرض يقبل بأي شكل من الأشكال، ما ترتكبه السلطات الإسرائيلية“.
غيرت أوكونور صورة المرأة في الموسيقى في أوائل التسعينيات، وعرفت بموقفها السياسي ضد الكنيسة الكاثوليكية، إذ دعت طوال سنوات لإجراء تحقيق موسع في دور الكنيسة في قضية التستر على إساءة معاملة الأطفال من قبل رجال الدين، واعتنقت الإسلام في عام 2018 وغيرت اسمها إلى "شُهداء صداقات".
التحول للإسلام
وكتبت على تويتر في أكتوبر/تشرين الأول 2018: "أعلن أنني فخورة بكوني مسلمة"، واعتبرت الإسلام "النتيجة الطبيعية لكل رحلة دين ذكية"، وأضافت "كل دراسة للكتاب المقدس تؤدي إلى الإسلام".
وفي تصريحاتها أثناء مقابلة إعلامية عام 2019، قالت: “تشير كلمة “التحوُّل” إلى فكرة أنه إذا كنت ستدرس القرآن، فستدرك أنك كنت مسلمًا طوال حياتك دون تدرك ذلك، وهذا ما حدث لي“.
وأضافت:
“لقد بدأت في دراسة الكتب المقدسة من ديانات مختلفة، في محاولة للعثور على “الحقيقة “عن الله … لم أفكر مطلقًا في أنني سأعتنق أي ديانة، وتركت الإسلام حتى النهاية لأنني كنت متحاملةً عليه. ولكن لاحقًا عندما بدأت القراءة، وقرأت فقط الفصل الثاني وحده من القرآن، أدركت أنني وجدت ضالّتي. لقد كنت مسلمةً طوال حياتي ولم أدرك ذلك“.
وحينما سألها المقدّم عن الحجاب، قالت: “أرتديه لأنني أحبه. بالنسبة لي، ارتداء الحجاب يماثل ارتدائي للصليب سابقًا، إنه عبارة عن تعريف بنفسي بأنني مسلمة وجزء من عائلة“.
ولم يَغِب عن بعض النشطاء الذين حزنوا لوفاتها التذكير بموقفها المشرّف تجاه الشعب الفلسطيني، حيث قررت عام 2014 مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي والانسحاب من حفل موسيقي كان من المقرر أن يُقام في إسرائيل.
بدايات دبلن
وكانت بدايات أوكونور من الشوارع والحانات في دبلن، حيث ساعدتها الحاجة إلى إسماع كلمتها وسط الضجيج السائد على إعلاء صوتها.
في سن الـ20، انتقلت إلى لندن وسجلت ألبومها الأول عندما كانت حاملا بطفلها الأول، وقد طلبت منها شركة الإنتاج حينها باعتماد مظهر أنثوي أكثر، مما أثار استياءها.
وقالت أوكونور لصحيفة "ديلي تلغراف" عام 2014 "لقد دعوني لتناول الغداء وقالوا إنهم يرغبون في رؤيتي أرتدي تنانير قصيرة وأحذية ذات كعب عال وأن أترك شعري ينمو".
بعد فترة وجيزة، طلبت المغنية من مصفف شعر يوناني شاب أن يحلق رأسها. "لم يكن يريد أن يفعل ذلك، لقد كاد يبكي. أما أنا فقد كنت سعيدة بالأمر".
وصرّحت أوكونور في عام 2013 "أعتقد أن عليّ القول إن الموسيقى أنقذتني. لقد كنت أمام خيارَي السجن أو الموسيقى. كنت محظوظة".
https://www.aljazeera.net/wp-content/uploads/2023/07/222333-1690448186.jpg?resize=770%2C503&quality=80
شنيد أوكونور تقدم عرضا في قاعة بسان فرانسيسكو في كاليفورنيا الأميركية (غيتي)
وقد جعلها رأسها الحليق ونظراتها الثاقبة وصوتها الرقيق نجمة في جميع أنحاء العالم، ودائما ما كانت تقدم حفلات استُنفدت كل تذاكرها.
كانت معروفة أيضا بمناصرتها لحقوق المرأة وانتقادها للاعتداءات الجنسية داخل الكنيسة الكاثوليكية في أيرلندا.
https://youtu.be/5KuGUP-C9Ko
في العام 1992، نددت بالاعتداءات الجنسية على الأطفال في الكنيسة من خلال تمزيقها صورة البابا يوحنا بولس الثاني خلال البرنامج التلفزيوني الأميركي "ساترداي نايت لايف".
ولم تكن تكشفت بعد يومها آلاف حالات الاعتداءات الجنسية على الأطفال والمراهقين التي ارتكبها رجال الدين في أيرلندا بين ستينيات القرن العشرين وتسعيناته.
وكانت أوكونور أثارت الجدل بعد تعميدها كاهنة في إحدى الكنائس الأيرلندية عام 1999، ثم اعتناقها الإسلام عام 2018، ثم عودتها إلى المسرح الأميركي، وهي مفعمة بالحيوية والثقة في صوتها القوي عام 2020، ونشر مذكراتها (https://www.amazon.com/Rememberings-Sin%C3%A9ad-OConnor/dp/0358423880) التي أصبحت الأكثر مبيعا العام الماضي، وانتهاء بالانتحار الصادم لابنها شين (17 عاما) العام الماضي 2022.
فقد فَجّرت غضبا عارما بالولايات المتحدة بعد رفضها عزف النشيد الوطني قبل حفل لها في نيوجيرسي عام 1990، مما جعل المغني فرانك سيناترا "يتنمر عليها ويسخر من رأسها الحليق، ويهددها بالركل".
الأيرلندية المتمردة
"إنها شخصية لامعة ترفض الانصياع" بهذه العبارة وصف الناقد المخضرم بيتر برادشو (https://www.theguardian.com/film/2022/oct/05/nothing-compares-review-portrait-sinead-oconnor) نجمة الثمانينيات أوكونور تعليقا على تحولها الجريء إلى الإسلام، معتبرا أنه "دليل قوي على شخص لامع يرفض الانصياع"، بحسب تقرير (https://www.aljazeera.net/arts/2022/11/23/%d9%81%d9%8a%d9%84%d9%85-%d9%84%d8%a7-%d8%b4%d9%8a%d8%a1-%d9%8a%d9%82%d8%a7%d8%b1%d9%86-%d8%b4%d9%8a%d9%86%d9%8a%d8%a7%d8%b1%d8%af-%d8%a3%d9%88%d9%83%d9%88%d9%86%d9%88%d8%b1-%d9%85%d9%86) سابق للجزيرة نت.
وأضاف "نحن بصدد إنتاج فيلم وثائقي يحتفي بأسطورة غنائية، وصاحبة موهبة فذة، اختارت أن تسبق عصرها، بأسلوبها الصادم، كمُنشقة ترفض الصمت، وتتحمل ثمن مجاهرتها بآرائها السياسية، ودفاعها عن قضايا أصبحت شائعة بعد تصديها لها".
امتلكت أوكونور كل شيء، وحققت نجاحا ساحقا "لكنها ألقت بكل ذلك بعيدا، وأصبحت منبوذة، لتحدثها علنا في أمور لم يجرؤ عليها أحد"، بحسب برادشو الذي لا يخفي إعجابه باستمرارها، رغم كل شيء، في صنع الموسيقى "كدليل على شجاعتها وصلابتها".
لكن هذا لم يمنع أوكونور أن تصبح شخصية احتجاجية عالمية "باقتحامها قضايا مثيرة للجدل نقلتها من النجومية إلى النبذ" وفقا لشبكة "شو تايم".
نعي وتعاطف
ونَعَى “معهد فهم الشرق الأوسط” الأمريكي المغنية في تغريدة عبر تويتر بقوله: “سخرت سينيد أوكونور صوتها الصادح لخدمة النضال العالمي ضد الاضطهاد، من وطنها أيرلندا حتى الفصل العنصري في جنوب إفريقيا وفي فلسطين. لم تخف أبدًا من قول الحقيقة بوجه السلطة، بغض النظر عن العواقب.
سنفتقدها“.
وغرد الكاتب والباحث الفلسطيني رمزي بارود: “لقد ماتت سينيد أوكونور. سنتذكرها دائمًا لشجاعتها وإصرارها وأخلاقها وقولها الحقيقة بوجه لسلطة – ولصوتها الملائكي“.
وكتب روب ووكر: “لقد ماتت سينيد أوكونور اليوم. كانت شجاعة وصريحة وجريئة. عُرفت بانتقادها الكنيسة الرومانية الكاثوليكية لإساءة معاملة الأطفال وتمزيق صورة البابا في ذلك الوقت. تسبب هذا الفعل بجدلٍ حينها، لكنها كانت محقة“.
وأشار الصحفي باري مالون إلى ذلك الأمر بقوله: “بعد مرور ثلاثين عام، لم تفقد هذه اللحظة الرائعة أيًا من قوتها. كانت سينيد تحتجّ على التستر على الجرائم الجنسية من قبل الكنيسة الكاثوليكية. تخيلوا الشجاعة التي تحلّت بها للقيام بذلك على الهواء مباشرة على التلفزيون الأمريكي. وكانت محقة طوال الوقت”
وبدوره، نعاها القانوني والباحث في شؤون رهاب الإسلام (الإسلاموفوبيا)، خالد بيضون، في منشورٍ مطوّل، قال فيه: “مع تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا في جميع أنحاء أوروبا ، قالت سينيد: “إذا كرهني شخص ما كمسلمة، فإن ذلك سيزيد صمودي“.
وتابع: “أكثر ما أعجبني في سينيد هو شخصيتها الثابتة. لقد رفضت اتّباع المظاهر الفاسدة لثقافة البوب والشهرة، رافضة إخفاء عمق نضالاتها، لتذكيرنا بأن الظهور بعيوبك لهو إشارة على كمال إنسانيتك“.
وأضاف:
“لو كان بإمكانها، لكانت سينيد – التي غيرت اسمها لـ شهداء بعد أن أصبحت مسلمة – اعترضت على نعي الوسائل الإعلامية لها الآن، والتي تتغاضى عن هويتها الإسلامية أو تمحوها، وتنشر صورها وهي حليقة الرأس كما كانت في التسعينيات بدلاً من الحجاب الذي لفته حول رأسها حتى يومها الأخير“.
المصدر : الجزيرة + وكالات
شنيد أوكونور تقدم عرضا في قاعة بسان فرانسيسكو في كاليفورنيا الأميركية (غيتي)
27/7/2023
توفيت المغنية الشهيرة وكاتبة الأغاني الأيرلندية شنيد أوكونور عن عمر ناهز 56 عاما، ونقلت الإذاعة الوطنية الأيرلندية "آر تي إي" (RTE) نعي عائلة المغنية "ببالغ الحزن نعلن وفاة محبوبتنا شنيد" وطالبت أصدقاءها بـ"احترام خصوصيتها في هذا الوقت الصعب للغاية".
وعلق رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فاردكار عبر تويتر "أنا آسف جدا لسماع نبأ وفاة شنيد أوكونور"، مضيفا "كانت موسيقاها محبوبة في جميع أنحاء العالم وموهبتها لا مثيل لها ولا تضاهى".
اجتاحت أوكونور -التي اشتهرت أيضا بمعركتها ضد الاعتداءات الجنسية في الكنيسة- عالم الغناء ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي بصوتها الفريد وطبعها الناري ورأسها الحليق، خصوصا بعد صدور أغنيتها الشهيرة "لا شيء يقارن بك" (Nothing Compares 2 U) (https://www.aljazeera.net/arts/2022/11/23/%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%85-%D9%84%D8%A7-%D8%B4%D9%8A%D8%A1-%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%86-%D8%B4%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%AF-%D8%A3%D9%88%D9%83%D9%88%D9%86%D9%88%D8%B1-%D9%85%D9%86) التي اختيرت كأفضل أغنية فردية بالعالم، وأذهلت النقاد، وفجّرت المشهد الموسيقي العالمي، وبيع أكثر من 7 ملايين نسخة.
je8Mh7Bc2hI
وقالت عنها الناقدة والمؤلفة الأميركية نيل مينو (https://www.rogerebert.com/reviews/nothing-compares-movie-review-2022) "هذه الأغنية كانت تجري في دمنا"، وبخلاف الأغنية الشهيرة عرفت أوكونور بمواقفها الاجتماعية والسياسية الجريئة ومن ذلك تضامنها مع فلسطين، وقالت في تصريحات لوسائل إعلامية: “لا يوجد أي شخص عاقل، بما في ذلك نفسي، لا يكنّ داخله سوى التعاطف مع محنة الفلسطينيين.
لا يوجد أي شخص عاقل على وجه الأرض يقبل بأي شكل من الأشكال، ما ترتكبه السلطات الإسرائيلية“.
غيرت أوكونور صورة المرأة في الموسيقى في أوائل التسعينيات، وعرفت بموقفها السياسي ضد الكنيسة الكاثوليكية، إذ دعت طوال سنوات لإجراء تحقيق موسع في دور الكنيسة في قضية التستر على إساءة معاملة الأطفال من قبل رجال الدين، واعتنقت الإسلام في عام 2018 وغيرت اسمها إلى "شُهداء صداقات".
التحول للإسلام
وكتبت على تويتر في أكتوبر/تشرين الأول 2018: "أعلن أنني فخورة بكوني مسلمة"، واعتبرت الإسلام "النتيجة الطبيعية لكل رحلة دين ذكية"، وأضافت "كل دراسة للكتاب المقدس تؤدي إلى الإسلام".
وفي تصريحاتها أثناء مقابلة إعلامية عام 2019، قالت: “تشير كلمة “التحوُّل” إلى فكرة أنه إذا كنت ستدرس القرآن، فستدرك أنك كنت مسلمًا طوال حياتك دون تدرك ذلك، وهذا ما حدث لي“.
وأضافت:
“لقد بدأت في دراسة الكتب المقدسة من ديانات مختلفة، في محاولة للعثور على “الحقيقة “عن الله … لم أفكر مطلقًا في أنني سأعتنق أي ديانة، وتركت الإسلام حتى النهاية لأنني كنت متحاملةً عليه. ولكن لاحقًا عندما بدأت القراءة، وقرأت فقط الفصل الثاني وحده من القرآن، أدركت أنني وجدت ضالّتي. لقد كنت مسلمةً طوال حياتي ولم أدرك ذلك“.
وحينما سألها المقدّم عن الحجاب، قالت: “أرتديه لأنني أحبه. بالنسبة لي، ارتداء الحجاب يماثل ارتدائي للصليب سابقًا، إنه عبارة عن تعريف بنفسي بأنني مسلمة وجزء من عائلة“.
ولم يَغِب عن بعض النشطاء الذين حزنوا لوفاتها التذكير بموقفها المشرّف تجاه الشعب الفلسطيني، حيث قررت عام 2014 مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي والانسحاب من حفل موسيقي كان من المقرر أن يُقام في إسرائيل.
بدايات دبلن
وكانت بدايات أوكونور من الشوارع والحانات في دبلن، حيث ساعدتها الحاجة إلى إسماع كلمتها وسط الضجيج السائد على إعلاء صوتها.
في سن الـ20، انتقلت إلى لندن وسجلت ألبومها الأول عندما كانت حاملا بطفلها الأول، وقد طلبت منها شركة الإنتاج حينها باعتماد مظهر أنثوي أكثر، مما أثار استياءها.
وقالت أوكونور لصحيفة "ديلي تلغراف" عام 2014 "لقد دعوني لتناول الغداء وقالوا إنهم يرغبون في رؤيتي أرتدي تنانير قصيرة وأحذية ذات كعب عال وأن أترك شعري ينمو".
بعد فترة وجيزة، طلبت المغنية من مصفف شعر يوناني شاب أن يحلق رأسها. "لم يكن يريد أن يفعل ذلك، لقد كاد يبكي. أما أنا فقد كنت سعيدة بالأمر".
وصرّحت أوكونور في عام 2013 "أعتقد أن عليّ القول إن الموسيقى أنقذتني. لقد كنت أمام خيارَي السجن أو الموسيقى. كنت محظوظة".
https://www.aljazeera.net/wp-content/uploads/2023/07/222333-1690448186.jpg?resize=770%2C503&quality=80
شنيد أوكونور تقدم عرضا في قاعة بسان فرانسيسكو في كاليفورنيا الأميركية (غيتي)
وقد جعلها رأسها الحليق ونظراتها الثاقبة وصوتها الرقيق نجمة في جميع أنحاء العالم، ودائما ما كانت تقدم حفلات استُنفدت كل تذاكرها.
كانت معروفة أيضا بمناصرتها لحقوق المرأة وانتقادها للاعتداءات الجنسية داخل الكنيسة الكاثوليكية في أيرلندا.
https://youtu.be/5KuGUP-C9Ko
في العام 1992، نددت بالاعتداءات الجنسية على الأطفال في الكنيسة من خلال تمزيقها صورة البابا يوحنا بولس الثاني خلال البرنامج التلفزيوني الأميركي "ساترداي نايت لايف".
ولم تكن تكشفت بعد يومها آلاف حالات الاعتداءات الجنسية على الأطفال والمراهقين التي ارتكبها رجال الدين في أيرلندا بين ستينيات القرن العشرين وتسعيناته.
وكانت أوكونور أثارت الجدل بعد تعميدها كاهنة في إحدى الكنائس الأيرلندية عام 1999، ثم اعتناقها الإسلام عام 2018، ثم عودتها إلى المسرح الأميركي، وهي مفعمة بالحيوية والثقة في صوتها القوي عام 2020، ونشر مذكراتها (https://www.amazon.com/Rememberings-Sin%C3%A9ad-OConnor/dp/0358423880) التي أصبحت الأكثر مبيعا العام الماضي، وانتهاء بالانتحار الصادم لابنها شين (17 عاما) العام الماضي 2022.
فقد فَجّرت غضبا عارما بالولايات المتحدة بعد رفضها عزف النشيد الوطني قبل حفل لها في نيوجيرسي عام 1990، مما جعل المغني فرانك سيناترا "يتنمر عليها ويسخر من رأسها الحليق، ويهددها بالركل".
الأيرلندية المتمردة
"إنها شخصية لامعة ترفض الانصياع" بهذه العبارة وصف الناقد المخضرم بيتر برادشو (https://www.theguardian.com/film/2022/oct/05/nothing-compares-review-portrait-sinead-oconnor) نجمة الثمانينيات أوكونور تعليقا على تحولها الجريء إلى الإسلام، معتبرا أنه "دليل قوي على شخص لامع يرفض الانصياع"، بحسب تقرير (https://www.aljazeera.net/arts/2022/11/23/%d9%81%d9%8a%d9%84%d9%85-%d9%84%d8%a7-%d8%b4%d9%8a%d8%a1-%d9%8a%d9%82%d8%a7%d8%b1%d9%86-%d8%b4%d9%8a%d9%86%d9%8a%d8%a7%d8%b1%d8%af-%d8%a3%d9%88%d9%83%d9%88%d9%86%d9%88%d8%b1-%d9%85%d9%86) سابق للجزيرة نت.
وأضاف "نحن بصدد إنتاج فيلم وثائقي يحتفي بأسطورة غنائية، وصاحبة موهبة فذة، اختارت أن تسبق عصرها، بأسلوبها الصادم، كمُنشقة ترفض الصمت، وتتحمل ثمن مجاهرتها بآرائها السياسية، ودفاعها عن قضايا أصبحت شائعة بعد تصديها لها".
امتلكت أوكونور كل شيء، وحققت نجاحا ساحقا "لكنها ألقت بكل ذلك بعيدا، وأصبحت منبوذة، لتحدثها علنا في أمور لم يجرؤ عليها أحد"، بحسب برادشو الذي لا يخفي إعجابه باستمرارها، رغم كل شيء، في صنع الموسيقى "كدليل على شجاعتها وصلابتها".
لكن هذا لم يمنع أوكونور أن تصبح شخصية احتجاجية عالمية "باقتحامها قضايا مثيرة للجدل نقلتها من النجومية إلى النبذ" وفقا لشبكة "شو تايم".
نعي وتعاطف
ونَعَى “معهد فهم الشرق الأوسط” الأمريكي المغنية في تغريدة عبر تويتر بقوله: “سخرت سينيد أوكونور صوتها الصادح لخدمة النضال العالمي ضد الاضطهاد، من وطنها أيرلندا حتى الفصل العنصري في جنوب إفريقيا وفي فلسطين. لم تخف أبدًا من قول الحقيقة بوجه السلطة، بغض النظر عن العواقب.
سنفتقدها“.
وغرد الكاتب والباحث الفلسطيني رمزي بارود: “لقد ماتت سينيد أوكونور. سنتذكرها دائمًا لشجاعتها وإصرارها وأخلاقها وقولها الحقيقة بوجه لسلطة – ولصوتها الملائكي“.
وكتب روب ووكر: “لقد ماتت سينيد أوكونور اليوم. كانت شجاعة وصريحة وجريئة. عُرفت بانتقادها الكنيسة الرومانية الكاثوليكية لإساءة معاملة الأطفال وتمزيق صورة البابا في ذلك الوقت. تسبب هذا الفعل بجدلٍ حينها، لكنها كانت محقة“.
وأشار الصحفي باري مالون إلى ذلك الأمر بقوله: “بعد مرور ثلاثين عام، لم تفقد هذه اللحظة الرائعة أيًا من قوتها. كانت سينيد تحتجّ على التستر على الجرائم الجنسية من قبل الكنيسة الكاثوليكية. تخيلوا الشجاعة التي تحلّت بها للقيام بذلك على الهواء مباشرة على التلفزيون الأمريكي. وكانت محقة طوال الوقت”
وبدوره، نعاها القانوني والباحث في شؤون رهاب الإسلام (الإسلاموفوبيا)، خالد بيضون، في منشورٍ مطوّل، قال فيه: “مع تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا في جميع أنحاء أوروبا ، قالت سينيد: “إذا كرهني شخص ما كمسلمة، فإن ذلك سيزيد صمودي“.
وتابع: “أكثر ما أعجبني في سينيد هو شخصيتها الثابتة. لقد رفضت اتّباع المظاهر الفاسدة لثقافة البوب والشهرة، رافضة إخفاء عمق نضالاتها، لتذكيرنا بأن الظهور بعيوبك لهو إشارة على كمال إنسانيتك“.
وأضاف:
“لو كان بإمكانها، لكانت سينيد – التي غيرت اسمها لـ شهداء بعد أن أصبحت مسلمة – اعترضت على نعي الوسائل الإعلامية لها الآن، والتي تتغاضى عن هويتها الإسلامية أو تمحوها، وتنشر صورها وهي حليقة الرأس كما كانت في التسعينيات بدلاً من الحجاب الذي لفته حول رأسها حتى يومها الأخير“.
المصدر : الجزيرة + وكالات