ابوقاسم
07-24-2003, 02:05 PM
الموقف هذا الأسبوع
22جمادى الاولى 1424هـ الموافق 22-7-2003م
تهديدات أمريكية جديدة
على وقع المأزق الأمريكي المتصاعد في العراق، برزت في الأيام الأخيرة تهديدات أميركية وإسرائيلية جديدة لإيران وسوريا، وخصوصاً بعد وضع صاروخ "شهاب3" في الخدمة، وحديث المسؤولين الإسرائيليين عن كون ذلك "يمثل خطراً ليس على إسرائيل فحسب بل على المنطقة برمتها وكذلك على أوروبا"..
أكد أنه لا بد من دعم الموقفين في هذه المرحلة الصعبة من تاريخنا
فضل الله:التهديدات الأمريكية لإيران وسوريا هي تهديدات إسرائيلية في العمق
سئل سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله في ندوته الأسبوعية: كيف تنظرون إلى التهديدات الإسرائيلية والأمريكية لسوريا وإيران، وما خلفية هذه التهديدات في ظل ما يجري في المنطقة؟
فأجاب: "قبل كل شيء لا بدّ من النظر إلى التهديدات الأميركية لإيران وسوريا، واخرها قول الرئيس الأميركي بأن "على إيران وسوريا أن توقفا مساندتهما للإرهاب"، بأنها تهديدات إسرائيلية في العمق، حيث تراهن إسرائيل على انتزاع مواقف وتنازلات جديدة في المنطقة وخصوصاً من إيران وسوريا، وهي تدفع الإدارة الأميركية بطريقة وأخرى إلى مواصلة عرض العضلات أمامها، لاستغلال الوضع الناشئ في المنطقة واختلال الميزان العسكري والسياسي فيها لمصلحة إسرائيل بعد الحرب على العراق... وإذا كان وزير خارجية أميركا السابق، هنري كيسنجر، يقول بأن سياسة بلاده إزاء العراق "لا علاقة لها بحماية إسرائيل إلا جزئياً"، فإننا نعرف أن هذه السياسة تهدف إلى تأمين تفوق إسرائيل النوعي في المنطقة وتأمين تفوق أميركا في العالم.
إن إسرائيل التي اعتبرت أن ما جرى في العراق يمثل سقوط موقع استراتيجي من أمامها، تنظر إلى القدرات العسكرية والعلمية المتنامية في إيران على أنها الثقل النوعي المترافق مع المواقف السياسية الثابتة، التي يمكن أن تسد الفراغ الاستراتيجي الذي خلفته الحرب على العراق بكل مفاعيلها وأبعادها، وخصوصاً بعدما تمكنت إيران من احتواء سلسلة الضغوط والتهديدات المتواصلة ضدها، لتواصل برنامجها العسكري الدفاعي بما يحمي موقعها وتطلعاتها، ويؤمن حماية أوسع للواقع العربي والإسلامي وللقضية الفلسطينية بالذات، في وقت يتعرض العرب والمسلمون لأخطر هجوم في سياق المشروع الأميركي الإسرائيلي الرامي إلى فرض الهزيمة العسكرية والسياسية عليهم على مختلف الصعد وعلى كل الجبهات.
إننا نتوقع تصاعد وتيرة التهديدات الأميركية لإيران وسوريا في هذه المرحلة وما يليها، وخصوصاً في ظل المأزق المتصاعد الذي تعيشه القوات الأميركية المحتلة في العراق، حيث تستعجل الإدارة الأميركية الحصول على مكاسب سياسية واقتصادية في المنطقة قبل أن تتوسع دائرة الضغط المضاد الذي تتعرض له داخل العراق، وقبل أن تتعرض لانتكاسة أكبر هناك تؤدي إلى فقدانها لتوازنها العسكري الميداني وكذلك لثقلها السياسي الذي بدأ يغرق في الرمال العراقية المتحركة. ولذلك، فهي في الوقت الذي توزّع التهديدات في كل الاتجاهات بدأت تفسح في المجال للحديث عن إمكان حلول قوات دولية مكان القوات الأميركية في أكثر من موقع في العراق، لتخفف من الضغط الميداني بإعطاء المسألة عنواناً دولياً عاماً.
إننا في الوقت الذي نستشعر خطورة التهديدات التي تتعرض لها إيران وسوريا من إسرائيل، وكذلك من الإدارة الأميركية للتأثير على موقفهما في المسألتين العراقية والفلسطينية، وفي المسألة العربية والإسلامية، إلا أننا ننظر باطمئنان إلى الطريقة التي تدير فيها الجمهورية الإسلامية هذا الملف برمته، وإلى الأسلوب الواعي المتحرك الساعي للتحلل من هذه الضغوط للإبقاء على عنصر الممانعة والمواجهة في الأمة، كما هو الحال بالنسبة إلى الموقف السوري، ولا بدّ من رفد هذين الموقفين بما يمثلاه من حصانة وحماية للأمة في هذه المرحلة الخطيرة والصعبة من تاريخها".
22جمادى الاولى 1424هـ الموافق 22-7-2003م
تهديدات أمريكية جديدة
على وقع المأزق الأمريكي المتصاعد في العراق، برزت في الأيام الأخيرة تهديدات أميركية وإسرائيلية جديدة لإيران وسوريا، وخصوصاً بعد وضع صاروخ "شهاب3" في الخدمة، وحديث المسؤولين الإسرائيليين عن كون ذلك "يمثل خطراً ليس على إسرائيل فحسب بل على المنطقة برمتها وكذلك على أوروبا"..
أكد أنه لا بد من دعم الموقفين في هذه المرحلة الصعبة من تاريخنا
فضل الله:التهديدات الأمريكية لإيران وسوريا هي تهديدات إسرائيلية في العمق
سئل سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله في ندوته الأسبوعية: كيف تنظرون إلى التهديدات الإسرائيلية والأمريكية لسوريا وإيران، وما خلفية هذه التهديدات في ظل ما يجري في المنطقة؟
فأجاب: "قبل كل شيء لا بدّ من النظر إلى التهديدات الأميركية لإيران وسوريا، واخرها قول الرئيس الأميركي بأن "على إيران وسوريا أن توقفا مساندتهما للإرهاب"، بأنها تهديدات إسرائيلية في العمق، حيث تراهن إسرائيل على انتزاع مواقف وتنازلات جديدة في المنطقة وخصوصاً من إيران وسوريا، وهي تدفع الإدارة الأميركية بطريقة وأخرى إلى مواصلة عرض العضلات أمامها، لاستغلال الوضع الناشئ في المنطقة واختلال الميزان العسكري والسياسي فيها لمصلحة إسرائيل بعد الحرب على العراق... وإذا كان وزير خارجية أميركا السابق، هنري كيسنجر، يقول بأن سياسة بلاده إزاء العراق "لا علاقة لها بحماية إسرائيل إلا جزئياً"، فإننا نعرف أن هذه السياسة تهدف إلى تأمين تفوق إسرائيل النوعي في المنطقة وتأمين تفوق أميركا في العالم.
إن إسرائيل التي اعتبرت أن ما جرى في العراق يمثل سقوط موقع استراتيجي من أمامها، تنظر إلى القدرات العسكرية والعلمية المتنامية في إيران على أنها الثقل النوعي المترافق مع المواقف السياسية الثابتة، التي يمكن أن تسد الفراغ الاستراتيجي الذي خلفته الحرب على العراق بكل مفاعيلها وأبعادها، وخصوصاً بعدما تمكنت إيران من احتواء سلسلة الضغوط والتهديدات المتواصلة ضدها، لتواصل برنامجها العسكري الدفاعي بما يحمي موقعها وتطلعاتها، ويؤمن حماية أوسع للواقع العربي والإسلامي وللقضية الفلسطينية بالذات، في وقت يتعرض العرب والمسلمون لأخطر هجوم في سياق المشروع الأميركي الإسرائيلي الرامي إلى فرض الهزيمة العسكرية والسياسية عليهم على مختلف الصعد وعلى كل الجبهات.
إننا نتوقع تصاعد وتيرة التهديدات الأميركية لإيران وسوريا في هذه المرحلة وما يليها، وخصوصاً في ظل المأزق المتصاعد الذي تعيشه القوات الأميركية المحتلة في العراق، حيث تستعجل الإدارة الأميركية الحصول على مكاسب سياسية واقتصادية في المنطقة قبل أن تتوسع دائرة الضغط المضاد الذي تتعرض له داخل العراق، وقبل أن تتعرض لانتكاسة أكبر هناك تؤدي إلى فقدانها لتوازنها العسكري الميداني وكذلك لثقلها السياسي الذي بدأ يغرق في الرمال العراقية المتحركة. ولذلك، فهي في الوقت الذي توزّع التهديدات في كل الاتجاهات بدأت تفسح في المجال للحديث عن إمكان حلول قوات دولية مكان القوات الأميركية في أكثر من موقع في العراق، لتخفف من الضغط الميداني بإعطاء المسألة عنواناً دولياً عاماً.
إننا في الوقت الذي نستشعر خطورة التهديدات التي تتعرض لها إيران وسوريا من إسرائيل، وكذلك من الإدارة الأميركية للتأثير على موقفهما في المسألتين العراقية والفلسطينية، وفي المسألة العربية والإسلامية، إلا أننا ننظر باطمئنان إلى الطريقة التي تدير فيها الجمهورية الإسلامية هذا الملف برمته، وإلى الأسلوب الواعي المتحرك الساعي للتحلل من هذه الضغوط للإبقاء على عنصر الممانعة والمواجهة في الأمة، كما هو الحال بالنسبة إلى الموقف السوري، ولا بدّ من رفد هذين الموقفين بما يمثلاه من حصانة وحماية للأمة في هذه المرحلة الخطيرة والصعبة من تاريخها".