yasmeen
09-16-2005, 07:13 AM
يصرون على أن القدس عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية
http://www.alarabiya.net/staging/portal/Archive/Media/2005/09/15/2323531.jpg
كاهنان سامريان يحملان لفائف التوراة القديمة
دبي - اسلام الريس
تقوم طائفة يهودية قليلة العدد تعيش في فلسطين المحتلة يطلق عليهم اسم "السامريون" بتحديد أوائل الشهور القمرية وخاصة شهر رمضان وعيد الفطر، ويرجعون ذلك إلى احتفاظهم بأسرار علم الفلك التي يتوارثها كهنتهم منذ آلاف السنين ويرفضون البوح بأسرارها لعامة الناس.
بالإضافة إلى ذلك فإنهم يحتفظون بأسرار علم آخر يسمى "علم الحجب" الذي يجعل الناس تلجأ إليهم طلبا للمساعدة، حيث يستطيع الممسكون بهذا العلم من السامريين إخبار الراغبين في الزواج عن الطرف الآخر المناسب الذي يضفي السعادة على حياتهم الزوجية، وهل يمكن لهذين الزوجين الإنجاب مستقبلا أم لا.
وقصة السامريين تبدو للوهلة الأولى لمن لا يعرفهم غريبة جدا، فهذه الطائفة اليهودية التي تعد الأصغر في العالم (670 شخصا) يعتبر أفرادها أنفسهم فلسطينيين تماما، ويعيشون في جبل جرزيم في مدينة نابلس المحتلة، ما عدا عدد قليل منهم يعيشون في مدينة "حولون" داخل الخط الأخضر الذي يفصل بين أراضي السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
هذه الطائفة تؤمن بالقدس عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية، وعلى الرغم من حملهم الجنسية الإسرائيلية التي منحتها لهم تل أبيب لتسهيل تواصلهم مع السامريين في منطقة حولون، غير أن ذلك لم يمنعهم من العيش في سلام لعقود في مدينة نابلس، يزاولون التجارة ويختلطون بالسكان بصفة اعتيادية.
وكشف رئيس نادي شباب الطائفة السامرية في هذه المدينة يعقوب عبد الله الكاهن في حوار مع "العربية.نت" عن تفاصيل مثيرة تشمل تاريخ طائفته وتعايشها مع المسلمين والمسيحيين في المنطقة، بالإضافة لبعض عاداتها وتقاليدها.
ويقدس السامريون جبل جرزيم، ويقول الكاهن إن الانقسام بين اليهود وطائفة السامريين حدثت بعد 200 عاما من بني إسرائيل إلى فلسطين وخصوصا جبل جرزيم مع سيدنا موسى عليه السلام.
ليسوا إسرائيليين
ويشير إلى أن التاريخ يكشف أنهم جميعا كانوا يحملون اسم "بني إسرائيل" قبل 3 آلاف عام، وأن اسم "السامريين" يعود إلى أن بأيديهم أقدم نسخة من "التوراة" حيث يؤكد عبد الله الكاهن أنها أقدم نسخة في العالم، وكذلك ترجع التسمية إلى حفاظهم أيضا على "جرزيم" الجبل المقدس عند أشياع الطائفة والتي لم تفارقه قط منذ 3600 سنة، قائلا إنه "المكان الذي أمرهم الله ببناء الهيكل فيه".
ويتحدث هؤلاء اللغة العربية في حياتهم اليومية في حين يتحدث كبار السن العبرية أيضا. أما في الصلاة، فينزع السامريون جميعهم لاستخدام اللغة العبرية القديمة. ويعتبر السامريون أنفسهم فلسطينيين لكونهم ولدوا في مدينة نابلس بالتحديد. ويؤمن هؤلاء بأنهم ليسوا إسرائيليين، وأن هناك شعبا فلسطينيا من حقه أن يؤسس دولة مستقلة على ترابه تكون عاصمتها القدس.
وكان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات خصص للطائفة السامرية مقعدا في المجلس التشريعي حتى نهاية العام الماضي، لكن هذا المقعد انتزع منهم بعد رحيل عرفات، ولم تبد أية جهة أسبابا لذلك. ويشكو يعقوب الكاهن من عدم "وجود نظرة موحدة تجاه السامريين من قبل الإسرائيليين، ففي حين يعدهم اليهود المتدينون أعداء باعتبارهم - أي السامريين - من هدموا الهيكل، ينظر إليهم اليهود العلمانيون على أساس أنهم أقلية يجب الحفاظ عليها".
تقارب بين السامرية والإسلام
واللافت أن السامريين الحاليين توارثوا عن أسلافهم خبرة علم الفلك، حيث يستطيعون تحديد مواعيد أعيادهم لمدة مائة سنة مقبلة، نظرا لتمكنهم من تحديد الشهور القمرية، ما يجعل بعض مسلمي مدينة نابلس يلجؤون إليهم لمعرفة شهر رمضان وعيد الفطر. لكن هذه العلوم تبقى سرية وتورث فقط للكهنة الذين يقسمون دائما على عدم إفشاء هذا السر للعامة.
ويسود اعتقاد في أوساط سكان نابلس بأن كهنة السامريين يستطيعون المساعدة أيضا في ما يسمى علم "الحجب" وهو الاستدلال على اختيار الزوجات، والتنبؤ بآفاق السعادة الزوجية، ويشارك السامريون المسلمين في أعيادهم.
ويرى السامريون بحسب عبد الله الكاهن، أن هناك ثمة تقاربا بين السامرية والإسلام، حيث تحتوي صلواتهم على ركوع وسجود، بالإضافة إلى أنها تسبق بوضوء، وهم يمتنعون عن الأكل والشرب والعمل يوما كاملا عادة قبل أعيادهم الدينية.
وشأنهم شأن الفلسطينيين، تضرر السامريون جراء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، وأصبحت حركتهم صعبة نتيجة الحواجز الأمنية والحصار بواسطة الجيش الإسرائيلي. وفي الفترة الأخيرة سمح لهم الجيش الإسرائيلي بالدخول والخروج من منطقتهم ضمن مواعيد زمنية يومية، لهذا السبب يجد السامريون صعوبة كبيرة في التنقل وممارسة أنشطة الحياة اليومية المعتادة.
http://www.alarabiya.net/staging/portal/Archive/Media/2005/09/15/2323531.jpg
كاهنان سامريان يحملان لفائف التوراة القديمة
دبي - اسلام الريس
تقوم طائفة يهودية قليلة العدد تعيش في فلسطين المحتلة يطلق عليهم اسم "السامريون" بتحديد أوائل الشهور القمرية وخاصة شهر رمضان وعيد الفطر، ويرجعون ذلك إلى احتفاظهم بأسرار علم الفلك التي يتوارثها كهنتهم منذ آلاف السنين ويرفضون البوح بأسرارها لعامة الناس.
بالإضافة إلى ذلك فإنهم يحتفظون بأسرار علم آخر يسمى "علم الحجب" الذي يجعل الناس تلجأ إليهم طلبا للمساعدة، حيث يستطيع الممسكون بهذا العلم من السامريين إخبار الراغبين في الزواج عن الطرف الآخر المناسب الذي يضفي السعادة على حياتهم الزوجية، وهل يمكن لهذين الزوجين الإنجاب مستقبلا أم لا.
وقصة السامريين تبدو للوهلة الأولى لمن لا يعرفهم غريبة جدا، فهذه الطائفة اليهودية التي تعد الأصغر في العالم (670 شخصا) يعتبر أفرادها أنفسهم فلسطينيين تماما، ويعيشون في جبل جرزيم في مدينة نابلس المحتلة، ما عدا عدد قليل منهم يعيشون في مدينة "حولون" داخل الخط الأخضر الذي يفصل بين أراضي السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
هذه الطائفة تؤمن بالقدس عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية، وعلى الرغم من حملهم الجنسية الإسرائيلية التي منحتها لهم تل أبيب لتسهيل تواصلهم مع السامريين في منطقة حولون، غير أن ذلك لم يمنعهم من العيش في سلام لعقود في مدينة نابلس، يزاولون التجارة ويختلطون بالسكان بصفة اعتيادية.
وكشف رئيس نادي شباب الطائفة السامرية في هذه المدينة يعقوب عبد الله الكاهن في حوار مع "العربية.نت" عن تفاصيل مثيرة تشمل تاريخ طائفته وتعايشها مع المسلمين والمسيحيين في المنطقة، بالإضافة لبعض عاداتها وتقاليدها.
ويقدس السامريون جبل جرزيم، ويقول الكاهن إن الانقسام بين اليهود وطائفة السامريين حدثت بعد 200 عاما من بني إسرائيل إلى فلسطين وخصوصا جبل جرزيم مع سيدنا موسى عليه السلام.
ليسوا إسرائيليين
ويشير إلى أن التاريخ يكشف أنهم جميعا كانوا يحملون اسم "بني إسرائيل" قبل 3 آلاف عام، وأن اسم "السامريين" يعود إلى أن بأيديهم أقدم نسخة من "التوراة" حيث يؤكد عبد الله الكاهن أنها أقدم نسخة في العالم، وكذلك ترجع التسمية إلى حفاظهم أيضا على "جرزيم" الجبل المقدس عند أشياع الطائفة والتي لم تفارقه قط منذ 3600 سنة، قائلا إنه "المكان الذي أمرهم الله ببناء الهيكل فيه".
ويتحدث هؤلاء اللغة العربية في حياتهم اليومية في حين يتحدث كبار السن العبرية أيضا. أما في الصلاة، فينزع السامريون جميعهم لاستخدام اللغة العبرية القديمة. ويعتبر السامريون أنفسهم فلسطينيين لكونهم ولدوا في مدينة نابلس بالتحديد. ويؤمن هؤلاء بأنهم ليسوا إسرائيليين، وأن هناك شعبا فلسطينيا من حقه أن يؤسس دولة مستقلة على ترابه تكون عاصمتها القدس.
وكان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات خصص للطائفة السامرية مقعدا في المجلس التشريعي حتى نهاية العام الماضي، لكن هذا المقعد انتزع منهم بعد رحيل عرفات، ولم تبد أية جهة أسبابا لذلك. ويشكو يعقوب الكاهن من عدم "وجود نظرة موحدة تجاه السامريين من قبل الإسرائيليين، ففي حين يعدهم اليهود المتدينون أعداء باعتبارهم - أي السامريين - من هدموا الهيكل، ينظر إليهم اليهود العلمانيون على أساس أنهم أقلية يجب الحفاظ عليها".
تقارب بين السامرية والإسلام
واللافت أن السامريين الحاليين توارثوا عن أسلافهم خبرة علم الفلك، حيث يستطيعون تحديد مواعيد أعيادهم لمدة مائة سنة مقبلة، نظرا لتمكنهم من تحديد الشهور القمرية، ما يجعل بعض مسلمي مدينة نابلس يلجؤون إليهم لمعرفة شهر رمضان وعيد الفطر. لكن هذه العلوم تبقى سرية وتورث فقط للكهنة الذين يقسمون دائما على عدم إفشاء هذا السر للعامة.
ويسود اعتقاد في أوساط سكان نابلس بأن كهنة السامريين يستطيعون المساعدة أيضا في ما يسمى علم "الحجب" وهو الاستدلال على اختيار الزوجات، والتنبؤ بآفاق السعادة الزوجية، ويشارك السامريون المسلمين في أعيادهم.
ويرى السامريون بحسب عبد الله الكاهن، أن هناك ثمة تقاربا بين السامرية والإسلام، حيث تحتوي صلواتهم على ركوع وسجود، بالإضافة إلى أنها تسبق بوضوء، وهم يمتنعون عن الأكل والشرب والعمل يوما كاملا عادة قبل أعيادهم الدينية.
وشأنهم شأن الفلسطينيين، تضرر السامريون جراء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، وأصبحت حركتهم صعبة نتيجة الحواجز الأمنية والحصار بواسطة الجيش الإسرائيلي. وفي الفترة الأخيرة سمح لهم الجيش الإسرائيلي بالدخول والخروج من منطقتهم ضمن مواعيد زمنية يومية، لهذا السبب يجد السامريون صعوبة كبيرة في التنقل وممارسة أنشطة الحياة اليومية المعتادة.