مقاتل
09-15-2005, 05:51 PM
الحياة اللندنية
حاضرة في الشرق الأوسط منذ نصف قرن وتعمل للمحافظة على المركز الأول في العالم...
وقصة نجاح فريدة على امتداد 140 سنة
هلسنكي – عبدالرحمن أياس
في عام 1865، أسس رجل يدعى فردريك إيدستام مصنعاً لإنتاج لب الخشب على ضفاف شلالات تمركوسكي في فنلندا، التي كانت حينئذ دوقية كبرى تحت حكم روسيا القيصرية. لكنه بالتأكيد لم يكن يعرف أن مشروعه هذا سيصبح في عام 2005 الشركة الأولى على صعيد العالم في مجال الهاتف النقال، وأنها ستساهم في رفع إجمالي الناتج المحلي لوطنها الأم إلى مستويات عالية في السنوات الأخيرة.
لقد عرفت الشركة قصة نجاح مدهشة. ففي عام 1871، نما المصنع الصغير ليبدأ بإنتاج الورق، الذي لا يزال من الصادرات الأساسية لفنلندا الغنية بالغابات. وفي عام 1902 دخل مجال إنتاج الكهرباء. لكن عام 1966 شكّل نقطة تحول أساسية للشركة، فقد اندمجت مع شركتين أخريين، واحدة لإنتاج المطاط والسلع المطاطية، كالإطارات والجزم، وثانية لإنتاج الأسلاك والكبلات الكهربائية. وشهدت تلك المرحلة انطلاقة عملها في مجال الإلكترونيات الذي جعلها الشركة الأولى في أوروبا خلال الثمانينات.
لكن «نوكيا» تنبهت إلى التحولات الاقتصادية الكبرى التي تلت سقوط الاتحاد السوفياتي في عام 1991 واندفاع معظم دول العالم نحو اقتصاد السوق، فخفضت مجالات عملها. وكانت السباقة إلى إطلاق الهاتف النقال اليدوي الأول في العالم في عام 1987، واسمه موبيرا سيتيمان، بعدما كانت الهواتف النقالة تقتصر على السيارات، لذلك ركزت أعمالها على هذا المجال.
وفي عام 1989، باعت «نوكيا» أول نظام عالمي للاتصالات النقالة (جي إس إم) من إنتاجها إلى شركة الاتصالات الفنلندية راديولينيا ثم إلى نحو 90 شركة مشغلة للهواتف النقالة في العالم. وفي عام 1994، اكتملت إستراتيجية «نوكيا» الجديدة، التي يحب أركان الشركة اختصارها بالعبارة التالية: «تخلّ عن الأعمال القديمة وركز في شكل متزايد على الاتصالات». وكانت الشركة حينئذ بقيادة مديرها التنفيذي يورما أوليلا، الذي يعتبر من أهم من تولوا زمامها.
حضور قوي في الشرق الأوسط
لحضور «نوكيا» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تاريخ طويل، يعود إلى فترة الخمسينات من القرن الماضي حين نفذت الشركة مشاريع مد كابلات للاتصالات، ثم وسعت أعمالها لتشمل البث، والشبكات الثابتة، والشبكات الخلوية غير الرقمية. ومع إدخال تقنية الخلوي الرقمية، ركّبت «نوكيا» أول شبكة «جي إس إم» في المنطقة في إيران عام 1993، ما جعلها تتصدر عالم الاتصالات النقالة في الشرق الأوسط. وأقامت «نوكيا» عام 1994 مقرّها الإقليمي في دبي في الإمارات العربية المتحدة. وبعد افتتاحها مكاتب في الإمارات العربية المتحدة، وإيران، والمملكة العربية السعودية، والمغرب، ومصر، وباكستان، تتطلع وحدة أعمال «نوكيا» لشبكات تجهيزات البنى التحتية إلى توسيع تواجدها في الأسواق الأساسية في المنطقة.
وتعوّل «نوكيا» للشبكات على مجموعة تقنيات، كما تقدم شبكات للاتصالات النقالة إضافة إلى شبكات راديو للاتصالات النقالة للكثير من المشغّلين في 10 دول في الشرق الأوسط. ولديها مشاريع عدة لتركيب شبكات مع الكثير من موفّري الخدمات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنها «إم تي سي فودافون» في البحرين، و»موبيلنيل» في مصر، و»إم سي أي» في إيران، و»أثير للاتصالات» في العراق، و»إم تي سي فودافون» في الكويت، و»ماروك تيليكوم» في المغرب، و»تيلينور» في باكستان، و»إس تي سي» في السعودية، و»جي بي تي سي» في ليبيا.
وتقدّم «نوكيا» مجموعة واسعة من الخدمات للمشغّلين من خلال موظّفيها ومستشاريها الخبراء، إضافة إلى شركائها المحليين والإقليميين.
في هذا المــــجال، قال نائب الرئيس الأعلى لوحدة الشبكات لدى شركة «نوكيا» لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وليد منيــــمنة: «لقد وضعنا إستراتيجية بالنسبة لشبـــــكات نوكيا في منطقة الشرق الأوسط، مع تركيز خاص على البلدان الرئيسة والشركات المشغلة على صعيد المنطقة».
وأضاف منيمنة في حديث إلى مجموعة من الصحافيين من أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا خلال زيارة نظمتها «نوكيا» إلى مقرها في العاصمة الفنلندية هلسنكي: «من الأمور الجديدة التي أطلقناها في السعودية هي خدمة الرسائل المتعددة الوسائط (إم إم إس) التي بدأت «إس تي سي» العمل بها قبل بضعة أشهر. ومن أعمالنا المميزة في المملكة، العقد السنوي بيننا وبين «إس تي سي» خلال موسم الحج الذي يشارك فيه مئات الألوف. فللعام الثاني على التوالي، عززنا شبكة «إس تي سي» لكي تستوعب العدد الإضافي الكبير من المستخدمين خلال هذه الفترة».
وفي رد على سؤال لـ «الحياة» عن مدى اهتمام «نوكيا» بالسوق اللبنانية، حيث من المتوقع أن تطرح الدولة قطاع الهاتف المحـــــمول للتخصيص بعدما استعادته من القطاع الخاص بسبب تجاذبات سياسية، قال منيمنة: «حين نريد الدخول في ســـــوق لا نكون موجودين فيها، نقدم مبادرة في هذا الصدد. وحين تـــــكون الشبكة القائمة في حاجة إلى تطوير وتحديث، نعــــتبر ذلك فرصة لنا لدخول السوق. في لبنان، يصح الأمران. فالشركتان المشغلتان للقطاع (لحساب الدولة) في حاجة الى بعض التطوير في ما يخص الشبكات. كما أن هناك حديثاً عن احتمال قيام شبكة ثالثة. لكن في الوقت الحاضر لا يزال الأمر مقتصراً على الحوار مع الشركتين لنرى كيف يمكننا أن نساعد».
من ناحيته، أكد رئيس قسم نشاطات تسويق التكنولوجيا في وحدة «نوكيا» لعمليات العملاء والتسويق، سيبو ألتونن، اهتمام «نوكيا» بتقديم تقنيات تلبي الاحتياجات الخاصة بالمستخدمين في كل منطقة من المناطق التي تستهدفها. فقد ذكر في شرح مسهب لمفهوم «نوكيا» للترويج التكنولوجي أن الشركة «تسعى دائماً إلى تقديم التقنيات الأحدث لزبائنها لكن بطريقة تسهل عليهم استخدامها. فسهولة الاستخدام تشجع المستخدم على الاشتراك في خدمات إضافية متوافرة ما يساهم في انتشار منتجاتنا».
ووصف السوق الشرق أوسطية بـ «الممتازة» بالنسبة الى «نوكيا»، لكنه أكد «أن التحدي الذي علينا أن نواجهه باستمرار هو كيفية إبقاء منتجاتنا مفيدة في كل سوق من الأسواق. نحن علينا أن نكتشف الحاجات المستجدة في مجالنا في كل سوق من أسواقنا وأن نعمل على تلبيتها في منتجاتنا». وأشار إلى سعي «نوكيا» إلى التعاون مع شركات عربية لتضمين هواتفها خدمات تهم المستخدم العربي كالوصول إلى مواقع الإنترنت التجارية والإخبارية العربية وتنزيل الموسيقى العربية، علماً أن «نوكيا» كانت بين الشركات الرائدة في توفير خدمات مثل مواقيت الصلوات الخمس عند المسلمين.
هواتف سهلة الاستخدام
تطوّر «نوكيا» هواتف تغطي كل المعايير وفئات العملاء في أكثر من 130 بلداً. وتركز على ابتكار هواتف عالية الجودة وغنية المميزات إلى السوق العالمية. وتحتوي مجموعة منتجاتها الواسعة على الكثير من الفئات التي تلبي مختلف الاحتياجات والمتطلبات.
وتساعد وحدة الأعمال في مجال الوسائط المتعددة شركة نوكيا ككلّ على تقديم ما يتعدى الهواتف النقالة التقليدية من خلال تزويد العملاء بالوسائط المتعددة في الأجهزة والتطبيقات المتطورة. ومن مزايا الأجهزة المتعددة الوسائط التصوير، والألعاب، والموسيقى، إضافة إلى المحتوى الجذاب الغني، والحلول والتعزيزات المبتكرة.
وتشمل مجموعة «نوكيا» هذه أجهزة كهاتف نوكيا 7710 الذكي المتعدد الوسائط، وهواتف كاميرا نوكيا 6680 ونوكيا 6630 ونوكيا 6681 الذكية للجيل الثالث، لآلة ألعاب نوكيا إنغايدج وجهاز الموسيقى نوكيا 3300، إضافة إلى الجيل الجديد من الهواتف الذي يطرح في الأسواق حالياً، المعروف بالسلسلة إن، والذي يشمل هواتف إن -90 وإن -70، حيث الهاتف الواحد أصبح أشبه بالكومبيوتر الشخصي القادر على الاتصال بالإنترنت، وتنزيل أحدث الأغاني وإعادة بثها، والتقاط صور ثابتة ومتحركة فائقة الجودة.
نجاح جديد في عام 2004
بلغ صافي إجمالي المبيعات «نوكيا» في عام 2004 نحو 29.3 بليون يورو، أنفقت منها 3.7 بليون على البحث والتطوير، بحسب بيانات رسمية صادرة عن الشركة. وللشركة 15 مرفقاً تصنيعياً في تسعة بلدان ومرافق للبحث والتطوير في 12 بلداً. وبلغ إجمالي عدد العاملين في «نوكيا» بحلول نهاية عام 2004 نحو 55 ألف شخص، وهي شركة يتوزع مساهموها في عدد كبير من الدول، كما أن أسهمها مدرجة في بورصات هلسنكي واستوكهولم وفرانكفورت ونيويورك.
ويتركز عمل «نوكيا» اليوم في أربع مجالات، هي الهواتف، والوسائط المتعددة، والحلول للشركات، والشبكات. كما أن للشركة مجموعتين تابعتين لدعم عملها في المجالات المذكورة، تهتم الأولى بعمليات العملاء والسوق والثانية بالوسائط التكنولوجية.
وفي الربع الثاني من عام 2005، باعت «نوكيا» 27.8 مليون هاتف في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، مقارنة بـ 17.8 مليون هاتف في الفترة نفسها من العام الماضي، أي بزيادة بلغت 56 في المئة. وفي الصين باعت 7.4 مليون هاتف في الفترة نفسها، مقارنة بـ 4.2 مليون هاتف في الفترة نفسها من العام الماضي، أما في آسيا – المحيط الهادئ فبلغ الرقم 10.5 مليون، مقارنة بـ 8.2 مليون في الربع الثاني من عام 2004. وباعت في أميركا الشمالية ستة ملايين هاتف في الربع الثاني من 2005، مقارنة بـ 7.7 مليون هاتف في الفترة نفسها من العام الماضي، و9.1 مليون هاتف في أميركا اللاتينية مقارنة بـ 7.5 مليون.
حين تتحدث إلى فنلندي، تشعر بالثقة الكبيرة التي يكنها في نفسه ووطنه وشركته الوطنية الكبرى. تسأله عن أسباب الثقة، وهي بالمناسبة لا تصل إلى حدود التعصب. فأنت كأجنبي مرحب بك في ربوع فنلندا. يقول: «نفخر لتمكننا من صد الجيش الأحمر (السوفياتي) خلال بداية الحرب العالمية الثانية، ولكوننا من البلدان القليلة في العالم حيث الدولة تأخذ من الغني وتعطي الفقير، ولوجود نوكيا في بلادنا».
حاضرة في الشرق الأوسط منذ نصف قرن وتعمل للمحافظة على المركز الأول في العالم...
وقصة نجاح فريدة على امتداد 140 سنة
هلسنكي – عبدالرحمن أياس
في عام 1865، أسس رجل يدعى فردريك إيدستام مصنعاً لإنتاج لب الخشب على ضفاف شلالات تمركوسكي في فنلندا، التي كانت حينئذ دوقية كبرى تحت حكم روسيا القيصرية. لكنه بالتأكيد لم يكن يعرف أن مشروعه هذا سيصبح في عام 2005 الشركة الأولى على صعيد العالم في مجال الهاتف النقال، وأنها ستساهم في رفع إجمالي الناتج المحلي لوطنها الأم إلى مستويات عالية في السنوات الأخيرة.
لقد عرفت الشركة قصة نجاح مدهشة. ففي عام 1871، نما المصنع الصغير ليبدأ بإنتاج الورق، الذي لا يزال من الصادرات الأساسية لفنلندا الغنية بالغابات. وفي عام 1902 دخل مجال إنتاج الكهرباء. لكن عام 1966 شكّل نقطة تحول أساسية للشركة، فقد اندمجت مع شركتين أخريين، واحدة لإنتاج المطاط والسلع المطاطية، كالإطارات والجزم، وثانية لإنتاج الأسلاك والكبلات الكهربائية. وشهدت تلك المرحلة انطلاقة عملها في مجال الإلكترونيات الذي جعلها الشركة الأولى في أوروبا خلال الثمانينات.
لكن «نوكيا» تنبهت إلى التحولات الاقتصادية الكبرى التي تلت سقوط الاتحاد السوفياتي في عام 1991 واندفاع معظم دول العالم نحو اقتصاد السوق، فخفضت مجالات عملها. وكانت السباقة إلى إطلاق الهاتف النقال اليدوي الأول في العالم في عام 1987، واسمه موبيرا سيتيمان، بعدما كانت الهواتف النقالة تقتصر على السيارات، لذلك ركزت أعمالها على هذا المجال.
وفي عام 1989، باعت «نوكيا» أول نظام عالمي للاتصالات النقالة (جي إس إم) من إنتاجها إلى شركة الاتصالات الفنلندية راديولينيا ثم إلى نحو 90 شركة مشغلة للهواتف النقالة في العالم. وفي عام 1994، اكتملت إستراتيجية «نوكيا» الجديدة، التي يحب أركان الشركة اختصارها بالعبارة التالية: «تخلّ عن الأعمال القديمة وركز في شكل متزايد على الاتصالات». وكانت الشركة حينئذ بقيادة مديرها التنفيذي يورما أوليلا، الذي يعتبر من أهم من تولوا زمامها.
حضور قوي في الشرق الأوسط
لحضور «نوكيا» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تاريخ طويل، يعود إلى فترة الخمسينات من القرن الماضي حين نفذت الشركة مشاريع مد كابلات للاتصالات، ثم وسعت أعمالها لتشمل البث، والشبكات الثابتة، والشبكات الخلوية غير الرقمية. ومع إدخال تقنية الخلوي الرقمية، ركّبت «نوكيا» أول شبكة «جي إس إم» في المنطقة في إيران عام 1993، ما جعلها تتصدر عالم الاتصالات النقالة في الشرق الأوسط. وأقامت «نوكيا» عام 1994 مقرّها الإقليمي في دبي في الإمارات العربية المتحدة. وبعد افتتاحها مكاتب في الإمارات العربية المتحدة، وإيران، والمملكة العربية السعودية، والمغرب، ومصر، وباكستان، تتطلع وحدة أعمال «نوكيا» لشبكات تجهيزات البنى التحتية إلى توسيع تواجدها في الأسواق الأساسية في المنطقة.
وتعوّل «نوكيا» للشبكات على مجموعة تقنيات، كما تقدم شبكات للاتصالات النقالة إضافة إلى شبكات راديو للاتصالات النقالة للكثير من المشغّلين في 10 دول في الشرق الأوسط. ولديها مشاريع عدة لتركيب شبكات مع الكثير من موفّري الخدمات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنها «إم تي سي فودافون» في البحرين، و»موبيلنيل» في مصر، و»إم سي أي» في إيران، و»أثير للاتصالات» في العراق، و»إم تي سي فودافون» في الكويت، و»ماروك تيليكوم» في المغرب، و»تيلينور» في باكستان، و»إس تي سي» في السعودية، و»جي بي تي سي» في ليبيا.
وتقدّم «نوكيا» مجموعة واسعة من الخدمات للمشغّلين من خلال موظّفيها ومستشاريها الخبراء، إضافة إلى شركائها المحليين والإقليميين.
في هذا المــــجال، قال نائب الرئيس الأعلى لوحدة الشبكات لدى شركة «نوكيا» لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وليد منيــــمنة: «لقد وضعنا إستراتيجية بالنسبة لشبـــــكات نوكيا في منطقة الشرق الأوسط، مع تركيز خاص على البلدان الرئيسة والشركات المشغلة على صعيد المنطقة».
وأضاف منيمنة في حديث إلى مجموعة من الصحافيين من أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا خلال زيارة نظمتها «نوكيا» إلى مقرها في العاصمة الفنلندية هلسنكي: «من الأمور الجديدة التي أطلقناها في السعودية هي خدمة الرسائل المتعددة الوسائط (إم إم إس) التي بدأت «إس تي سي» العمل بها قبل بضعة أشهر. ومن أعمالنا المميزة في المملكة، العقد السنوي بيننا وبين «إس تي سي» خلال موسم الحج الذي يشارك فيه مئات الألوف. فللعام الثاني على التوالي، عززنا شبكة «إس تي سي» لكي تستوعب العدد الإضافي الكبير من المستخدمين خلال هذه الفترة».
وفي رد على سؤال لـ «الحياة» عن مدى اهتمام «نوكيا» بالسوق اللبنانية، حيث من المتوقع أن تطرح الدولة قطاع الهاتف المحـــــمول للتخصيص بعدما استعادته من القطاع الخاص بسبب تجاذبات سياسية، قال منيمنة: «حين نريد الدخول في ســـــوق لا نكون موجودين فيها، نقدم مبادرة في هذا الصدد. وحين تـــــكون الشبكة القائمة في حاجة إلى تطوير وتحديث، نعــــتبر ذلك فرصة لنا لدخول السوق. في لبنان، يصح الأمران. فالشركتان المشغلتان للقطاع (لحساب الدولة) في حاجة الى بعض التطوير في ما يخص الشبكات. كما أن هناك حديثاً عن احتمال قيام شبكة ثالثة. لكن في الوقت الحاضر لا يزال الأمر مقتصراً على الحوار مع الشركتين لنرى كيف يمكننا أن نساعد».
من ناحيته، أكد رئيس قسم نشاطات تسويق التكنولوجيا في وحدة «نوكيا» لعمليات العملاء والتسويق، سيبو ألتونن، اهتمام «نوكيا» بتقديم تقنيات تلبي الاحتياجات الخاصة بالمستخدمين في كل منطقة من المناطق التي تستهدفها. فقد ذكر في شرح مسهب لمفهوم «نوكيا» للترويج التكنولوجي أن الشركة «تسعى دائماً إلى تقديم التقنيات الأحدث لزبائنها لكن بطريقة تسهل عليهم استخدامها. فسهولة الاستخدام تشجع المستخدم على الاشتراك في خدمات إضافية متوافرة ما يساهم في انتشار منتجاتنا».
ووصف السوق الشرق أوسطية بـ «الممتازة» بالنسبة الى «نوكيا»، لكنه أكد «أن التحدي الذي علينا أن نواجهه باستمرار هو كيفية إبقاء منتجاتنا مفيدة في كل سوق من الأسواق. نحن علينا أن نكتشف الحاجات المستجدة في مجالنا في كل سوق من أسواقنا وأن نعمل على تلبيتها في منتجاتنا». وأشار إلى سعي «نوكيا» إلى التعاون مع شركات عربية لتضمين هواتفها خدمات تهم المستخدم العربي كالوصول إلى مواقع الإنترنت التجارية والإخبارية العربية وتنزيل الموسيقى العربية، علماً أن «نوكيا» كانت بين الشركات الرائدة في توفير خدمات مثل مواقيت الصلوات الخمس عند المسلمين.
هواتف سهلة الاستخدام
تطوّر «نوكيا» هواتف تغطي كل المعايير وفئات العملاء في أكثر من 130 بلداً. وتركز على ابتكار هواتف عالية الجودة وغنية المميزات إلى السوق العالمية. وتحتوي مجموعة منتجاتها الواسعة على الكثير من الفئات التي تلبي مختلف الاحتياجات والمتطلبات.
وتساعد وحدة الأعمال في مجال الوسائط المتعددة شركة نوكيا ككلّ على تقديم ما يتعدى الهواتف النقالة التقليدية من خلال تزويد العملاء بالوسائط المتعددة في الأجهزة والتطبيقات المتطورة. ومن مزايا الأجهزة المتعددة الوسائط التصوير، والألعاب، والموسيقى، إضافة إلى المحتوى الجذاب الغني، والحلول والتعزيزات المبتكرة.
وتشمل مجموعة «نوكيا» هذه أجهزة كهاتف نوكيا 7710 الذكي المتعدد الوسائط، وهواتف كاميرا نوكيا 6680 ونوكيا 6630 ونوكيا 6681 الذكية للجيل الثالث، لآلة ألعاب نوكيا إنغايدج وجهاز الموسيقى نوكيا 3300، إضافة إلى الجيل الجديد من الهواتف الذي يطرح في الأسواق حالياً، المعروف بالسلسلة إن، والذي يشمل هواتف إن -90 وإن -70، حيث الهاتف الواحد أصبح أشبه بالكومبيوتر الشخصي القادر على الاتصال بالإنترنت، وتنزيل أحدث الأغاني وإعادة بثها، والتقاط صور ثابتة ومتحركة فائقة الجودة.
نجاح جديد في عام 2004
بلغ صافي إجمالي المبيعات «نوكيا» في عام 2004 نحو 29.3 بليون يورو، أنفقت منها 3.7 بليون على البحث والتطوير، بحسب بيانات رسمية صادرة عن الشركة. وللشركة 15 مرفقاً تصنيعياً في تسعة بلدان ومرافق للبحث والتطوير في 12 بلداً. وبلغ إجمالي عدد العاملين في «نوكيا» بحلول نهاية عام 2004 نحو 55 ألف شخص، وهي شركة يتوزع مساهموها في عدد كبير من الدول، كما أن أسهمها مدرجة في بورصات هلسنكي واستوكهولم وفرانكفورت ونيويورك.
ويتركز عمل «نوكيا» اليوم في أربع مجالات، هي الهواتف، والوسائط المتعددة، والحلول للشركات، والشبكات. كما أن للشركة مجموعتين تابعتين لدعم عملها في المجالات المذكورة، تهتم الأولى بعمليات العملاء والسوق والثانية بالوسائط التكنولوجية.
وفي الربع الثاني من عام 2005، باعت «نوكيا» 27.8 مليون هاتف في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، مقارنة بـ 17.8 مليون هاتف في الفترة نفسها من العام الماضي، أي بزيادة بلغت 56 في المئة. وفي الصين باعت 7.4 مليون هاتف في الفترة نفسها، مقارنة بـ 4.2 مليون هاتف في الفترة نفسها من العام الماضي، أما في آسيا – المحيط الهادئ فبلغ الرقم 10.5 مليون، مقارنة بـ 8.2 مليون في الربع الثاني من عام 2004. وباعت في أميركا الشمالية ستة ملايين هاتف في الربع الثاني من 2005، مقارنة بـ 7.7 مليون هاتف في الفترة نفسها من العام الماضي، و9.1 مليون هاتف في أميركا اللاتينية مقارنة بـ 7.5 مليون.
حين تتحدث إلى فنلندي، تشعر بالثقة الكبيرة التي يكنها في نفسه ووطنه وشركته الوطنية الكبرى. تسأله عن أسباب الثقة، وهي بالمناسبة لا تصل إلى حدود التعصب. فأنت كأجنبي مرحب بك في ربوع فنلندا. يقول: «نفخر لتمكننا من صد الجيش الأحمر (السوفياتي) خلال بداية الحرب العالمية الثانية، ولكوننا من البلدان القليلة في العالم حيث الدولة تأخذ من الغني وتعطي الفقير، ولوجود نوكيا في بلادنا».