المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفضائيات تدخل عالم تفسير الأحلام على الهواء مباشرة وبعض المفسرين يخرب البيوت



مقاتل
09-15-2005, 05:37 PM
الوطن السعودية


شيخ يغير رقم هاتفه أكثر من مرة ويستقبل 1000 مكالمة يومياً وآخر يتلقى عرضاً بأكثر من 10 ملايين ريال سنوياً

أحد مفسري الأحلام في إحدى القنوات قام بهدم عدد من البيوت في الكويت

مشاهد انتظر الموت 3 أشهر وتفسير الحلم أنه سيرزق بولد

الرياض: طارق النوفل


واكب التطور التقني والإعلامي زيادة ملحوظة في انتشار مفسري الأحلام والرؤى وساهم ذلك في زيادة الطلب من البسطاء للتعبير عما يشاهدونه في مناماتهم مما زاد في أعداد ممتهني تفسير الأحلام (من غير أهل الصنعة) كما يحلو للعامة تسميتهم أو المعبرين وهو المصطلح الشرعي.

وقد قام البعض منهم بإنشاء مواقع على الشبكة العنكبوتية والبعض الآخر تجده قد حجز لنفسه موقعا مهما في أجندة برامج القنوات الفضائية والبعض الآخر خصص رقم (700) لتقديم خدمة تفسير الرؤى بمقابل مادي قد يتجاوز الآلاف من الريالات. وبالمقابل يرفض عدد قليل من المعبرين الظهور بأي شكل ويقوم بين فترة وأخرى بتغيير أرقام الاتصال به بسبب الإزعاج وبحثاً عن الراحة.

ولمعرفة وجهة نظر عدد من مفسري الأحلام المعروفين التقت "الوطن" بالشيخ المعروف محمد الشنقيطي حيث يقول: علم تفسير الرؤى علم ظني وليس علم يقيني, والظن لا يجوز بيعه بأي حال (لأن الظن لا يغني من الحق شيئا). فأخذ المال على أمور ظنية أخذ مال بالباطل لأنه قد لا تقع الرؤية وقد تكون عكسية وقد تكون لغير الرائي والدليل إذا تطرق إليه الاحتمال بطلا الاستدلال. وهذه الطائفة من الناس والتي تقوم ببيع تفسير الرؤيا بمقابل مادي اجتهدوا والظاهر أنهم أخطأوا في اجتهادهم, والأصل أن هذا العلم لا يمكن لأحد أن يجزم به لا المعبر ولا المعبر له، حيث لا يعتبر التعبير صحيحا حتى يقع, فالفيصل فيه هو الوقوع, وإن كان اشترط بأن يأخذ مالا في حالة وقوعه فهذا عقد على مالا يملك لان المفسر لا يملك الوقوع وبيع مالا يملك غير جائز شرعا ولم يأت من السلف أن أحدا كان يأخذ أموالا مقابل تفسير الرؤى.
و حول كثرة انتشار بعض المعبرين أوضح الشيخ الشنقيطي أن الأمة تحتاج إلى معبيرن كثر كحاجتها إلى علماء وأطباء لأن هذا جزء من العلم ينبغي أن يكون له ناس لهم الأهلية فيه وعندهم المصداقية فيه فلو نظرنا إلى عدد الذين يرون لما أمكن حصرهم وبالمقابل المفسرون أو المعبرون فهم قلة.

وبين الشيخ محمد مدى كثرة الاتصالات التي ترد عليه حيث يقوم بشكل دوري بتغيير أرقام الاتصال به حيث يقول:" أنا شخصيا كنت أتلقى يوميا ما معدله 1000 اتصال حتى أنني مرضت ونصحني الطبيب بالابتعاد عن الجوال, وقمت بتغيير أرقام هواتفي أملا بالابتعاد عن الجوال الذي أصاب أذني بمرض, فالمفسرون مبتلون وهم مضطرون إلى أن يجدوا وقتا, فالأمة بحاجة إلى من يفسر لها ما تراه في المنامات على اعتبار أنها رسائل من الله، أو أحلام من الشيطان فينبه المعبر إلى أن الحلم من الشيطان فلا تأبه به فهي نوع من الاستشارات النفسية أو الربانية. أو قد تكون استشارات شيطانية إذا كان الحلم من الشيطان فالتعبير ضروري في هذه الفترة. حيث إن الرسول صلى الله عليه وسلم أشار إلى أن الأمة إذا اقتربت من القيامة كثر عندها المنامات وكثر عندها المعبرون وستكثر معها صدق الرؤيا (إذا تقارب الزمان لم تكد رؤية المؤمن تخطئ).

و أشار الشيخ إلى أن طريقة القياس يعتمد عليها عند فقد الأدلة الشرعية حيث إنه الرابع في ترتيب الأدلة الشرعية ولا يمكن للموهبة والقياس التضاد فهما مكملان لبعضهما البعض فالموهوب معروف أنه أفضل من المعبر الذي يعتمد فقط على القياس.

وحول التفريق بين المعبر الموهوب والمعبر الذي يعتمد على القياس هو أن المعبر الموهوب تجده يعطيك تفسيرا للرؤيا دون تردد وبشكل سريع لان الله يقذف في قلبه التعبير وأما الذي يعتمد على القياس فتجده يتردد في التعبير لأنه قد يجد للتعبير أكثر من جواب فيتردد في التأويل.

و من جهة أخرى أبدى الشيخ فهد الغامدي عدم رضاه التام عما يفعله بعض المفسرين من الظهور الإعلامي على حساب أسرار المتصلين من عامة الأمة حيث قال: "يجب على المفسر أن يكون حافظا للسر وألا يحاول التخاطب إلا مع من رأى الرؤيا لأن في عملية النقل خطر على الرائي حيث إنه من الممكن أن تكون عملية النقل غير مطابقة للواقع وقد يحدث نتيجتها عدم صحة التفسير وهذا في غير مصلحة الرائي".

واستدل على عدم إفشاء التعبير أو الرؤيا بقول الله تعالى في سورة يوسف: (قال يا بني لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين).

وأشار الشيخ الغامدي إلى أن أحد الأشخاص عرض عليه أن يعمل معه لإنشاء شركة تستقبل مكالمات العامة الذين يبحثون عمن يفسر لهم رؤياهم على الرقم (700) بمقابل مادي قدره 30 ألف ريال يوميا، لكنه رفض، لأن هذا لا يجوز شرعا ومحرم وبيع المرء ما لا يملك غير جائز، والعلم أمانة من الله لا يجوز بيعها بأي حال.

ولم يشترط الشيخ الغامدي أن يكون المعبر أو المؤول مسلما فيمكن أن يكون غير مسلم كأن يكون يهوديا أو نصرانيا أو من أتباع أي ديانة. والأصل في المؤول أن يكون مسلما لأن التأويل عند المسلم حجة عليه وعمل صالح والأساس لدى المسلم ليس الأخبار بل الدعوة إلى الله.

و يطالب الشيخ الغامدي أن يكون المفسر أكثر حنكة وفطنه وأن يكون ذكيا في بعض المواقف التي تتطلب ذلك كشخص رأى رؤيا تفسر على أن أجله قريب فلا يعقل أن تخبر صاحبها بأن الموت أصبح قريبا منه ولكن تطلب من صاحبها الإكثار من الدعاء وصلة الرحم والصدقة لأنها وكما ورد في الأثر من أسباب إطالة عمر المرء.

وتعجب الشيخ الغامدي من تهافت جيل الشباب الحالي للتعاطي مع علم الرؤيا مع العلم أن الشيخ بن باز رحمه الله لم يكن في يوم من الأيام مفسرا مع أن علم الرؤى من اشرف العلوم حيث يعد علم التأويل من أنبل العلوم بعد علم النبوة.
وأشار إلى أنه من الممكن أن يستعمل المفسر القياس بشرط توافر الموهبة والهبة من الله فالأصل هي الموهبة ومن ثم القياس.

ومن القصص التي أوردها الشيخ فهد الغامدي: أن أحد مفسري الأحلام في إحدى القنوات الكويتية قام بهدم عدد من البيوت حيث قام بتأويل رؤى عدد من المتصلين مثل شخص اتصل على المفسر وسرد له رؤياه فرد عليه بان قال له انتبه لزوجتك بمعنى أن زوجته تخونه وكان ذلك على الملأ وأمام مسمع الناس وزد على ذلك فإن المفسر هذا من الأناس الذين ليس لهم من العلم ما يسمح لهم بأن يتربعوا على منابر ليس لها في الأصل لها مكان في الإعلام، وتفسير الرؤى علم يعتمد بالضرورة على الستر وأن يكون بين الرائي والمفسر فقط بعيد عن الناس والإعلام بشكل عام. وكذلك الشخص الذي قام بتطليق زوجته لأن المعبر قال إن زوجته تزني وهي عفيفة طاهرة, وكذلك المرأة التي رأت أن ثناياها سقطت وقام أحد المعبرين بتأويل الرؤيا على أنه سيموت لها اثنان من أهلها والتفسير الصحيح أنها كانت تحضر للدراسات العليا وستقوم باستبدال المشرفين على رسالتها فقط. وكذلك حادثة حصلت مع شخص وفسرها أحدهم بأنه سيموت وبقي الرائي ينتظر الموت مدة 3 أشهر ينتظر ملك الموت لينتزع روحه وبعد أن علمت بقصته طلبت منه أن يذكر لي رؤياه فلم يكن جوابي إلا أنه سيرزق بولد ذكر ولم يكن هناك ما يشير إلى الموت لا من قريب ولا من بعيد.