تشكرات
06-29-2023, 05:30 PM
أيهم مرعي (https://al-akhbar.com/Author/57)
الثلاثاء 27 حزيران 2023
https://al-akhbar.com/Images/ArticleImages/2023627174313886638234845938867493.jpg
شهدت أسواق الأعياد في غالبية المحافظات السورية، ركوداً عاماً، باستثناء الأيام الثلاثة الأخيرة التي سبقت عيد الأضحى، مع بدء وصول «الحوالات» الخارجية، التي باتت الطريقة الوحيدة لتمكين غالبية العائلات السورية من تلبية جزء من احتياجاتها لتشعر بـ«فرحة» العيد.
ولا تقارن حركة الأسواق في عيد الأضحى، مع حركة عيد الفطر التي ازدهرت فيها الأسواق، نتيجة وصول الحوالات الخارجية إلى نسبة غير قليلة من السكان، وكذلك المنحة الحكومية التي سدّت جزءاً - ولو بسيطاً - من الحاجة، بالإضافة إلى «زكاة الفطرة» التي عادةً ما يرسلها المغتربون الى البلاد.
كل التفاصيل السابقة غابت عن عيد الأضحى، الذي شهد أيضاً تراجعاً لقيمة الليرة السورية، بما لا يقلّ عن 1200 ل.س، عن ما كان عليه في عيد الفطر، ما أسهم في ارتفاع إضافي في معدّلات التضخم. وعلى ذلك، ففي الأيام الثلاثة الأخيرة، تحرّكت الأسواق نسبياً، ولكن اقتصر البيع على السكاكر والضيافات والحلوى، مع تراجع ملحوظ في محلات بيع الألبسة، ونشاط ملحوظ في أسواق الملابس المستعملة (البالة).
العيد لأصحاب الحوالات
باتت الحوالات الخارجية المصدر شبه الوحيد لغالبية السوريين، للحصول على بهجة العيد المأمولة لأطفالهم وعوائلهم، مع وجود عشرات آلاف المغتربين في الدول العربية والغربية، والذين باتوا يلعبون دوراً مهماً في سدّ الفجوة بين الأسعار المرتفعة، وتدنّي الرواتب والأجور في القطاعين العام والخاص. ووفق مدير إحدى مكاتب شركات الصرافة، فإن «الحوالات الخارجية انخفضت إلى ما دون الـ50% عن عيد الفطر الفائت، وبانخفاض واضح حتى عن أعياد الأضحى في الأعوام السابقة».
ويشير إلى أن «غالبية الحوالات بدأت تصل في الأيام 5 التي تسبق العيد»، معتبراً أن «ذلك السبب الرئيس في تأخّر حركة الأسواق، ونشاطها المحدود هذا العيد». وتؤكد أم أيمن، ربّة المنزل، بدورهت، أن «حصولها على حوالة من أخيها الموجود في ألمانيا، مكّنها من تأمين جزء من حاجة عائلتها، وشراء سكاكر وحلويات العيد بالحدّ المعقول الذي من الممكن أن يدخل البهجة الى عائلتها وأولادها»، فيما يقول عبد الرحمن، وهو موظّف حكومي، إنه «لم يستطع شراء أي شيء من حاجات العيد، بما في ذلك الضيافات والحلوى»، مبيّناً أنه سيكتفي بـ«تقديم الشاي لأقاربه وجيرانه».
ويلفت الرجل إلى أنه «لم يستطع استلام الراتب، وتوقّع أن يكون هناك منحة حكومية كالعيد الفائت، إلا أن ذلك لم يحصل».
الأضاحي: غلاء وتراجع مبيعات
سجّلت أسواق الماشية ومحلات بيع اللحوم، ارتفاعاً كبيراً في الأسعار قياساً بالأعوام الفائتة، وهو ارتفاع غير مسبوق، مع تراجع في حركة البيع، ليكون موسم الأضاحي هذا العام هو الأسوأ في كافة المحافظات السورية، مع ارتباط الأضحية أيضاً بحوالات المغتربين، واقتصارها في الغالب على عائلاتهم فقط. وسجّل سعر الأضحية، بشكل وسطي بين المحافظات، بين 40 و45 ألف ليرة سورية للكيلوغرام الواحد، وبين 3 ملايين إلى 3 ملايين ونصف للكبش (نحو 330 إلى 390$)، والعجل أو البقرة، نحو 10 إلى 12 مليون ل.س (نحو 1125 إلى 1350$)، والنعاج نحو مليون و200 إلى مليون ونصف (112 لغاية 170$).
ويؤكد أبو عمر، تاجر الماشية، أن «حركة البيع تراجعت بشكل كبير هذا العام، نتيجة ضعف القدرة الشرائية للأهالي، وعدم توفّر السيولة المادية الكافية لديهم»، مشيراً إلى أن «المبيعات لم تصل حتى إلى نصف مبيعات العام الفائت». من جهته، يرى مازن الذي وصل من ألمانيا لقضاء عطلة العيد مع عائلته، أن «الأسعار مقبولة وليست غالية، قياساً بالواقع الراهن للعملة»، مشيراً إلى أن «المشكلة في سوريا تكمن في تراجع قيمة العملة المحلية، وتدنّي الأجور، حيث يحتاج الموظّف إلى دفع راتب عام كامل للحصول على أضحية واحدة».
الثلاثاء 27 حزيران 2023
https://al-akhbar.com/Images/ArticleImages/2023627174313886638234845938867493.jpg
شهدت أسواق الأعياد في غالبية المحافظات السورية، ركوداً عاماً، باستثناء الأيام الثلاثة الأخيرة التي سبقت عيد الأضحى، مع بدء وصول «الحوالات» الخارجية، التي باتت الطريقة الوحيدة لتمكين غالبية العائلات السورية من تلبية جزء من احتياجاتها لتشعر بـ«فرحة» العيد.
ولا تقارن حركة الأسواق في عيد الأضحى، مع حركة عيد الفطر التي ازدهرت فيها الأسواق، نتيجة وصول الحوالات الخارجية إلى نسبة غير قليلة من السكان، وكذلك المنحة الحكومية التي سدّت جزءاً - ولو بسيطاً - من الحاجة، بالإضافة إلى «زكاة الفطرة» التي عادةً ما يرسلها المغتربون الى البلاد.
كل التفاصيل السابقة غابت عن عيد الأضحى، الذي شهد أيضاً تراجعاً لقيمة الليرة السورية، بما لا يقلّ عن 1200 ل.س، عن ما كان عليه في عيد الفطر، ما أسهم في ارتفاع إضافي في معدّلات التضخم. وعلى ذلك، ففي الأيام الثلاثة الأخيرة، تحرّكت الأسواق نسبياً، ولكن اقتصر البيع على السكاكر والضيافات والحلوى، مع تراجع ملحوظ في محلات بيع الألبسة، ونشاط ملحوظ في أسواق الملابس المستعملة (البالة).
العيد لأصحاب الحوالات
باتت الحوالات الخارجية المصدر شبه الوحيد لغالبية السوريين، للحصول على بهجة العيد المأمولة لأطفالهم وعوائلهم، مع وجود عشرات آلاف المغتربين في الدول العربية والغربية، والذين باتوا يلعبون دوراً مهماً في سدّ الفجوة بين الأسعار المرتفعة، وتدنّي الرواتب والأجور في القطاعين العام والخاص. ووفق مدير إحدى مكاتب شركات الصرافة، فإن «الحوالات الخارجية انخفضت إلى ما دون الـ50% عن عيد الفطر الفائت، وبانخفاض واضح حتى عن أعياد الأضحى في الأعوام السابقة».
ويشير إلى أن «غالبية الحوالات بدأت تصل في الأيام 5 التي تسبق العيد»، معتبراً أن «ذلك السبب الرئيس في تأخّر حركة الأسواق، ونشاطها المحدود هذا العيد». وتؤكد أم أيمن، ربّة المنزل، بدورهت، أن «حصولها على حوالة من أخيها الموجود في ألمانيا، مكّنها من تأمين جزء من حاجة عائلتها، وشراء سكاكر وحلويات العيد بالحدّ المعقول الذي من الممكن أن يدخل البهجة الى عائلتها وأولادها»، فيما يقول عبد الرحمن، وهو موظّف حكومي، إنه «لم يستطع شراء أي شيء من حاجات العيد، بما في ذلك الضيافات والحلوى»، مبيّناً أنه سيكتفي بـ«تقديم الشاي لأقاربه وجيرانه».
ويلفت الرجل إلى أنه «لم يستطع استلام الراتب، وتوقّع أن يكون هناك منحة حكومية كالعيد الفائت، إلا أن ذلك لم يحصل».
الأضاحي: غلاء وتراجع مبيعات
سجّلت أسواق الماشية ومحلات بيع اللحوم، ارتفاعاً كبيراً في الأسعار قياساً بالأعوام الفائتة، وهو ارتفاع غير مسبوق، مع تراجع في حركة البيع، ليكون موسم الأضاحي هذا العام هو الأسوأ في كافة المحافظات السورية، مع ارتباط الأضحية أيضاً بحوالات المغتربين، واقتصارها في الغالب على عائلاتهم فقط. وسجّل سعر الأضحية، بشكل وسطي بين المحافظات، بين 40 و45 ألف ليرة سورية للكيلوغرام الواحد، وبين 3 ملايين إلى 3 ملايين ونصف للكبش (نحو 330 إلى 390$)، والعجل أو البقرة، نحو 10 إلى 12 مليون ل.س (نحو 1125 إلى 1350$)، والنعاج نحو مليون و200 إلى مليون ونصف (112 لغاية 170$).
ويؤكد أبو عمر، تاجر الماشية، أن «حركة البيع تراجعت بشكل كبير هذا العام، نتيجة ضعف القدرة الشرائية للأهالي، وعدم توفّر السيولة المادية الكافية لديهم»، مشيراً إلى أن «المبيعات لم تصل حتى إلى نصف مبيعات العام الفائت». من جهته، يرى مازن الذي وصل من ألمانيا لقضاء عطلة العيد مع عائلته، أن «الأسعار مقبولة وليست غالية، قياساً بالواقع الراهن للعملة»، مشيراً إلى أن «المشكلة في سوريا تكمن في تراجع قيمة العملة المحلية، وتدنّي الأجور، حيث يحتاج الموظّف إلى دفع راتب عام كامل للحصول على أضحية واحدة».