المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : “الفهد العائد”.. من هو ولماذا تُشكّل عودته بعد 12 عاماً من الغياب عن المشهد بالكويت “ثأرًا وعُقوبةً”



راعي الغرشا
06-20-2023, 12:05 PM
“الفهد العائد”.. من هو ولماذا تُشكّل عودته بعد 12 عاماً من الغياب عن المشهد بالكويت “ثأرًا وعُقوبةً” لمرزوق الغانم فكيف سيرد الأخير؟ وكيف ضربت القيادة الكويتيّة بتحذيرات الغانم عرض الحائط؟.. حُكومة كُل 3 أشهر في “الديرة” فماذا بعد؟

19/6/2023


https://www.raialyoum.com/wp-content/uploads/2023/06/2023-06-19_16-48-17_128216.jpg

رئيس الوزراء الكويتي الشيخ أحمد نواف الأحمد



عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:

حافظ رئيس الوزراء الكويتي الشيخ أحمد نواف الأحمد على تشكيلة حُكومته تقريباً، وذلك بعد استقالتها عقب الانتخابات البرلمانيّة التي أُجريت في السادس من يونيو/ حزيران، حيث عاد للحكومة الجديدة 9 وزراء من أصل 14، فيما دخل 6 وزراء جُدد فقط.

وذكرت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن مرسوماً أميريّاً صدر بالتشكيل الجديد للوزارة موقعاً من ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الصباح الذي يتولّى مُعظم صلاحيّات أمير الكويت.

الشيخ أحمد نواف الأحمد بتشكيله هذه الحكومة، التي يأمل الكويتيون عدم استقالتها، أو عدم اصطدامها مع مجلس الأمّة الجديد، يُشكّل حُكومته الخامسة، أي بمُعدّل حكومة كُل 3 أشهر، وهذا حالٌ لا يسرّ الشعب الكويتيّ، ويُعطّل المصالح العامّة، ويضع البلاد في مُراوحةٍ سياسيّة، حسب بعض وسائل الإعلام المحليّة، فمجلس الأمّة الجديد تحضر فيه المُعارضة بحُصولها على 35 مقعدًا، وعادةً ما تُناكف المُعارضة الحُكومة وتطلب استجواب رئيسها، فتستقيل الأخيرة، ويجري حلّ مجلس الأمّة أميريّاً أو إبطاله دُستوريّاً، كما حصل مع مجلسيّ 2020 برئاسة مرزوق الغانم، ومجلس 2022 برئاسة أحمد السعدون.

مرزوق الغانم، الذي لم يُعلن ترشّحه لمنصب رئاسة مجلس الأمّة، اصطدم أساساً مع رئيس الحكومة الحالي الشيخ أحمد نواف الأحمد، والأخير هو نجل أمير البلاد، وكان الغانم قد اعتبره خطرًا على البلاد، لكن يبدو أن انتقادات الغانم لم تجد آذاناً صاغية عند القيادة الكويتيّة، التي أوكلت للشيخ أحمد نواف تشكيل الحكومة من جديد، وهي حكومة حملت تغييرًا محدودًا، ولكنّها ضمّت المُفاجأة التي قد تضعها ضمن انتقادات النوّاب.

هذه المُفاجأة، تمثّلت بعودة الشيخ أحمد فهد الأحمد الصباح للمشهد السياسي الكويتي، وفي منصب لافت الدلالة، حيث جرى تعيينه في منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، وهو الغائب مُنذ 12 عاماً، وهذه خطوة استفزازيّة يراها البعض، حيث تعمّد رئيس الوزراء أحمد نواف فيما يبدو تقديم خياره الثقيل هذا باختيار أحمد الفهد، في مُناكفة سياسيّة صريحة قد تُعقّد المشهد.

هذه المُناكفة السياسيّة مُوجّهة في المقام الأوّل من قبل رئيس الوزراء الكويتي أحمد نواف، للنائب مرزوق الغانم، فالأخير (الغانم) كان المُتسبّب الرئيسي في غياب الشيخ أحمد الفهد عن المشهد السياسي، بعد تقديمه “استجواباً” (الغانم) بحق الفهد، وبخُصوص تجاوزات ماليّة، ما دفع الأخير (الفهد) للاستقالة في حينها قبل استجوابه، وعودة الفهد للحكومة بعد استقالة من الحكومة العام 2011، على خلفيّة استجواب، حيث تعد سابقة في الكويت العودة للحكومة كوزير بعد الاستجواب والاستقالة، ما يعني أن ثمّة من يدعم عودته القويّة والثقيلة والعلنيّة على مسامع الغانم، والذي لا يزال يُقلّب أوراقه بخُصوص الترشّح لرئاسة مجلس الأمّة الكويتي.

يبدو أن المُواجهة بين النائب الغانم، ورئيس الوزراء الكويتي أحمد النواف آخذةٌ بالاتّساع، فرئيس الوزراء الشيخ أحمد، لن ينسى هُجوم الغانم في مُؤتمر صحفي علني حين اعتبره خطرًا على البلاد، وطالبه بوقف العبث، والتعطيل والتسويف، الذي يُمارسه كما قال “سمو رئيس الوزراء” تُجاه مصالح الشعب وأحوالهم.

وفي المُقابل، لن تكون أنباء عودة “الفهد” كنائب لرئيس الوزراء ووزير دفاع للحكومة، من الأنباء السارّة للغانم، فبدل أن يتصادم مع رئيس وزراء بلاده ونجل أميرها وحده، بات عليه التنبّه من “الفهد العائد” نائب رئيس وزراء بلاده، وانتقامه المُفترض منه، جرّاء إجبار الغانم للفهد على الاستقالة من الحكومة، أو ما وُصف في حينها بالإعدام السياسي للشيخ أحمد الفهد، واضطرّ لاحقاً للاعتذار في بيان على التلفزيون الكويتي، فيما عُرف بقضيّة “بلاغ الكويت”، التي تضمّنت تجاوزات ماليّة، هذا عدا عن قُرب الفهد من نوّاب المُعارضة، الذين سعوا في المجالس السّابقة للإطاحة بالغانم من رئاسة المجلس، حتى إعلانه عدم الترشّح لانتخابات مجلس أمّة 2022، والذي لم يَدُم طويلاً.

وتباينت الآراء على منصّات التواصل الاجتماعي الكويتيّة، حول عودة الفهد، وتواجد الغانم في مجلس الأمّة الجديد، فيما تمنّى آخرون أن يعمل الرّجلان في ما يخدم مصالح الكويت، لا المصالح الشخصيّة.

ويُنتظر أن تُحسم رئاسة مجلس الأمّة الثلاثاء، فالمُخضرم أحمد السعدون أعلن ترشيح نفسه، فيما لا يزال الغانم يُناور بتصريحات خدمة الشعب الكويتي من أي منصب، وأن رئاسته لمجلس الأمّة ليست هاجساً، فيما التساؤلات مطروحة إذا كانت عودة الفهد لمنصب نائب رئيس الوزراء، ستدفع الغانم للدخول في المُنافسة على منصب رئيس مجلس الأمّة 2023 لتعزيز موقفه حال قرّر التصادم مع رئيس الحكومة ونائبه، فيما كانت التقديرات تُشير قبل إعلان التشكيلة الحكوميّة، بأن السعدون أقرب للفوز بمنصب رئاسة البرلمان بالتزكية.

بكُلّ الأحوال يضع الكويتيون أيديهم على قلوبهم، أملاً في عدم تدخّل أمير البلاد، وحل المجلس، واستقالة الحكومة بالتالي، فالصّدام مُحتمل، والحكومة الحاليّة هي الثامنة خلال 3 سنوات، والخامسة التي يُؤلّفها نجل أمير البلاد مُنذ تكليفه برئاسة الوزراء لأوّل مرّة قبل أقل من عام!
Jun 19, 2023