زوربا
09-14-2005, 08:00 AM
رئيس الوزراء العراقي أكد لـ«الشرق الأوسط»: أن ملف اغتيال الخوئي لم يغلق وهو من اختصاص القضاء
لندن: معد فياض
خلال الزيارة القصيرة التي قام بها رئيس الحكومة العراقية الدكتور ابراهيم الجعفري والتي دامت ساعات قليلة وهو في طريقه الى الولايات المتحدة لإلقاء كلمة العراق في الدورة الاعتيادية للجمعية العامة للامم المتحدة، خص الجعفري «الشرق الأوسط» بحوار امس في ما يلي نصه:
* كنتم في زيارة لمدينة تلعفر. فما الذي يحدث هناك وفي مدينة الرطبة الحدودية؟
ـ تلعفر دخلت حاليا المرحلة الثانية، وما يحدث هناك عمليات عسكرية لنزع فتيل المشكلة، والمشكلة في تلعفر ليست نابعة من المدينة وأهالي المدينة انفسهم، وانما هناك اختراق للمدينة من قبل مجموعة من الارهابيين، ولذلك جرى حوار طويل مع اهالي تلعفر امتد لأكثر من شهرين من اجل الوصول الى حل سلمي قبل العسكري، حيث اوفدت مجموعة برئاسة مبعوث شخصي عني والتقى اهالي المدينة من التركمان والعرب سواء كانوا من السنة او الشيعة وهم من طلبوا منا ان نبعث قواتنا المسلحة وأرسلوا لي مذكرة موقعة من قبلهم، ومن ابرز نقاط هذه المذكرة هي طلبهم اللجوء الى الحل العسكري لتطهير المدينة. وضعنا خطة للعملية التي دخلت الآن المرحلة الثانية وكانت موفقة منذ ان ابتدأت حتى انتهت ولم يقتل فيها أي شخص سوى جريحين وجروحهما بسيطة. واليوم (امس) كنت هناك وشاهدت بعيني ما يجري في تلعفر والتقيت قطعاتنا العسكرية وتحدثت مع قائد الفرقة وبقية الضباط، حيث قدموا لي تقارير مفصلة واستطلعت من الجو الوضع. الآن ستدخل العملية المرحلة الثالثة؛ وهي اعمار تلعفر وتعويض الخسائر وإعادة الاهالي الى دورهم.
* هل تم القبض على ارهابيين هناك او وجدتم آثارا لوجودهم في تلعفر؟
ـ وجدنا سيارات مفخخة وبعض الأوكار لتفخيخ السيارات ومخابئ للتفجيرات والأسلحة وورشا تؤكد قيام الارهابيين بدورات تدريبية فيها لتفخيخ السيارات وتجهيز الاسلحة الناسفة، وهذا يعني ان تلعفر كانت ستصبح حاضنة ومنطلقا لإلحاق الضرر بالمناطق الاخرى، وفي ذات الوقت صدع الارهابيون البنية الاجتماعية المتحضرة لأهالي تلعفر التي تأسست على مر الزمن، فتركمان تلعفر بسنتهم وشيعتهم متآخون على مر الزمن، ونحن نبذل جهودنا لإعادة المياه الى مجاريها.
* ألا تعتقد ان ما حدث في تلعفر وبقية المناطق غرب العراق من تدخل عسكري يشبه ما حدث في الفلوجة والنجف؟
ـ لا.. هذه العمليات بعيدة جدا عما حدث في الفلوجة والنجف. أولا نحن لم نبدأ بقصف المدينة وأعطينا للاهالي الوقت الكافي لإجلائهم. ثانيا نحن استجبنا لطلب اهالي المدينة. ثم ان العملية كانت نظيفة، نظيفة تماما. لأول مرة اقرأ قبل ان ارى ان عملية عسكرية تتم بهذه الدقة، ودخول القوات الى أهدافها المحددة والقبض على اشخاص دون ان تكون هناك ضحايا والحمد لله، اليوم اطلعني قائد الفرقة هناك وبقية القيادات على الحقيقة فوق الارض.
* وزير الدفاع سعدون الدليمي اتهم سورية بتشجيع مرور الارهابيين العرب الى العراق، ما رأيكم بذلك؟
ـ الاتهام الى اكثر من دولة في الجوار الجغرافي موجود. سورية بدورها تنفي ان يكون لها ثمة علاقة بموضوع تسلل الارهابيين او يقولون بقدر الامر المتعلق بنا فنحن لم نسمح لأحد بالتسلل الى الاراضي العراقية، هذا ما يقولونه، وكانت بيننا محادثات هاتفية وشرحت لهم معاناتنا لوجود عناصر مسلحة تعمل بحرية في سورية، وهم من طرفهم ينفون ذلك. بالنسبة لنا الارهاب هو الارهاب سواء كان ذلك جاء من هذه الدولة او تلك، من خارج العراق او من داخله، الارهاب لا يشكل خطرا حقيقيا لشعبنا فقط او على العراق فحسب، بل على كل المنطقة وعلى العالم كله، واثبت ان ساحة الارهاب اينما وجد الانسان. العراقيون يواجهون الارهاب بأساليبه المتطورة نيابة عن كل البشرية.
* هل ما زلتم عاتبين على الدبلوماسية العربية وعدم تمثيلها بشكل حقيقي في العراق؟
ـ من دون شك العتب موجود، لكنني من النوع الذي يعتبر العتب باتجاه فتح الابواب على مصراعيها وليس غلقها. انا مشيت بقدمي عندما كنت اول رئيس لمجلس الحكم الى الدول العربية ودخلت رواق الجامعة العربية.
ونحن لا ندري لماذا هذا التأخر في وجود تمثيل عربي دبلوماسي حقيقي، ولماذا لا يلقى العراق استجابة. نعم، العتب ما يزال موجودا. لماذا كل دول العالم ارسلوا ممثلين وسفراء، رئيس الولايات المتحدة زار العراق ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير زار العراق، ورئيس وزراء الدنمارك كذلك، كما زار وزراء خارجية من دول اوروبية واميركا العراق وجاء سفراء من مختلف انحاء العالم.
* كيف تقيمون الوضع الداخلي العراقي خاصة في موضوعي الخدمات والأمن؟
ـ اذا وضعنا مقارنة منصفة وشفافة بين ما كان عليه الوضع الداخلي وما نحن عليه الآن فقد قطعنا شوطا لا بأس به في الوضع الامني بالتحديد؛ فعندما نقارن بين أعداد السيارات المفخخة التي كانت تتشظى بأجساد الضحايا في كل مكان، الآن الوضع مختلف تماما خاصة في المحافظات، حيث حصلت حادثتان في البصرة وقد تم القبض على المتسببين. وفي بغداد تراجع عدد السيارات المفخخة بشكل واضح وقبضنا على عدد كبير من الارهابيين واعترفوا بجرائمهم وصار المواطنون يبادرون للاخبار عن كل ما يسترعي الشك والإدلاء بالمعلومات، هذا رغم الصعوبات التي نواجهها خاصة في بناء الجهاز الامني. ومع ذلك أنا لا اعتبر ذلك بمستوى طموحنا.
* هل اغلق ملف جريمة مقتل عبد المجيد الخوئي بعد ان تم اطلاق سراح اثنين من المتورطين في الجريمة؟
ـ لم يرفع الملف الينا بشكل رسمي. ولو عرض علينا لا نستطيع البت فيه كون القضية مرتبطة بالسلطة القضائية وأنا اعتز اننا نعمل على تجسيد الفصل بين السلطات، ونحن نحمي هذه السلطات من التدخل او التأثير عليها. ويجب احقاق الحق وإزهاق الباطل، وهذه الدولة فيها القانون فوق كل شيء وبالنسبة لي كرئيس وزراء لا استثني احدا في العراق وأي شخص تطاله الشبهات من حق القضاء ان يسأله ويحقق معه، ولكن بصورة متحضرة وصحيحة حتى تجمع القرائن وفق قاعدة المتهم بريء حتى تثبت إدانته. أنا اعرف ان هناك ملفا في هذه القضية (اغتيال الخوئي)، وهو من اختصاص السلطة القضائية وأنا أحمي القضاء العادل، والقرارات التي يصل لها القضاء يجب ان تطبق بتفاصيلها، ولن اسمح بأن يتدخل كائن من كان في شؤون القضاء وليس من حقي او من حق أي شخص التدخل في شؤون القضاء.
لندن: معد فياض
خلال الزيارة القصيرة التي قام بها رئيس الحكومة العراقية الدكتور ابراهيم الجعفري والتي دامت ساعات قليلة وهو في طريقه الى الولايات المتحدة لإلقاء كلمة العراق في الدورة الاعتيادية للجمعية العامة للامم المتحدة، خص الجعفري «الشرق الأوسط» بحوار امس في ما يلي نصه:
* كنتم في زيارة لمدينة تلعفر. فما الذي يحدث هناك وفي مدينة الرطبة الحدودية؟
ـ تلعفر دخلت حاليا المرحلة الثانية، وما يحدث هناك عمليات عسكرية لنزع فتيل المشكلة، والمشكلة في تلعفر ليست نابعة من المدينة وأهالي المدينة انفسهم، وانما هناك اختراق للمدينة من قبل مجموعة من الارهابيين، ولذلك جرى حوار طويل مع اهالي تلعفر امتد لأكثر من شهرين من اجل الوصول الى حل سلمي قبل العسكري، حيث اوفدت مجموعة برئاسة مبعوث شخصي عني والتقى اهالي المدينة من التركمان والعرب سواء كانوا من السنة او الشيعة وهم من طلبوا منا ان نبعث قواتنا المسلحة وأرسلوا لي مذكرة موقعة من قبلهم، ومن ابرز نقاط هذه المذكرة هي طلبهم اللجوء الى الحل العسكري لتطهير المدينة. وضعنا خطة للعملية التي دخلت الآن المرحلة الثانية وكانت موفقة منذ ان ابتدأت حتى انتهت ولم يقتل فيها أي شخص سوى جريحين وجروحهما بسيطة. واليوم (امس) كنت هناك وشاهدت بعيني ما يجري في تلعفر والتقيت قطعاتنا العسكرية وتحدثت مع قائد الفرقة وبقية الضباط، حيث قدموا لي تقارير مفصلة واستطلعت من الجو الوضع. الآن ستدخل العملية المرحلة الثالثة؛ وهي اعمار تلعفر وتعويض الخسائر وإعادة الاهالي الى دورهم.
* هل تم القبض على ارهابيين هناك او وجدتم آثارا لوجودهم في تلعفر؟
ـ وجدنا سيارات مفخخة وبعض الأوكار لتفخيخ السيارات ومخابئ للتفجيرات والأسلحة وورشا تؤكد قيام الارهابيين بدورات تدريبية فيها لتفخيخ السيارات وتجهيز الاسلحة الناسفة، وهذا يعني ان تلعفر كانت ستصبح حاضنة ومنطلقا لإلحاق الضرر بالمناطق الاخرى، وفي ذات الوقت صدع الارهابيون البنية الاجتماعية المتحضرة لأهالي تلعفر التي تأسست على مر الزمن، فتركمان تلعفر بسنتهم وشيعتهم متآخون على مر الزمن، ونحن نبذل جهودنا لإعادة المياه الى مجاريها.
* ألا تعتقد ان ما حدث في تلعفر وبقية المناطق غرب العراق من تدخل عسكري يشبه ما حدث في الفلوجة والنجف؟
ـ لا.. هذه العمليات بعيدة جدا عما حدث في الفلوجة والنجف. أولا نحن لم نبدأ بقصف المدينة وأعطينا للاهالي الوقت الكافي لإجلائهم. ثانيا نحن استجبنا لطلب اهالي المدينة. ثم ان العملية كانت نظيفة، نظيفة تماما. لأول مرة اقرأ قبل ان ارى ان عملية عسكرية تتم بهذه الدقة، ودخول القوات الى أهدافها المحددة والقبض على اشخاص دون ان تكون هناك ضحايا والحمد لله، اليوم اطلعني قائد الفرقة هناك وبقية القيادات على الحقيقة فوق الارض.
* وزير الدفاع سعدون الدليمي اتهم سورية بتشجيع مرور الارهابيين العرب الى العراق، ما رأيكم بذلك؟
ـ الاتهام الى اكثر من دولة في الجوار الجغرافي موجود. سورية بدورها تنفي ان يكون لها ثمة علاقة بموضوع تسلل الارهابيين او يقولون بقدر الامر المتعلق بنا فنحن لم نسمح لأحد بالتسلل الى الاراضي العراقية، هذا ما يقولونه، وكانت بيننا محادثات هاتفية وشرحت لهم معاناتنا لوجود عناصر مسلحة تعمل بحرية في سورية، وهم من طرفهم ينفون ذلك. بالنسبة لنا الارهاب هو الارهاب سواء كان ذلك جاء من هذه الدولة او تلك، من خارج العراق او من داخله، الارهاب لا يشكل خطرا حقيقيا لشعبنا فقط او على العراق فحسب، بل على كل المنطقة وعلى العالم كله، واثبت ان ساحة الارهاب اينما وجد الانسان. العراقيون يواجهون الارهاب بأساليبه المتطورة نيابة عن كل البشرية.
* هل ما زلتم عاتبين على الدبلوماسية العربية وعدم تمثيلها بشكل حقيقي في العراق؟
ـ من دون شك العتب موجود، لكنني من النوع الذي يعتبر العتب باتجاه فتح الابواب على مصراعيها وليس غلقها. انا مشيت بقدمي عندما كنت اول رئيس لمجلس الحكم الى الدول العربية ودخلت رواق الجامعة العربية.
ونحن لا ندري لماذا هذا التأخر في وجود تمثيل عربي دبلوماسي حقيقي، ولماذا لا يلقى العراق استجابة. نعم، العتب ما يزال موجودا. لماذا كل دول العالم ارسلوا ممثلين وسفراء، رئيس الولايات المتحدة زار العراق ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير زار العراق، ورئيس وزراء الدنمارك كذلك، كما زار وزراء خارجية من دول اوروبية واميركا العراق وجاء سفراء من مختلف انحاء العالم.
* كيف تقيمون الوضع الداخلي العراقي خاصة في موضوعي الخدمات والأمن؟
ـ اذا وضعنا مقارنة منصفة وشفافة بين ما كان عليه الوضع الداخلي وما نحن عليه الآن فقد قطعنا شوطا لا بأس به في الوضع الامني بالتحديد؛ فعندما نقارن بين أعداد السيارات المفخخة التي كانت تتشظى بأجساد الضحايا في كل مكان، الآن الوضع مختلف تماما خاصة في المحافظات، حيث حصلت حادثتان في البصرة وقد تم القبض على المتسببين. وفي بغداد تراجع عدد السيارات المفخخة بشكل واضح وقبضنا على عدد كبير من الارهابيين واعترفوا بجرائمهم وصار المواطنون يبادرون للاخبار عن كل ما يسترعي الشك والإدلاء بالمعلومات، هذا رغم الصعوبات التي نواجهها خاصة في بناء الجهاز الامني. ومع ذلك أنا لا اعتبر ذلك بمستوى طموحنا.
* هل اغلق ملف جريمة مقتل عبد المجيد الخوئي بعد ان تم اطلاق سراح اثنين من المتورطين في الجريمة؟
ـ لم يرفع الملف الينا بشكل رسمي. ولو عرض علينا لا نستطيع البت فيه كون القضية مرتبطة بالسلطة القضائية وأنا اعتز اننا نعمل على تجسيد الفصل بين السلطات، ونحن نحمي هذه السلطات من التدخل او التأثير عليها. ويجب احقاق الحق وإزهاق الباطل، وهذه الدولة فيها القانون فوق كل شيء وبالنسبة لي كرئيس وزراء لا استثني احدا في العراق وأي شخص تطاله الشبهات من حق القضاء ان يسأله ويحقق معه، ولكن بصورة متحضرة وصحيحة حتى تجمع القرائن وفق قاعدة المتهم بريء حتى تثبت إدانته. أنا اعرف ان هناك ملفا في هذه القضية (اغتيال الخوئي)، وهو من اختصاص السلطة القضائية وأنا أحمي القضاء العادل، والقرارات التي يصل لها القضاء يجب ان تطبق بتفاصيلها، ولن اسمح بأن يتدخل كائن من كان في شؤون القضاء وليس من حقي او من حق أي شخص التدخل في شؤون القضاء.