جون
07-22-2003, 12:04 PM
سوف نتناول جانبا واحدا للتركيز علية تاركين الجوانب الاخرى يتناولها كل حسب رؤيتة وتخصصة العلمى..بداية لست من انصار القاء اللوم على الغرب والادعاء بأنة نهب ثرواتنا وسرق خيراتنا واشترى عقولنا وخرب ذمم اهل الحل والعقد لدينا وهو سبب مأساتنا ونحن منها براء...وكأننا مركز اهتمام الكون والغرب ليست لدية مهمة سوى التربص بالعرب..هؤلاء العباقرة الذين اذا انطلقوا من عقالهم الذى كبلهم بةالغرب المستبد الظالم لاحتلوا المرتبة الاولى فى كل شيء وتسيدوا الدنيا!!!ا
انني اقيم فى العاصمة الاميريكية واشنطن منذ عام وهى فترة ليست كافية للاجابة على السؤال لكنى اجتهد محاولا وضع القارىء العربى امام الصورة الحقيقية على الاقل كما أراها
فقد امضيت ربع قرن فى الريف المصرى وعقد من الزمان بالقاهرة وثلاث عواصم عربية اخرى لاحظت خلالها ان الحديث عن الدين- وخصوصا الجزء الشكلى منة -هو بؤرة الاهتمام العام سواء فى التعليم او الصحافة او حتى بين عامة الناس!!ا
وأذكر فى هذا الصدد اننا اهدرنا عشر سنوات فى الحديث عن المجاهدين الافغان وكيف ان الملائكة تحارب معهم ضد الشيوعية الملحدة وتبين فى نهاية الامر انهم تجار مخدرات باعتراف قادتهم بعد انتهاء الحرب!!ا
كما اهدرنا عشر سنوات اخرىفى الحديث عن ان الدين هو الحل مما حدا بالصديق الدكتور فرج فودة رحمة اللة الى اصدار كتابة الحقيقة الغائبة مطالبا رافعى الشعار ببرنامج محدد قابل للتطبيق على ارض الواقع فقتلوة دون الاجابة على السؤال!!ا
اعود فأقول ان الدين الشكلى هو الهاجس الاساسى للعقل العربى..فالناس ووسائل الاعلام - خاصة الدينى منها- يكررون اسئلة تافهة يلوكونها يوميا دون ملل لسنوات طويلة على غرار....من هو المتدين ومن هو غير المتدين؟ من سيدخل الجنة ومن سيدخل النار؟ما هى الاديان التى اصابها التحريف؟ من هو المسلم الحقيقى.. الشيعى ام السنى؟ ما هو المذهب الاحق بالاتباع الشافعى ام المالكى؟ كما يناقش المسيحيون..من هو المسيحى المقبول عند الرب هل هو الكاثوليكى ام البروتستانتى ام الانجيلى؟ ويؤكد اصحاب كل دين ان لهم الجنة فى الاخرة..اما هذا الغرب الكافر الملحد الذى اختار الدنيا وملذاتها فلة النار وبئس القرار!! ويخلد الجميع الى النوم قريرى العين مرتاحى البال والضمير الى ما شاء اللة!!!ا
واهم ما يشغل بال المسلمين هو بناء المساجد والمسيحيون يطالبون ببناء الكنائس على غرار المساجد او على الاقل ترميمها وهو اضعف الايمان!!!!
اما الغرب فما يشغلة اشياء اخرى اهمها البحث العلمى وعلوم الفضاء وما فى باطن الارض والاتصالات والهندسة الوراثية والجينوم البشرى والطب والفمتوثانية... باختصار يهتم بالعلم والتكنولوجيا.. حتى الانسان البسيط مشغول بتطوير قدراتة والحصول على دورات تدريبية للبدء فى مشروع خاص.. اما الدين فأنهم يمارسونة بالمعابد والكنائس والمساجد دون ضجيج باعتبارة شأنا خاصا بكل انسان على حدة.. يمارسة او لا يمارسة دون وصاية او ترهيب من احد..ونحن نؤكد على تلك الحقيقة ونقول لأصحاب اللحى من كل دين.. لا تجعلوا من الدين مطية لأهدافكم الرخيصة وكسب الشهرة.. فلستم مأذونين من السماء لتسيير حياة البشر..ولا داعى لاشهار سيف الكفر والاتهام بالابلسة لمن يعارضكم.. فليس بين المخلوقات من هو اكثر مغالطة للنفس منكم..
اننا ندعو الى انظمة عربية علمانية يحكمها القانون المدنى الذى لا فرق فى ظلة بين انسان واخر الا باحترامة..قانون يحترم التعدد الدينى والعرقى والاثنى ولا يضطهد فية انسان بسبب فكرة او اتجاهة..ان ترديد الشعارات الساذجة كطبيق الشريعة او الدين هو الحل او الدين دين ودولة سوف تأتى بنتائج عكسية ضد الدين لأنة استاتيكى ثابت والحياة ديناميكية متغيرة.. واذا اقحم فى الحياة فسد وافسدها.. ولذا نحن ندعو الى اسقاط كل تلك الشعارات... ومن يخالفنا علية ان يأتى ببرنامج دينى واضح لتسيير امور الدولة ويعرضة على الناس وفى النهاية لهم الحق فى قبولة او رفضة ؛ ونتحدى اى مدعى ان يأتى بمثل هذا البرنامج المتكامل لحكم دولة.. لأنة غير موجود ولن يوجد فى المستقبل.لأن الاديان طقوس وشعائر يمارسها المؤمنون بها من كل دين ؛ونعتقد ان الغرب فهم دور الدين مبكرا ووضعة فى مكانة الطبيعى بالمعابد والكنائس والمساجد.
وانطلق نحو الابداع دون عوائق ؛ فمتى يفيق العرب ويدركون ان الدور الحقيقى للاديان دور روحانى عقائدى عاطفى داخلى خاص بكل انسان على حدة،اما الذى يحكم علاقات البشر فهو القانون الذى ابدعة العقل والمنطق. بما يتفق والعصر الذى يعيشة الانسان ؛لك ان تتخيل عزيزى القارىء ان حوالى 400 مليون انسان يعيشون فى قارة اميريكا منهم الابيض والاسود والاصفر. واليهودى والمسيحى والمسلم والملحد. والاوروبى والاسيوى والافريقى
كل هذا الخليط يعيش فى ظل القانون المدنى متساوى الحقوق والواجبات. لة الحرية فى ان يعبد او لا يعبد. وان يعلن عن ذلك صراحة دون خوف من أحد
بعض الحكومات تباهى بأن الدين هو المصدر الاساسى للتشريع.
وتلك مغالطة اساسها النفاق السياسى ومداهنة جماعات العنف من ناحية. وترضية المزاج العام للبسطاء من ناحية اخرى ؛ لكننا نؤكد ان النتائج دائما عكسية لأنة غالبا ما ينقلب السحر على الساحر ؛فالعقل يحتم اعلاء رابطة المواطنة على اى رابطة اخرى بما فى ذلك الدين لأن الاديان تنفى بعضها البعض فى استعلائية واضحة وتتصارع فيما بينها على ارواح البشر ؛فلو لم يكن دين كل منا هو الاصلح لما اتبعة من الاساس. مباهيا بة تاركا ما عداة من الاديان الاخرى. بعد اتهامها بالتحريف واتهام تابعيها بالكفر ؛لقد فشلت كل محاولات تديين العلوم والثقافة والسياسة ؛اتركوا هذا المنزلق الخطير وتعالوا نعتنق الدين الانسانى الجديد -القانون المدنى وحقوق الانسان - فى تسيير امور حياتنا قبل ان يلفظنا التاريخ وتطردنا الحضارة المدنية الحديثة.
صحفى مصرى مقيم بواشنطن
elgendy@hotmail.com
انني اقيم فى العاصمة الاميريكية واشنطن منذ عام وهى فترة ليست كافية للاجابة على السؤال لكنى اجتهد محاولا وضع القارىء العربى امام الصورة الحقيقية على الاقل كما أراها
فقد امضيت ربع قرن فى الريف المصرى وعقد من الزمان بالقاهرة وثلاث عواصم عربية اخرى لاحظت خلالها ان الحديث عن الدين- وخصوصا الجزء الشكلى منة -هو بؤرة الاهتمام العام سواء فى التعليم او الصحافة او حتى بين عامة الناس!!ا
وأذكر فى هذا الصدد اننا اهدرنا عشر سنوات فى الحديث عن المجاهدين الافغان وكيف ان الملائكة تحارب معهم ضد الشيوعية الملحدة وتبين فى نهاية الامر انهم تجار مخدرات باعتراف قادتهم بعد انتهاء الحرب!!ا
كما اهدرنا عشر سنوات اخرىفى الحديث عن ان الدين هو الحل مما حدا بالصديق الدكتور فرج فودة رحمة اللة الى اصدار كتابة الحقيقة الغائبة مطالبا رافعى الشعار ببرنامج محدد قابل للتطبيق على ارض الواقع فقتلوة دون الاجابة على السؤال!!ا
اعود فأقول ان الدين الشكلى هو الهاجس الاساسى للعقل العربى..فالناس ووسائل الاعلام - خاصة الدينى منها- يكررون اسئلة تافهة يلوكونها يوميا دون ملل لسنوات طويلة على غرار....من هو المتدين ومن هو غير المتدين؟ من سيدخل الجنة ومن سيدخل النار؟ما هى الاديان التى اصابها التحريف؟ من هو المسلم الحقيقى.. الشيعى ام السنى؟ ما هو المذهب الاحق بالاتباع الشافعى ام المالكى؟ كما يناقش المسيحيون..من هو المسيحى المقبول عند الرب هل هو الكاثوليكى ام البروتستانتى ام الانجيلى؟ ويؤكد اصحاب كل دين ان لهم الجنة فى الاخرة..اما هذا الغرب الكافر الملحد الذى اختار الدنيا وملذاتها فلة النار وبئس القرار!! ويخلد الجميع الى النوم قريرى العين مرتاحى البال والضمير الى ما شاء اللة!!!ا
واهم ما يشغل بال المسلمين هو بناء المساجد والمسيحيون يطالبون ببناء الكنائس على غرار المساجد او على الاقل ترميمها وهو اضعف الايمان!!!!
اما الغرب فما يشغلة اشياء اخرى اهمها البحث العلمى وعلوم الفضاء وما فى باطن الارض والاتصالات والهندسة الوراثية والجينوم البشرى والطب والفمتوثانية... باختصار يهتم بالعلم والتكنولوجيا.. حتى الانسان البسيط مشغول بتطوير قدراتة والحصول على دورات تدريبية للبدء فى مشروع خاص.. اما الدين فأنهم يمارسونة بالمعابد والكنائس والمساجد دون ضجيج باعتبارة شأنا خاصا بكل انسان على حدة.. يمارسة او لا يمارسة دون وصاية او ترهيب من احد..ونحن نؤكد على تلك الحقيقة ونقول لأصحاب اللحى من كل دين.. لا تجعلوا من الدين مطية لأهدافكم الرخيصة وكسب الشهرة.. فلستم مأذونين من السماء لتسيير حياة البشر..ولا داعى لاشهار سيف الكفر والاتهام بالابلسة لمن يعارضكم.. فليس بين المخلوقات من هو اكثر مغالطة للنفس منكم..
اننا ندعو الى انظمة عربية علمانية يحكمها القانون المدنى الذى لا فرق فى ظلة بين انسان واخر الا باحترامة..قانون يحترم التعدد الدينى والعرقى والاثنى ولا يضطهد فية انسان بسبب فكرة او اتجاهة..ان ترديد الشعارات الساذجة كطبيق الشريعة او الدين هو الحل او الدين دين ودولة سوف تأتى بنتائج عكسية ضد الدين لأنة استاتيكى ثابت والحياة ديناميكية متغيرة.. واذا اقحم فى الحياة فسد وافسدها.. ولذا نحن ندعو الى اسقاط كل تلك الشعارات... ومن يخالفنا علية ان يأتى ببرنامج دينى واضح لتسيير امور الدولة ويعرضة على الناس وفى النهاية لهم الحق فى قبولة او رفضة ؛ ونتحدى اى مدعى ان يأتى بمثل هذا البرنامج المتكامل لحكم دولة.. لأنة غير موجود ولن يوجد فى المستقبل.لأن الاديان طقوس وشعائر يمارسها المؤمنون بها من كل دين ؛ونعتقد ان الغرب فهم دور الدين مبكرا ووضعة فى مكانة الطبيعى بالمعابد والكنائس والمساجد.
وانطلق نحو الابداع دون عوائق ؛ فمتى يفيق العرب ويدركون ان الدور الحقيقى للاديان دور روحانى عقائدى عاطفى داخلى خاص بكل انسان على حدة،اما الذى يحكم علاقات البشر فهو القانون الذى ابدعة العقل والمنطق. بما يتفق والعصر الذى يعيشة الانسان ؛لك ان تتخيل عزيزى القارىء ان حوالى 400 مليون انسان يعيشون فى قارة اميريكا منهم الابيض والاسود والاصفر. واليهودى والمسيحى والمسلم والملحد. والاوروبى والاسيوى والافريقى
كل هذا الخليط يعيش فى ظل القانون المدنى متساوى الحقوق والواجبات. لة الحرية فى ان يعبد او لا يعبد. وان يعلن عن ذلك صراحة دون خوف من أحد
بعض الحكومات تباهى بأن الدين هو المصدر الاساسى للتشريع.
وتلك مغالطة اساسها النفاق السياسى ومداهنة جماعات العنف من ناحية. وترضية المزاج العام للبسطاء من ناحية اخرى ؛ لكننا نؤكد ان النتائج دائما عكسية لأنة غالبا ما ينقلب السحر على الساحر ؛فالعقل يحتم اعلاء رابطة المواطنة على اى رابطة اخرى بما فى ذلك الدين لأن الاديان تنفى بعضها البعض فى استعلائية واضحة وتتصارع فيما بينها على ارواح البشر ؛فلو لم يكن دين كل منا هو الاصلح لما اتبعة من الاساس. مباهيا بة تاركا ما عداة من الاديان الاخرى. بعد اتهامها بالتحريف واتهام تابعيها بالكفر ؛لقد فشلت كل محاولات تديين العلوم والثقافة والسياسة ؛اتركوا هذا المنزلق الخطير وتعالوا نعتنق الدين الانسانى الجديد -القانون المدنى وحقوق الانسان - فى تسيير امور حياتنا قبل ان يلفظنا التاريخ وتطردنا الحضارة المدنية الحديثة.
صحفى مصرى مقيم بواشنطن
elgendy@hotmail.com