سياسى
09-13-2005, 07:48 AM
داود البصري
أقر وأعترف بأنني أتحرش بمراكز قوى طائفية طاغية ومتجذرة عبر القرون وليس من السهل مقارعتها!! خصوصا وأنها تمتلك الأتباع والمقاتلين من المخاتلين الذين لم نراهم أونسمع بهم حينما كان صدام البائد يحز بسكاكينه كل المعارضين! وفي طليعتهم قادة (الشيعة) و(السنة) و(الآثوريين) و(الأكراد) و(التركمان) وكل الملل والنحل العراقية، وأعلم بأنني سأتعرض لأبشع حملة تسقيطية تتهمني بالطائفية وتأييد (السنة) وحرب (الشيعة)..!
رغم أنني لا أشتري الخلافات والصراعات المذهبية بشروى نقير وأعتبرها من علامات التخلف المؤدية للتشظي والدمار والتفتيت! وهي باختصار أقصر الطرق للوصول لجهنم وبئس المصير لكل المجتمعات التي تتبناها أو تتخذها منهاجا للعمل المستفبلي؟، لذلك فإنني اليوم أعتبر سكوت النخب الشيعية العراقية المثقفة عن تفشي الظواهر والطقوس العبادية المتخلفة الغريبة عن فكر وتصرفات وحياة وسيرة أهل بيت النبوة الأطهار بمثابة مؤامرة رهيبة هدفها تجذير التخلف، وتمكين العصابات الطائفية المدعومة من خلف الحدود من مصادرة حياة وأرزاق ومستقبل الغالبية العربية الشيعية في العراق، فالفكر الشيعي الذي نعرفه والذي قرأناه قراءة موضوعية عبر التاريخ ليس فكرا للخرافات ولا لأساطير ولا للإسرائيليات رغم تغلغلها في العديد من مناحي جميع الفرق الإسلامية!، والفكر الشيعي الحقيقي هو ثورة على الظلم والظالمين، ودعوة صريحة لنصرة المظلومين والمستضعفين، وممارسة روحية راقية وبريئة للتقرب من فكر بيت النبوة المنزه عن الأغراض والمطامع الدنيوية الزائلة، وكان (أئمة) الشيعة مثالا للفكر والممارسة الديمقراطية ولم يكونوا يمارسون سلطات الولي الفقيه على الأرض ولا علاقة لهم بأجهزة الأمن والمخابرات وقمع المخالفين، فإمام المتقين والخليفة الشرعي الرابع الإمام علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) لم يكن من دعاة إهراق الدماء حتى ضد الذين إغتصبوا حقه وكفروه!! وتمردوا على خلافته، بل كان يدعو للسلام والحوار والتقرب للباري عز وجل وكان حريصا على دماء المسلمين وأموالهم وكان يقول وهو يشمئز من الصراعات المادية:
(إن دنياكم عندي كعفطة عنز)! عاش مجاهدا وفقيها وسيفا بتارا من سيوف الإسلام المحمدي النقي، وصبر على بلوى المنافقين والقاسطين والكارهين والناكثين، وكان حتى آخر لحظات حياته الكريمة صوتا للعدالة الإنسانية وبإستشهاده على يد الخارجي المجرم اللعين (المرادي) إنطفأت مسيرة الحكم الراشدي، ودخل العالم الإسلامي في طور القمع وحكم الفرد والعشيرة المستمر حتى اليوم، وكان أبناء الإمام علي على خطى والدهم العظيم وورثة المدرسة النبوية الكريمة رفضوا الظلم والإنحناء إلا للخالق عز وجل حتى أستشهدا غدرا وهما يقارعان الظلم الأموي الذي إنحرف عن مسار الإسلام الحقيقي وبدماء أهل البيت خط تاريخ الظلم في العالم الإسلامي أبشع سطوره؟، وبرغم التضحيات الهائلة التي قدمها أهل البيت لم نسمع أونقرأ بان أحدهم قد (لطم) ومزق الصدور أولجأ لسلخ ظهره (بسلاسل الحديد)!!، كما لم (يطبر) أحدهم رأسه أو يهدر دمه في الشوارع؟ ولم يحشدوا الجموع والحشود من الفقراء لتهدر دمائهم في طقوس موت مجانية ومن أجل مصالح زمر من مافيات العوائل والأعيان والراكبين على ظهور الفقراء والمحرومين.
ما يدور في عراق اليوم المتوتر من شد طائفي ومن متاجرة مرعبة بدماء وتضحيات أهل البيت، ومن ممارسات شاذة وغريبة عن الإسلام والمسلمين هي من الأمور التي ينبغي على المرجعية الإسلامية الشيعية التدخل الحاسم لحسمها وإنهاء الإلتباسات حولها، فما يدور في الشارع الشيعي العراقي من صراعات وإستقطابات حادة ومحاولات هيمنة من مافيا العوائل الدينية المتصارعة التي تجير جموع الجماهير الضائعة والتائهة والعاطلة في طقوس دموية وغريبة يراد إلباسها لباسا دينيا وعباديا، قد أدى في النهاية لسيادة القيم المتخلفة في الشارع الشعبي العراقي وبما ترتب على ذلك من إهدار للدماء البريئة ومن تعطيل لمصالح العباد، ومن إعطاء إنطباع وصورة غاية في السلبية عن مجموع الشعب العراقي!!
وبما وفر للقتلة والتكفيريين مادة خصبة لممارسة أدوارهم الإجرامية والإرهابية، فثقافة (اللطم الشامل) يبدوأنها قد راقت وتجاوبت مع أمزجة معممي التخلف الذين يحاولون إلتقاط فرصتهم التاريخية والهيمنة على الشارع العراقي في ظل الفراغ والضياع والبطالة والفوضى!، وهي ثقافة سلبية ومتخلفة وغريبة عن الفكر السياسي والعبادي الشيعي ذاته والذي هوفي النهاية فكر إسلامي أصيل ينبع من إجتهادات الإمام (جعفر بن محمد بن علي بن الحسين) المعروف بجعفر الصادق (ع)، وهو بالتالي إمتداد للمدرسة النبوية التي ترفض الغلو والتطرف وكل الممارسات الشاذة وقد أكد الإمام علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) ذاته من أنه قد هلك فيه إثنان : (مبغض قال، ومحب غال)، فالكراهية والغلولا مكان لهما في التربية الإسلامية..
أما ظاهرة (اللطم) التي تنتشر اليوم إنتشارا واسعا في الشارع العراقي فهي من الظواهر التي فرضها الغرباء والمتغلبين على المجتمع الشيعي، فتقول صفحات التاريخ: {في سنة 352 هجرية وفي يوم عاشوراء، ألزم معز الدولة البويهي في خلافة المطيع لله العباسي الناس بغلق الأسواق، ومنع الطباخين من الطبيخ، ونصب القباب في الأسواق، وإخراج النساء منتشرات الشعور يلطمن في الشوارع ويقمن المآتم... وهذا أول يوم نيح فيه في بغداد}!!.
أي أن عملية اللطم قد جاءت خارج السياق العام لممارسات أهل بيت النبوة ثم توالت العصور لنشهد تغلغل العديد من الظواهر الغريبة في الفكر والممارسة الإسلامية للعديد من المذاهب وليس الشيعة فقط، وكانت قمة التطرف مع الصفويين في إيران الذين كانت لصراعاتهم ضد الهيمنة العثمانية جوانبا مهمة في إذكاء النزاعات الطائفية في العالم الإسلامي بعيدا عن رغبات شعوبه، والذين في عهدهم شهد التشيع إدخال الظواهر الشاذة والغريبة عن فكر وممارسات أهل بيت النبوة الكرام الأطهار؟
وهي قصة يطول شرحها وتتبع حلقاتها التاريخية وهي بالتالي ليست موضوعا لمقالنا، واليوم يبدوأن الجماعات والأحزاب والعوائل الشيعية المتنافسة لاخطط لها ولا برامج سوى سوق البسطاء من العراقيين نحو مهرجانات الحزن وحفلات سلخ وجلد الذات (المازوشية) والتي لا علاقة لها بأي صورة أومرتبة من مراتب الإيمان الديني؟ ويؤسفني أن بعض الأخوة يقولون أن تلك الممارسات أشبه بممارسات (السيخ أوالهندوس أو حتى بعض الصوفيين من السنة)!!
ومبعث الأسف هو تدني المقارنة بين ممارسات ينبغي أن تكون معبرة عن وجه الإسلام الحقيقي النقي وبين تلك التي تمارسها تلك الفرق والأديان الأسطورية والمقارنة لا تكون بين الأسوأ والأفضل؟ بل بين الأفضل والأفضل منه؟ وخرافات المتصوفين والذين يدخلون السكاكين والخناجر في الأجساد لا ينبغي أن تكون دليلا يستضاء به! والحرية الدينية والعقيدية لا تعني إطلاقا ترك المجال واسعا للخرافات والغيبيات في واقع عراقي جديد يحتاج للعمل الشاق لردم هوة التخلف وعذاب القرون وبناء الذات الجريحة والمريضة بدلا من الإنغماس في عوالم اللطم والندب وإنتظار المنقذ والمخلص (المنتظر) الذي سيملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا وممارسات منكرة!!
مسؤولية النخب الشيعية كبيرة جدا في تهذيب الممارسات الدينية وفي رسم صورة ومعالم حقيقية للمذهب الشيعي الذي تعرض لظلم كبير عبر العصور ومازال القتلة وأهل التكفير حتى اللحظة يمارسون ويتفننون في حملات الإبادة والتكفير ضد جماهير البسطاء من الشيعة! فيما قادتهم ينتشون بأصوات اللطم والندب وشق الظهور ونفخ الأبواق ودق الطبول ومناظر الدماء المجانية المسفوحة فوق ثرى العراق؟ وللأسف فإن (نفاق النخب الشيعية العراقية) قد فاق كل الحدود؟ فهم في جلساتهم الخاصة ينتقدون تلك الظواهر ويستكرونها ولكنهم يمارسونها علنا وعلى الهواء مباشرة في لقاءهم مع الجماهير؟ وجميع النخب الشيعية التي أعرفها ويعرفها الناس تضحك على تلك الممارسات والأفكار في داخل الجلسات الخاصة ولكنهم سرعان (ما يلطمون) في أقرب فرصة؟...
وتلك هي معضلة العراقيين التاريخية منذ أن تخلوا عن نصرة الإمام الحسين (ع) وأهل بيته في كربلاء خوفا من القمع الأموي وليس خوفا من الله!! وحكاية (قلوبهم معه وسيوفهم عليه)!! تلخص كل تعقيدات التاريخ وإشكالياته؟ ولولا تعقيدات الرقابة والمساءلة القانونية لنشرت الأسماء العراقية الشيعية التي تسخف تلك الممارسات سرا وتمارسها علنا!! ولكن الحر تكفيه الإشارة، و يبدوأن هنالك مراكز قوى طائفية يسعدها كثيرا مناظر الملايين وهي تلطم فيما يسرق الناهبون والمرتشون واللصوص الطائفيون ثروات فقراء الشيعة ويصادرون مستقبل أجيالهم!!
وإنها للطمة حتى النصر أو ظهور الغائب!!؟ فوا أسفي على العقول المخدرة وعلى الجموع المليونية الهائمة دون هدف فيما يرتع المجرمون والقتلة من أمثال (الزرقاوي ورهطه) من خوارج العصر الحديث ويولغوا في دماء الشيعة!!، فالملايين تلطم! والإرهابيون يلطمون على طريقتهم الخاصة!!
والكل يلطم في عراق ما عرف غير الذبح والسرقة واللطم الشامل!!... إنها الكارثة وقد أطلت بقرونها.
dawoodalbasri@hotmail.com
أقر وأعترف بأنني أتحرش بمراكز قوى طائفية طاغية ومتجذرة عبر القرون وليس من السهل مقارعتها!! خصوصا وأنها تمتلك الأتباع والمقاتلين من المخاتلين الذين لم نراهم أونسمع بهم حينما كان صدام البائد يحز بسكاكينه كل المعارضين! وفي طليعتهم قادة (الشيعة) و(السنة) و(الآثوريين) و(الأكراد) و(التركمان) وكل الملل والنحل العراقية، وأعلم بأنني سأتعرض لأبشع حملة تسقيطية تتهمني بالطائفية وتأييد (السنة) وحرب (الشيعة)..!
رغم أنني لا أشتري الخلافات والصراعات المذهبية بشروى نقير وأعتبرها من علامات التخلف المؤدية للتشظي والدمار والتفتيت! وهي باختصار أقصر الطرق للوصول لجهنم وبئس المصير لكل المجتمعات التي تتبناها أو تتخذها منهاجا للعمل المستفبلي؟، لذلك فإنني اليوم أعتبر سكوت النخب الشيعية العراقية المثقفة عن تفشي الظواهر والطقوس العبادية المتخلفة الغريبة عن فكر وتصرفات وحياة وسيرة أهل بيت النبوة الأطهار بمثابة مؤامرة رهيبة هدفها تجذير التخلف، وتمكين العصابات الطائفية المدعومة من خلف الحدود من مصادرة حياة وأرزاق ومستقبل الغالبية العربية الشيعية في العراق، فالفكر الشيعي الذي نعرفه والذي قرأناه قراءة موضوعية عبر التاريخ ليس فكرا للخرافات ولا لأساطير ولا للإسرائيليات رغم تغلغلها في العديد من مناحي جميع الفرق الإسلامية!، والفكر الشيعي الحقيقي هو ثورة على الظلم والظالمين، ودعوة صريحة لنصرة المظلومين والمستضعفين، وممارسة روحية راقية وبريئة للتقرب من فكر بيت النبوة المنزه عن الأغراض والمطامع الدنيوية الزائلة، وكان (أئمة) الشيعة مثالا للفكر والممارسة الديمقراطية ولم يكونوا يمارسون سلطات الولي الفقيه على الأرض ولا علاقة لهم بأجهزة الأمن والمخابرات وقمع المخالفين، فإمام المتقين والخليفة الشرعي الرابع الإمام علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) لم يكن من دعاة إهراق الدماء حتى ضد الذين إغتصبوا حقه وكفروه!! وتمردوا على خلافته، بل كان يدعو للسلام والحوار والتقرب للباري عز وجل وكان حريصا على دماء المسلمين وأموالهم وكان يقول وهو يشمئز من الصراعات المادية:
(إن دنياكم عندي كعفطة عنز)! عاش مجاهدا وفقيها وسيفا بتارا من سيوف الإسلام المحمدي النقي، وصبر على بلوى المنافقين والقاسطين والكارهين والناكثين، وكان حتى آخر لحظات حياته الكريمة صوتا للعدالة الإنسانية وبإستشهاده على يد الخارجي المجرم اللعين (المرادي) إنطفأت مسيرة الحكم الراشدي، ودخل العالم الإسلامي في طور القمع وحكم الفرد والعشيرة المستمر حتى اليوم، وكان أبناء الإمام علي على خطى والدهم العظيم وورثة المدرسة النبوية الكريمة رفضوا الظلم والإنحناء إلا للخالق عز وجل حتى أستشهدا غدرا وهما يقارعان الظلم الأموي الذي إنحرف عن مسار الإسلام الحقيقي وبدماء أهل البيت خط تاريخ الظلم في العالم الإسلامي أبشع سطوره؟، وبرغم التضحيات الهائلة التي قدمها أهل البيت لم نسمع أونقرأ بان أحدهم قد (لطم) ومزق الصدور أولجأ لسلخ ظهره (بسلاسل الحديد)!!، كما لم (يطبر) أحدهم رأسه أو يهدر دمه في الشوارع؟ ولم يحشدوا الجموع والحشود من الفقراء لتهدر دمائهم في طقوس موت مجانية ومن أجل مصالح زمر من مافيات العوائل والأعيان والراكبين على ظهور الفقراء والمحرومين.
ما يدور في عراق اليوم المتوتر من شد طائفي ومن متاجرة مرعبة بدماء وتضحيات أهل البيت، ومن ممارسات شاذة وغريبة عن الإسلام والمسلمين هي من الأمور التي ينبغي على المرجعية الإسلامية الشيعية التدخل الحاسم لحسمها وإنهاء الإلتباسات حولها، فما يدور في الشارع الشيعي العراقي من صراعات وإستقطابات حادة ومحاولات هيمنة من مافيا العوائل الدينية المتصارعة التي تجير جموع الجماهير الضائعة والتائهة والعاطلة في طقوس دموية وغريبة يراد إلباسها لباسا دينيا وعباديا، قد أدى في النهاية لسيادة القيم المتخلفة في الشارع الشعبي العراقي وبما ترتب على ذلك من إهدار للدماء البريئة ومن تعطيل لمصالح العباد، ومن إعطاء إنطباع وصورة غاية في السلبية عن مجموع الشعب العراقي!!
وبما وفر للقتلة والتكفيريين مادة خصبة لممارسة أدوارهم الإجرامية والإرهابية، فثقافة (اللطم الشامل) يبدوأنها قد راقت وتجاوبت مع أمزجة معممي التخلف الذين يحاولون إلتقاط فرصتهم التاريخية والهيمنة على الشارع العراقي في ظل الفراغ والضياع والبطالة والفوضى!، وهي ثقافة سلبية ومتخلفة وغريبة عن الفكر السياسي والعبادي الشيعي ذاته والذي هوفي النهاية فكر إسلامي أصيل ينبع من إجتهادات الإمام (جعفر بن محمد بن علي بن الحسين) المعروف بجعفر الصادق (ع)، وهو بالتالي إمتداد للمدرسة النبوية التي ترفض الغلو والتطرف وكل الممارسات الشاذة وقد أكد الإمام علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) ذاته من أنه قد هلك فيه إثنان : (مبغض قال، ومحب غال)، فالكراهية والغلولا مكان لهما في التربية الإسلامية..
أما ظاهرة (اللطم) التي تنتشر اليوم إنتشارا واسعا في الشارع العراقي فهي من الظواهر التي فرضها الغرباء والمتغلبين على المجتمع الشيعي، فتقول صفحات التاريخ: {في سنة 352 هجرية وفي يوم عاشوراء، ألزم معز الدولة البويهي في خلافة المطيع لله العباسي الناس بغلق الأسواق، ومنع الطباخين من الطبيخ، ونصب القباب في الأسواق، وإخراج النساء منتشرات الشعور يلطمن في الشوارع ويقمن المآتم... وهذا أول يوم نيح فيه في بغداد}!!.
أي أن عملية اللطم قد جاءت خارج السياق العام لممارسات أهل بيت النبوة ثم توالت العصور لنشهد تغلغل العديد من الظواهر الغريبة في الفكر والممارسة الإسلامية للعديد من المذاهب وليس الشيعة فقط، وكانت قمة التطرف مع الصفويين في إيران الذين كانت لصراعاتهم ضد الهيمنة العثمانية جوانبا مهمة في إذكاء النزاعات الطائفية في العالم الإسلامي بعيدا عن رغبات شعوبه، والذين في عهدهم شهد التشيع إدخال الظواهر الشاذة والغريبة عن فكر وممارسات أهل بيت النبوة الكرام الأطهار؟
وهي قصة يطول شرحها وتتبع حلقاتها التاريخية وهي بالتالي ليست موضوعا لمقالنا، واليوم يبدوأن الجماعات والأحزاب والعوائل الشيعية المتنافسة لاخطط لها ولا برامج سوى سوق البسطاء من العراقيين نحو مهرجانات الحزن وحفلات سلخ وجلد الذات (المازوشية) والتي لا علاقة لها بأي صورة أومرتبة من مراتب الإيمان الديني؟ ويؤسفني أن بعض الأخوة يقولون أن تلك الممارسات أشبه بممارسات (السيخ أوالهندوس أو حتى بعض الصوفيين من السنة)!!
ومبعث الأسف هو تدني المقارنة بين ممارسات ينبغي أن تكون معبرة عن وجه الإسلام الحقيقي النقي وبين تلك التي تمارسها تلك الفرق والأديان الأسطورية والمقارنة لا تكون بين الأسوأ والأفضل؟ بل بين الأفضل والأفضل منه؟ وخرافات المتصوفين والذين يدخلون السكاكين والخناجر في الأجساد لا ينبغي أن تكون دليلا يستضاء به! والحرية الدينية والعقيدية لا تعني إطلاقا ترك المجال واسعا للخرافات والغيبيات في واقع عراقي جديد يحتاج للعمل الشاق لردم هوة التخلف وعذاب القرون وبناء الذات الجريحة والمريضة بدلا من الإنغماس في عوالم اللطم والندب وإنتظار المنقذ والمخلص (المنتظر) الذي سيملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا وممارسات منكرة!!
مسؤولية النخب الشيعية كبيرة جدا في تهذيب الممارسات الدينية وفي رسم صورة ومعالم حقيقية للمذهب الشيعي الذي تعرض لظلم كبير عبر العصور ومازال القتلة وأهل التكفير حتى اللحظة يمارسون ويتفننون في حملات الإبادة والتكفير ضد جماهير البسطاء من الشيعة! فيما قادتهم ينتشون بأصوات اللطم والندب وشق الظهور ونفخ الأبواق ودق الطبول ومناظر الدماء المجانية المسفوحة فوق ثرى العراق؟ وللأسف فإن (نفاق النخب الشيعية العراقية) قد فاق كل الحدود؟ فهم في جلساتهم الخاصة ينتقدون تلك الظواهر ويستكرونها ولكنهم يمارسونها علنا وعلى الهواء مباشرة في لقاءهم مع الجماهير؟ وجميع النخب الشيعية التي أعرفها ويعرفها الناس تضحك على تلك الممارسات والأفكار في داخل الجلسات الخاصة ولكنهم سرعان (ما يلطمون) في أقرب فرصة؟...
وتلك هي معضلة العراقيين التاريخية منذ أن تخلوا عن نصرة الإمام الحسين (ع) وأهل بيته في كربلاء خوفا من القمع الأموي وليس خوفا من الله!! وحكاية (قلوبهم معه وسيوفهم عليه)!! تلخص كل تعقيدات التاريخ وإشكالياته؟ ولولا تعقيدات الرقابة والمساءلة القانونية لنشرت الأسماء العراقية الشيعية التي تسخف تلك الممارسات سرا وتمارسها علنا!! ولكن الحر تكفيه الإشارة، و يبدوأن هنالك مراكز قوى طائفية يسعدها كثيرا مناظر الملايين وهي تلطم فيما يسرق الناهبون والمرتشون واللصوص الطائفيون ثروات فقراء الشيعة ويصادرون مستقبل أجيالهم!!
وإنها للطمة حتى النصر أو ظهور الغائب!!؟ فوا أسفي على العقول المخدرة وعلى الجموع المليونية الهائمة دون هدف فيما يرتع المجرمون والقتلة من أمثال (الزرقاوي ورهطه) من خوارج العصر الحديث ويولغوا في دماء الشيعة!!، فالملايين تلطم! والإرهابيون يلطمون على طريقتهم الخاصة!!
والكل يلطم في عراق ما عرف غير الذبح والسرقة واللطم الشامل!!... إنها الكارثة وقد أطلت بقرونها.
dawoodalbasri@hotmail.com