المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بو هادي« رحل مع صوت الفجر .......... عبدالهادي الصالح



على
09-13-2005, 07:40 AM
عبدالهادي الصالح


بعد انبلاج الفجر وارتفاع اصوات المآذن للقاء الله تعالى للصلاة كان هناك نداء خفيا من الهاتف النقال لقراءة رسالة مكتوبة من شقيقي هاني: »ادعو للوالد في صلاة الفجر بالرحمة والمغفرة إنا لله وإنا إليه راجعون« في هذه اللحظات حيث بدأ المؤمنون اسباغ طهارة الوضوء للصلاة كان الوالد قد سبقهم الى لقاء الله تعالى بروحه بعد ان كان يلقاه في صلواته اليومية بجسده وقلبه وعقله ورغم توقع هذا القدر الذي لامفر منه لكن الواقع فاجأنا وكأن فراقاً كبيرا قد داهمنا في محيطنا الاسري, وكأن نهر الحنان والحب الأبوي المتدفق قد تجمد فورا.

هيبة هذا الغياب الابدي اشعل حزن الفراق في القلوب والعيون وبدأ شريط حياته العامرة بالكفاح والفلاح يدور امام انظار محبيه في ارشيف سريع يختزل هذا العمر الذي بلغ اربعة وسبعين عاما.

الوالد الغالي هو الحاج عبد الحميد علي الصالح المعروف بين الجميع ب¯ »أبو هادي« وكان متميزاً بهذه الكنية يناديه الكبار والصغار كان ولا يزال محبوباً لحسن معشره, لم ينسه رفاق العمل السابقون (أطال الله أعمارهم ورحم من توفي منهم) في مقتبل حياته مثلما تأثر لفراقه الشباب ممن يلتقيهم في ديوانية المرحوم يوسف العلي في المنصورية.

منذ ان فتحنا اعيننا على الحياة نحن ابناءه وبناته, ونحن نجده كثير النشاط, كان طموحاً ومكافحاً لا نذكر اننا وجدناه متكاسلا او نواماً, ونادراً ما اقعده المرض إلا في أيامه الأخيرة وبالتحديد منذ ان فارقته رفيقة دربه الوالدة رحمها الله تعالى »أم هادي« بعد التحرير بعام, تربى في أجواء ذكر الله وذكر رسوله صلى الله عليه وسلم واهل بيته عليهم السلام فقد تشرف بارتقاء المنبر الحسيني ينعي بصوته الشجي الامام الحسين (ع).

مثلما طرق ميدان العمل في مقتبل عمره يكد على عياله كالمجاهد في سبيل الله مبرهنا على حرفنة واصالة العمالة الوطنية الكويتية فعمل في شركة النفط في المقوع والاحمدي قبل ان يفتتح لنفسه محلا لبيع الادوات الكهربائية واشتغل في تمديد الوايرات بيده هكذا كانت انجازاته في قصر دسمان وكثير من بيوت الاسر الكويتية الكريمة في بداية ايصال الكهرباء اليها ثم انتقل الى مجال المتاجرة بالملابس الولادية والنسائية فكان محله في المباركية معروفا ب¯ »مخزن الأنوار للنوفيتيه« وجمع ذلك مع عمله الرسمي الجديد موظفا في دائرة المطبوعات والنشر في مطبعة حكومة الكويت في منطقة الشرق مقابل مسجد العوضي قبل ان يتفرغ كليا لمحله التجاري لكنه عاد الى عمله الرسمي في وزارة الارشاد والانباء بعد هدم المباركية القديمة وانتقاله الى محله الجديد في شارع الجهراء (شارع فهد السالم) حيث عمل في قسم الصندوق المالي متزاملاً مع زميله القديم واخيه الحاج علي المحميد اطال الله في عمره وقد تأثر تأثراً بالغاً عندما نعى الوالد رحمه الله تعالى ورغم كل هذه الدائرة المكثفة من العمل لم يكن ذلك يشغله عن الاهتمام بابنائه وبناته فكان يغذينا بحب أهل بيت النبوة عليهم السلام ويأخذنا الى مراقدهم الشريفة في مشهد خراسان والى النجف وكربلاء وسامراء وبغداد في العراق علاوة على المدينة المنورة ومكة المشرفة, لم أره باكيا بسبب تقلبات الدنيا الا ثلاث مرات عند وفاة والده جدنا رحمه الله ويوم عودتي من الاسر لدى النظام الصدامي البائد في ابريل 1991 ويوم مرض والدتي مرضها الاخير رحمها الله ومازال حتى في اخر حياته يواصلها بالصلاة نيابة واهدائها قراءة سورة يس في القرآن الكريم.

لقد رحل »أبو هادي« فجر الخميس 25/8/2005 ونسأله سبحانه ان نكون نحن ابناءه وبناته صدقة جارية له نحفظ له حقه من الاجلال والتكريم والطاعة كما حفظناها له في حياته سائلين الله تعالى ان يجمعنا معا في رحاب النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا رحمك الله تعالى ورحم موتى الجميع.

والفاتحة لأرواحهم جميعا

موالى
09-13-2005, 10:14 PM
عظم الله اجرك يا بو محمد

هاشم
09-16-2005, 12:01 PM
انا لله وإنا إليه راجعون

مأجورين استاذ عبدالهادى الصالح