راشد البناي
04-09-2023, 02:41 PM
تظهر الأنباء التي نشرتها إحدى ماكينات الإعلام الأمريكي بشأن اقتراح اتفاق نووي مؤقت أن أسس مثل هذا الاقتراح بدأت في الظهور منذ شهور.
2023-04-05
https://www.aljazeera.com/wp-content/uploads/2020/05/5ade1aeb82424f168e105f21dc8fa322_18.jpeg?resize=77 0%2C513&quality=80
ميدل ايست نيوز: تظهر الأنباء التي نشرتها إحدى ماكينات الإعلام الأمريكي بشأن اقتراح اتفاق نووي مؤقت أن أسس مثل هذا الاقتراح بدأت في الظهور منذ شهور.
وجاء في هذا الخبر أن إيران رفضت هذا الاقتراح. في المقابل، لم يتوان الأمريكيون في الأمس عن تكذيب أجزاء من هذه الأنباء التي نشرها موقع أكسيوس، ورغم علم الساسة في البيت الأبيض عدم مصداقية هذا الخبر إلا أنهم تجاهلوا نفيه.
الحقيقة هي أنه وفقًا للتطورات الاستراتيجية التي حدثت، فإن كل من أمريكا وحتى أوروبا ليستا على استعداد لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق النووي كما كانت في الماضي. فالتطور الرئيسي والأهم بالنسبة للدول الأوروبية وأمريكا والذي كان فعالاً في هذه الساحة هو قضية التعاون العسكري والدفاعي بين إيران وروسيا.
منذ زمن بعيد وإلى اليوم، كانت طهران وموسكو صديقتين وجارتين ولم تتسببا في أي مشاكل للغرب، إلا أن دوام الحال من المحال، فالغربيون يشعرون اليوم أن التبادلات العسكرية والدفاعية بين إيران وروسيا قد وصلت إلى مرحلة تهدد أمن أوروبا وتشكل تحدياً أمام حلف الناتو. لهذا السبب، لا يعتزم الغربيون في الفترة هذه منح إيران أي تنازل بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة. في الواقع، إن الشرط الحالي للغربيين لإحياء الاتفاق النووي هو إعادة أوضاع العلاقات بين إيران وروسيا إلى طبيعتها السابقة.
الخطة البديلة
تتجه أمريكا حاليًا نحو الخطة ب أو ما تسمى بالخطة البديلة للاتفاق النووي. فقد بدأ الأمريكيون قبل تنفيذ هذه الخطة بالضغط على إيران وبعض حلفائها، الإمارات والصين والعراق، لمنع دخول الأموال من العراق والإمارات إلى الأراضي الإيرانية، ومنع الصين من الاستثمار في إيران. المساعي الأمريكية في هذا المورد كانت للضغط على إيران لقبول الخطة ب، وخفض تخصيب اليورانيوم لأقل من 60 ظھ، في المقابل، تقوم أمريكا بإلغاء بعض العقوبات المفروضة على طهران.
في حين يمكن أن يشمل تخفيض العقوبات زيادة في مبيعات النفط الإيرانية أو يؤدي إلى الإفراج عن الأموال الإيرانية المحظورة من قبل كوريا الجنوبية. حيث أفادت الأنباء أن إيران لم تقبل هذا الاقتراح، بل تصر على إعادة إحياء الاتفاق النووي.
تجدر الإشارة إلى أنه عندما نتحدث عن إحياء هذا الاتفاق، يجب على إيران أيضًا قبول شروط مجموعة العمل المالي من أجل الاستفادة من فوائدها.
ما يبدو لي أنه إذا بدأت إيران وأمريكا مفاوضات مباشرة مع بعضهما البعض، فقد يتمكنا من التوصل إلى اتفاق بطريقة ما. بالطبع، لا ينبغي أن تكون هذه المفاوضات عامة وعلنية.
فالأمريكيون لديهم مخاوف عديدة بشأن التعاون العسكري بين إيران وروسيا. وهم يرون أن روسيا تزود إيران بأسلحة تخل بالتوازن الإقليمي. نتيجة لذلك، إذا أجريت المفاوضات بين الجانبين في غرف مغلقة فمن الممكن تقديم تنازلات من كلا الجانبين.
ليس من الضروري أن يكون في هذا النوع من المفاوضات قطعية مطلقة بالقرارات، فالعلاقة بين إيران وروسيا ليس من المفترض أن تنتهي تمامًا، بل حل الملفات التي تخلق توترات مع الأطراف الأخرى.
في المفاوضات وجهاً لوجه، يمكن حل مخاوف الجانب الأمريكي جزئياً، لا سيما في ظل الظروف التي حسّنت فيها إيران علاقاتها مع السعودية في المنطقة، وتحسنت احتمالية الاتفاق مع الولايات المتحدة.
أعتقد أن المفاوضات وجهاً لوجه في الغرف المغلقة أكثر فاعلية بكثير دخول دول مثل عمان والإمارات وقطر طرف وساطة بين إيران والغرب بين الحين والأخرى.
لا يمكننا الوصول إلى النتيجة الصحيحة من خلال الوساطة، أرى أن المفاوضات المباشرة (https://mdeast.news/ar/2023/02/08/%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d9%81%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a%d 8%a9-%d9%87%d9%84-%d9%8a%d9%83%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%88%d8%b6-%d8%a7/) مع أمريكا ستؤدي إلى نتيجة أفضل.
عبد الرضا فرجي راد
أستاذ الجغرافيا السياسية
2023-04-05
https://www.aljazeera.com/wp-content/uploads/2020/05/5ade1aeb82424f168e105f21dc8fa322_18.jpeg?resize=77 0%2C513&quality=80
ميدل ايست نيوز: تظهر الأنباء التي نشرتها إحدى ماكينات الإعلام الأمريكي بشأن اقتراح اتفاق نووي مؤقت أن أسس مثل هذا الاقتراح بدأت في الظهور منذ شهور.
وجاء في هذا الخبر أن إيران رفضت هذا الاقتراح. في المقابل، لم يتوان الأمريكيون في الأمس عن تكذيب أجزاء من هذه الأنباء التي نشرها موقع أكسيوس، ورغم علم الساسة في البيت الأبيض عدم مصداقية هذا الخبر إلا أنهم تجاهلوا نفيه.
الحقيقة هي أنه وفقًا للتطورات الاستراتيجية التي حدثت، فإن كل من أمريكا وحتى أوروبا ليستا على استعداد لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق النووي كما كانت في الماضي. فالتطور الرئيسي والأهم بالنسبة للدول الأوروبية وأمريكا والذي كان فعالاً في هذه الساحة هو قضية التعاون العسكري والدفاعي بين إيران وروسيا.
منذ زمن بعيد وإلى اليوم، كانت طهران وموسكو صديقتين وجارتين ولم تتسببا في أي مشاكل للغرب، إلا أن دوام الحال من المحال، فالغربيون يشعرون اليوم أن التبادلات العسكرية والدفاعية بين إيران وروسيا قد وصلت إلى مرحلة تهدد أمن أوروبا وتشكل تحدياً أمام حلف الناتو. لهذا السبب، لا يعتزم الغربيون في الفترة هذه منح إيران أي تنازل بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة. في الواقع، إن الشرط الحالي للغربيين لإحياء الاتفاق النووي هو إعادة أوضاع العلاقات بين إيران وروسيا إلى طبيعتها السابقة.
الخطة البديلة
تتجه أمريكا حاليًا نحو الخطة ب أو ما تسمى بالخطة البديلة للاتفاق النووي. فقد بدأ الأمريكيون قبل تنفيذ هذه الخطة بالضغط على إيران وبعض حلفائها، الإمارات والصين والعراق، لمنع دخول الأموال من العراق والإمارات إلى الأراضي الإيرانية، ومنع الصين من الاستثمار في إيران. المساعي الأمريكية في هذا المورد كانت للضغط على إيران لقبول الخطة ب، وخفض تخصيب اليورانيوم لأقل من 60 ظھ، في المقابل، تقوم أمريكا بإلغاء بعض العقوبات المفروضة على طهران.
في حين يمكن أن يشمل تخفيض العقوبات زيادة في مبيعات النفط الإيرانية أو يؤدي إلى الإفراج عن الأموال الإيرانية المحظورة من قبل كوريا الجنوبية. حيث أفادت الأنباء أن إيران لم تقبل هذا الاقتراح، بل تصر على إعادة إحياء الاتفاق النووي.
تجدر الإشارة إلى أنه عندما نتحدث عن إحياء هذا الاتفاق، يجب على إيران أيضًا قبول شروط مجموعة العمل المالي من أجل الاستفادة من فوائدها.
ما يبدو لي أنه إذا بدأت إيران وأمريكا مفاوضات مباشرة مع بعضهما البعض، فقد يتمكنا من التوصل إلى اتفاق بطريقة ما. بالطبع، لا ينبغي أن تكون هذه المفاوضات عامة وعلنية.
فالأمريكيون لديهم مخاوف عديدة بشأن التعاون العسكري بين إيران وروسيا. وهم يرون أن روسيا تزود إيران بأسلحة تخل بالتوازن الإقليمي. نتيجة لذلك، إذا أجريت المفاوضات بين الجانبين في غرف مغلقة فمن الممكن تقديم تنازلات من كلا الجانبين.
ليس من الضروري أن يكون في هذا النوع من المفاوضات قطعية مطلقة بالقرارات، فالعلاقة بين إيران وروسيا ليس من المفترض أن تنتهي تمامًا، بل حل الملفات التي تخلق توترات مع الأطراف الأخرى.
في المفاوضات وجهاً لوجه، يمكن حل مخاوف الجانب الأمريكي جزئياً، لا سيما في ظل الظروف التي حسّنت فيها إيران علاقاتها مع السعودية في المنطقة، وتحسنت احتمالية الاتفاق مع الولايات المتحدة.
أعتقد أن المفاوضات وجهاً لوجه في الغرف المغلقة أكثر فاعلية بكثير دخول دول مثل عمان والإمارات وقطر طرف وساطة بين إيران والغرب بين الحين والأخرى.
لا يمكننا الوصول إلى النتيجة الصحيحة من خلال الوساطة، أرى أن المفاوضات المباشرة (https://mdeast.news/ar/2023/02/08/%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d9%81%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a%d 8%a9-%d9%87%d9%84-%d9%8a%d9%83%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%88%d8%b6-%d8%a7/) مع أمريكا ستؤدي إلى نتيجة أفضل.
عبد الرضا فرجي راد
أستاذ الجغرافيا السياسية