المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في ذكرى مولده محطّات من سيرة كريم أهل البيت الإمام الحسن(ع)



عباس الابيض
04-06-2023, 04:08 PM
الخميس 6 أبريل، 2023

https://ar.shafaqna.com/wp-content/uploads/2023/04/sheikh-yosuf-amro2.jpg (https://ar.shafaqna.com/wp-content/uploads/2023/04/sheikh-yosuf-amro2.jpg)


خاص شفقنا- بيروت


ولد إمامنا أبو محمد الحسن (ع) في النصف من شهر رمضان المبارك في السنة الثالثة للهجرة في المدينة المنورة، وله عدّة ألقاب منها المجتبى والحليم لكثرة حلمه وعدم انفعاله وقدرته الكبيرة على ضبط النفس، وكريم أهل البيت لكثرة الإنفاق على الفقراء والمحتاجين وقد أنفق الإمام (ع) مرّتغŒن جميع أمواله في سبيل الله تعالى ولم يؤثر عنه أنّه ردّ سائلاً يوماً ما.

“إنّ سيرة الإمام الحسن (ع) كسيرة جدّه رسول الله (ص) في مكّة المكرّمة عندما دعا إلى دين الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة والصبر على الأذى”، بهذه الكلمات بدأ فضيلة الشيخ القاضي الدكتور يوسف عمرو حديثه عن عظمة شخصية الإمام الحسن (ع)، خلال حديث خاص مع وكالة “شفقنا”، حيث كانت فترة حكمه نموذج طيب وطاهر، وقال:

“كما سيرة أبيه أمير المؤمنين علي (ع) أنفق ماله على المساكين والفقراء والصدقات في سبيل الله تعالى، وكان (ع) مرجعا ومحط احترام وتقدير أهل الحجاز والعلماء من المسلمين وغيرهم، فيذهب إلى الحج ماشيا متواضعا بين الناس”.

وفي حياة الإمام الحسن (ع) مواقف جليلة عدّة نصرة للإسلام ذكر الشيخ عمرو بعضها:

منها صدرت أيام خلافة والده علي (ع) بإبطال ما صدر عن أبو موسى الأشعري من نفاق وافتراء وكذب في الكوفة، وقام (ع) مع الصحابي الجليل مالك الأشتر بتشجيع أهل الكوفة على نصرة الإسلام تحت راية أمير المؤمنين ضد طلحة والزبير في البصرة فجمع قرابة الـ11 ألف جنديا، كذلك مواقفه في صفين والنهروان العظيمة والمشرفة.

وللإمام (ع) مواقف عظيمة في القضاء أيضا، فعندما كان البعض يأتي للشكوى ولا يجد الإمام علي (ع) ينوب عنه الإمام الحسن (ع) وعندما يعودوا هؤلاء إلى أمير المؤمنين يجيبهم بأنّ الصواب فيما قاله الإمام الحسن (ع).

والأهم من كل ما ذكر مسألة عقد وثيقة الصلح مع معاوية والتي أدّى تثبيتها إلى حفظ الإسلام، حيث وقّع عليها أشراف أهل العراق والشام ومن بقي من الصحابة، ولو أنّ معاوية تقيّد بها لانتشر الإسلام في العالم وكان المسلمون خير أمّة أخرجت للناس، ولكن معاوية لم يف بأي شيئ كتب في هذه الوثيقة، بحسب الشيخ عمرو، مضيفا أنّ للإمام الحسن (ع) مواقف في الرد على افتراءات معاوية إذ استطاع تخليص كبار الصحابة والتابعين من سجون وسيف معاوية عبر الاحتجاج عليه وعلى جماعته من عمرو بن العاص وغيره.

كما لفت الشيخ عمرو إلى أنّ سيرة الإمام المجتبى (ع) للأسف شوّهت من قبل بني أمية وبني العباس بأنه كان مزواجا قضى حياته بالزواج وصرف الأموال، بينما الواقع التاريخي ينقض ذلك بالتأكيد، قائلا:

“الإمام (ع) علم من أعلام أمّة محمد (ص)، وزوجاته معروفات وعدد أولاده قليل، ولو كان صحيح ما قيل لكان لديه عدد كبير من الأولاد”.

لقد خلّف إمامنا الحسن (ع) تراثا فكريّا غنيّا من خلال ما قدّمه للأمّة الإسلامية من خطب ووصايا واحتجاجات وأحاديث وحفظ للدين الإسلامي، كيف لا وهو أحد أصحاب الكساء الذين نزلت فيهم آية التطهير فضلا عن آية الإطعام، وآية المودّة، وآية المباهلة اللواتي نزلن في حقّه وحق أمّه وأبيه وأخيه (ع).

وفاء حريري – شفقنا (https://lebanon.shafaqna.com/home/)