مجاهدون
09-10-2005, 07:31 AM
كتابات - احمد الاسدي
تطلع العراقيين إلى مستقبل أفضل والى رؤية بلدهم وقد تحرر من جلاوزة النظام البائد, وكان دخول القوات الأجنبية إلى العراق بمثابة لحظة تحول فاصلة في بزوغ هذا الأمل ..لكن بعد أكثر من سنتين..لا يزال هذا الشعب مستمرا" في التراجع على كل المستويات وخصوصاً على المستويين الاجتماعي والثقافي.
دعوني ابدأ من النهاية... لقد كانت أحداث النجف الأخيرة بمثابة صرخة واضحة كشفت مدى التردي والهبوط الفظيع الذي تعيشه المدن العراقية وخصوصا" ذات الأغلبية الشيعية.فهاهم البدريون والصدريون يعلنوها حرباً شعواء ويضعون الشعب العراقي المسكين بين أصابع المتخلفين والهمج ورعاع القوم ..الذين يضعون أصابعهم على زناد أسلحتهم رعبا" وتقاتلا" وقتلا"..فمن لم يكن منهم قتلوه..ومن اختلف معهم قتلوه ..ومن لم يتبع هواهم قتلوه .
لقد كانت حادثة الهجوم الذي تعرض له مكتب الصدر في النجف وإحراقه من قبل مجموعة من النجفيين ، أمرا" كبيرا" بمعناه ودلالاته ، واني اعتبرها وبصراحة ..صرخة حرةَ من شعب النجف الحقيقي الذي رفض ويرفض إعادة تسلط أتباع مقتدى على المدينة .. بعد أن أذاقوهم الويل قبل سنة ولولا تدخل المرجعية في اللحظة الأخيرة لتخلصوا منهم ومن طبائعهم السيئة . لو كان السيد مقتدى يريد ويفهم مصلحة العراقيين لفهم صرخة أهل النجف...إنهم يرفضونك في مدينتهم ..فكف عنهم !!..لكن السيد الشاب ورجال جيش المهدي ( الذين لا يمتون بصلة لهذا الاسم الشريف ) من المستهترين والفاشلين والمنتفعين، الذين يدعون الدين وهو منهم براء.. ردوا على الهجوم وحرقوا كل مكاتب البدريين في المدن العراقية وحتى كتب الله قد تم حرقها ( والنعم منكم جيش المهدي) ليعطوا البرهان الواضح على أن هذه الشريحة التي تختبئ تحت عباءة محمد الصدر ( رحمة الله) قد تمادت في تلاعبها بهذا البد وبشعبه ..فهاهم قد دموا وحرقوا وارعبو الملايين ..بمخالفة صارخة للقوانين وبأسلوب لا يمت بأي صلة إلى الوطنية والدين ولا يقرها عاقل...وقد زاد الطين بلة الضعف الواضح للحكومة وتملقها لهذه الشريحة الخطرة والتي استهترت ببقية العراقيين ..وبدلا" من إن تحاسب مقتدى الصدر على نزول أزلامه إلى الشوارع وهم بكامل عتادهم وأسلحتهم وما فعلوه ...ظهر السيد الجعفري وهو يتصل بمقتدى الصدر ويعده بإعادة بناء مقرة المحترق أو بالمعنى الصحيح ( اكفينا شرك وهدأ وحوشك الكاسرة ) ...
لقد كانت هذه الحادثة علامة سوداء في تاريخ العراق وفي تاريخ الشيعة..لقد برهنت هذه الحادثة على مدى الفشل السياسي والاجتماعي لقادة الشيعة وخصوصا من يمسك منهم بزمام الأمور ومن لديهم الميليشيات المسلحة والمخالفة للقانون...
أما البدريين ... فقد جاؤوا وجلبوا معهم ما جلبوا .. إلى المدن العراقية وخصوصاً إلى مدن العراق الجنوبية.. فهم ألان في المراحل الأخيرة من التحوير الكارثي نحو جعلها جزا" من إيران ..لقد جلبوا معهم اسوأ ما وجدوه في إيران .. إلى البصرة والعمارة والناصرية.. وها هم في النجف يغيرون ويحورون كل العادات ليجعلوها على الأسلوب الإيراني المتخلف والذي ربما بدأ بالتلاشي في إيران...
لقد تألمت كثيرا" عندما شاهدت السيد عمار الحكيم وهو يتكلم من واشنطن بأسلوب ملتوي يسهل الصعب ويصعب السهل وقد رد وبشكل غير مقنع وضعيف على أسئلة محاوره الذي أحرجة بصراحته وقد ذكرني عمار بردود رجالات صدام في الزمن السابق .لقد تهرب من الإجابة على تهافت أولاد الحكيم على الاستيلاء على أراضي الدولة في النجف وعلى العادات المتخلفة التي تتبعها منظمات تعمل تحت اسم الخميني علانية...هذا الشيء الذي يحدث أيضا" في بقية المدن ذات الأغلبية الشيعية.
البصرة ضحية الصداميين ومن يسمون أنفسهم بالإسلاميين
بعد سقوط النظام ..كان سكان البصرة الحقيقيين ( وليس من لفي إليها من المدن المجاورة ) يتأملون خيرا" في التخلص من الدليم والجبور والتكارته والذين كانوا يتحكمون فيها ويسلبون خيراتها ..لكن مع مرور الوقت ومجيء الانكليز الخائفون من خيالهم ..أمست البصرة وأصبحت بيد العشرات من الأحزاب والمنظمات والميليشيات الحزبية والدينية والتي بدأت تسرح وتمرح باسم الدين ..لقد دمروا المدينة وحضارتها وثقافتها..سرقوا منها جمالها الروحي والثقافي..نشروا العنف والتخلف والجاهلية ..إنهم وبكل صراحة وأمانه الصدريون والبدريون والايرانيون والسارقين والحوا سم والفاشلين والعاطلين والحاقدين وسفلة القوم ..الذين وبقوة السلاح سيطروا على مقدرات المدينة وعزلوا مثقفيها وسادتها الأصليين والذين منهم من هاجر والاغلبية العظمى لزمت بيوتها واتخذت الصمت مرة أخرى لان زمن الحرية قد هرب من جديد ... إن القلب ليدمى مما فعله جيش السيد القائد ( قائد بالقوة على العراقيين ) ومنظمة بدر وبقية الأحزاب الدينية الكثيرة...والذين عاثوا في الأرض فسادا"..لقد دمروا البصرة بكل ما فيها من طيبة ومحبة وثقافة..
رسالة إلى السيد مقتدى والسيد الحكيم....
أناشدكم بالله أن تتقوا الله وتتركوا العراقيين لحالهم..كفوا أيدكم عن هذا الشعب المسكين فقد كفاه ما عاناه خلال السنين العجاف السابقة... لقد سئم المتعلمون مما جئتم به من تخلف وطائفية وعادات سيئة خارجة عن الدين ..لقد اعدتونا إلى الخلف عشرات السنين بعودة اللطم والقامات والزنا جيل ومناظر الدم الكريهة والتي تشجعون على أتباعها وقد أضفتموها أخيرا" في الدستور لتزيدوننا خزيا" وعارا" إمام العالم ..إن آل البيت براء من هذه البدع التي تدعون لها لتسيطروا على قلوب المساكين وعقولهم.... لقد كانت الحسنة الوحيدة التي فعلها النظام السابق وبقصد معكوس انه قد منع هذه العادات السيئة.إنكم على وشك فقدان الفرصة التاريخية العظيمة لقيادة هذا البلد بعد أن تشبثتم بالفدرالية وتركتم الآخرين يدعون بالدفاع عن وحدة العراق... هذا بالاضافة إلى ما آلت إلية مدنكم من تراجع مخيف نحو الجاهلية .
أما البقية ...فهي تحت سيطرة البعثية والزرقاوية ...
يعيث فسادا" في بقية هذا البلد المسكين عصابة مكونة من البعثيين والتكفيريين الإرهابيين ومن يساندهم من تحت البساط من أهل السنة المتعصبين ..والذين اغاضهم رؤية ما جلبوه قادة الشيعة الجدد من عادات رجعية ومن فوضى في كل شيء ..لقد أدى ذلك إلى رفض العراقيين والمعتدلين من السنة للوضع الجديد وجعلوهم وبأسف شديد يتذكرون أيام النظام البائد .. وهذه لطمه كبرى وفشل كبير يسجل للسياسيين الجدد...
بغداد - 9 ايلول 2005
تطلع العراقيين إلى مستقبل أفضل والى رؤية بلدهم وقد تحرر من جلاوزة النظام البائد, وكان دخول القوات الأجنبية إلى العراق بمثابة لحظة تحول فاصلة في بزوغ هذا الأمل ..لكن بعد أكثر من سنتين..لا يزال هذا الشعب مستمرا" في التراجع على كل المستويات وخصوصاً على المستويين الاجتماعي والثقافي.
دعوني ابدأ من النهاية... لقد كانت أحداث النجف الأخيرة بمثابة صرخة واضحة كشفت مدى التردي والهبوط الفظيع الذي تعيشه المدن العراقية وخصوصا" ذات الأغلبية الشيعية.فهاهم البدريون والصدريون يعلنوها حرباً شعواء ويضعون الشعب العراقي المسكين بين أصابع المتخلفين والهمج ورعاع القوم ..الذين يضعون أصابعهم على زناد أسلحتهم رعبا" وتقاتلا" وقتلا"..فمن لم يكن منهم قتلوه..ومن اختلف معهم قتلوه ..ومن لم يتبع هواهم قتلوه .
لقد كانت حادثة الهجوم الذي تعرض له مكتب الصدر في النجف وإحراقه من قبل مجموعة من النجفيين ، أمرا" كبيرا" بمعناه ودلالاته ، واني اعتبرها وبصراحة ..صرخة حرةَ من شعب النجف الحقيقي الذي رفض ويرفض إعادة تسلط أتباع مقتدى على المدينة .. بعد أن أذاقوهم الويل قبل سنة ولولا تدخل المرجعية في اللحظة الأخيرة لتخلصوا منهم ومن طبائعهم السيئة . لو كان السيد مقتدى يريد ويفهم مصلحة العراقيين لفهم صرخة أهل النجف...إنهم يرفضونك في مدينتهم ..فكف عنهم !!..لكن السيد الشاب ورجال جيش المهدي ( الذين لا يمتون بصلة لهذا الاسم الشريف ) من المستهترين والفاشلين والمنتفعين، الذين يدعون الدين وهو منهم براء.. ردوا على الهجوم وحرقوا كل مكاتب البدريين في المدن العراقية وحتى كتب الله قد تم حرقها ( والنعم منكم جيش المهدي) ليعطوا البرهان الواضح على أن هذه الشريحة التي تختبئ تحت عباءة محمد الصدر ( رحمة الله) قد تمادت في تلاعبها بهذا البد وبشعبه ..فهاهم قد دموا وحرقوا وارعبو الملايين ..بمخالفة صارخة للقوانين وبأسلوب لا يمت بأي صلة إلى الوطنية والدين ولا يقرها عاقل...وقد زاد الطين بلة الضعف الواضح للحكومة وتملقها لهذه الشريحة الخطرة والتي استهترت ببقية العراقيين ..وبدلا" من إن تحاسب مقتدى الصدر على نزول أزلامه إلى الشوارع وهم بكامل عتادهم وأسلحتهم وما فعلوه ...ظهر السيد الجعفري وهو يتصل بمقتدى الصدر ويعده بإعادة بناء مقرة المحترق أو بالمعنى الصحيح ( اكفينا شرك وهدأ وحوشك الكاسرة ) ...
لقد كانت هذه الحادثة علامة سوداء في تاريخ العراق وفي تاريخ الشيعة..لقد برهنت هذه الحادثة على مدى الفشل السياسي والاجتماعي لقادة الشيعة وخصوصا من يمسك منهم بزمام الأمور ومن لديهم الميليشيات المسلحة والمخالفة للقانون...
أما البدريين ... فقد جاؤوا وجلبوا معهم ما جلبوا .. إلى المدن العراقية وخصوصاً إلى مدن العراق الجنوبية.. فهم ألان في المراحل الأخيرة من التحوير الكارثي نحو جعلها جزا" من إيران ..لقد جلبوا معهم اسوأ ما وجدوه في إيران .. إلى البصرة والعمارة والناصرية.. وها هم في النجف يغيرون ويحورون كل العادات ليجعلوها على الأسلوب الإيراني المتخلف والذي ربما بدأ بالتلاشي في إيران...
لقد تألمت كثيرا" عندما شاهدت السيد عمار الحكيم وهو يتكلم من واشنطن بأسلوب ملتوي يسهل الصعب ويصعب السهل وقد رد وبشكل غير مقنع وضعيف على أسئلة محاوره الذي أحرجة بصراحته وقد ذكرني عمار بردود رجالات صدام في الزمن السابق .لقد تهرب من الإجابة على تهافت أولاد الحكيم على الاستيلاء على أراضي الدولة في النجف وعلى العادات المتخلفة التي تتبعها منظمات تعمل تحت اسم الخميني علانية...هذا الشيء الذي يحدث أيضا" في بقية المدن ذات الأغلبية الشيعية.
البصرة ضحية الصداميين ومن يسمون أنفسهم بالإسلاميين
بعد سقوط النظام ..كان سكان البصرة الحقيقيين ( وليس من لفي إليها من المدن المجاورة ) يتأملون خيرا" في التخلص من الدليم والجبور والتكارته والذين كانوا يتحكمون فيها ويسلبون خيراتها ..لكن مع مرور الوقت ومجيء الانكليز الخائفون من خيالهم ..أمست البصرة وأصبحت بيد العشرات من الأحزاب والمنظمات والميليشيات الحزبية والدينية والتي بدأت تسرح وتمرح باسم الدين ..لقد دمروا المدينة وحضارتها وثقافتها..سرقوا منها جمالها الروحي والثقافي..نشروا العنف والتخلف والجاهلية ..إنهم وبكل صراحة وأمانه الصدريون والبدريون والايرانيون والسارقين والحوا سم والفاشلين والعاطلين والحاقدين وسفلة القوم ..الذين وبقوة السلاح سيطروا على مقدرات المدينة وعزلوا مثقفيها وسادتها الأصليين والذين منهم من هاجر والاغلبية العظمى لزمت بيوتها واتخذت الصمت مرة أخرى لان زمن الحرية قد هرب من جديد ... إن القلب ليدمى مما فعله جيش السيد القائد ( قائد بالقوة على العراقيين ) ومنظمة بدر وبقية الأحزاب الدينية الكثيرة...والذين عاثوا في الأرض فسادا"..لقد دمروا البصرة بكل ما فيها من طيبة ومحبة وثقافة..
رسالة إلى السيد مقتدى والسيد الحكيم....
أناشدكم بالله أن تتقوا الله وتتركوا العراقيين لحالهم..كفوا أيدكم عن هذا الشعب المسكين فقد كفاه ما عاناه خلال السنين العجاف السابقة... لقد سئم المتعلمون مما جئتم به من تخلف وطائفية وعادات سيئة خارجة عن الدين ..لقد اعدتونا إلى الخلف عشرات السنين بعودة اللطم والقامات والزنا جيل ومناظر الدم الكريهة والتي تشجعون على أتباعها وقد أضفتموها أخيرا" في الدستور لتزيدوننا خزيا" وعارا" إمام العالم ..إن آل البيت براء من هذه البدع التي تدعون لها لتسيطروا على قلوب المساكين وعقولهم.... لقد كانت الحسنة الوحيدة التي فعلها النظام السابق وبقصد معكوس انه قد منع هذه العادات السيئة.إنكم على وشك فقدان الفرصة التاريخية العظيمة لقيادة هذا البلد بعد أن تشبثتم بالفدرالية وتركتم الآخرين يدعون بالدفاع عن وحدة العراق... هذا بالاضافة إلى ما آلت إلية مدنكم من تراجع مخيف نحو الجاهلية .
أما البقية ...فهي تحت سيطرة البعثية والزرقاوية ...
يعيث فسادا" في بقية هذا البلد المسكين عصابة مكونة من البعثيين والتكفيريين الإرهابيين ومن يساندهم من تحت البساط من أهل السنة المتعصبين ..والذين اغاضهم رؤية ما جلبوه قادة الشيعة الجدد من عادات رجعية ومن فوضى في كل شيء ..لقد أدى ذلك إلى رفض العراقيين والمعتدلين من السنة للوضع الجديد وجعلوهم وبأسف شديد يتذكرون أيام النظام البائد .. وهذه لطمه كبرى وفشل كبير يسجل للسياسيين الجدد...
بغداد - 9 ايلول 2005