المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دبلماسي إيراني يكتب ... هل الشرق الأوسط ينتظر زلزالا جيوسياسيا؟ .. ومستقبل الإتفاق النووي والخطة (ب)



jameela
02-16-2023, 12:11 PM
الأربعاء 15 فبراير، 2023

https://ar.shafaqna.com/wp-content/uploads/2023/02/2DE2D233-16DE-4BCB-8F5E-BD8F738AE292-585x329.jpg (https://ar.shafaqna.com/wp-content/uploads/2023/02/2DE2D233-16DE-4BCB-8F5E-BD8F738AE292.jpg)

شفقنا-لا يزال الشرق الأوسط يمر بمرحلة انتقالية وهو بعيد كل البعد عن النظام الجديد والاستقرار. يمكن لثلاثة أحداث مهمة في عام 2023 ان تسرع عملية الانتقال هذه عن طريق إدخال خطة أخرى مليئة بالتوترات للوصول إلى نظام آخر.

وهذه الأحداث الثلاثة؛ هي أولا: الملف النووي الإيراني والصراع بين إيران والغرب حول هذه القضية، وثانيا، نتيجة الانتخابات الحاسمة في تركيا، وثالثا، التوترات الجديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في ظل تشكيل حكومة نتنياهو المتطرفة الجديدة.

هذا ولا ينبغي إهمال تأثير مصير الحرب في أوكرانيا، التي ستتضح معالمها بشكل كبير في العام الجديد، على قضايا الشرق الأوسط. إن إطالة أمد هذه الحرب يعني تعميق الصراع بين روسيا والغرب من ناحية، وغرق روسيا أكثر في المستنقع الأوكراني من ناحية أخرى. في كلتا الحالتين، سيكون الشرق الأوسط أكثر تأثرا بهذا الوضع من مناطق العالم الأخرى.

أما الملف النووي الإيراني أو خطة العمل الشاملة المشتركة، فإنه وبشكل عام لا يمكن استمرار حالة الغموض والتردد كما هي الآن عليه، ويجب وضع نهاية لها هذا العام، إما في شكل اتفاق أو فشل المفاوضات.

مما لا شك فيه أن لكل من التطورات والاتفاق وعدم الاتفاق نتائج، ولكن عدم الاتفاق وإعلان فشل المفاوضات سيكون له عواقب وخيمة.

إذا أخذنا في الاعتبار التحذيرات والمؤشرات الحالية، على الرغم من التحركات الدبلوماسية الأخيرة، سواء مشاورات قطر مع جانبي الولايات المتحدة أو اتصالات الأطراف الأخرى، فإن الجمود لا يزال مستمرا، واليوم فإن العقبات أمام إحياء خطة العمل المشتركة الشاملة كثيرة مقارنة بذي قبل.

ونتيجة لذلك، فإن إمكانية تفعيل الاتفاق النووي أضحت أقل من أي وقت مضى.

هذا وان إحياءه ليس مستبعدا تماما، لكن مجموعة التطورات الداخلية والإقليمية والدولية في العام الماضي منذ الحرب في أوكرانيا خلقت وضعا حيث جعلت الاتفاق بين إيران وأمريكا لإحياء الاتفاق النووي مشروطا بتحقيق الشروط الجديدة، ولن يخضع لشروط سابقة.

لذلك يبدو أن الولايات المتحدة تريد اتفاقا بشروط جديدة تتناسب مع الظروف الجديدة.

يظهر بين خطوط السياسة الأمريكية، وفي نفس الوقت الذي تتعمق فيه عرقلة مفاوضات الاتفاق النووي، يظهر أن واشنطن بدأت بهدوء العمل بالخطة “ب” لإدارة الوضع بشكل مضبوط حتى من دون الإعلان عن فشل المفاوضات.

لذلك، ربما في عام 2023، إذا لم يحدث شيء غير متوقع، سواء تم الإعلان عن فشل المفاوضات أم لا، ستدخل الخطة “ب” للولايات المتحدة والغرب ومعهما إسرائيل مرحلة جديدة، حيث سنشهد رد فعل إيران المحتمل على الخطة “ب” وستدخل المنطقة برمتها في مرحلة توتر غير مسبوق.

لكن من المرجح أن يحدث الدخول إلى هذه المرحلة بشكل أكثر جدية عندما يصبح أفق حرب أوكرانيا وهزيمة روسيا أكثر وضوحا للغرب.

لكن فيما يتعلق بالحدث الثاني، أي التوتر بين الفلسطينيين وإسرائيل، والذي ازداد مؤخرا بعد تشكيل حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة بمشاركة شخصيات فاشية مثل بن غفير، يمكن القول إنه على الرغم من الزيادة في التحركات الإسرائيلية والعمليات الفلسطينية، لا يزال هذا التوتر تحت السيطرة، ولكن في ظل نهج حلفاء نتنياهو، ليس من المستبعد أن يخرج عن السيطرة، وستحدث انتفاضة واسعة النطاق في الضفة الغربية وستتجاوز تداعيات هذا التطور حدودها وستشمل المنطقة وستلقي بظلالها على أولويات الكتلة الدولية والإقليمية المناهضة لإيران.

لهذا السبب، تشعر الإدارة الأمريكية ونتنياهو نفسه بقلق شديد من خروج هذا التوتر عن السيطرة، وكان هذا القلق جزءا مهما من أجندة الزيارة الأخيرة للمسئولين الأمريكيين إلى إسرائيل.

وبخصوص الحدث الثالث، ستكون الانتخابات التركية هي الانتخابات الأكثر حسما لحزب العدالة والتنمية الحاكم وأردوغان. إذ أنه في حال فشل الحزب وأردوغان سنواجه تركيا أخرى وتداعياتها على المعادلات والتوازنات الإقليمية.

كما أن الزلزال المؤلم وغير المسبوق الذي ضرب تركيا مؤخرا سيزيد من مشاكل وتحديات الحزب الحاكم في ظل الظروف الاقتصادية السيئة وسيترك تأثيراته على الأرجح على الانتخابات.

ومع ذلك، فإن احتمال إعادة انتخاب أردوغان واستمرار وجود العدالة والتنمية في السلطة أكبر من انتصار الخصوم. لكن كما قيل من قبل، على الرغم من احتمال فوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية في ظل غياب منافس حقيقي حتى الآن، فليس من المستبعد أن يخسر حزب العدالة والتنمية عددا من المقاعد في البرلمان.

هذا وستكون لفشل المفاوضات بين إيران والغرب والفشل المحتمل أردوغان وحزبه، تداعيات كبيرة على مستويات مختلفة، ومع حدوث أحدهما أو كليهما معا، ستدخل الفترة الانتقالية في الشرق الأوسط أهم مرحلة ويمكن ان يتبعها زلزال جيوسياسية في المنطقة مستقبلا.

المصدر: ديبلماسي إيراني