سلسبيل
09-09-2005, 10:00 AM
http://www.asharqalawsat.com/2005/09/09/images/news.322330.jpg
فروفينبولدر (هولندا): مولي مور
في كل عام، يقف آلاف الاطفال الهولنديين فوق البوابات الصلبة الهائلة فوق مياه بحر الشمال هنا، يستمعون الى قصة الفيضانات الي اغرقت جنوب غرب هولندا قبل 52 سنة واعادت تشكيل الاوضاع السياسية والبيئية والنفسية لهذه البلاد. وتشبه القصة التي يرويها تيد سلوتر «مأساة 1953» باعتبارها اسوأ فيضان في تاريخ هولندا الحديث، كارثة نيو اورليانز، اسوأ مدينة تضررت من اعصار كاترينا في جنوب الولايات المتحدة الاسبوع الماضي.
ويقول سلوتر الذي ينظم الجولات المدرسية الاجبارية لأقوى شبكة دفاعات بحرية في العالم: «لقد ذكر العلماء ان القنوات والسدود كانت منخفضة للغاية، وكنا على علم بانها كانت في حالة سيئة. قال السياسيون اننا احتجنا الى انفاق اموال على الدفاعات العسكرية واعادة البناء بعد الحرب العالمية الثانية».
والآن، فإن هولندا التي شيدت القنوات وواجهت البحر منذ العصور الوسطى، تستخدم الدروس المستفادة من نيو اورليانز كمحفز سياسي لدعم دفاعاتها ضد الفيضانات، التي تم تطوير معظمها ردا على كارثة وقعت قبل نصف قرن.
ففي الاول من فبراير (شباط) 1953، تسببت عاصفة في انتهاك الجسور الهولندية الشهيرة في اكثر من 450 موقعا، وقتل 1900 شخص تقريبا، الكثير منهم كانوا في حالة نوم. وتسببت الكارثة ايضاً في تدمير اكثر من 47 الف مسكن.
ويقول مارتن فان دير فليست، مستشار ادارة النقل والاشغال العامة وادارة المياه الهولندية: «قلنا ان ذلك لن يحدث مرة اخرى». وتلقى على المؤسسة التي يعمل فيها فليست المسؤولية عن سلامة هذه الدولة الصغيرة، التي يقع نصفها تحت مستوى سطح البحر.
وقد اعد السياسيون الهولنديون خطة قيمتها 3 مليارات دولار لمدة 30 سنة لتعزيز قدرات الجسور. وشيدت الحكومة شبكة ضخمة من القنوات والجزر الاصطناعية وميلا ونصف ميل من 62 ممرا للسيطرة على دخول وخروج مياه بحر الشمال في المناطق المنخفضة في الاقاليم الجنوبية.
الا ان خبراء البيئة والفيضانات والمهندسين يقولون ان هذه الدفاعات قد لا تكون كافية. فنمو السكان وتغييرات الطقس الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري في القرن الحادي والعشرين ادت الى تعرض المناطق الداخلية في البلاد، عبر تدفق انهر الراين والماس وشيلد، الى مزيد من الفيضانات اكثر من ذي قبل. فالسواتر المرتفعة اصبحت الآن سبباً في الفيضانات الضخمة اكثر من كونها حماية لها.
ومن المرجح ان تتضمن دراسة استغرق اعدادها خمس سنوات، ومن المفروض نشرها في يناير (كانون الثاني) المقبل، حسابات جديدة مقلقة لتهديدات الفيضانات التي تتعرض لها هولندا والثغرات في استعدادات البلاد، حسبما افاد خبراء ومسؤولون حكوميون مطلعون على نتائج الدراسة. كما يتوقع ان تشير النتائج الى نواقص خطيرة في خطط اخلاء المدن الهولندية الاكثر ازدحاما.
ويقول جاكي فريلينغ المتخصص في تحليل اخطار الفيضانات في الجامعة التقنية في دلفت، وهي مدينة تعود الى القرن السابع عشر وتضم اشهر مراكز ابحاث المياه تقدما، ان «نيو اورليانز هي درس جيد لنا. فقد اوضحت الصورة الحقيقية لمدينة غارقة في الفيضانات. الآن، سيكون الناس اكثر استعدادا لتصديقنا اكثر من قبل».
ويقول كثير من الخبراء في مجال المياه ان الفيضانات ستشكل اكبر خطر طبيعي يتهدد اوروبا خلال السنوات المقبلة بفعل الاحتباس الحراري الذي يتسبب في تدفق المياه عبر الممرات المائية التي تحف المناطق المأهولة بالسكان. وتعتبر احتمالات حدوث دمار واسع بفعل هذا الخطر عالية الى درجة ان الاتحاد الاوروبي يعمل حاليا على إعداد ارشادات على مستوى القارة الاوروبية حول السيطرة على المياه وتفادي الدمار الناجم عن أية فياضات محتملة.
وعلى الرغم من نجاح هولندا في السيطرة على المياه، فإن فريلينغ وخبراء آخرين هولنديين قالوا ان السياسيين الهولنديين كثيرا ما يتفادون القضايا الأكثر إثارة للجدل. وكانت الحكومة قد منعت عالما حذر من فيضانات عام 1953 من نشر توقعاته التي ثبتت صحتها فيما بعد.
ورغم ان الحكومة تجري تقييما لمخاطر الفيضانات والسيطرة على المياه كل خمس سنوات، فإن جهات مسؤولة أزالت الاشارة الى عدد القتلى المحتمل في تقرير صدر عام 1991، حسبما قال فريلينغ، الذي اشار الى ان تقرير يناير المقبل سيتضمن على الارجح التوقعات الخاصة بعدد الضحايا المحتملين.
ويناقش علماء الآن المعايير التي وضعتها الحكومة قبل نصف قرن لحماية مواطنيها. وصممت اقوى الدفاعات الهولندية ضد مياه البحر بحيث لا تحدث إلا مرة كل 10000 سنة. وصمم سد النهر ونظام القنوات لتحمل العواصف القوية التي تهب مرة كل 1250 سنة. وبالمقارنة صممت غالبية نظم الحماية من أخطار المياه في الولايات المتحدة لمواجهة الفيضانات والعواصف القوية التي تحدث مرة كل 30 او 100 عام. ويقول هويب دي فريند، مدير قسم العلوم والتكنولوجيا في شركة ديلفت هايدروليكس للاستشارات، ان مستوى السلامة والحماية المتوفر في هولندا أعلى من أي مكان آخر في العالم. وتقدم هذه الشركة استشارات للحكومات والشركات في مختلف الدول وأبدت استعدادها لتقديم مساعدة لسلاح المهندسين التابع للجيش الاميركي في إخراج المياه والتخلص من المياه الملوثة في نيو اورليانز.
وحذر دي فريند، الذي تظهر صورة بالأقمار الاصطناعية معلقة على جدار مكتبه، من ان احتمالات هبوب العواصف معتمد على نماذج من الكمبيوتر وليس على معلومات فعلية. يضاف الى ذلك ان التغيرات المناخية تعلب دورا في إرباك الحسابات الموضوعة سلفا. وأضاف فريند قائلا ان الفيضانات الواسعة التي حدثت منتصف التسعينات اوشكت ان تتجاوز مستوى علو السدود، ما دفع الخبراء الى التشكيك في قدرة هذه الدفاعات الهولندية في مواجهة العواصف القوية التي تحدث مرة كل 1250 عاما، طبقا للنظام الذي شيدت على اساسه هذه السدود.
ونتيجة لذلك، أعاد خبراء وقادة سياسيون هولنديون النظر في نظريات السيطرة على فيضانات الأنهار. كما ان الحكومة تناقش حاليا خطة بتكلفة 2.2 مليار دولار لإعادة تصميم نظم السيطرة على مياه الأنهار، اذ بدأت الجهات المختصة تدرس عدم التركيز بالدرجة الاولى على السدود والقنوات والاتجاه الى احتواء المياه بإيجاد مساحات تستوعب هذه المياه بخلاف نظام القنوات وذلك بغرض استيعاب تدفق المياه الناجمة عن أمطار الربيع وذوبان الثلوج. إلا ان هذه الخطة وجدت معارضة من اصحاب المزارع الذين ربما يواجهون الترحيل من المناطق والمساحات التي يفترض ان تستوعب مياه الفيضانات. وأشار معارضو الخطة الى ان الفيضانات التي حدثت منتصف التسعينات اسفرت عن إخلاء آلاف السكان وعشرات الآلاف من الحيوانات الموجودة في مزارع المناطق المتأثرة بالفيضان. واكتشف العلماء ان مياه البحر حول هولندا في زيادة سريعة وأراضيها في انخفاض اكثر سرعة مما هو متوقع. ففقد انخفضت الاراضي بمعدل 12 قدما خلال الألف سنة السابقة، كما ان معدل الانخفاض في زيادة مستمرة، طبقا للاحصائيات الهولندية. وتزيد مياه البحر المحيطة بمعدل 23 ـ 39 بوصة كل مائة عام. ويقول علماء هولنديون ان السياسيين والأجيال الشابة في البلاد لم تعد تبدي أي اهتمام ومخاوف تجاه هذه القضية خلال فترة نصف القرن الماضي، ذلك ان الجيل الذي لم يشهد مطلقا أي فيضانات مدمرة سيتساءل عن جدوى وحاجة تخصيص مليارات الدولارات في البحوث والنظم الجديدة للسيطرة على المياه.
* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الاوسط»
فروفينبولدر (هولندا): مولي مور
في كل عام، يقف آلاف الاطفال الهولنديين فوق البوابات الصلبة الهائلة فوق مياه بحر الشمال هنا، يستمعون الى قصة الفيضانات الي اغرقت جنوب غرب هولندا قبل 52 سنة واعادت تشكيل الاوضاع السياسية والبيئية والنفسية لهذه البلاد. وتشبه القصة التي يرويها تيد سلوتر «مأساة 1953» باعتبارها اسوأ فيضان في تاريخ هولندا الحديث، كارثة نيو اورليانز، اسوأ مدينة تضررت من اعصار كاترينا في جنوب الولايات المتحدة الاسبوع الماضي.
ويقول سلوتر الذي ينظم الجولات المدرسية الاجبارية لأقوى شبكة دفاعات بحرية في العالم: «لقد ذكر العلماء ان القنوات والسدود كانت منخفضة للغاية، وكنا على علم بانها كانت في حالة سيئة. قال السياسيون اننا احتجنا الى انفاق اموال على الدفاعات العسكرية واعادة البناء بعد الحرب العالمية الثانية».
والآن، فإن هولندا التي شيدت القنوات وواجهت البحر منذ العصور الوسطى، تستخدم الدروس المستفادة من نيو اورليانز كمحفز سياسي لدعم دفاعاتها ضد الفيضانات، التي تم تطوير معظمها ردا على كارثة وقعت قبل نصف قرن.
ففي الاول من فبراير (شباط) 1953، تسببت عاصفة في انتهاك الجسور الهولندية الشهيرة في اكثر من 450 موقعا، وقتل 1900 شخص تقريبا، الكثير منهم كانوا في حالة نوم. وتسببت الكارثة ايضاً في تدمير اكثر من 47 الف مسكن.
ويقول مارتن فان دير فليست، مستشار ادارة النقل والاشغال العامة وادارة المياه الهولندية: «قلنا ان ذلك لن يحدث مرة اخرى». وتلقى على المؤسسة التي يعمل فيها فليست المسؤولية عن سلامة هذه الدولة الصغيرة، التي يقع نصفها تحت مستوى سطح البحر.
وقد اعد السياسيون الهولنديون خطة قيمتها 3 مليارات دولار لمدة 30 سنة لتعزيز قدرات الجسور. وشيدت الحكومة شبكة ضخمة من القنوات والجزر الاصطناعية وميلا ونصف ميل من 62 ممرا للسيطرة على دخول وخروج مياه بحر الشمال في المناطق المنخفضة في الاقاليم الجنوبية.
الا ان خبراء البيئة والفيضانات والمهندسين يقولون ان هذه الدفاعات قد لا تكون كافية. فنمو السكان وتغييرات الطقس الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري في القرن الحادي والعشرين ادت الى تعرض المناطق الداخلية في البلاد، عبر تدفق انهر الراين والماس وشيلد، الى مزيد من الفيضانات اكثر من ذي قبل. فالسواتر المرتفعة اصبحت الآن سبباً في الفيضانات الضخمة اكثر من كونها حماية لها.
ومن المرجح ان تتضمن دراسة استغرق اعدادها خمس سنوات، ومن المفروض نشرها في يناير (كانون الثاني) المقبل، حسابات جديدة مقلقة لتهديدات الفيضانات التي تتعرض لها هولندا والثغرات في استعدادات البلاد، حسبما افاد خبراء ومسؤولون حكوميون مطلعون على نتائج الدراسة. كما يتوقع ان تشير النتائج الى نواقص خطيرة في خطط اخلاء المدن الهولندية الاكثر ازدحاما.
ويقول جاكي فريلينغ المتخصص في تحليل اخطار الفيضانات في الجامعة التقنية في دلفت، وهي مدينة تعود الى القرن السابع عشر وتضم اشهر مراكز ابحاث المياه تقدما، ان «نيو اورليانز هي درس جيد لنا. فقد اوضحت الصورة الحقيقية لمدينة غارقة في الفيضانات. الآن، سيكون الناس اكثر استعدادا لتصديقنا اكثر من قبل».
ويقول كثير من الخبراء في مجال المياه ان الفيضانات ستشكل اكبر خطر طبيعي يتهدد اوروبا خلال السنوات المقبلة بفعل الاحتباس الحراري الذي يتسبب في تدفق المياه عبر الممرات المائية التي تحف المناطق المأهولة بالسكان. وتعتبر احتمالات حدوث دمار واسع بفعل هذا الخطر عالية الى درجة ان الاتحاد الاوروبي يعمل حاليا على إعداد ارشادات على مستوى القارة الاوروبية حول السيطرة على المياه وتفادي الدمار الناجم عن أية فياضات محتملة.
وعلى الرغم من نجاح هولندا في السيطرة على المياه، فإن فريلينغ وخبراء آخرين هولنديين قالوا ان السياسيين الهولنديين كثيرا ما يتفادون القضايا الأكثر إثارة للجدل. وكانت الحكومة قد منعت عالما حذر من فيضانات عام 1953 من نشر توقعاته التي ثبتت صحتها فيما بعد.
ورغم ان الحكومة تجري تقييما لمخاطر الفيضانات والسيطرة على المياه كل خمس سنوات، فإن جهات مسؤولة أزالت الاشارة الى عدد القتلى المحتمل في تقرير صدر عام 1991، حسبما قال فريلينغ، الذي اشار الى ان تقرير يناير المقبل سيتضمن على الارجح التوقعات الخاصة بعدد الضحايا المحتملين.
ويناقش علماء الآن المعايير التي وضعتها الحكومة قبل نصف قرن لحماية مواطنيها. وصممت اقوى الدفاعات الهولندية ضد مياه البحر بحيث لا تحدث إلا مرة كل 10000 سنة. وصمم سد النهر ونظام القنوات لتحمل العواصف القوية التي تهب مرة كل 1250 سنة. وبالمقارنة صممت غالبية نظم الحماية من أخطار المياه في الولايات المتحدة لمواجهة الفيضانات والعواصف القوية التي تحدث مرة كل 30 او 100 عام. ويقول هويب دي فريند، مدير قسم العلوم والتكنولوجيا في شركة ديلفت هايدروليكس للاستشارات، ان مستوى السلامة والحماية المتوفر في هولندا أعلى من أي مكان آخر في العالم. وتقدم هذه الشركة استشارات للحكومات والشركات في مختلف الدول وأبدت استعدادها لتقديم مساعدة لسلاح المهندسين التابع للجيش الاميركي في إخراج المياه والتخلص من المياه الملوثة في نيو اورليانز.
وحذر دي فريند، الذي تظهر صورة بالأقمار الاصطناعية معلقة على جدار مكتبه، من ان احتمالات هبوب العواصف معتمد على نماذج من الكمبيوتر وليس على معلومات فعلية. يضاف الى ذلك ان التغيرات المناخية تعلب دورا في إرباك الحسابات الموضوعة سلفا. وأضاف فريند قائلا ان الفيضانات الواسعة التي حدثت منتصف التسعينات اوشكت ان تتجاوز مستوى علو السدود، ما دفع الخبراء الى التشكيك في قدرة هذه الدفاعات الهولندية في مواجهة العواصف القوية التي تحدث مرة كل 1250 عاما، طبقا للنظام الذي شيدت على اساسه هذه السدود.
ونتيجة لذلك، أعاد خبراء وقادة سياسيون هولنديون النظر في نظريات السيطرة على فيضانات الأنهار. كما ان الحكومة تناقش حاليا خطة بتكلفة 2.2 مليار دولار لإعادة تصميم نظم السيطرة على مياه الأنهار، اذ بدأت الجهات المختصة تدرس عدم التركيز بالدرجة الاولى على السدود والقنوات والاتجاه الى احتواء المياه بإيجاد مساحات تستوعب هذه المياه بخلاف نظام القنوات وذلك بغرض استيعاب تدفق المياه الناجمة عن أمطار الربيع وذوبان الثلوج. إلا ان هذه الخطة وجدت معارضة من اصحاب المزارع الذين ربما يواجهون الترحيل من المناطق والمساحات التي يفترض ان تستوعب مياه الفيضانات. وأشار معارضو الخطة الى ان الفيضانات التي حدثت منتصف التسعينات اسفرت عن إخلاء آلاف السكان وعشرات الآلاف من الحيوانات الموجودة في مزارع المناطق المتأثرة بالفيضان. واكتشف العلماء ان مياه البحر حول هولندا في زيادة سريعة وأراضيها في انخفاض اكثر سرعة مما هو متوقع. ففقد انخفضت الاراضي بمعدل 12 قدما خلال الألف سنة السابقة، كما ان معدل الانخفاض في زيادة مستمرة، طبقا للاحصائيات الهولندية. وتزيد مياه البحر المحيطة بمعدل 23 ـ 39 بوصة كل مائة عام. ويقول علماء هولنديون ان السياسيين والأجيال الشابة في البلاد لم تعد تبدي أي اهتمام ومخاوف تجاه هذه القضية خلال فترة نصف القرن الماضي، ذلك ان الجيل الذي لم يشهد مطلقا أي فيضانات مدمرة سيتساءل عن جدوى وحاجة تخصيص مليارات الدولارات في البحوث والنظم الجديدة للسيطرة على المياه.
* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الاوسط»