بركان
02-03-2023, 05:16 PM
الجمعة 3 فبراير، 2023
https://ar.shafaqna.com/wp-content/uploads/2023/02/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D9%88%D9%8A.jpg (https://ar.shafaqna.com/wp-content/uploads/2023/02/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D9%88%D9%8A.jpg)
(نجم الدين نجيب)
شفقنا- قبل ايام أجرت شبكة “بي بي سي” مقابلة مع المبعوث الأمريكي الخاص لايران روبرت مالي، تحدث فيها عن مآلات المفاوضات النووية، والخيارات المطروحة امام امريكا في التعامل مع ايران في حال وصلت هذه المفاوضات الى طريق مسدود.
حاول مالي في هذه المقابلة، ان يمسك العصا من الوسط، وألا يتخذ موقفا واضحا ازاء كل القضايا التي طرحت في تلك المقابلة، الامر الذي أكد ان امريكا مازالت غير مستقرة على راي، في التعامل مع ايران، فلا هي راغبة في الذهاب الى الحرب، ولا هي راغبة في الجلوس بندية مع ايران في المفاوضات النووية، لانها تريد ان تكون الكلمة الاخيرة لها، وهو ما لا تتحمله ايران، التي مازلت ترفض الاملاءات الامريكية رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها.
ومن الواضح من كلام مالي، انه لا الظروف الاقتصادية الصعبة لايران، ولا حتى الاضطرابات التي شهدتها ايران مؤخرا، قد تدفع ايران الى التنازل امام امريكا في المجال النووي، وهو ما اعترف به مالي بصراحة ، عندما قال : ان “الإدارة الأمريكية ليست في مجال تغيير النظام الإيراني، على الرغم من استمرار المشاكل خلال العامين الماضيين.. وان الدبلوماسية هي الحل الأفضل”.
في الوقت الذي اكد مالي على خيار الدبلوماسية، الا اننا نراه يقول في مكان اخر من المقابلة:
”ان “الخيار العسكري مع إيران مطروح على الطاولة إذا فشل المسار الدبلوماسي التفاوضي بين الجانبين فيما يخص الاتفاق النووي”.
وكرر مالي تهديده السابق ولكن بصيغة اخرى بقوله:
“مستعدون لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع إيران، لكننا لن نتردد في اتخاذ خطوات أخرى لتقييد البرنامج النووي الإيراني”.
وفي مكان اخر من المقابلة يعود مالي ويقول : “ان الخيار الاول لامريكا هو الدبلوماسية”، والمح الى وجود خلافات “تكتيكية” مع اسرائيل”، بشأن التعامل مع البرنامج النووي الايراني وخاصة المفاوضات النووية، رغم ان امريكا واسرائيل متفقتان على الهدف، وهو منع ايران من حيازة سلاح نووي.
تلميح مالي هذا جاء للتمييز بين موقف امريكا، الذي يفضل خيار الدبلوماسية، وموقف اسرائيل، الجانح دوما الى الحرب، في التعامل مع البرنامج النووي الايراني، وهو برنامج مازالت ايران تؤكد على انه سلمي بشاهدة تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وردا على تصريحات مالي دعا المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني :
”أمريكا إلى إدراك المسؤوليات القانونية والدولية المترتبة على التهديد ضد إيران وأن تفكر بتبعات تصريحاتها الاستفزازية”، مشددا على ان “إيران لطالما أكدت على سلمية برنامجها النووي”، مشيرا إلى أن “تقارير الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية شاهد على ذلك بأنه لا وجود للسلاح النووي في ستراتيجيها للأمن القومي”.
من نبرة التصريحات الامريكية والايرانية، يبدو ان الطرفين يفضلان الخيار الدبلوماسي لحل القضية النووية، لمعرفتهما الاكيدة ان الخيارات الاخرى، وفي مقدمتها الخيار العسكري، هي خيارات كارثية على الجميع.
بالاضافة الى نبرة هذه التصريحات، هناك قرائة اخرى، تؤكد على ان طهرن وواشنطن ، قد تكونان على تواصل فيما بينهما وبشكل غير مباشر ومن وراء الكواليس، ومن هذه القرائن، زيارة وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الى طهران مؤخرا، واعلانه صراحة انه يحمل رسائل من اطراف المفاوضات النووية الى ايران، وهو ما اكده وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان ايضا.
يبدو ان امريكا وايران، يحاولان استخدام جميع اوراق قوتهما، من اجل الحصول على امتيازات من الطرف الاخر، قبل الذهاب مرة اخرى الى فيينا، ولا نعتقد ان موعد اجتماع مجموعة 5+1 وايران في فيينا، سيتأخر طويلا هذه المرة، لحاجة الجميع لحل سريع لهذا لملف الهام على الصعيد الدولي.
https://ar.shafaqna.com/wp-content/uploads/2023/02/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D9%88%D9%8A.jpg (https://ar.shafaqna.com/wp-content/uploads/2023/02/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D9%88%D9%8A.jpg)
(نجم الدين نجيب)
شفقنا- قبل ايام أجرت شبكة “بي بي سي” مقابلة مع المبعوث الأمريكي الخاص لايران روبرت مالي، تحدث فيها عن مآلات المفاوضات النووية، والخيارات المطروحة امام امريكا في التعامل مع ايران في حال وصلت هذه المفاوضات الى طريق مسدود.
حاول مالي في هذه المقابلة، ان يمسك العصا من الوسط، وألا يتخذ موقفا واضحا ازاء كل القضايا التي طرحت في تلك المقابلة، الامر الذي أكد ان امريكا مازالت غير مستقرة على راي، في التعامل مع ايران، فلا هي راغبة في الذهاب الى الحرب، ولا هي راغبة في الجلوس بندية مع ايران في المفاوضات النووية، لانها تريد ان تكون الكلمة الاخيرة لها، وهو ما لا تتحمله ايران، التي مازلت ترفض الاملاءات الامريكية رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها.
ومن الواضح من كلام مالي، انه لا الظروف الاقتصادية الصعبة لايران، ولا حتى الاضطرابات التي شهدتها ايران مؤخرا، قد تدفع ايران الى التنازل امام امريكا في المجال النووي، وهو ما اعترف به مالي بصراحة ، عندما قال : ان “الإدارة الأمريكية ليست في مجال تغيير النظام الإيراني، على الرغم من استمرار المشاكل خلال العامين الماضيين.. وان الدبلوماسية هي الحل الأفضل”.
في الوقت الذي اكد مالي على خيار الدبلوماسية، الا اننا نراه يقول في مكان اخر من المقابلة:
”ان “الخيار العسكري مع إيران مطروح على الطاولة إذا فشل المسار الدبلوماسي التفاوضي بين الجانبين فيما يخص الاتفاق النووي”.
وكرر مالي تهديده السابق ولكن بصيغة اخرى بقوله:
“مستعدون لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع إيران، لكننا لن نتردد في اتخاذ خطوات أخرى لتقييد البرنامج النووي الإيراني”.
وفي مكان اخر من المقابلة يعود مالي ويقول : “ان الخيار الاول لامريكا هو الدبلوماسية”، والمح الى وجود خلافات “تكتيكية” مع اسرائيل”، بشأن التعامل مع البرنامج النووي الايراني وخاصة المفاوضات النووية، رغم ان امريكا واسرائيل متفقتان على الهدف، وهو منع ايران من حيازة سلاح نووي.
تلميح مالي هذا جاء للتمييز بين موقف امريكا، الذي يفضل خيار الدبلوماسية، وموقف اسرائيل، الجانح دوما الى الحرب، في التعامل مع البرنامج النووي الايراني، وهو برنامج مازالت ايران تؤكد على انه سلمي بشاهدة تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وردا على تصريحات مالي دعا المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني :
”أمريكا إلى إدراك المسؤوليات القانونية والدولية المترتبة على التهديد ضد إيران وأن تفكر بتبعات تصريحاتها الاستفزازية”، مشددا على ان “إيران لطالما أكدت على سلمية برنامجها النووي”، مشيرا إلى أن “تقارير الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية شاهد على ذلك بأنه لا وجود للسلاح النووي في ستراتيجيها للأمن القومي”.
من نبرة التصريحات الامريكية والايرانية، يبدو ان الطرفين يفضلان الخيار الدبلوماسي لحل القضية النووية، لمعرفتهما الاكيدة ان الخيارات الاخرى، وفي مقدمتها الخيار العسكري، هي خيارات كارثية على الجميع.
بالاضافة الى نبرة هذه التصريحات، هناك قرائة اخرى، تؤكد على ان طهرن وواشنطن ، قد تكونان على تواصل فيما بينهما وبشكل غير مباشر ومن وراء الكواليس، ومن هذه القرائن، زيارة وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الى طهران مؤخرا، واعلانه صراحة انه يحمل رسائل من اطراف المفاوضات النووية الى ايران، وهو ما اكده وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان ايضا.
يبدو ان امريكا وايران، يحاولان استخدام جميع اوراق قوتهما، من اجل الحصول على امتيازات من الطرف الاخر، قبل الذهاب مرة اخرى الى فيينا، ولا نعتقد ان موعد اجتماع مجموعة 5+1 وايران في فيينا، سيتأخر طويلا هذه المرة، لحاجة الجميع لحل سريع لهذا لملف الهام على الصعيد الدولي.