شكو ماكو
01-24-2023, 12:46 PM
https://mf.b37mrtl.ru/media/pics/2023.01/xxs/63cf8a4e4236047c57719c2b.jpg
لا يتحدث التاريخ بحيادية عن نابليون بونابرت، حيث يوصف غزوه لمصر في عام 1798 بالحملة وبالعملية العسكرية، ويظهر في تلك المناسبة بطلا مدللا كما في قصص الأساطير.
وبعد أن يخرج بونابرت من مصر سرا في "جنح الظلام" من دون علم حتى كبار قادته، لا يتحدث التاريخ كثيرا عن مصير الجيش الذي تركه خلفه، كما لو أن دوره ينحصر في تتبع بونابرت وكيل المديح له والتقليل مما يشوه "سمعته"، مثل إعدامه أثناء "حملته" على مدن الشام، أفراد حامية يافا بعد أن منحهم الأمان، إضافة إلى ما تعرض له سكان المدينة من أعمال قتل واغتصاب وحشية.
خرج نابليون من مصر سرا مع حاشية صغيرة في 23 أغسطس 1799، وعاد إلى فرنسا سالكا طريقا بحريا ملتويا لتحاشي الوقوع في قبضة الأسطول البريطاني.
ترك جيشه في مصر من دون إمدادات بعد تدمير البريطانيين لأسطوله في أبو قير، تنهشه الأوبئة وتترصده المهالك.
أبلغ بونابرت الجنرال جان بابتيست كليبر، وهو من قاد القوات الفرنسية في مصر بعده، بأمر إبحاره إلى فرنسا في رسالة مختومة تركها خلفه، وديونا بقيمة سبعة ملايين فرنك.
وكتب بونابرت في تلك الرسالة الطويلة المليئة بالمبررات والتعليمات قائلا: "إن مصالح الوطن الأم ومجده وطاعته والأحداث غير العادية التي مرت به مؤخرا هي فقط التي تجعلني أغامر بالإبحار وسط سفن الأعداء من أجل العودة إلى أوروبا، وسوف أكون قلبا وروحا معك، وسيكون نجاحك غاليا عندي".
كليبر وجد نفسه فجأة في وضع بائس يقود بقايا جيش محاصر من جميع الجهات، وكان عليه أن يحل مشاكل لا حصر لها بما في ذلك رعاية إحدى عشيقات نابليون بونابرت وتدعى بولين فوريه!
هذه العشيقة هي الأقل شهرة من الأخريات. كانت زوجة ضابط صغير في الجيش الفرنسي لقبه فوريه، تنكرت في زي جندي فرنسي أثناء مرافقتها زوجها، وكانت على علاقة غرامية بنابليون بونابرت لنحو عامين وكان حينها متزوجا من جوزفين.
أصدر كليبر لها تصريح مرور قبل مغادرتها مصر، وكتب لها رسالة قال فيها: "صديقتي العزيزة، ليس لديك ما تفعلينه هنا. عودي إلى فرنسا. يوجد لديك هناك صديق لن يفشل في رعاية مستقبلك".
سعى كليبر لإنهاء تلك الحرب العبثية وإخراج ما تبقى من قوات معزولة تعاني من الأمراض الفتاكة ومن قلة الذخيرة والأسلحة وكثرة "الأعداء" المتربصين، فعمل أولا على جباية الضرائب بـ"الضغط على مصر" وعصرها، كما كتب في رسالة إلى الجنرال دوغو في 22 يناير 1800.
كما بدأ هذا القائد العام الفرنسي الجديد في التفاوض مع الأتراك والبريطانيين، وأبرم معهما اتفاقية العريش في 24 يناير 1800، التزم بمقتضاها بإخلاء مصر في غضون 90 يوما مقابل ضمان العودة الحرة من خلال ممر آمن لما يسمى بالجيش الشرقي إلى فرنسا.
أصر البريطانيون على استسلام الفرنسيين، ودخل كليبر بقواته في أكثر من معركة مع الأتراك انتصر فيها ثم حصلت انتفاضة كبيرة في القاهرة، عاد الجنرال إليها وقمعها، وانتفاضات أخرى في مدن مصرية مجاورة، ثم عاود التفاوض مع الأتراك، وأجبر الأتراك والمماليك على مغادرة القاهرة.
في ذلك الوقت، حرّض السلطان سليم الثالث "رعاياه" ضد كليبر ووعد بمكافأة من يقتل القائد العام للجيش الفرنسي الشرقي.
يوم 14 يونيو عام 1800، وفيما كان كليبر يتنزه في حديقة منزله رفقة صديقه المهندس المعماري بروتن، اقترب منه رجل في أسمال بالية. أومأ أليه الجنرال مكررا قوله: "ما فيش"، طالبا منه المغادرة بعد أن ظن أنه متسول.
اقترب هذا الرجل ويدعى سليمان الحلبي، وهو من الشام ويدرس في الأزهر الشريف، من الجنرال كليبر، ومد يده كما لو أنه يهم بتقبيل يده، وحين مد كليبر هو الآخر يده تلقى أربع طعنات في منطقتي الصدر والبطن.
صاح الجنرال قالا لقد قُتلت وسقط على الأرض. وحين هرع بروتن يطلب الغوث، التحم به المهاجم سليمان الحلبي وتمكن الأول من إصابة الثاني. حاول سليمان الحلبي الفرار إلا أنه اعتقل، وبعد محاكمته جرى إحراق يده اليمنى بعد وضعها على وتد، فيما كان الحلبي صابرا يردد عبارة "لا إله إلا الله".
المصدر: RT
لا يتحدث التاريخ بحيادية عن نابليون بونابرت، حيث يوصف غزوه لمصر في عام 1798 بالحملة وبالعملية العسكرية، ويظهر في تلك المناسبة بطلا مدللا كما في قصص الأساطير.
وبعد أن يخرج بونابرت من مصر سرا في "جنح الظلام" من دون علم حتى كبار قادته، لا يتحدث التاريخ كثيرا عن مصير الجيش الذي تركه خلفه، كما لو أن دوره ينحصر في تتبع بونابرت وكيل المديح له والتقليل مما يشوه "سمعته"، مثل إعدامه أثناء "حملته" على مدن الشام، أفراد حامية يافا بعد أن منحهم الأمان، إضافة إلى ما تعرض له سكان المدينة من أعمال قتل واغتصاب وحشية.
خرج نابليون من مصر سرا مع حاشية صغيرة في 23 أغسطس 1799، وعاد إلى فرنسا سالكا طريقا بحريا ملتويا لتحاشي الوقوع في قبضة الأسطول البريطاني.
ترك جيشه في مصر من دون إمدادات بعد تدمير البريطانيين لأسطوله في أبو قير، تنهشه الأوبئة وتترصده المهالك.
أبلغ بونابرت الجنرال جان بابتيست كليبر، وهو من قاد القوات الفرنسية في مصر بعده، بأمر إبحاره إلى فرنسا في رسالة مختومة تركها خلفه، وديونا بقيمة سبعة ملايين فرنك.
وكتب بونابرت في تلك الرسالة الطويلة المليئة بالمبررات والتعليمات قائلا: "إن مصالح الوطن الأم ومجده وطاعته والأحداث غير العادية التي مرت به مؤخرا هي فقط التي تجعلني أغامر بالإبحار وسط سفن الأعداء من أجل العودة إلى أوروبا، وسوف أكون قلبا وروحا معك، وسيكون نجاحك غاليا عندي".
كليبر وجد نفسه فجأة في وضع بائس يقود بقايا جيش محاصر من جميع الجهات، وكان عليه أن يحل مشاكل لا حصر لها بما في ذلك رعاية إحدى عشيقات نابليون بونابرت وتدعى بولين فوريه!
هذه العشيقة هي الأقل شهرة من الأخريات. كانت زوجة ضابط صغير في الجيش الفرنسي لقبه فوريه، تنكرت في زي جندي فرنسي أثناء مرافقتها زوجها، وكانت على علاقة غرامية بنابليون بونابرت لنحو عامين وكان حينها متزوجا من جوزفين.
أصدر كليبر لها تصريح مرور قبل مغادرتها مصر، وكتب لها رسالة قال فيها: "صديقتي العزيزة، ليس لديك ما تفعلينه هنا. عودي إلى فرنسا. يوجد لديك هناك صديق لن يفشل في رعاية مستقبلك".
سعى كليبر لإنهاء تلك الحرب العبثية وإخراج ما تبقى من قوات معزولة تعاني من الأمراض الفتاكة ومن قلة الذخيرة والأسلحة وكثرة "الأعداء" المتربصين، فعمل أولا على جباية الضرائب بـ"الضغط على مصر" وعصرها، كما كتب في رسالة إلى الجنرال دوغو في 22 يناير 1800.
كما بدأ هذا القائد العام الفرنسي الجديد في التفاوض مع الأتراك والبريطانيين، وأبرم معهما اتفاقية العريش في 24 يناير 1800، التزم بمقتضاها بإخلاء مصر في غضون 90 يوما مقابل ضمان العودة الحرة من خلال ممر آمن لما يسمى بالجيش الشرقي إلى فرنسا.
أصر البريطانيون على استسلام الفرنسيين، ودخل كليبر بقواته في أكثر من معركة مع الأتراك انتصر فيها ثم حصلت انتفاضة كبيرة في القاهرة، عاد الجنرال إليها وقمعها، وانتفاضات أخرى في مدن مصرية مجاورة، ثم عاود التفاوض مع الأتراك، وأجبر الأتراك والمماليك على مغادرة القاهرة.
في ذلك الوقت، حرّض السلطان سليم الثالث "رعاياه" ضد كليبر ووعد بمكافأة من يقتل القائد العام للجيش الفرنسي الشرقي.
يوم 14 يونيو عام 1800، وفيما كان كليبر يتنزه في حديقة منزله رفقة صديقه المهندس المعماري بروتن، اقترب منه رجل في أسمال بالية. أومأ أليه الجنرال مكررا قوله: "ما فيش"، طالبا منه المغادرة بعد أن ظن أنه متسول.
اقترب هذا الرجل ويدعى سليمان الحلبي، وهو من الشام ويدرس في الأزهر الشريف، من الجنرال كليبر، ومد يده كما لو أنه يهم بتقبيل يده، وحين مد كليبر هو الآخر يده تلقى أربع طعنات في منطقتي الصدر والبطن.
صاح الجنرال قالا لقد قُتلت وسقط على الأرض. وحين هرع بروتن يطلب الغوث، التحم به المهاجم سليمان الحلبي وتمكن الأول من إصابة الثاني. حاول سليمان الحلبي الفرار إلا أنه اعتقل، وبعد محاكمته جرى إحراق يده اليمنى بعد وضعها على وتد، فيما كان الحلبي صابرا يردد عبارة "لا إله إلا الله".
المصدر: RT