المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثلث سكان أوروبا قضى بالطاعون وحريق لندن شرد سدس قاطنيها وتسونامي



المهدى
09-07-2005, 03:46 PM
نوبات الطبيعة العصبية رسائل تمهيدية... والزلازل والكوارث تفي بتنفيذ المقدر

شهد الإنسان على مدى قرون سابقة الكوارث والفظائع ما لم يخطر له على بال. بعضها كان من صنعه ونتاج جشعه وطمعه والبعض الآخر جاء تعبيرا عن إحدى نوبات غضب الطبيعة غير المتوقعة حيث تكون المفاجأة المأساوية التي يمكن بين ليلة وضحاها أن تقضي على جهد الانسان لبناء حياته وبيته ومدينته وحيث تتحول الأحلام فجأة إلى كوابيس مروعة وينهار كل شيء... غير ان طبيعتنا البشرية تدفعنا دوما نحو البقاء وإعادة الأعمار وغالباً ما ننسى او تتناسى هول الكارثة ونعيد مرة اخرى بناء ما دمر ونعيد الحلم من جديد ننشر على حلقات احداث الكوارث التي هزت العالم وأرقت الضمير الإنساني وظلت آثارها لسنوات طويلة صعبة الزوال من سجلات التاريخ.

1- الموت الأسود:
كان الوباء الكارثة الذى عرف بالطاعون الأسود وانتشر أولا في أوروبا في منتصف القرن الرابع عشر وتحديدا ما بين 1347 و1350 ويقدر المؤرخون انه قتل حوالى ثلث سكان أوروبا. وكان وباء الطاعون القاتل قد انتشر ايضا في اجزاء كبيرة من دول آسيا والمنطقة العربية خلال نفس الوقت وهذا يدل على أنه كان وباء عالميا . ويعتقد أن نفس الوباء قد عاد الى أوروبا خلال القرون التالية مع درجات متفاوتة من الشدة والدمار حتى القرن الثامن عشر. ومن أشهرها الوباء العظيم في مدينة ميلان ما بين 1629 و1631 والطاعون العظيم في لندن 1664 و1665 والطاعون العظيم الذي اصاب فيينا عام 1679.

ضحايا المرض
أطلق عليه في أوروبا اسم" الموت العظيم" من قبل الكتاب المعاصرين , وعندما ارتفعت معدلات انتشاره أطلق عليه اسم "الموت الأسود" بسبب الأعراض المميزة للمرض التي يطلق عليها اسم "التنكرز "و تعني "الموت الموضعي للأنسجة الحية" الذي يعاني منه ضحايا المرض ويجعل بشرتهم سوداء بعد نزيفها بشكل متواصل. ويعزو المؤرخون كارثة الموت الاسود الى انتشار مرض الطاعون وهو وباء كان يعتقد لوقت طويل- انه ينشأ عن نوع من البكتيريا تحمله البراغيث الموجودة في أنواع من الحيوانات مثل, الفأر الأسود, وان كان العلماء اليوم يشكون في نوع الميكروبات التي تنقل المرض وطريقة انتقاله.

كان هذا النوع من الطاعون مرضا مستوطنا في وسط آسيا وكان يعرف انه سبب الوفاة بين المهاجرين وسكان المنطقة. ولكن حتى الان ليس من الواضح تماما كيف بدأ الطاعون الاسود في القرن الرابع عشر وإن كان على الارجح بدأ من شمال الهند وأنه حمل من هناك الى الغرب من خلال التجار وجيوش المغول عبر ما يعرف بطريق الحرير.

و لكن على اية حال فأيا كان السبب وراء الطاعون فمن الواضح ان عدة ملابسات سابقة كانت قد ساهمت في انتشاره في أوروبا مثل الحرب والمجاعة والظروف المناخية . كانت الحرب الاهلية المدمرة في الصين بين السكان الصينيين والمغول قد تأججت ما بين القرن الثالث عشر ومنتصف القرن الرابع عشر وكانت هذه الحرب قد أوقفت أنماط التجارة والزراعة, وقادت إلى فترات طويلة من انتشار المجاعة, وكانت أنماط المناخ الكارثية قد وصلت الى قمتها في النصف الاول من القرن الرابع عشر مع نتائج مدمرة حول العالم.

في السنوات ما بين 1315 و1322 هاجمت "المجاعة المدمرة" التي تعرف باسم "المجاعة الكبرى " جميع دول شمال أوروبا وكان نقص الغذاء وارتفاع أسعاره قد أصبح إحدى حقائق الحياة قبل قرن من اندلاع وباء الطاعون, وكان نقص الطعام وعدم توفر فرص الحصول عليه قد رفعا من معدلات المجاعة وسوء التغذية. وقد نتج عن هذا ضعف مناعة البشر تجاه الأمراض وهو ما يعرف باسم " نقص المناعة". وكان الاقتصاد الاوروبي قد دخل دورة مفرغة فيها الجوع والامراض قد قللت من معدلات الانتاج.

تكدس الجثث
و يعتقد ان حركة القوات المغولية وقوافل التجار قد جلبت الطاعون الاسود من وسط اسيا الى منطقة الشرق الاوسط ومنها الى أوروبا. ويذكر معظم المؤرخين أن أولى الحالات كانت في مدينة التجارة في القسطنطينية خلال عام 1347. وفي نفس العام وقعت حالات اخرى فيما يعرف الان بأوكرانيا وفي عام 1347 بدأ المرض يهاجم الجيوش. وطبقا لما ذكره بعض المؤرخين فان الموتي كانوا بأعداد ضخمة حتى أنه لم يكن هناك أي وقت لدفنهم وتكدست الجثث مثل حطب الوقود أمام الأسوار المطوقة للمدن.
و في أكتوبر 1347 وصل اسطول من الجيش المغولي الى إحدى المدن الإيطالية وكان يحمل عدد كبيرا من المصابين بالمرض والموتي من جراء الاصابة به ويعتقد ايضا ان الاسطول حمل فئرانا مصابة وهكذا انتشر المرض في مدينتى جنوا والبندقية.

و من ايطاليا انتشر المرض عبر شمال غرب أوروبا وهاجم فرنسا وإسبانيا وبريطانيا, وفي يونيو 1348 انتقل الى المانيا واسكندنافيا, وأخيرا وصل الى شمال وغرب روسيا عام 1351. في حين ان بعض الدول الاوروبية لم يصلها الوباء ومنها بولندا وهولندا.

وأخيرا انتقل الوباء الى دول عديدة في منطقة الشرق الاوسط مما أدى إلى القضاء على عدد كبير من سكان المنطقة وتغيرات اقتصادية واجتماعية طويلة المدى في النسيج الخاص بتلك المنطقة. وكان الوباء قد وصل الى المنطقة من جنوب روسيا الى بغداد, وفي خريف عام 1347 وصل الوباء الى الاسكندرية في مصر من خلال ميناء تجاري مع القسطنطينية ومواني على البحر الاسود. وخلال عام 1348 انتقل الى غزة في فلسطين والى شمال وشرق سواحل مدن سورية وفلسطين بما فيها عسقلان والقدس ودمشق وحمص وحلب. وما بين 1348 و1349 وصل مكة عن طرق الحجاج الذين جاءوا من المناطق الموبوءة المحيطة وخلال نفس العام أظهرت السجلات أن مدنية الموصل عانت من الوباء بشكل حاد وواجهت بغداد دورة ثانية من الوباء. وفي عام 1351 عاد الملك مجاهد الدين الى اليمن من القاهرة وجلب معه المرض.

وبشكل عام فإن المؤرخين يقدرون عدد الذين حصدهم الموت الاسود بحوالى 25 مليون انسان في أوروبا وحدها, في حين يقدر أنه في آسيا فقط حصد أرواح 90 في المئة من السكان. وأن أعداداً كبيرة من الضحايا سقطت في البلاد العربية والاسلامية خاصة في فلسطين وسورية. أما الذين لم يصبهم المرض فقد هربوا تاركين منازلهم وأراضيهم ومن ثم, فان مساحات كبيرة من الاراضي الزراعية قد هجرت واصابها الدمار اما في مصر فيقدر ان عدد الضحاي تجاوز ال100 الف قتيل في القاهرة فقط. وفي سوريا وصل الرقم إلى 500 ألف في مدينة حلب وحدها ولكن بشكل عام يري المؤرخون أن معدل الوفيات في الدول العربية كان اقل من أوروبا وآسيا وأنها وصلت لأقل من ثلث تعداد السكان بسبب ارتفاع مستوى الرعاية الصحية والتقدم العلمي والطبي وقتها.

مسؤولية اليهود
و في أوروبا اعتقد المسيحيون أن الوباء من صنع اليهود الذين قاموا بتسميم الآبار خاصة أنهم عاشوا في احيائهم الخاصة لم يصابوا بالمرض اللعين حيث ابتعدوا عن الاختلاط بالشعب الذي انتقل اليه المرض وقد أدي إلى اعدام عدد كبير منهم في بعض الدول الاوروبية وكان ايضا نتيجة الطاعون الأسود بداية ظهور الاتجاهات العلمانية في أوروبا حيث ضعف الإيمان بالكنيسة الكاثوليكية التي وعدت بالقضاء على آثار المرض اللعين ولكن مع استمرار الموت والجوع ضعف الايمان بالكنيسة. وارتفع عدد ثورات الفلاحين بعض من البلدان الاوروبية الذين وجدوا فرصة لسيادتهم بعد ان قل عدد سكان أوروبا بنسبة وصلت الى 50 في المئة في بعض البلدان. مما وفر أسعارا أرخص للأراضي وفرصا أعلى لتوفير الطعام للفلاحين العاديين.

وفي عام 2001 قام عالما الأوبئة سوزان سكوت وكريستوفر دونكان من جامعة ليفربول بوضع نظرية حول أن سبب انتشار الطاعون الأسود في القرن الرابع عشر كان من خلال فيروس شبيه بفيروس الإيبولا وليس بكتيريا كما كان يعتقد من قبل. ولكن على أية حال فإن وباء الطاعون عاد مرات مختلفة في القرون التالية الى ان تم القضاء عليه في العصور الحديثة.

2- حريق لندن العظيم :
إن اكبر الحرائق في التاريخ, أدى إلى تدمير العاصمة البريطانية بكاملها, وقد استمر ما بين الثاني من سبتمبر حتى الخامس من سبتمبر 1666 ونتج عنه تدمير المدينة, وقبله وقع حريق آخر ضخم عام 1212 دمر جزءا كبيرا منها وكان ايضا يعرف باسم "حريق لندن العظيم".
حريق عام 1666 كان الكارثة الأبشع في تاريخ مدينة لندن شرد اكثر من 100 ألف شخص وهو ما كان يوازي وقتها سدس سكان المدينة.

اندلع الحريق صباح يوم الاحد 2 سبتمبر عام 1666 وبدأ في زقاق في دار توماس فارينور, وهو فران الملك تشارلز الثاني. وعلى الارجح فإن الحريق اندلع لأن الفران توماس نسي ان يطفىء فرنه قبل ان ينام تلك الليلة, وبعد فترة قصيرة من منتصف الليل تصاعد اللهب واشتعل في بعض حطب الوقود الذي كان قريبا من الفرن. استيقظ توماس على النيران وهي تحيط به في الساعة الواحدة صباحا ولكنه تمكن من الهرب من المبني المشتعل مع اسرته في حين فشل الخدم في الهرب وكانوا أول ضحايا الحريق.
وبعد ساعة من اشتعال الحريق تم ايقاظ اللورد توماس بلودورث عمدة لندن لسماع الأنباء, وفي البداية لم يهتم وقال ان الخدم الضحايا قد يكونون السبب وراء الحريق.

في ذلك الوقت كانت معظم المباني في لندن مشيدة من مواد قابلة للاشتعال مثل الخشب والقش. فاندلعت شرارة الحريق من محل الفران وسقطت على مبني مجاور. وقامت الرياح القوية بالباقي وبمجرد اندلاع الحريق انتشر بشكل سريع. وساعد على انتشاره أن المباني كانت قريبة جدا من بعضها.
و يروي أحد المؤرخين أن المدينة قد اهتزت وارتجف السكان وهربوا وهم مذعورون من منازلهم بينما كانت المنازل تشتعل وتتداعي واحدة تلو الاخرى.

و من المذهل أن النيران التي التهمت بشكل سريع ومذهل اكثر من 13 ألف منزل و87 كنيسة من بينها كاتدرائية القديس بول الا انه لم يتوف سوى 16 شخصا فقط.

الدمار الضخم الذي سببه هذا الحريق الهائل لم يكن له مثيل في أي جزء من العالم من خلال أي حريق اندلع بشكل عرضي لقد التهم الحريق حوالى 75في المئة من المدينة . وتكدس حطام المدينة على اكثر من 2 كيلو متر مربع داخل الجدران التي تحيط به,ا والتهمت نيرانه 400 شارع وأربع بوابات للمدينة والمستشفيات ودار البلدية والمدارس والمكتبات وعددا ضخما من المباني الضخمة وقدرت وقتها الخسائر المالية بأكثر من 10 ملايين جنية استرليني.

بعد الحريق انتشرت الشائعات بان الحريق كان جزءا من مؤامرة كاثوليكية. وكان ساعاتي فرنسي أبله يدعي روبرت هربرت قد اعترف بأنه كان عميلا للبابا وانه أشعل النيران في منطقة وستمنستر. ولكنه فيما بعد غير روايته وقال أنه أشعل النيران في فرن الخباز. وقد تم إدانته على الرغم من الدليل القوي بأنه لا يمكن ان يكون قد أشعل النيران وتم إعدامه.

المعماري الانجليزي الشهير »كريستوفر ويرن« منح مهمة إعادة بناء المدينة بعد الحريق. وكانت مخططاته الاصلية تتضمن اعادة البناء باستخدام الطابوق والحجارة على شبكة من القضبان الحديدية وشبكة خطوط مع ميادين أوروبية وشوارع عريضة. ولكن لأن العديد من المباني كانت قد بقيت على مستوى السرداب فإن النزاع القانوني على ملكية الارض أنهي الفكرة. وفى عام 1667 قام البرلمان الانجليزي بجمع تبرعات لاعادة بناء لندن وأعيد بناء المدينة اخيرا على النحو الذي كان عليه تخطيط الشوارع من قبل ولكن بنيت من الطابوق والحجر, وقد بني كريستوفر ويرن الكاتدرائية بعد 11 عاما من الحريق.

و قد بني فيما بعد نصب تذكاري قرب موقع اندلاع الحريق بالقرب من شمال جسر لندن, كناية عن تمثال صغير مطلي بالذهب يعرف باسم "الفتي " أو "الفتي البدين الذهبي" ويفترض انه يشير الى شائعة تقول أن واعظا كاثوليكيا بدينا وقصيرا قال أن سبب اندلاع الحريق هو نهم الفران وهي إحدى الخطايا السبع في الكتاب المقدس .

3-زلزلال لشبونة عام 1755 :
بدأ الزلزال صباح اليوم الاول من شهر نوفمبر عام 1755 الذي تزامن مع عيد القديسين الكاثوليك. وأوردت التقارير المعاصرة ان الزلزال استمر ما بين ثلاث وست دقائق, وتسبب في شق ضخم عرضه خمسة امتار ليمزق, قلب المدينة البرتغالية.

الناجون هرعوا الى المكان المفتوح لرصيف الميناء بحثا عن النجاة, وشاهدوا المياه وهي تنحصر وتكشف عن قاع البحر الذي افترش بشحن ضائعة وحطام سفن قديمة. وبعد عشرات الدقائق من الزلزال غمر "تسونامي" أي المد البحري الميناء وقلب المدينة نحو نهر تاجو وفي المناطق التي لم يؤثر فيها المد البحري اندلعت النيران بسرعة واستمرت الحرائق على مدار خمسة ايام.

ولم تكن لشبونة هي المدينة الوحيدة التي تأثرت بالكارثة في البرتغال فقد شعر سكان أوروبا كلها حتى فنلندا وشمال افريقيا بالزلزال. وكان ارتفاع مياه البحر قد وصل الى 20 مترا واكتسح سواحل شمال افريقيا وتأثرت بلاد المحيط الاطلنطي وسواحل انكلترا.

قصور لشبونة
ومن بين تعداد مدينة لشبونة الذي كان وقتها 275 الف نسمة قتل 100 ألف بينما توفي عشرة آلاف آخرين عبر البحر المتوسط وخاصة في المغرب, ودمرت 85 في المئة من مدينة لشبونة بما في ذلك قصورها الشهيرة ومكتباتها بالاضافة إلى أروع مباني القرن السادس عشر البرتغالية الشهيرة, في حين أن عدة مبان من التي عانت اذي بسيطا من جراء الزلزال التهمتها النيران فيما بعد, وكان من بينها دار الاوبرا التي كانت قد افتتحت قبلها بستة أشهر فقط حيث احترقت بكاملها. وايضا القصر الملكي الذي كان على ضفاف نهر تاجو ودمرت كبرى المكتبات الملكية, وضاعت المئات من الاعمال الفنية النادرة, كما اختفى الأرشيف الملكي الثمين مع سجلات تاريخية هامة خاصة برحلات الرحالة البرتغالى الشهير فاسكو دي جاما ورحالة آخرين سابقين. كما دمر الزلزال أكبر كنائس لشبونة والمستشفى الملكي الذي التهمته النيران بمئات المرضي.

الحيوانات أدركت الخطر المحدق بها وهربت نحو المرتفعات قبل ان يصل المد البحري, واعتبر زلزال لشبونة اول حالة موثقة لوقوع تلك الظاهرة في أوروبا.

بسبب ضربة حظ, كانت العائلة الملكية قد نجت باعجوبة من الكارثة, وكان الملك جوزيف الاول وبقية اعضاء البلاط الملكي قد تركوا القصر بعد حضور قداس الفجر تلبية لرغبة إحدى بنات الملك بقضاء العطلة بعيدا عن لشبونة.

وبعد الكارثة رفض الملك جوزيف أن يعود الى القصر, وقرر أن يعيش وحاشيته في معسكرضخم مكون من خيام وسرادق على هضاب إيفورا ثم في ضواحي مدينة لشبونة خوف الملك من الأماكن المغلقة لم يشف منه أبدا, ولم يحدث إلا بعد وفاته أن قامت ابنته الملكة ماريا الاولى ببناء قصر ملكي في إيفورا وما زال قائما حتى اليوم في موقع المعسكر الذي كونه والدها من الخيام.

نجا أيضا رئيس الوزراء البرتغالى سباستياو دو ميلو من الموت وقال كلمته الشهيرة "دعونا ندفن الأموات ونطعم الاحياء الآن ". وهذه العبارة العملية هي التي ميزت ما قام به عقب الكارثة حيث قام فورا بتنظيم وحدات الاغاثة واعادة البناء ووأرسلت فرق الإطفاء لتخمد المدينة المشتعلة وأرسل فرقا لإزالة آلاف الجثث, وكان الوقت غير متاح للتخلص من الجثث قبل ان تنتشر الأوبئة, وأمر بدفن الجثث في قاع البحر, ومن أجل أن يقلل الفوضى في المدينة خاصة عمليات السلب أقام المشانق في اماكن مرتفعة عبر المدينة المنهارة وأمر بإعدام 34 رجلا حاولوا السرقة. وحرك الجيش البرتغالى ليحوط المدينة لمنع سكانها من الهرب حتى يشاركوا في تخليصها من الحطام كما أمر بدراسة علمية مفصلة لأسباب نشوء الزلزال وتوابعه, ويعتبر أول من قدم وصفا علمياً مفصلا عن أسباب الزلازل وتوابعها ووفق آراء بعض المؤرخين اول من اسس علم الزلازل الحديث. .

كان لزلازل لشبونة تأثير في الفلاسفة والمفكرين في ذلك الوقت وربما تكون إحدى العلامات المميزة لعصر التنوير الأوروبي وقد عبر الكثير من الفلاسفة والكتاب عن الزلزال في كتاباتهم ومن أبرزهم فولتير الذي وضع قصيدة بعنوان "كارثة لشبونة". حيث اعتبره المحرقة الكارثة التي كان لها تأثير على الثقافة والفلسفة الاوروبية ومن ابرز الذين تأثروا أيضاً الفيلسوف الالماني عمانوئيل كنت الذي نشر ثلاثة نصوص عن الكارثة ناقش فيها الدروس الاخلاقية والفلسفية المستفادة من ذلك الدرس الطبيعي. كما ان الكارثة كانت إيذانا بولادة علم الزلازل.