مبارك حسين
01-14-2023, 12:01 AM
https://dqnxlhsgmg1ih.cloudfront.net/storage/attachments/5904/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A8%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D8%B9%D9%85%D8%B1-%D9%8A%D9%88%D9%87%D8%A7%D9%86%D8%B3%D9%88%D9%86-1673549855908_large.jpeg
12 يناير 2023
كتب عالم الاجتماع السويدي بري يوهانسون مقالاً لكبار السن، واضعاً تجربته الشخصية، بعد تقاعده عن العمل والتدريس في الجامعة، بعنوان «الربع الأخير من العمر»، يقول فيه (بتصرف):
للوقت طريقة غريبة في التحرّك، بحيث يمضي بنا من دون أن ندرك أن السنوات انقضت، ولن تعود.
يبدو أنني بالأمس فقط كنت صغيراً وأبدأ حياتي الجديدة، لكن بطريقة ما بدا الأمر وكأنه منذ دهور، وأتساءل: أين ذهبت كل تلك السنوات؟ أعلم أنني عشتها كلها من دون نقص، لديّ لمحات عن كيف كنت في ذلك الوقت، ولمحات عن آمالي وأحلامي فيها، لكن فجأة اكتشفت أني أعيش الربع الأخير من حياتي، وقد أدهشني ذلك الاكتشاف، فمتى وإلى أين غادر شبابي؟
قابلت وعرفت الكثير من كبار السن طوال حياتي، وكنت أعتقد أن شيخوختهم بعيدة عني، لكن ها هو الربع الرابع يقتحم بابي ويتجاوز العتبة ويسلبني شبابي، بعد أن أصبح أصدقائي متقاعدين وأصبحوا شيباً يتحركون ببطء، ويسمعون بعسر، ويفهمون بمشقة، بعضهم في حال أفضل مني، وبعضهم أسوأ، وليسوا مثل الأشخاص الذين أتذكرهم، والذين كانوا صغاراً ونابضين بالحيوية، بعد أن أصبحوا كباراً في السن، والذين اعتدنا على رؤيتهم ولم نتخيل يوماً أننا سنكون مثلهم!
اليوم أصبحت أرى أن مجرّد الاستحمام هو هدف حقيقي لهذا اليوم!
والقيلولة لم تعد اختيارية، بل إلزامية، فقد أصبحت أغفو حيث أجلس!
وهكذا أدخل الموسم الجديد من حياتي غير مستعد للأوجاع والآلام وفقدان القدرة على القيام بأشياء، كنت أتمنى أن أفعلها ولكني لم أفعلها أبداً!
كمْ ندمت على أشياء كنت أتمنى لو لم أفعلها، وكمْ ندمت على ما كان يجب أن أفعله ولم أفعله، كما اكتشفت أن هناك العديد من الأشياء التي أسعدني القيام بها خلال ما مضى من العمر.
لذا، إن لم تكن في الربع الأخير من عمرك بعد، دعني أذكرك أنه سيأتيك أسرع مما تتوقع، لذا قم الآن بفعل كل ما ترغب في تحقيقه في حياتك، ولا تؤجل الأمر.
ليس هناك ضمان بأنك سترى كل فصول حياتك، لذا عش اليوم وافعل، وقل كل الأشياء التي تريد أن يتذكرها أحباؤك، وكن على أمل أنهم يقدرونك ويحبونك على كل الأشياء التي فعلتها لهم في كل السنوات الماضية، فالحياة هدية لك، والطريقة التي تعيش بها حياتك هي هديتك لمن سيأتي بعدك، فاجعلها رائعة، عشها بشكل جيد، تمتّع بيومك، وكن سعيداً.
***
تذكر أن «الصحة» هي الثروة الحقيقية، وليست قطع الذهب والفضة، وأن تضع في اعتبارك الأمور التالية:
إن الخروج من المنزل أمر جيد، ولكن العودة اليه أفضل.
لا تكترث كثيراً لنسيان أسماء البعض، فغالباً لا يعرف هؤلاء أنهم عرفوك في يوم ما!
لا يهم إن كان النوم على كرسي الاستلقاء أمام التلفزيون، أفضل من النوم في سريرك.
تخلّص من غالبية الملابس في الخزانة، فلن يكون لديك الوقت لأن ترتدي نصفها.
سيكون لكل قديم معنى وقيمة أكبر من ذي قبل في حياتك، كالأغاني، والأفلام.. والأصدقاء القدامى!
والخلاصة، نعلم جيداً أننا لن نستطيع أن نضيف وقتاً إلى حياتنا، ولكن بإمكاننا دائماً أن نضيف الحياة.. إلى وقتنا.
أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw
https://www.alqabas.com/article/5903809 :إقرأ المزيد
12 يناير 2023
كتب عالم الاجتماع السويدي بري يوهانسون مقالاً لكبار السن، واضعاً تجربته الشخصية، بعد تقاعده عن العمل والتدريس في الجامعة، بعنوان «الربع الأخير من العمر»، يقول فيه (بتصرف):
للوقت طريقة غريبة في التحرّك، بحيث يمضي بنا من دون أن ندرك أن السنوات انقضت، ولن تعود.
يبدو أنني بالأمس فقط كنت صغيراً وأبدأ حياتي الجديدة، لكن بطريقة ما بدا الأمر وكأنه منذ دهور، وأتساءل: أين ذهبت كل تلك السنوات؟ أعلم أنني عشتها كلها من دون نقص، لديّ لمحات عن كيف كنت في ذلك الوقت، ولمحات عن آمالي وأحلامي فيها، لكن فجأة اكتشفت أني أعيش الربع الأخير من حياتي، وقد أدهشني ذلك الاكتشاف، فمتى وإلى أين غادر شبابي؟
قابلت وعرفت الكثير من كبار السن طوال حياتي، وكنت أعتقد أن شيخوختهم بعيدة عني، لكن ها هو الربع الرابع يقتحم بابي ويتجاوز العتبة ويسلبني شبابي، بعد أن أصبح أصدقائي متقاعدين وأصبحوا شيباً يتحركون ببطء، ويسمعون بعسر، ويفهمون بمشقة، بعضهم في حال أفضل مني، وبعضهم أسوأ، وليسوا مثل الأشخاص الذين أتذكرهم، والذين كانوا صغاراً ونابضين بالحيوية، بعد أن أصبحوا كباراً في السن، والذين اعتدنا على رؤيتهم ولم نتخيل يوماً أننا سنكون مثلهم!
اليوم أصبحت أرى أن مجرّد الاستحمام هو هدف حقيقي لهذا اليوم!
والقيلولة لم تعد اختيارية، بل إلزامية، فقد أصبحت أغفو حيث أجلس!
وهكذا أدخل الموسم الجديد من حياتي غير مستعد للأوجاع والآلام وفقدان القدرة على القيام بأشياء، كنت أتمنى أن أفعلها ولكني لم أفعلها أبداً!
كمْ ندمت على أشياء كنت أتمنى لو لم أفعلها، وكمْ ندمت على ما كان يجب أن أفعله ولم أفعله، كما اكتشفت أن هناك العديد من الأشياء التي أسعدني القيام بها خلال ما مضى من العمر.
لذا، إن لم تكن في الربع الأخير من عمرك بعد، دعني أذكرك أنه سيأتيك أسرع مما تتوقع، لذا قم الآن بفعل كل ما ترغب في تحقيقه في حياتك، ولا تؤجل الأمر.
ليس هناك ضمان بأنك سترى كل فصول حياتك، لذا عش اليوم وافعل، وقل كل الأشياء التي تريد أن يتذكرها أحباؤك، وكن على أمل أنهم يقدرونك ويحبونك على كل الأشياء التي فعلتها لهم في كل السنوات الماضية، فالحياة هدية لك، والطريقة التي تعيش بها حياتك هي هديتك لمن سيأتي بعدك، فاجعلها رائعة، عشها بشكل جيد، تمتّع بيومك، وكن سعيداً.
***
تذكر أن «الصحة» هي الثروة الحقيقية، وليست قطع الذهب والفضة، وأن تضع في اعتبارك الأمور التالية:
إن الخروج من المنزل أمر جيد، ولكن العودة اليه أفضل.
لا تكترث كثيراً لنسيان أسماء البعض، فغالباً لا يعرف هؤلاء أنهم عرفوك في يوم ما!
لا يهم إن كان النوم على كرسي الاستلقاء أمام التلفزيون، أفضل من النوم في سريرك.
تخلّص من غالبية الملابس في الخزانة، فلن يكون لديك الوقت لأن ترتدي نصفها.
سيكون لكل قديم معنى وقيمة أكبر من ذي قبل في حياتك، كالأغاني، والأفلام.. والأصدقاء القدامى!
والخلاصة، نعلم جيداً أننا لن نستطيع أن نضيف وقتاً إلى حياتنا، ولكن بإمكاننا دائماً أن نضيف الحياة.. إلى وقتنا.
أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw
https://www.alqabas.com/article/5903809 :إقرأ المزيد