مبارك حسين
01-12-2023, 12:35 AM
https://www.alanba.com.kw/articlefiles/2023/01/1164234-2.jpg?w=600
لبنان يعلن الحداد 3 أيام.. والزعماء والسياسيون يشيدون بمناقبه ومآثره
رحيل «عراب» اتفاق الطائف حسين الحسيني.. رجل العيش المشترك
الخميس 2023/1/12
المصدر : الأنباء
ستمع (https://app-eu.readspeaker.com/cgi-bin/rsent?customerid=10438&lang=ar_ar&voice=Faris&readid=maincontent&url=)
https://media.alanba.com.kw/articlefiles/2023/01/1164234-1.jpg?crop=(0,43,425,304)&cropxunits=450&cropyunits=304&w=600 (https://media.alanba.com.kw/articlefiles/2023/01/1164234-1.jpg?crop=(0,43,425,304)&cropxunits=450&cropyunits=304&height=500)
صورة أرشيفية للراحلين الملك فهد بن عبدالعزيز والملك عبدالله بن عبدالعزيز ورئيس مجلس النواب حسين الحسيني وصائب سلام رحمهم الله أثناء مؤتمر الطائف
[*=right]أشاد بأيادي الكويت البيضاء على لبنان طوال محنته ووصفها بأنها «حالة شعبية لها مكانة كبرى في نفوس اللبنانيين» وأكد أنها كانت السبّاقة في إنشاء مجلس الأمة وتعزيز النظام الديموقراطي
[*=right]
بيروت ـ عمر حبنجر ـ أحمد عز الدين ـ اتحاد درويش
فقد لبنان أمس، أحد أبرز رجالاته في الحقبة الأخيرة الرئيس السابق لمجلس النواب اللبناني حسين الحسيني (https://www.alanba.com.kw/tags/1171189918/%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B 3%D9%8A%D9%86%D9%8A/ar/)، المعروف بـ«عراب اتفاق الطائف»، الذي انهى الحرب اللبنانية في لبنان عام 1989، وان لم ينه تداعياتها المستمرة سياسيا، حتى يومنا هذا.
الرئيس حسين الحسيني الذي آمن بلبنان الوطن والكيان والدولة، وأمضى شطرا كبيرا من عمره مناضلا سياسيا وبرلمانيا، دفاعا عن سلطة الدولة والقانون، وعن العيش الإسلامي - المسيحي المشترك، أعياه المرض، وقد ابتعد عن العمل السياسي المباشر بسبب عدم رضاه عن اتجاهات الأمور السياسية، إلا انه ظل على تواصل مع الأصدقاء والمحبين، الى أن وافته المنية صباح أمس في مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت عن عمر ناهز 86 عاما. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بأن الحسيني توفي «إثر إصابته بإنفلونزا حادة استدعت نقله إلى غرفة العناية الفائقة» قبل ثمانية أيام.
ويعرف عن الرئيس الراحل مواقفه المحبة للكويت وأياديها البيضاء في لبنان ودعمها للقضايا العربية.
وأشاد الحسيني الذي كان رئيسا لمجلس النواب اللبناني خلال الاحتلال العراقي المدان والمستنكر بالدعم الكويتي للبنان قائلا ان «للكويت ايادي بيضاء على لبنان طوال محنته وخصوصا إبان اللجنة السداسية في عام 1989 والتي ساهمت مساهمة كبرى في التمهيد للوصول الى وثيقة الوفاق الوطني اللبناني». وندد اثناء استقباله وفدا من جمعية الصحافيين الكويتية قبل سنوات، بالاحتلال العراقي الغاشم، معتبرا انه خرق كل قواعد العلاقات العربية - العربية. وقال ان «سابقة احتلال دولة كبرى لدولة صغرى هي سابقة خطيرة جدا ونحن نعاني ايضا من هذا الامر فأرضنا لاتزال محتلة من قبل العدو الاسرائيلي».
وسبق ان وصف الكويت بأنها «حالة شعبية لها مكانة كبرى في نفوس اللبنانيين». وأكد انها كانت السباقة في انشاء مجلس الأمة وتعزيز النظام الديموقراطي والحرية الاعلامية المتميزة، قائلا ان «الصحافة الكويتية خدمت لبنان خدمات كبيرة وجميلها علينا كبير».
كما نوه بدعم الكويت للقضايا العربية المحقة «اذ كانت لها مساهمات مهمة جدا في كل القضايا العربية».
رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، صديق الرئيس السابق الراحل، وجاره في السكن لفترة مضت، كان أول من نعاه صباحا، وقال في بيان: «فقد لبنان قامة وطنية ودستورية أصيلة هو دولة الرئيس حسين الحسيني. وبغيابه تطوى صفحة مشرقة من تاريخ العمل السياسي والبرلماني العريق».
وأضاف ميقاتي: «لقد شكل حضور الرئيس حسين الحسيني علامة فارقة في تاريخ العمل النيابي في لبنان، وطبع العمل التشريعي بخطوات أساسية على مدى سنوات عديدة. وكان لدوره الرائد في حقبة مؤتمر اتفاق الطائف، فضل كبير في إقرار «وثيقة الوفاق الوطني» التي أنهت الحرب اللبنانية. كما عرف، بحسه الوطني وإدراكه العميق لخصوصية لبنان ودوره، كيف يؤمن التوازنات اللبنانية في صلب إصلاحات دستورية تشكل ضمانة الاستقرار في لبنان، فيما لو جرى تطبيقها بالكامل واستكمل تنفيذها».
وختم ميقاتي «بغياب الرئيس حسين الحسيني، نخسر أنا وعائلتنا أخا وصديقا كان على الدوام خير ناصح ومتابع، وكنت أفخر وأعتز بما كان يقوله بتواضع، وبالنصح الذي كان يوجهه، لكونه يكتنز كماً من الخبرات السياسية والوطنية». وختم واصفا اياه بأنه «رجل دولة بامتياز، لم يكن مروره عاديا بل ترك بصمات لا تمحى وسيسجلها التاريخ بتقدير واعتزاز»، ولاحقا أعلن ميقاتي الحداد لثلاثة أيام.
ونعى رئيس مجلس النواب نبيه بري الرئيس الراحل حيث قال: بمزيد من الرضا والتسليم بمشيئة الله سبحانه وتعالى، باسم الشعب اللبناني أنعى الى اللبنانيين كبيرا من كبار لبنان، وقامة وطنية من قاماته التي ما بدلت تبديلا، نذرت جل حياتها دفاعا عن الوطن وعن إنسانه ووحدة ترابه وهويته الوطنية والقومية، جهادا متواصلا بالقول والعمل والكلمة الفصل الطيبة، عنيت به رفيق الدرب دولة رئيس مجلس النواب السابق السيد حسين الحسيني الذي برحيله وارتحاله إلى جوار ربه نفقد ويفقد لبنان قيمة إنسانية وتشريعية ونضالية لا تعوض.
بدوره، رئيس الحكومة السابق سعد الحريري غرد ناعيا الرئيس الحسيني بقوله: «رحم الله الرئيس حسين الحسيني، بوفاته يكون لبنان قد خسر رجلا كبيرا من رجال الطائف لطالما شكل الاعتدال نبراسه، والحوار طريقه والدستور كتابه، وتجديد الوفاق الوطني هدفه. أسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم عائلته الصبر».
كما صدر نعي للراحل عن مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان الذي قال في بيان: خسر لبنان والوطن العربي رمزا كبيرا وركنا سياسيا مرموقا عريقا في وطنيته وعروبته، وترك بصمات تاريخية مشرقة ومشرفة بالمجلس النيابي رئاسة وعضوية.
وأضاف: إن دولة الرئيس الراحل وانطلاقا من الثوابت الوطنية والعربية النبيلة عمل بكل إخلاص وتفان لخدمة وطنه، وبجهد متواصل للحفاظ على وحدة لبنان وشعبه ومؤسساته وسلمه الأهلي، ولعب دورا أساسيا في إقرار وثيقة الطائف التي انبثقت عن اللقاء النيابي برئاسته في المملكة العربية السعودية، وبقي طوال حياته السياسية متمسكا بالعيش المشترك، وحريصا على وحدة المسلمين واللبنانيين جميعا ليبقى هذا الوطن سيدا حرا عربيا مستقلا متعاونا مع أشقائه العرب.
كذلك نعاه الرئيس سليم الحص قائلا: ان لبنان واللبنانيين تكبدوا «خسارة لا تعوض في الانفتاح والحوار الوطني والتشريع والمعرفة في مجلس النواب. لبنان فقد قامة وطنية عالية وقيمة دستورية رفيعة وبغياب الرئيس الحسيني تطوى صفحة مشرقة من تاريخ العمل الوطني والسياسي المشترك».
واعتبر أن الرئيس الحسيني كان علامة فارقة في تاريخ العمل النيابي في لبنان، وهو الرائد الأساسي الذي أسهم في إنجاز وثيقة الوفاق الوطني المعروفة باتفاق الطائف.
وأكد رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، في بيان، أن «لبنان خسر بوفاة الرئيس حسين الحسيني قامة وقيمة سياسية ووطنية كبيرة لا يمكن تعويضها».
وقال إنه كان «الأخ والصديق المميز ورجل الدولة الحكيم والمتزن، الذي عمل من أجل لبنان واللبنانيين، وكان له الإسهام الكبير، في توصل المجلس النيابي اللبناني إلى إنجاز إقرار وثيقة الوفاق الوطني، والتي أعادت إحياء الحياة الوطنية اللبنانية على أسس ومنطلقات حديثة خلاقة ومتوازنة». وغرد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ناعيا الرئيس الحسيني بالقول: «أتوجه من عائلة الرئيس حسين الحسيني الكريمة ومن سائر اللبنانيين بأحر التعازي بوفاة دولة الرئيس حسين الحسيني الذي رحل ولبنان أحوج ما يكون إلى العقلاء المعتدلين ورجال الدولة».
وأعلنت عائلة الرئيس الراحل حسين الحسيني انها ستجري مراسم الدفن اليوم في بلدته شمسطار في البقاع، والتي لفها الحزن، حيث تقبل التعازي في منزله في شمسطار حتى نهار السبت 14 يناير. وفي بيروت يومي الاثنين والثلاثاء في 16 و17 يناير، في قاعة «سي سايد بافييون» في بيال من الساعة الحادية عشرة صباحا حتى السادسة مساء.
الرئيس الحسيني..الديبلوماسي الرصين والسياسي المعتدل
https://www.alanba.com.kw/articlefiles/2023/01/1164234-2.jpg?w=600
رئيس مجلس النواب السابق الراحل حسين الحسيني
بيروت: كان رئيس مجلس النواب السابق الراحل حسين الحسيني مهندس اتفاق الطائف الذي أنهى حربا أهلية دارت رحاها بين 1975 و1990، أحد أبرز الوجوه الدستورية في لبنان. ويعرف عنه رصانته وديبلوماسيته واعتدال مواقفه وابتعاده عن المناكفات التي طبعت المشهد السياسي في لبنان منذ انتهاء الحرب الأهلية، وانعكست مرارا شللا في المؤسسات والعمل الحكومي.
وانتخب الحسيني نائبا عن دائرة بعلبك-الهرمل في منطقة البقاع لخمس دورات متتالية أولاها في العام 1972 حتى استقالته من البرلمان عام 2008 وسط انقسام سياسي عميق أدى إلى شلل مؤسساتي في لبنان. وأعلن في العام 2018 عزوفه عن خوض الاستحقاقات النيابية، ما شكل عمليا نهاية مسيرته السياسية.
ترأس مجلس النواب في خضم الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) بين العامين 1984 و1992.
وظل الحسيني نائبا حتى قدم استقالته من المجلس النيابي في 12 أغسطس من العام 2008 في ختام كلمته التي ألقاها في جلسة مناقشة البيان الوزاري لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة احتجاجا على ما اعتبره تمزيقا للدستور.
في العام 1989، لعب دورا رئيسيا في التوصل الى اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية.
وينظر كثر إليه كونه ابرز المدافعين عن اتفاق الطائف بوصفه «عرابا» له حيث عمل جنبا إلى جنب مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي اغتيل في 2005.
وصرح مرارا بأنه يحتفظ بمحاضر الجلسات التي عقدت في مدينة الطائف السعودية ولايزال مضمونها سريا.
وخلال مسيرته السياسية، شارك الحسيني في تأسيس حركة أفواج المقاومة اللبنانية (أمل) إلى جانب الإمام موسى الصدر. وإثر اختفاء الأخير، تولى الأمانة العامة للحركة بين العامين 1978 و1980، تاريخ انتخاب نبيه بري على رأس الحركة والذي خلفه لاحقا في رئاسة البرلمان منذ العام 1992.
ويتحدر الحسيني المولود في العام 1937 وهو أب لستة أولاد، من بلدة شمسطار البقاعية. وهو حائز دبلوما في إدارة الأعمال من جامعة القاهرة في العام 1963.
لبنان يعلن الحداد 3 أيام.. والزعماء والسياسيون يشيدون بمناقبه ومآثره
رحيل «عراب» اتفاق الطائف حسين الحسيني.. رجل العيش المشترك
الخميس 2023/1/12
المصدر : الأنباء
ستمع (https://app-eu.readspeaker.com/cgi-bin/rsent?customerid=10438&lang=ar_ar&voice=Faris&readid=maincontent&url=)
https://media.alanba.com.kw/articlefiles/2023/01/1164234-1.jpg?crop=(0,43,425,304)&cropxunits=450&cropyunits=304&w=600 (https://media.alanba.com.kw/articlefiles/2023/01/1164234-1.jpg?crop=(0,43,425,304)&cropxunits=450&cropyunits=304&height=500)
صورة أرشيفية للراحلين الملك فهد بن عبدالعزيز والملك عبدالله بن عبدالعزيز ورئيس مجلس النواب حسين الحسيني وصائب سلام رحمهم الله أثناء مؤتمر الطائف
[*=right]أشاد بأيادي الكويت البيضاء على لبنان طوال محنته ووصفها بأنها «حالة شعبية لها مكانة كبرى في نفوس اللبنانيين» وأكد أنها كانت السبّاقة في إنشاء مجلس الأمة وتعزيز النظام الديموقراطي
[*=right]
بيروت ـ عمر حبنجر ـ أحمد عز الدين ـ اتحاد درويش
فقد لبنان أمس، أحد أبرز رجالاته في الحقبة الأخيرة الرئيس السابق لمجلس النواب اللبناني حسين الحسيني (https://www.alanba.com.kw/tags/1171189918/%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B 3%D9%8A%D9%86%D9%8A/ar/)، المعروف بـ«عراب اتفاق الطائف»، الذي انهى الحرب اللبنانية في لبنان عام 1989، وان لم ينه تداعياتها المستمرة سياسيا، حتى يومنا هذا.
الرئيس حسين الحسيني الذي آمن بلبنان الوطن والكيان والدولة، وأمضى شطرا كبيرا من عمره مناضلا سياسيا وبرلمانيا، دفاعا عن سلطة الدولة والقانون، وعن العيش الإسلامي - المسيحي المشترك، أعياه المرض، وقد ابتعد عن العمل السياسي المباشر بسبب عدم رضاه عن اتجاهات الأمور السياسية، إلا انه ظل على تواصل مع الأصدقاء والمحبين، الى أن وافته المنية صباح أمس في مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت عن عمر ناهز 86 عاما. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بأن الحسيني توفي «إثر إصابته بإنفلونزا حادة استدعت نقله إلى غرفة العناية الفائقة» قبل ثمانية أيام.
ويعرف عن الرئيس الراحل مواقفه المحبة للكويت وأياديها البيضاء في لبنان ودعمها للقضايا العربية.
وأشاد الحسيني الذي كان رئيسا لمجلس النواب اللبناني خلال الاحتلال العراقي المدان والمستنكر بالدعم الكويتي للبنان قائلا ان «للكويت ايادي بيضاء على لبنان طوال محنته وخصوصا إبان اللجنة السداسية في عام 1989 والتي ساهمت مساهمة كبرى في التمهيد للوصول الى وثيقة الوفاق الوطني اللبناني». وندد اثناء استقباله وفدا من جمعية الصحافيين الكويتية قبل سنوات، بالاحتلال العراقي الغاشم، معتبرا انه خرق كل قواعد العلاقات العربية - العربية. وقال ان «سابقة احتلال دولة كبرى لدولة صغرى هي سابقة خطيرة جدا ونحن نعاني ايضا من هذا الامر فأرضنا لاتزال محتلة من قبل العدو الاسرائيلي».
وسبق ان وصف الكويت بأنها «حالة شعبية لها مكانة كبرى في نفوس اللبنانيين». وأكد انها كانت السباقة في انشاء مجلس الأمة وتعزيز النظام الديموقراطي والحرية الاعلامية المتميزة، قائلا ان «الصحافة الكويتية خدمت لبنان خدمات كبيرة وجميلها علينا كبير».
كما نوه بدعم الكويت للقضايا العربية المحقة «اذ كانت لها مساهمات مهمة جدا في كل القضايا العربية».
رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، صديق الرئيس السابق الراحل، وجاره في السكن لفترة مضت، كان أول من نعاه صباحا، وقال في بيان: «فقد لبنان قامة وطنية ودستورية أصيلة هو دولة الرئيس حسين الحسيني. وبغيابه تطوى صفحة مشرقة من تاريخ العمل السياسي والبرلماني العريق».
وأضاف ميقاتي: «لقد شكل حضور الرئيس حسين الحسيني علامة فارقة في تاريخ العمل النيابي في لبنان، وطبع العمل التشريعي بخطوات أساسية على مدى سنوات عديدة. وكان لدوره الرائد في حقبة مؤتمر اتفاق الطائف، فضل كبير في إقرار «وثيقة الوفاق الوطني» التي أنهت الحرب اللبنانية. كما عرف، بحسه الوطني وإدراكه العميق لخصوصية لبنان ودوره، كيف يؤمن التوازنات اللبنانية في صلب إصلاحات دستورية تشكل ضمانة الاستقرار في لبنان، فيما لو جرى تطبيقها بالكامل واستكمل تنفيذها».
وختم ميقاتي «بغياب الرئيس حسين الحسيني، نخسر أنا وعائلتنا أخا وصديقا كان على الدوام خير ناصح ومتابع، وكنت أفخر وأعتز بما كان يقوله بتواضع، وبالنصح الذي كان يوجهه، لكونه يكتنز كماً من الخبرات السياسية والوطنية». وختم واصفا اياه بأنه «رجل دولة بامتياز، لم يكن مروره عاديا بل ترك بصمات لا تمحى وسيسجلها التاريخ بتقدير واعتزاز»، ولاحقا أعلن ميقاتي الحداد لثلاثة أيام.
ونعى رئيس مجلس النواب نبيه بري الرئيس الراحل حيث قال: بمزيد من الرضا والتسليم بمشيئة الله سبحانه وتعالى، باسم الشعب اللبناني أنعى الى اللبنانيين كبيرا من كبار لبنان، وقامة وطنية من قاماته التي ما بدلت تبديلا، نذرت جل حياتها دفاعا عن الوطن وعن إنسانه ووحدة ترابه وهويته الوطنية والقومية، جهادا متواصلا بالقول والعمل والكلمة الفصل الطيبة، عنيت به رفيق الدرب دولة رئيس مجلس النواب السابق السيد حسين الحسيني الذي برحيله وارتحاله إلى جوار ربه نفقد ويفقد لبنان قيمة إنسانية وتشريعية ونضالية لا تعوض.
بدوره، رئيس الحكومة السابق سعد الحريري غرد ناعيا الرئيس الحسيني بقوله: «رحم الله الرئيس حسين الحسيني، بوفاته يكون لبنان قد خسر رجلا كبيرا من رجال الطائف لطالما شكل الاعتدال نبراسه، والحوار طريقه والدستور كتابه، وتجديد الوفاق الوطني هدفه. أسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم عائلته الصبر».
كما صدر نعي للراحل عن مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان الذي قال في بيان: خسر لبنان والوطن العربي رمزا كبيرا وركنا سياسيا مرموقا عريقا في وطنيته وعروبته، وترك بصمات تاريخية مشرقة ومشرفة بالمجلس النيابي رئاسة وعضوية.
وأضاف: إن دولة الرئيس الراحل وانطلاقا من الثوابت الوطنية والعربية النبيلة عمل بكل إخلاص وتفان لخدمة وطنه، وبجهد متواصل للحفاظ على وحدة لبنان وشعبه ومؤسساته وسلمه الأهلي، ولعب دورا أساسيا في إقرار وثيقة الطائف التي انبثقت عن اللقاء النيابي برئاسته في المملكة العربية السعودية، وبقي طوال حياته السياسية متمسكا بالعيش المشترك، وحريصا على وحدة المسلمين واللبنانيين جميعا ليبقى هذا الوطن سيدا حرا عربيا مستقلا متعاونا مع أشقائه العرب.
كذلك نعاه الرئيس سليم الحص قائلا: ان لبنان واللبنانيين تكبدوا «خسارة لا تعوض في الانفتاح والحوار الوطني والتشريع والمعرفة في مجلس النواب. لبنان فقد قامة وطنية عالية وقيمة دستورية رفيعة وبغياب الرئيس الحسيني تطوى صفحة مشرقة من تاريخ العمل الوطني والسياسي المشترك».
واعتبر أن الرئيس الحسيني كان علامة فارقة في تاريخ العمل النيابي في لبنان، وهو الرائد الأساسي الذي أسهم في إنجاز وثيقة الوفاق الوطني المعروفة باتفاق الطائف.
وأكد رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، في بيان، أن «لبنان خسر بوفاة الرئيس حسين الحسيني قامة وقيمة سياسية ووطنية كبيرة لا يمكن تعويضها».
وقال إنه كان «الأخ والصديق المميز ورجل الدولة الحكيم والمتزن، الذي عمل من أجل لبنان واللبنانيين، وكان له الإسهام الكبير، في توصل المجلس النيابي اللبناني إلى إنجاز إقرار وثيقة الوفاق الوطني، والتي أعادت إحياء الحياة الوطنية اللبنانية على أسس ومنطلقات حديثة خلاقة ومتوازنة». وغرد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ناعيا الرئيس الحسيني بالقول: «أتوجه من عائلة الرئيس حسين الحسيني الكريمة ومن سائر اللبنانيين بأحر التعازي بوفاة دولة الرئيس حسين الحسيني الذي رحل ولبنان أحوج ما يكون إلى العقلاء المعتدلين ورجال الدولة».
وأعلنت عائلة الرئيس الراحل حسين الحسيني انها ستجري مراسم الدفن اليوم في بلدته شمسطار في البقاع، والتي لفها الحزن، حيث تقبل التعازي في منزله في شمسطار حتى نهار السبت 14 يناير. وفي بيروت يومي الاثنين والثلاثاء في 16 و17 يناير، في قاعة «سي سايد بافييون» في بيال من الساعة الحادية عشرة صباحا حتى السادسة مساء.
الرئيس الحسيني..الديبلوماسي الرصين والسياسي المعتدل
https://www.alanba.com.kw/articlefiles/2023/01/1164234-2.jpg?w=600
رئيس مجلس النواب السابق الراحل حسين الحسيني
بيروت: كان رئيس مجلس النواب السابق الراحل حسين الحسيني مهندس اتفاق الطائف الذي أنهى حربا أهلية دارت رحاها بين 1975 و1990، أحد أبرز الوجوه الدستورية في لبنان. ويعرف عنه رصانته وديبلوماسيته واعتدال مواقفه وابتعاده عن المناكفات التي طبعت المشهد السياسي في لبنان منذ انتهاء الحرب الأهلية، وانعكست مرارا شللا في المؤسسات والعمل الحكومي.
وانتخب الحسيني نائبا عن دائرة بعلبك-الهرمل في منطقة البقاع لخمس دورات متتالية أولاها في العام 1972 حتى استقالته من البرلمان عام 2008 وسط انقسام سياسي عميق أدى إلى شلل مؤسساتي في لبنان. وأعلن في العام 2018 عزوفه عن خوض الاستحقاقات النيابية، ما شكل عمليا نهاية مسيرته السياسية.
ترأس مجلس النواب في خضم الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) بين العامين 1984 و1992.
وظل الحسيني نائبا حتى قدم استقالته من المجلس النيابي في 12 أغسطس من العام 2008 في ختام كلمته التي ألقاها في جلسة مناقشة البيان الوزاري لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة احتجاجا على ما اعتبره تمزيقا للدستور.
في العام 1989، لعب دورا رئيسيا في التوصل الى اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية.
وينظر كثر إليه كونه ابرز المدافعين عن اتفاق الطائف بوصفه «عرابا» له حيث عمل جنبا إلى جنب مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي اغتيل في 2005.
وصرح مرارا بأنه يحتفظ بمحاضر الجلسات التي عقدت في مدينة الطائف السعودية ولايزال مضمونها سريا.
وخلال مسيرته السياسية، شارك الحسيني في تأسيس حركة أفواج المقاومة اللبنانية (أمل) إلى جانب الإمام موسى الصدر. وإثر اختفاء الأخير، تولى الأمانة العامة للحركة بين العامين 1978 و1980، تاريخ انتخاب نبيه بري على رأس الحركة والذي خلفه لاحقا في رئاسة البرلمان منذ العام 1992.
ويتحدر الحسيني المولود في العام 1937 وهو أب لستة أولاد، من بلدة شمسطار البقاعية. وهو حائز دبلوما في إدارة الأعمال من جامعة القاهرة في العام 1963.