المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التيارالصدري وبعض شواهد التآمرالاقليمي والدولي في القضاء عليه



زوربا
09-06-2005, 05:20 PM
كتابات - قاسم سرحان



تابعت بحرص شديد زيارة الشيخ عمار الحكيم , نجل زعيم المجلس الاعلى للثورة الايرانية في العراق عبد العزيز الحكيم الى الولايات المتحدة الامريكية .

الشيخ عمار الحكيم , يعرف نفسه الى الاعلام العراقي والعربي والدولي على أنّه رئيس مؤسسة خيرية - اسلامية - تدعى مؤسسة شهيد المحراب , نسبة الى محمد باقر الحكيم الذي قضى نحبه في تفجير- ارهابي - في النجف الاشرف , وهذه المؤسسة التي تحذو , حذو مؤسسة الخوئي الخيرية , اخذت على عاتقها المسؤولية السياسة للدولة العراقية , وليس القضايا الخيرية التي تدعيها .

ففي الاسابيع الاخيرة زار الشيخ عمار الحكيم كيان الكويت , وفي تلك الاثناء حصل عدوان واضح من قبل حكام الكيان الكويتي على الارض العراقية , فما كان من الشيخ عمار الحكيم الاّ أنّ صرح الى الاعلام الدولي والعربي , من انّ من قام بالتظاهر على الحدود العراقية على عدوان الكويت - أنهم مجموعة من الرعاع - , وعلى هذا , فالشيخ عمار الحكيم ختم على ابناء العراق الابطال , من أنّهم مجموعة من الرعاع , ولهذا وغيره يكون دور الشيخ عمار الحكيم , ليس - خيريّا - ولا يرتبط بشأن مؤسسة خيرية , كما يدعى , فمؤسسة شهيد المحراب , مؤسسة سياسية بحتّة , ولها اهداف سياسيّة واضحة , سنأتي على توضيحها في هذا الحديث .

ذكرت الوكلات الدولية الاجنبية , وبعض الصحف العربية والاجنبية ومواقع الانترنت العالمية , من انّ الشيخ عمار الحكيم يجري االان لقاءات مهمّة مع الادارة الامريكية وعلى ارفع المستويات الامنية والدبلوماسية , منها لقاءه بوفد مختص من الادارة الامريكية , وآخر مع وفد يمثل ادارة الامن القومي الامريكي , وتحدثت جهات أعلامية كثيرة عن لقائه , بوفد مجلس التحقيقات الامريكية الفدرالي وجهاز مخابراتها السي آي اي , اضافة الى لقائه ببعض ممثلي مجلس الشيوخ الامريكي ومجلس النواب , وحقيقة انّ الاحتفاء - بملّة - عراقي يزور الولايات المتحدة الامريكية وهو ممثلا - لمنظمة - خيرية - لم يحصل ابدا للعراقيين في امريكا , اللهم لاّ الى للشيخ المعتق بالفهم السياسي الغربي ,الملّة عبد المجيد الخوئي .

وذكرت الصحف الامريكية عن الشيخ عمار الحكيم , من أنّه قد طمأن الامريكان والحكومة الامريكية وأجهزتها , بخصوص الفيدرالية التي دعى اليها ابوه في الاسبوعين الماضيين .

طبعا خلال زيارة عمار الحكيم , تحركت مجموعة من كوادر - أطلاعات - المنضوية تحت مايدعى المجلس الاسلامي الاعلى , وقوات بدر في قتل مجموعة من المصلين التابعين للتيار الصدري , وبعدها , قاموا بحرق وتدمير اشرف رمز عراقي مقدس , ليس للصدرين فقط , وأنما للشعب العراقي جميعا , ألا وهو مكتب السيد الشهيد الثاني محمد صادق الصدر - رضوان الله عليه - , وبغض النظر عن ردود الفعل الجماهيرية الثورية الغاضبة على كيان أطلاعات في العراق , والتي عمّت كيان المحافظات الشيعية , اضافة الى بغداد - التي أراد عبد العزيز الحكيم قيام فيدراليته فيها , وتدمير كلّ اوكارها بما فيها حليفهم حزب الدعوة .

نقول هنا هل كان لهذا العمل والعدوان الفاضح على مقدسات الشيعة في النجف الاشرف - من قبل أطلاعات ومجلسها - ارتباط وعلاقة بزيارة عمار الحكيم الى امريكا ؟!

تذكر لنا بعض المصادر المهمّة , من انّ الزيارة التي قام بها عمار الحكيم الى الولايات المتحدة , قد تمت بأيعاز من رئيس حزب المؤتمر في العراق الدكتور احمد الجلبي , فكما هو معروف انّ احمد الجلبي هو من أشدّ المطبلين والمشجعين الى فيدرالية الجنوب , وهو من أشهردعاة الفيدرالية وتمزيق العراق , حيث أنّه أقرّها للأحزاب الكردية في مؤتمر صلاح الدين , وهو ايضا من الذين اتفقوا مع الاحزاب الكردية في لندن الاخير- قبل الاحتلال الامريكي - في اقرار حقّ تقرير المصير للأكراد بما فيها ضمّ - مدينة كركوك التركمانية الاشورية العربية , الى كيان مايدعى كردستان .

فالجلبي وبعد أنقطاع حبله السري المباشر مع الامريكان - على الرغم من وجود اتباع له في الارض الامريكية - وجد انّ الفرصة الذهبية له في هذا الوقت وتحقيق اهداف حزبه هو ارسال احد قيادات المجلس الاعلى للثورة الايرانية في العراق الى واشنطن , خاصة بعد اعلان عبد العزيز الحكيم عزمه على تشكيل اقليم يخص الشيعة العراقيين , والذي سينتهي الى ولاية او اقليم ايراني في المستقبل القريب اذا تمّ مخطط الجلبي بالطريقة التي يطمح اليها , وبأتفاق مع الحكومة الايرانية واجهزة مخابراتها .

فزيارة عمارالحكيم بدأت في ديترويت وتلاوة بعض الحسينيات التي يرغب الملالي وأتباعهم في سماعها - وهذا للتغطية على الزيارة - لتنتقل الى العاصمة الامريكية واشنطن , وفي اول يوم من وصول عمار الحكيم الى واشنطن , قتل المصلين الصدريين ,وأحرق مكتب الشهيد الصدر الذي خلف ثورة صدرية زلزلت كيان الاحتلال في العراق وقضت على كيان المجلس الاسلامي الايراني الثوري وحلفائه في العراق .

اقول مصادرنا من انّ هناك علاقة وثيقة بين زيارة عمار الحكيم واحداث النجف أهمّها انّ التيار الصدري يقلق الامريكان منذ احتلالهم العراق والى الان , وهو التيار الوطني العراقي الوحيد الذي رفع البندقية وقاتل الامريكان علنا , بدون ان- يتلثم - يحتجب ااو يختفي او يفجر اطفالا او مدارسا او جنودا او شرطة ابرياء دفعتهم الحاجة الى التطوع في سبيل سدّ رمق عوائلهم بعد الوضع المزري الذي وضعهم فيه الاحتلال ومرتزق المنطقة الخضراء , والتيار الصدري له الفخر العظيم والشرف المعلى عندما اوقف قوات اشرس واعنف جيش وحشي همجي في العالم على أبواب النجف لأكثر من ستة اسابيع بأيامها ولياليها , فهذا التيار يقضّ مضاجع الامريكان ودوائر التخطيط السياسي فيها , وعلى هذا فالزيارة التي قام بها عمار الحكيم لواشنطن كانت في الوقت المناسب من عدو لدود للتيار الصدري والحركة الوطنية العراقية , وبالاخص منها التيارالعربي الاسلامي الذي اخذ يهدد الوجود الفارسي ومرجعيته في النجف الاشرف , وعليه وبأجتهادنا الشخصي انّ عمار الحكيم الذي لايدرك من الف باء السياسة الاقليمية والدولية للعراق تلبسته حالة سايكولوجية مضربة , أفقدته وزنه الملائي وعزاء عاشوراء الذي أعتاد عليه , ليجد نفسه بين جهابذ اعظم دولة سياسية في العالم , وهم يقدمون له الابتسامات والايادي الغضّة - كبرتكول سياسي - حصل حتى لزمرة - حكومة - طالبان الافغانية عندما زاروا واشنطن, أقول أنّه وجد نفسه في مقر يمثل كيان اعظم دولة عسكرية واقتصادية في العالم , فأخذته الحميّة المرجعية الحسينية والولاء الفارسي , ليقول للأمريكان ويخبرهم من انّ التيار الصدري لاقيمة ووجود له في الشارع العراقي , ولربما ابلغهم , انّ الذين يدعمون السيد مقتدى الصدر همّ بقايا صدام حسين والنظام البعثي المخلوع كما يذكر كتبة الاحتلال , وعليه فأنّ ايّ عمل عسكري تقوم به قوات بدر بدعم القوات الامريكية , سيكون نهاية حتمية للتيار الصدري وأنصاره , وعلى هذا اوعز الامريكان لقوات بدر في العمل الى مايطمحون اليه , طالما تكون نهاية التيار الصدري والقضاء عليه في العراق , خاصة وأنّ التيار الصدري هو المعارض الشيعي الوحيد على دستور الاحتلال في العراق , الذي يباركه المجلس الاعلى للثورة الايرانية في العراق .

المعلومات المتوفرة لدينا تقول انّ رئيس حركة الوفاق الوطني اياد علاوي , وهو الشخصية المخابراتية المزدوجة لأكثرمن نظام دولي قمعي في العالم قد قبض اكثر من 4 مليار دولار امريكي من السعودية للقضاء على التيار الصدري , وطبعا علاوي العلماني الشيعي الذي لايؤمن الاّ بكيان حزبه الذي له شبه كبير بنظام حزب البعث , والذي كان عضو جهاز مخابراته في الخارج , طمأن الادارة الامريكية والسعودية والاردنية والكويتية في القضاء على التيار الصدري في أقرب فرصة يتقدم بها للسلطة في العراق .

والسيد أياد علاوي له ارتباط وثيق مع الحركة الصهيوينة لاتقل عن مستوى غريمه احمد الجلبي بأسرائيل , الا انّ اياد علاوي له علاقة متميزة مع الحزبين الكرديين المتحالفين مع الكيان الصهويني , وهو يعتبر خصم واضح لأيران , مايكسبه دعم وولاء اكبر من قبل دول الجوار وأمريكا نفسها التي تختلف مع ايران منذ قيام الجمهورية الاسلامية .

تذكر الصحافة العبرية في دولة الكيان الصهيوني , منّ انّ اسرائيل تبني آمال عظيمة على التحالف الحزبي الكردي ودولة اسرائيل في القضاء على التيار العروبي والحركة الاسلامية في العراق , وعليه انّ دولة اسرائيل تقدم الدعم اللامحدود للوجود الكردي في شمال العراق , والذي امتدت سيطرته على العاصمة العراقية بغداد , فمن اولويات الكيان الصهيوني واستراتيجيته في المنطقة ترك عراق ممزق وضعيف في الهلال السوري الخصيب , وهذا الاستراتيجية الصهيونية تعمل عليها الدولة العبرية منذ اكثر من نصف قرن من الزمن , وتعتقد الدولة العبرية من أنّها نجحت أخيرا في الوصول الى اهدافها في العراق , خاصة بعد الحصار الاقتصادي الظالم على العراق واحتلاله اخيرا وتحالفها مع الاحزاب الكردية ذات النزعة القومية الانفصالية .

فالاحزاب الكردية وعلى الرغم من اختلافها الثقافي والفكري واللغوي اجتمعت مصالحها مع الدولة العبرية ضدّ العرب العراقيين , وقد نجح زعماء الاحزاب الكردية في تجنيد كوادر عظيمة من بقايا حزب البعث الى مفهومهم , أضافة الى بعض مهجري الخارج العراقيين , بل انّ الاحزاب الكردية قد حققت نجاح ساحق عندما مرّرت قضية الفيدرالية - وهو هدف صهيوني - وكسبت مؤيديين من العراقيين الى جانبها , من امثال عدنان الباججي وحاجم الحسني ومثال الالوسي وغيرهم من السنّة العرب اضافة الى الكردي محسن عبد الحميد الذي يقود الحزب الاسلامي العراقي - اخوان المسلمين - وفي الجانب الشيعي كان اولهم احمد الجلبي واياد علاوي وعبد العزيز الحكيم ورهطه ومجوعة حزب الدعوة الاسلامية , اضافة الى مجموعة من الضباط والمثقفين العراقيين من امثال توفيق الياسري ووفيق السامرائي وسعد البزاز ومهدي الحافظ وليث كبّة وكنعان مكيّة وغيرهم .

فالايديولوجيا السياسية لهذه الاحزاب الكردية وهذه الشخصيات المؤيدة لها هو كيفية تعميم مفهوم الاشاعة , ايّ تشييع العراق الى ملل ونحل , وتقرير هذا المفهوم قانونيا , حتى لو كان هذا المفهوم لايتفق مع المفهوم الذي يطرحه زعماء الاحزاب في العراق , على معنى - تعبير حقّ - تقرير المصير في العراق ؟!

فحقّ تقرير المصير بالمفهوم الكردي الصهيوني هو فقط للأكراد , اما باقي العراق ومكوناته , فلا حقّ لهم في الحديث بحق تقرير المصير , نعم تؤيد الديبلوماسية الكردية ومن ورائها اسرائيل حقّ الفيدرالية في العراق , ولكن هذا الحقّ , لاينطبق على الكيان المدعو ب- كردستان - فالاشوريون لاحقّ لهم في الشمال العراقي الاّ من ضمن كيان - كردستان - والتركمان ينطبق عليهم هذا والارمن وكل مكونات الشعب العراقي في الشمال .

الحركة الصهيونية ترى انّ العائق الوحيد في تحقيق هذا المشروع في العراق هو التيار الصدري والحركة العربية في وسط وغرب العراق , ولهذا قد جنّدت الدولة الصهيونية كلّ طاقاتها في تحطيم التيار الصدري واضعافه , سواء عن طريق حلفائهم الاكراد او عن طريق الاحزاب الماسونية في ادارة حكم المنطقة الخضراء التي يمثلها المجلس الاعلى وحزب الدعوة ومؤتمر الجلبي ووفاق علاوي والحزبين الكرديين .

لدينا من المعلومات الكافية التي تثبت انسلاخ حركة حزب الدعوم الاسلامية عن مبادئها الوطنية , ومشروعها الاسلامي ,. فمنذ انشقاقها في ايران في منتصف التسعينات , تحول حزب الدعوة الى مليشيات تجسس على العراق اكثر منه حزب وطني عراقي اسلامي , فقسم من حزب الدعوة في ايران والثاني في سوريا والثالث في امريكا ورابع في العراق - الاهوار - والخامس في لبنان , وهلمّ جرّا , فالحزب - الدعوة - ليس له مفهوم واحد او كيان واحد او كتلة واحد , كما كان في عهد الشهيد الاول محمد باقر الصدر , فالحزب لايعرف الى وقت كتابة هذه السطور من يسيّره ومن يدعمه ومن يقف وراءه ؟!

يذكر معظم الزملاء الحقيقيين والشرفاء من حزب الدعوة - الصدري - المستقلين والرافضين العمل معه , من أنّهم سحبوا أنتمائهم من الحزب بعد ان رمى نفسه في أحضان الادارة الأمريكية , وهذا الرأي - حقيقة - ترجحه أراء اعضاء حزب الدعوة الحاليين , فكلّهم على مايبدوا يختلفون مع ايران ونظامها , وهمّ في نفس الوقت لايرغبون في التقرب الى سوريا , وايران وسوريا هما البلدان الحاضنان للحركة الاسلامية الشيعية في العراق , فأذا كان هذان البلدان لايمثلا اي أرتباط حقيقي لحزب الدعوة , تكون النتيجة الصحيحة هي انّ الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا هي من تحضن هذا الحزب وتحركه في الساحة السياسية العراقية , ومن شواهدنا على هذا الحديث انّ اهمّ شخصية في حزب الدعوة الاسلامي في العراق هو السيد ليث كبّة- البريطاني الجنسية - والموظف في وزارة الخارجية الامريكية والناطق الرسمي بأسم حكومة ابراهيم الاشيقر , وهناك شخصيات قيادية كثيرة تمثل مراكز مهمّة في المنطقة الخضراء وحكومتها , هم اعضاء في حزب الدعوة ودول الغرب وبريطانيا بمن فيهم ابراهيم الاشيقر البريطاني جنسية والولاء أمريكيا , وهؤلاء لايقلون خطرا عن أحمد الجلبي وأياد علاوي والحزبين الكرديين في التآمر على العراق وشعبه .

طبعا هناك اتفاق واضح من قبل الحزب الأسلامي العراقي- الاخوان المسلمين - في التآمر على الحركة الوطنية العراقية , وهذا التآمر تقوده مملكة آل سعود ضدّ تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر , وهذا طبعا عملا منسقا بين حركة الاحزاب الكردية الانفصالية شمال العراق وحزب الوفاق الذي يقوده اياد علاوي , والسيد اياد علاوي تربطه علاقة صميمية بين الاحزاب الكردية وحزب محسن عبد الحميد - الحزب الاسلامي , الذي يتفق بصورة او بأخرى مع الاطلاع الكردي وطموحه الانفصالي في العراق , على الرغم من انّ هذا الطموح يتعارض مع الحركة الثورية العربية السنية ومطالبها في الحفاظ على وحدة الشعب العراقي وترابه الوطني , من مرتفعات الشمال في زاخو الى خليج البصرة الفيحاء .

يمثل التيار الصدري في العراق , وحسب الشهادات الدولية الاعلامية طبقة المسحوقين والفقراء في العراق , واذا ماتطلعنا الى واقع الشعب العراقي الذي يعيش على أكبر بحيرات النفط في العالم , وواحد من اغنى دول العالم العربي والاسلامي بالمياه والزراعة , نجد انّ اكثر 90% من الشعب العراقي هم دون الحدّ المعين للفقر في العالم الذي تعنيه الامم المتحدة والمنظمات الدولية التي تهتم بشؤون الانسان .

هناك تقدير امريكي يقول انّ الولايات المتحدة الامريكية تنفق سنوياّ على بعض الحيوانات الاليفة التي ترعاها العوائل الامريكية - من الكلاب والقطط والافاعي والعقارب والديدان - يتجاوز اكثر من 7 مليار دولار سنويا , وهذا الرقم - 7 مليار- دولار, حقيقة يمثل كارثة لشعب مثل شعب العراق الرافديني العظيم .

اما مستوى خطّ الفقر في العالم , فالأمم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان تقيسه على مستوى دخل الفرد والبطالة في المجتمع , وعليه انّ التقديرات الدولية والانسانية التي تقررها على الشعوب ابدا لاتنطبق على مستوى الشعب العراقي , فالحكومة الامريكية تصرف 7 مليار دولار على الكلاب والقطط , في حين انّ الشعب العراقي المكون لأكثر من 27 مليون عراقي , يحلم بأن تنفق عليه ميزاينة الحيوانات في الولايات المتحدة - على الرغم من انّ عدد الحيونات التي ذكرها التقرير الامريكي لم تتجاوز السبعة مليون حيوان وحشرة ......؟!

فالتيار الصدري حسب فهم تقرير المحرومين والمسحوقين والفقراء يمثل معظم الشعب العراقي , ويكفينا هنا شاهد مدينة الصدرفي بغداد وحدها التي تمثل أكثر من ثلاثة مليون عراقي .

فالشعب العراقي وحسب مفهوم المسحوقين والمحرومين والفقراء اعظمه صدري , وعليه - هنا - يقوم دور الاحزاب الامبريالية الحاكمة بحراب الاحتلال في المنطقة الخضراء , ودورهم في القضاء على التيار الصدري , ومن ثمّ القضاء على معظم الشعب العراقي .

حسب المفهوم الاستعماري للشعوب , انّ الاستعمار يحتاج الى مراكز مهمّة في البلدان التي يحتلها , ويحتاج الى كيان واقعي - حقيقي - لأستمراره , وهذا لم يتوفر في العراق , ولم يستطع توفيره جيش العملاء في المنطقة الخضراء , على الرغم من أدخالهم المرجعية الدينية , وكسب بعض الاصوات العشائرية هنا وهناك , فشل دور الاستعمار وتأثيره على المجتمع العراقي , خاصة في ظلّ حركة رفض جماهيرية واضحة , كشفت للامريكان انّ عملائهم في المنطقة الخضراء لايستطيعون تأمين مقرات نومهم بدون حماية دولية , وأمريكية خاصة .

الا انّ هذا لايمنع قوات الاحتلال من استخدام طرق مختلفة في الديبلوماسية القمعية , كما حصل في امريكا اللاتينية وفرض أنظمة حكم دموية عليهم , خاصة انّ التيار الصدري قد حصد الساحة العراقية وجماهيرها اليه , حتى المؤيدين للمرجعية الدينية الأكلاسيكية التي أوقعتهم في فخّ حكومة اوسخ من حكومة النظام البعثي الديكتاتوري السابق , الا انّ الخطر- الحقيقي - المحدق بالتيار الصدري هو كيان الاحزاب في المنطقة الخضراء وجاسوسيتهم عليه , فهؤلاء لايرغبون بوجود كيان - صدري - في العراق , مثلهم مثل قوات الاحتلال , فالتيار الصدري العراقي العربي يهدد كيان المنطقة الخضراء وكيان الاحتلال في نفس الوقت , وهذه الاحزاب لها القدرة المالية والسياسية في تحقيق أعظم المخططات الصهيونية في العراق وارتكاب أكبر المجازر بحقّ الشعب العراقي , اذا أستسلم التيار الصدري الى طموحاتهم .

التيار الصدري الان أمام أخطار عظيمة تقودها قوات الاحتلال وحلفائه من الاحزاب العراقية المتحالفة معه من جانب , وخطر دول الجوار التي عمل كادر الاحتلال ومرتزقته على تشويه صورة التيار الصدري في العراق , على أنّه ثورة أسلامية أصولية , مثله , مثل الثورة الايرانية من جانب آخر .

على التيار الصدري - وخاصة في هذه المرحلة - التي ينتفض بها الشعب الامريكي ضدّ ادارة الرئيس جورج بوش التحرك على كلّ المستويات الاقليمية والدولية وتضييع الفرصة امام كادر الاحتلال من الاحزاب الامبريالية في المنطقة الخضراء , فالتيار الصدري عليه التحالف المبدأي المشروط مع الحركات السنيّة العربية , بعدم الاخلال بالقضية الوطنية العراقية على الاساس الفهم الطائفي او القومي المشوه , وعلى التيار الصدري ان يقود وفودا مع الاخوة العرب السنّة والتحقيق في الدعم المقدم الى حركة الوفاق الوطني واسبابها ومن ثمّ التحالف مع العربية السعودية على اساس مبادئ علاقات الجوار واحترام البلدين , وفي نفس الوقت على التيار الصدري ان يربط اوثق العلاقات الديبلوماسية مع الجارة المسلمة تركيا , ونتمنى فتح مكتب للتيار الصدري لديها , وهذا ينطبق على علاقات الدولة العربية السورية التي كانت ومازالت الحضن الدفئ لكلّ العراقيين , وفي نفس الوقت ارسال وفد الى مملكة الاردن والاتفاق معهم على القضايا المصيرية التي تهم الشعب العراقي العربي ومصير الاردن , وفي نفس الوقت يتوجب على التيار الصدري فتح مكتب له في القاهرة وفي الجامعة العربية , ومكتب آخر له في لندن , وفي واشنطن حتّى, لتقريب وجهات النظر للشعوب الغربية وقضية التيار الصدري , الذي هدفه الحياة الكريمة لشعبه , مثله , مثل باقي الشعوب الحرّة في العالم , على التيار الصدري الوطني العراقي العظيم تضييع الفرصة امام احزاب المنطقة الخضراء , وعليه ان يتحرك في هذا الوقت العصيب الذي يمرّ فيه شعبنا العراقي الجريح , علينا ان نفهم دول الجوار ودول الاقليم ودول العالم , من اننا تيار وطني له نفس الحقوق الوطنية والانسانية التي تعمل لها الاحزاب الاخرى في العالم , والتيار الصدري له الشعب العراقي , والشعب العراقي معظمه وراء التيار الصدري , الذي يمثل المسحوقين والجياع والفقراء من ابناء العراق .


qasimsarhan@aol.com