المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القاتل المعمم



زوربا
09-06-2005, 05:18 PM
كتابات - شمس الدين


(1)

عندما نستنتج ونتقصى الأثر الغامض لأية قضية ، علينا أولاً أن ننظر الى شكل القضية الخارجي ومَن كتب لها السيناريو ، قبل أن نتعمق في وصفها الآخر ، وكارثة جسر الأئمة التي راح ضحيتها أكثر من ألف عراقي مسكين ، تستدعي منّا أن ننظر إليها من هذه الزاوية على وجه الحصر ، ولكن دون الابتعاد عن الجو السياسي العام ، وهو جو كاريكاتوري كارثي يستدعي أن لا نهمله مادام وصفه كذلك .

(2)

الشيعة العراقيون الذين يتوافدون على الأماكن المقدسة هم ناس بسطاء ، يؤمنون بأهمية الزيارات الى المراقد الحسينية في مناسباتها السنوية المعتادة ، ومن الصعب جداً أن تقنع رجلاً في السبعين أو امرأة أكل الدهر عليها وشرب ، أن يؤجل هذا الطقس بسبب ظرف الطوارئ الذي يمر به العراق ، لاسيما وأن دعوات السيد مقتدى الصدر يستشري مفعولها بين هؤلاء البسطاء الذين يوالونه لموالاتهم والده الشهيد الصدر، والصدر الصغير يعرف هذه الموالاة ويدركها جيداً ويستطيع أن يلعبها في أي وقت يقرره هو ؛ سواء أكانت ثمة مناسبة دينية أم غيرها من المناسبات التي يستطيع إختلاقها لغايةٍ في نفسه ، وهكذا كان الموعد في ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم عليه السلام ، حيث تمكن من تدبير هذا الحشد المليوني كزيارة دينية في ظاهرها ، لكنها رسالة سياسية قاصرة النظر في جوهرها مرسلة الى جهات وأحزاب دينية وغير دينية ، وبغض النظر عن الإجراءات الأمنية المكتملة أم الناقصة ، فإن مقتدى الصدر سيكون هو المسؤول المباشر عن هذا التجمع لعراقيين وفدوا من مختلف المحافظات والمدن تلبية لدعوته المشبوهة في إحياء مراسيم الزيارة .

(3)

مقتدى الصدر قزمٌ في السياسة العراقية وقزمٌ في الشؤون الدينية وهو ليس مرجعية معتد بها بين أوساط الحوزة العلمية ، والبعض ينظر إليه كشر لابد من محاباته ولكن على حساب العراقيين ، كما هو الحال مع المعمم عبدالعزيز الحكيم الذي ينكشف مع الوقت بأنه داعية انفصالي لإقليم شيعي ، ولابد من مسايرته في هذا الوقت بدل افتعال الأزمة معه ، والجعفري ذو اللسان الذرب والجملة الطويلة افصح ؛ ومعه الصدر الصغير والحكيم الأصغر ؛ أن الشيعة كائنات أسطورية ، خيالية ، قدرية ، حالمة ، لا يفصلها عن يوم القيامة إلا مترٌ واحد ، فلنجاهد جميعاً ولنمُت بالتتابع على هذا الجسر أو ذاك ؛ فالجنة تفتح أبوابها لأهل الثورة ، أما البقية من عباد الله فطز فيهم أو ليلتحقوا بالركب اللطّام قبل فوات الأوان !

(4)

مصيبة مقتدى الصدر إنه لا يحترم الناس ،

ومصيبة عبدالعزيز الحكيم إنه يستهين بالآخرين ،

ومصيبة الجعفري إنه فقد مفاتيح السلطة ،

هذا القطب الثلاثي هو الذي أدار عجلة الشيعة الى نوايا غير إنسانية ونوازع سياسية مرحلية واستعراضات فاشوشية ينفذها البسطاء والمغلوبون على أمرهم من أهلنا الشيعة الذين تأخذهم الحماسة الدينية الى ما ينسيهم الواقع المرير وأهداف مرتزقة الدين ..

وإلا لماذا هذا الإصرار على هذه المظاهرة المليونية التي تسببت في كل هذا الموت الجماعي ؟

وما هو الفرق بين هذا الموت وبين الموت في مقابر صدام حسين الجماعية ؟

أليست هناك قصدية مبيّتة في تحشيد هؤلاء تحت شعار : تحدي الإرهاب !!

أهكذا تتحدون الإرهاب يا مقتدى الصدر ؟

أبهذه الطريقة الغبية ؟

أي إرهاب تقصدونه ؟

إرهاب الزرقاوي الذي فعلتم له ما لم يفعله خلال سنتين؟؟؟

أم إرهاب البعثيين الذين يرفعون صورك ؟؟؟؟

أم إرهاب الحكيم الذي تتنابز مع فيلقه الشرير بجيشك الأكثر شرراً منه ؛ كلما وجدتَ أن البلاد سائرة الى وضع حتى اضغف الحلول؟

لمن كانت رسالتك ؟

وأية عمامة خارجية أوحت لك بأن "تفعلها" يا صغير؟؟؟

أم تظننا غافلين عن هذه الألاعيب الصبيانية التي يقودك إليها بعض من يحيط بك ؟

لماذا تخليت عن التحشيد الثاني في النجف في ذكرى المبعث النبوي الشريف ؟

هل هو شعور بالذنب؟

أم التحشيد الأول جاءك بما لم تتوقعه ؟

أي أن (الآخرين) كانوا أذكى منك في سياسة القتل و... بوّشوك ؟؟

برقبة مَن تلك الدماء الطاهرة التي سالت من على جسر الأئمة ؟؟؟

(5)

السيستاني الغامض اكتفى بإبداء ( ألمه البالغ ..) ؟؟؟
(6)

السلف الصالح رحمهم الله جميعاً خيرٌ من هذا السلف الذي يتقاتل على سلطة دنيوية زائلة ويورّط البسطاء من الشيعة في شهادة مزعومة وجنة يتراكض إليها الوهابيون التكفيريون قبلهم منذ سنتين ولن يصلوا إليها؟؟؟؟؟

(7)

قاتلُ العراقيين في جسر الأئمة هو قاتل معمم ..

وليس شرطاً أن تكون العمامة عراقية ..؟؟؟؟؟؟؟

لكن المنفذين معممون عراقيون بامتياز؟؟؟؟

والقصد فصيح جداً ...

Sh_basrah2006@yahoo.com