المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : راديو المحبة .... «صوت النساء العراقيات»



زوربا
09-05-2005, 08:00 AM
بغداد: إدوارد ونغ*


قال الثنائي ماجدة وماجد اللذان يعملان ضمن فريق برنامج اذاعي، إن موضوع الساعة اللاحقة هو الحمل والأمومة من أول لحظة وحتى المخاض.

لذلك افتتحت ماجدة البرنامج بقراءة قصيدة مهداة إلى «أم بغداد» ثم بدأت الدردشة تسخن لتنافس حرارة الصيف العراقي. قال ماجد «معظم غرف عمليات الولادة غير نظيفة». وأضافت ماجدة «إنها ليست صحية. لا توجد معايير للنظافة في تلك المستشفيات». ثم أضاف ماجد «كيف يمكننا أن نستقبل الوليد مع زهرة أو هدية في مكان وسخ؟ إذا ولِِد الطفل في مكان غير صحي فالأم لن تكون هي الأخرى صحية».

ظل المذيعان بقية البرنامج الذي يحمل اسم «كوب شاي» يرددان الانتقادات اللاذعة.

تسمى هذه المحطة الإذاعية «راديو المحبة» وتبث على موجة 96 أف أم هنا في وسط العراق، وهي تكاد تكون المحطة الوحيدة في العالم العربي المخصصة لشؤون النساء، حسبما قال مؤسسوها. وبدأت في بثها بفضل التمويل الذي حصل عليه من الأمم المتحدة امرأة أميركية ولاجئ عراقي من نيويورك.

وتدور مواضيع هذه المحطة الإذاعية حول الزواج والطلاق والدين والدستور والإساءة الجسدية والزي السائد وكل هذه المواضيع تطرح من منظور نسائي. وتعتبر هذه المواضيع حادة في بلد راحت الميليشيات الشيعية في الجنوب تضايق النساء اللواتي لا يضعن على رؤوسهن أغطية في الوقت الذي راح الزعماء الدينيون في بغداد يضغطون باتجاه التشدد، وهذا يؤول إلى تحجيم حقوق النساء في الدستور الجديد.

وقالت رويدا كمال، 30 سنة، والتي تعمل منتجة في المحطة «نحن نريد أن نؤكد حقوق النساء. نحن نمر في مرحلة خطيرة. هناك الكثير من الحركات والجماعات التي لا تأخذ حقوق النساء بشكل جاد. النساء يتم تهميشهن الآن».

ويعتبر راديو المحبة الذي يرفع شعار «صوت النساء العراقيات»، مثالا على تأثير التجربة الأميركية الذي حفز بعض العراقيين كي يحاولوا بناء مجتمع مدني ديمقراطي. فمع الصحف وشبكات الراديو وقنوات التلفزيون المتزايدة أصبح الإعلام يمر في فترة ازدهار بطرائق لم يكن ممكنا تخيلها تحت حكم صدام حسين.

وهدف راديو المحبة تعزيز قيم المساواة والعدالة. وقال علي عباس حمودي مدير المحطة «إنها محطة فريدة في الشرق الأوسط وفي كل العالم العربي. نحن الآن نواجه حكومة جديدة وأمة جديدة، ونحن نحاول أن نساعد على إيصال صوت المرأة العراقية للمسؤولين الجدد».

وبدأ راديو المحبة البث في 1 من ابريل (نيسان) الماضي بواقع اربع ساعات في اليوم، بينما اصبح الأن يبث من الساعة الـ8 صباحا حتى 6 مساء، ويتكون البث من برامج حوارية تتخللها مقاطع من الموسيقى الغربية والعربية.

في مكتب الإذاعة الصغير وعند عصر أحد الأيام كانت هناك منتجة كردية تحرك حوارا في برنامج للدردشة اسمه «رأيان وقضية واحدة» بينما كانت أغنية جنيفر لوبيز تصدح في الهواء.

وعبر الطرف الآخر من القاعة كانت رويدا كمال تقوم بتحرير مقابلة للبرنامج الأسبوعي «تفاصيل حول النساء».

وقالت كمال «هذه القصة هي حول النساء المعوقات. هذه المرأة مشلولة وهي لا تستطيع أن تمشي لأن ظهرها أصيب بإطلاقات رصاص وكان عمرها 4 سنوات حينما أصيبت خلال الحرب العراقية ـ الإيرانية عام 1982. إنها على كرسي متحرك لكنها أيضا رياضية ولاعبة تنس».

وتم تأسيس هذه المحطة على يد ديبورة باورز الأميركية القادمة من نيويورك مع كمال جبار اللاجئ العراقي الذي التقى بباورز عام 1992. وقامت باورز بطلب منحة من صندوق التطوير الخاص بالنساء والتابع للأمم المتحدة وحصلت على الموافقة في يناير(كانون الثاني) 2005 للحصول على 500 ألف دولار.

وقالت باورز «نحن تصورنا الراديو بكونه أداة للتثقيف، هناك برامج ستقوي النساء كي يكن جزءا فعالا في بناء المجتمع المدني ولتشجيع النساء للتفكير حول الديمقراطية»، وأضافت باورز في مقابلة هاتفية معها «الكثير مما يحتويه الراديو هو لإيصال آراء أو لسماع آراء أخرى».

وبسبب انخفاض نسبة من يقرأ بين النساء العراقيات، حيث لا يتجاوز 24% في عام 2003 فإنها رأت في الراديو أفضل وسيلة لنشر الرسالة النسوية.

وتجسد ماجدة الجبوري، 41 سنة، والتي تقدم برنامج «كوب شاي» مع ماجد حسين نوع المرأة التقدمية التي تسعى المحطة أن تعزز من كيانها. وترعرعت الجبوري في مزرعة تقع جنوب بغداد وأسرتها كانت تنتمي للحزب الشيوعي وقالت إنها كانت في السجن لمدة خمس سنوات حينما كان عمرها 14 سنة.

وهي تعمل في المزرعة حتى سقوط النظام السابق، حيث انتقلت على اثرها إلى بغداد مع خطيبها، وهو صحافي يعمل في جريدة الحزب الشيوعي. كذلك بدأت بالكتابة لنفس الصحيفة. وتزوجا في السنة الماضية. ثم جاءت إلى راديو المحبة.

وقالت ماجدة «بسبب الحروب التي بدأت منذ عام 1980 تراجع الشعب العراقي إلى الوراء والآن أصبح وضعه أسوأ. نحن نأمل فقط أن يكون هناك في المستقبل مجتمع يحترم حقوق النساء، والنساء لن يكن لوحدهن في الشارع العراقي».

*خدمة «نيويورك تايمز»