المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا شيعة العراق ... أما كفاكم لطماً وعويلاً ?



زهير
09-05-2005, 12:49 AM
داود البصري

ثمة ظواهر شاذة باتت تميز الحياة السياسية والعامة في العراق بعد المعارك العنيفة الاخيرة بين جماعات البدريين (منظمة بدر) والصدريين (جماعة مقتدى الصدر) والتي كانت حصيلتها تدمير غالبية مقرات منظمة بدر في وسط وجنوب العراق خلال دقائق معدودات بعد ان ظهرت كميات هائلة من الصواريخ والراجمات والقذائف ارسلت من خلالها رسالة واضحة لجماعة السيد عبد العزيز الحكيم والمجلس الاعلى لما كان يسمى بالثورة الاسلامية في العراق, تقول بصراحة ووضوح ان الساحة ( الشيعية ) ليست حكرا عليها وان هنالك تيارات اخرى موجودة وفاعلة!!

وهي بطبيعة الحال رسالة دموية غريبة تؤشر على حجم الفجيعة التي يعانيها شيعة العراق والسواد الاعظم منهم من جراء حروب امراء الطوائف التي لا تنتهي, والتي لبعضها اسباب وجذور عائلية وشخصية لا علاقة لها بالهم الوطني العام, ففي ظل الصراعات الدموية المحتدمة يعيش العراقيون عامة وبمختلف طوائفهم ومللهم ونحلهم اسوأ ظروف حياتية ويعانون من نقص في الخدمات الاساسية من ماء وكهرباء و نظافة وفقدان امن والتهويم في عوالم الطقوس رغم الكوارث الشنيعة والتي كان آخرها ما حدث في مدينة الكاظمية وجسر الائمة والتي لو حدث ربعها في اي دولة متحضرة لتقدمت الحكومة باستقالتها على الفور ومن دون ضجيج, ولكن شيئا من ذلك لم يحصل في العراق .

لقد جمد (وزراء مقتدى الصدر) اعمالهم بعد اشتباكات النجف ! ولكنهم صمتوا صمت الموتى في مصيبة الكاظمية ومصرع المئات من الابرياء العزل, انها الكارثة بأسوأ صورها تطل بقرونها لتحدد شكل وطبيعة الصورة المستقبلية للعراق في حال انفلات زمام الجماعات الطائفية التدميرية التي تمتلك السلاح والتمويل والعناصر الاجرامية التي لا تتورع عن اقتراف اي جريمة مهما عظم شأنها , فلقد ترك نظام البعث البائد العراق بعد ان زرع في ارجائه وربوعه كل بذور ومعاني التفتيت والتشظي والتخريب, فالسلاح منتشر بشكل غير طبيعي وكارثي .

والمشكلة نفسها حدثت في دولة الكويت بعد كارثة الاحتلال العسكري العراقي لها, فبعد هزيمة ذلك الغزو وانكفاء جيشه وهروبه صارت الكويت غابة من السلاح تطلب من الحكومة الكويتية سنوات طويلة لجمعه والتخلص منه ومن بلاويه ولم تزل الجهود متواصلة لمتابعة ذلك الملف المرهق بعد خمسة عشر عاما من الغزو فماذا نقول اذن عن الوضع العراقي الذي تحول لشيء اكثر كارثية من الكارثة فلغة السلاح قد سادت في بلاد الرافدين لتفرض منطقها المتوحش , وثقافة البعث المتوحشة لم تزل تفعل فعلها في النفوس وقد انتحل الفكر البعثي الاقصائي والالغائي ليحل في أرواح اهل جماعات التأسلم والتطرف الديني و المذهبي , فيما اصبحت النخب العراقية وبعض قيادات الاحزاب شاهد زور بل ومارس بعضهم وفقا للادلة والشواهد ادوار لصوصية وسمسرة لا يمكن ان تنسى!


وبرغم ان لممارسات القوات المتعددة الجنسيات ادوارا في الفوضى الا ان العراق في النهاية هو وطن العراقيين , والعراقيون وحدهم هم من يقرر شكل وطبيعة البناء الوطني الجديد عبر عملية توافقية ومظلة وطنية جامعة الا ان ذلك لم يحدث للاسف نتيجة لسلسة من الاخطاء البنيوية وجرائم الجماعات الطائفية والسلفية الارهابية التي باتت اليوم تسابق الزمن من اجل التعجيل بدفع العراق على طريق الحرب الاهلية التي لا توجد ضمانات حقيقية تمنع اندلاعها في ضوء فشل جميع الفرقاء في العراق بمن فيهم الاميركان في الوصول لحلول عراقية ناجعة لمشاكل تاريخية وبنيوية متجذرة عبر القرون ?


وفي ظل وضع مشلول افرز حكومة عاجزة سوى عن الكلام وتقديم العزاء واعلان حالة الحداد والتفرج اليومي على مصارع المحرومين والمستضعفين , بل ان الفشل المقيم قد امتد حتى للمؤسسات الدينية والمذهبية العراقية , فقيادات السنة في حالة انشغال من ضياع المناصب والامتيازات التاريخية والمتوارثة والانشغال في الجدل البيزنطي حول البيضة والدجاجة ? فيما تستمر عمليات الارهاب البشعة السوداء باسم اهل السنة وهم منها براء وتصمت المراجع السنية لتستثمر ذلك الصمت المخزي في منافع واهداف سياسية ومصلحية , اما علماء الشيعة فهم حريصون على امتيازاتهم الدينية واموال ( النذور والزيارات) وتثبيت الزعامات والطقوس البويهية والصفوية المخجلة التي لم تعد تتناسب وروح العصر ولا مع طبيعة المذهب الامامي الشيعي المسالم .


وهم ليسوا في وارد الحفاظ على دماء فقراء العراق ومحروميهم ولم يصدروا اي فتاوى بضرورة تعليق تلك الطقوس حتى تنجلي الصورة العامة للاوضاع في العراق ? واعتقد ان حب اهل بيت النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يكون فقط بلطم الصدور وشق الجيوب , وضرب السلاسل والسيوف ودق الطبول, فتلك امور مخجلة تسيء ابشع اساءة لحقيقة المذهب الامامي الحضارية والفلسفية الانسانية الراقية وتساهم في تسويق بضاعة اهل التطرف السلفي والتكفيري , لقد سبق للامام الخميني ذاته في ايران في شهر محرم عام 1985 ان اوقف ومنع عمليات ضرب السيوف على الرؤوس (التطبير) وشاهدت بأم عيني في مدينة (قم) الايرانية مطاردة رجال الحرس الثوري الايراني للعناصر التي رفضت تنفيذ الامر واشهرت سيوفها لتضرب رؤوسها, وكانت حجة ومبرر الخميني وقتها حجة منطقية تتمثل في ان ( جبهات الحرب مع العراق تحتاج للدماء اكثر من احتياج الشوارع لها )!!


فيما تقف المرجعية العراقية اليوم عاجزة عن فرض الكثير من الامور وتطهير المذهب الشيعي الامامي من الزوائد والتشويهات والتخاريف والاساطير والاسرائيليات, رغم ان الفرصة اليوم باتت اكثر من متاحة وظروف العراق الحالية تهيء افضل السبل لتشذيب فكر وممارسات الطائفة من كل ما هو مريض ودخيل ? ولكنني وامام تيارات المصالح والاهواء والمنافع المادية اشك شكا مطلقا في حصول اي تغيير لان زيادة عدد الاغبياء والمغيبين والمؤمنين بالخرافات تصب في مصلحة تيارات عدة من النفعيين والمتسللين للمؤسسات الدينية شيعية كانت ام سنية, انا اعلم ان رأيي المتواضع هذا سيفتح علي افواه التنين وسأتعرض لحملة عاتية من التسفيه والتكفير والشتائم ..


وهي امور تعودناها وتعودنا ما هو اكبر منها , وينبغي اليوم على احرار الشيعة ومفكريها تنبيه الملة والامة لمخاطر سوق الجماهير نحو حتفها والتلذذ بسادية الموت المجاني في الشوارع العراقية , فلا خير في حكومة المحاصصة المريضة ? , والامل كل الامل ينطلق من اولئك الرجال الذين سيأخذون على عاتقهم مهمة تنقية الفكر والسلوك والممارسة الطقوسية الشيعية من خرافات الماضي ودجل المشعوذين والتفاهات التي ادخلها البويهيون والصفويون على فكر اهل بيت النبوة الكريم ... فيا شيعة العراق اما كفاكم لطما ? اما ان لدمائكم البريئة الطاهرة ان تكون وقودا يبني العراق ويعمر الخرائب ويبلط الشوارع ويعيد البسمة للاطفال والارامل والمعوقين بدلا من ان يسفك في طقوس غريبة وان تكونوا صيدا سهلا للقتلة من النواصب والتكفيريين ? أليس من الاولى النظر للمستقبل بدلا من اضحاك العالم عليكم بسب وشتم هارون الرشيد والمأمون والمتوكل? وهي امور لم تعد تعني شيئا اليوم خصوصا وان يزيد العصر صدام ورهطه من القتلة والبعثيين ما زالوا يستغلون بعض زعاماتكم ( مقتدى الصدر) ليساهموا في تعذيبكم وحرمانكم ???


.. انها صورة غريبة ودعوة مخلصة لشيعة العراق ولقياداتهم الشعبية المخلصة لانقاذ ما يمكن انقاذه قبل الطوفان القادم القريب .... فيا شيعة العراق كفاكم لطما وعويلا.., فبناء النفوس هي من مهام المخلصين اما لطم الصدور وشق الرؤوس فهي من حصيلة الفكر البويهي الصفوي الجاهلي المريض ... انها الفرصة التاريخية للتطوير والتحديث فاغتنموها لانها تمر مر السحاب على حد قول امام المتقين كرم الله وجهه الطاهر الكريم ... ولا حول ولا قوة الا بالله .


dawoodalbasri@hotmail.com

كويتى
09-05-2005, 01:24 AM
العراق بحاجة الى غربلة كبيرة فى كافة مناحي الحياة

العراق لا مشكلة لديه بالقيادات فقد قيض الله له افضل القيادات منذ القدم ، فمن النبى ابراهيم الذى تم حرقه ولكن الله انجاه الى الإمام علي بن ابى طالب الذي تم قتله فى مسجد الكوفة ، والإمام الحسين الذى تم ذبحه واهل بيته عطاشى على ارض كربلاء مرورا بالإمام الحسن الذى تم ضربه وتسمميه وانتهاءا بالسيستانى الذى لا يسمع له اهل العراق ويصمونه بالفارسية والأعجمية .

هناك قيادات كثيرة تم اغتيالها لم اذكرها فتاريخ العراق يرفض الإنقياد لقوى الخير ولكنه ينقاد لقوى الشر والبغي كما شاهدنا أيام صدام .

هل الأمانى تكفي لإزالة المظاهر العبادية المشوهة والسياسة الخرقاء التى تسير عليها الجماهير ، لا اعتقد ذلك !!

هاشم
09-06-2005, 12:01 AM
هناك ملاحظات دقيقة فى المقال عن تناقضات مقتدى الصدر ووزرائه ، وهذا دليل على عدم منهجية هذا التيار وتخبطه .