المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الملك هنري الثامن اتهم زوجاته الثلاث بالزنا واغتصاب العرش وضرب أعناقهن



هاشم
09-04-2005, 12:52 AM
برج لندن شاهد تاريخي على أشهر الجرائم


برج لندن حافظ اسرار الجرائم



لكل سجن في العالم مواصفات لا يعرفها الا من ذابت أجسادهم بين جدرانه.. بعضها يمثل محطة تأديب وتهذيب واصلاح لأولئك الذين أثبتوا أن حياتهم في الخارج تشكل خطرا على الناس.. والبعض الاخر تحول الى اساطير من الرعب والوحشية وتخضبت جدرانه بالدماء!
انها حكايات وفظائع السجون مع أشهر المساجين في التاريخ.. هم قتلوا وسفكوا الدماء واغتصبوا النساء.. وهي منحتهم أوقاتا من الوحدة والتعذيب ملأت كتب التاريخ بقصص لاتصدق!

برج لندن
كان برج لندن السجن الشهير في بريطانيا خلال العصور الوسطي قد استقبل سجناء من ارفع الطبقات الاجتماعية في بريطانيا وانه لم يكن بالاساس سجناً لكنه كان يعرف رسميا بانه قصر جلالة الملكة وحصنها وكان اخر من اقام به كقصر الملك جيمس الاول 1566 حتى 1625 ويحوي القصر ابراج عدة على نهر التايمز في مدينة لندن وكان ايضا بمثابة حصن في بعض العصور ومستودع اسلحة وخزانة ملكية ومكانا للاعدام وارشيفاً ملكياً واخيراً تحول سجناً, وخاصة لاصحاب المقام الرفيع. الذين كانوا يتحولون الى السجن الملكي وكانت الملكة اليزابيث الاولى خلال فترة تولي شقيقتها الملكة ماري الحكم قد سجنت به وكان اخر استخدام رسمي للبرج خلال الحرب العالمية الثانية حيث سجن به عدد من الجنود الالمان والجواسيس. وكان اشهرهم رودولف هيس نائب زعيم الرايخ اودلف هلتر الذي امضي به خمسة ايام بعد هروبه من المانيا الى اسكوتلندا في مايو عام 1941.


و في فترات اخرى استخدم ايضا كسجن للطبقات الدنيا من المجرمين حيث كان يتم اعدامهم علانية امام الجمهور خارج البرج في حين كان يتم اعدام النبلاء في غرف سرية داخل البرج ثم كان يتم دفنهم ايضا داخل كنيسة القديس بطرس الملكية التابعة للبرج.

و كانت ست حالات اعدام قد تمت داخل برج لندن اشهرها اعدام آن بولين زوجة الملك هنري الثامن التي اعدمت على يد سياف فرنسي عام 1536 وايضا كاثرين هاورد زوجة الملك هنري الثامن الخامسة التي قطع رأسها عام 1542.وليدي جين غراي التي لعبت دور الملكة لمدة تسعة ايام عام 1553 وضرب عنقها عام 1554 بتهمة اغتصاب عرش انكلترا. كما كان من بين السجينات الاقل شهرة اللاتي تم اعدامهن في برج لندن مارجريت بول كونتيسة ساليسبيرى التي سجنت في البرج وهي في السادسة والثمانين من عمرها بتهمة التآمر ضد الملك وبعد ان رفضت الاعتراف بكونها مذنبة اضطر السياف الى ضرب عنقها عدة مرات قبل ان يتمكن من قطع رأسها عام 1541 وكان اخر سجين تم اعدامه هو روبرت ديفيروكس الشهير باسم ايرل اسيكس الذي تم سجنه بعد تدبيره لمحاولة اسقاط الملكة اليزابيث الاولى عن العرش عام 1601.

وهناك اثنان من الامراء تم سجنهما في البرج وهما ابن الملك ادوارد وابن اخيه الملك ريتشارد الثالث وقد سجنا في احد الابراج واختفيا ويعتقد انهما قتلا.وقد ترك سجناء البرج على مر القرون العديد من اثارهم وراءهم منها رسوم وكتابات على الجدران وعلى احجار الزنزانة ومعظمها مازال باقيا حتى اليوم.
و هناك ايضا قبور داخل مبني البرج حيث دفنت زوجتي الملك هنري الثامن آن وكاثرين في البرج مع الليدي جين غراي.

أول حالة إعدام فى برج لندن
ويليام هاستينغ اول بارونات هاستينغ عام 1483كان واحداً من ابرز القوى خلال عهد الملك ادوارد السادس ملك انكلترا لكنه في النهاية اعدم خلال عهد الملك ريتشارد الثالث.كان ابن عم الملك ادوارد الرابع وقد خدم وهو صغير في بلاط عمه الامير ريتشارد وخلال تلك الفترة وثق علاقته بابنه الدوق ادوارد وفيما بعد خدمه بولاء طوال حياته. وحارب مع الملك ادوارد الرابع في معركة مورتيمير كروس وتبعه الى لندن. وبعد ان اصبح الامير ادوارد ملكا اختاره ليصبح لورد تشامبرلين عام 1461. وحارب مرة ثانية مع الملك ادوراد في معركة تاوتون التي انقذت تاج الملك.

وبعد فترة قصيرة نصبه الملك بارون اسرة هاستينج ومنحه عدة مناصب ملكية وايضا عدد كبير من الاملاك التي كانت قد صودرت من اسرة نبلاء لانكستر وتزوج من كاثرين نيفيل شقيقة الامير وارويك الملقب بصانع الملوك.كما تبع الملك ادوارد الرابع خلال نفيه عام 1470 وعاد معه عام 1471 وتمكن من رفع معنويات أعداد كبيرة من قوات يوركشاير التي حاربت عدة معارك ناجحة وكان احد القيادات العسكرية في هذه المعارك ومع استعادة الملك ادوارد الرابع لعرشه استعاد ايضا هاستينج مكانته المؤثرة في البلاط الملكي.وعقب وفاة الملك ادوراد الرابع عام 1483 توقع ان يستكمل دوره خلال عهد ابنه الملك ادوارد الخامس ولكن على عكس توقعاته امر شقيق الملك الجديد ريتشارد باعتقاله بتهمة الخيانة وبعد فترة قصيرة امر باعدامه ليكون اول حالات الاعدام في برج لندن الشهير.

و لكن ظل هناك قدراً كبيراً من الجدل حول ملابسات اعدامه حيث يرى معظم المؤرخين انه اعدم خلال ساعات من اعتقاله في 13 يونيو 1483 في حين يعتقد اخرون انه ظل سجين برج لندن لعدة اسابيع حيث قدم لمحاكمة سرية في حين يشكك اخرون في اسباب اعتقاله وان كان معظم المؤرخين يتفقون على انه عارض او كان سيعارض اي محاولات لازاحة الملك ادوارد الخامس عن العرش ولكن الواقع انه من غير الواضح ما اذا كان هاستينغ قد تآمر بالفعل لمعارضة شقيقه الملك ريتشارد.و عقب اعدامه لم تتم مصادرة املاكه كما هو معتاد في حالات الخيانة ولكن ورثها ابنه الذي سمح له خلال عهد الملك هنري السابع ان يرث لقبه الملكي النبيل .

الملكة آن بولين
الملكة آن بولين زوجة الملك هنري الثامن تعد من ابرز سجناء برج لندن الشهير وهي زوجته الثانية وام الملكة اليزابيث الاولى ملكة انكلترا. وكان زواج الملك هنري الثامن منها سببا في احداث ثورة سياسية ودينية مفاجئة في انكلترا وقادت في النهاية الى انفصال بريطانيا عن روما الكاثوليكية ومهد السبيل الى حركة اصلاح دينية طالب بها الانكليز. وتعتبر الملكة آن بولين من ابرز الشخصيات في التاريخ البريطاني وقد كانت سيرتها الذاتية المادة الخصبة لعدد من الكتب والافلام والمسرحيات.

لم يتفق المؤرخون على تاريخ ميلادها وان كان الغالبية منهم ترى انها ولدت في صيف عام 1501 وكانت امها تنحدر من احدى الاسر النبيلة خلال هذا العصر. وكان والدها قد أمن لها مكانا في بلاط مارجريت ارشيدوقة النمسا وابنة الارشيدوق ماكسيميليان الاول امبراطور روما.ومن خلال هذا تلقت آن تعليمها في هولندا حيث يعتقد انها ظلت بها حتى خريف عام 1514 وقد تبعتها بعدة سنوات قضتها في فرنسا حتى عام 1521 وعادت الى انكلترا تقريبا في يناير 1522.و مع عودتها الى انكلترا اصبحت بشكل واضح احد الملامح الرئيسية في بلاط الملكة كاثرين زوجة الملكة هنري الثامن الاولى التي كانت تتمتع بجمال واحترام كبيرين.وخلال تلك الفترة كان من المتوقع ان تتزوج آن من احد ابناء عمومتها ولكنها خلال عام 1522 بدأت تلقي اعجاباً من اللورد "هنري بيرس" ابن ايرل نورثمبرلاند الذي سيلعب بعد ذلك دوراً كبيرا في التلاعب بخليفة الملك هنري الثامن. ويرى بعض المؤرخين انهما كانا عاشقين ولكن الغالبية العظمي من المؤرخين يؤكدون انها كانت اكثر ذكاء من ان تخسر المكانة التي كسبتها في بلاط الملكة بزواجها من شخص غير مرغوب به في البلاط الملكي.كانت شقيقتها الكبرى ماري عشيقة سرية للملك هنري وانجبت له ابناً لم يعرف مصيره فيما بعد ولكن العلاقة انتهت بزواج ماري مرتين متتاليتين.

في حين اعجب الملك بجمال وذكاء الشقيقة الصغري وأراد ان يتخذها أيضاً عشيقة له غير ان الشابة الذكية رفضت ان تلعب هذا الدور وظلت تصد عروضه لاكثر من عام وفي النهاية بحث الملك عن اسباب لانهاء زواجه من الملكة كاثرين التي فشلت في انجاب وريث عرش ذكر له وبدأ يعلن انه بانهاء زواجه منها سوف يمنع سقوط اسرة تيودور التي ينتمي اليها والتي كانت قد بدأت فقط على يد والده الملك هنري السابع الذي نالها بعد انتصاره في ما يعرف بحروب الورود عام 1485.
و سرعان ما اصبحت رغبة الملك في الزواج من (آن )سببا في حرب ضروس شنتها الملكة السابقة من خلال مناصريها وكانت ذروة هذه الحروب عندما احتشد اكثر من 8 آلاف رجل وامرأة في شوراع لندن محاولين اعدامها علانية وخلال الفترة التي اصبحت فيها (آن) ملكة لعبت دورا كبيراً في مكانة بريطانيا العالمية من خلال ترسيخها اسس تحالفاً فرنسياً بريطاني وتمكنها من تاسيس علاقة وطيدة مع السفير الفرنسي الذي كان مفتونا بها.

في عام 1532 منحها الملك لقب (ماركيزة بمبيروك) وكانت اول مرة في التاريخ البريطاني تحمل فيه سيدة لقباً يخصها لم ترثه عن زوجها او والدها وقد استفادت اسرتها من هذا اللقب حيث اصبح والدها ايرل اورموند ومنح شقيقها لقب فيكونت وهو احد القاب الطبقة الارستقراطية وايضا تمكنت من جعل الملك يمنح شقيقتها ماري معاشاً سنوياً قدره 100 جنيه استرليني.
و اخيرا تمكن الملك من ارضاء المرأة التي فتن بها واقام معها علاقة خاصة للمرة الاولى عام 1532 ويعتقد ان الملك تزوجها في وقت ما خلال عام 1533 .

نهاية مفجعة
كانت شخصية آن بولين معقدة, كما يرى معظم المؤرخين, فهي مسيحية ورعة وايضا صاحبة اراء دينية مثيرة للجدل وكانت امرأة محسنة وعاطفية ومن ناحية اخرى كانت شديدة البحث عن المغامرات تعشق الخمر ولعب القمار كما كانت شجاعة وصاحبة شخصية كارزمية وان كانت شديدة التبذير وعصابية وحادة الطباع.

بعد ان اعلن الملك ابطاله الزواج من زوجته الاولى كاثرين تزوج سرا من آن بولين وقد حملت من اول مرة اقامت علاقة معه وارادت ان يكون ابنها شرعيا. وبعد اسابيع تم الزواج الرسمي في الشهور الاولى من عام 1533 وفي العالم التالى توجت ملكة على الرغم من رفض الشعب الانكليزي لها حتى انه رفض ان يرفع قبعاته تحية واحتراما لها.

و في 7 سبتمبر 1533 بعد حمل صعب انجبت آن ملكة المستقبل اليزابيث الاولى في حين اراد الملك ان يحصل سريعا على ولي للعرش ذكر وحاول ان يخفي احباطه من الابنة الجديدة. ولكن للاسف كانت حالات حمل آن الثلاثة التالية قد انتهت جميعها اما بالاجهاض المبكر او الولادة الميتة وكانت اخر حمل لها قد نتج عنه طفل ذكر توفي فورا عقب ولادته في يناير 1536.و في مايو من نفس العام بدا ان الملك قد مل من زوجته وتغاضي عن اتهامها بانها قد استخدمت السحر الاسود للزواج منه وانها خانته مع خمسة رجال مختلفين وانها عاهره وانهاايضا تآمرت من اجل التخلص منه واخيرا اتهمت بالخيانة العظمي وكانت قد اتهمت ايضا بانها اقامت علاقة زنا مع شقيقها وانه كان الاب غير الشرعي للطفل الذي ولد ميتا ومشوها وقيل ولد ميتا بسبب غضب الرب .

في حين كان الملك يخطط للزواج من زوجته الثالثة جين سيمور التي كانت من بين الد اعداء آن , تم القبض على الملكة آن في 2 مايو 1536 واخذت الى برح لندن ويبدو انها في ايامها الاولى في البرج قد عانت من انهيار عصبي حاد سرعان ما تحول الى حالات ضحك وبكاء هيستيرية وحاولت فيما بعد ان تكتب خطاباً الى زوجها معترضة على امر اعتقالها ورجته ان يحقق مع الرجال الخمسة الذين اتهمت بممارسة الزنا معهم من اجل خاطر ابنتهم اليزابيث.

و لكن في النهاية ومع تخطيط الملك للزواج للمرة الثالثة تم تدبير محاكمة سريعة للملكة السابقة في 15 مايو تصرفت خلالها بشجاعة مذهلة واخبرت القضاة بعد ان اصدروا ضدها حكما بالاعدام انها تدرك جيدا ان هناك اسبابا اخرى تدفعهم لاصدار هذا الحكم الجائر ضدها.
و في 17 مايو تم ابطال زواجها من الملك واخبرت آن انها اخيرا وجدت الراحة الروحانية وكان هذا قبل يومين من اعدامها بعد ان قدمت اعترافها للرب واخبرت سجانتها انها على ثقة من دخولها الجنة.و في 19 مايو 1536 تم اعدام آن في برج لمدن وقالت قبل وفاتها ضاحكة :" لقد سمعت ان الجلاد جيد جدا في عمله علاوة على ان لي عنقا صغيراً " وكان الجلاد خبيراً احضر خصيصا لها من فرنسا عرف بان له ضربة سريعة وقوية وكانت آن قد اختارت ثوب رمادياً داكناً وتنورة داخلية قرمزية. وقبل ان يوضع رأسها على المقصلة قالت انها تسامح كل من اتهمها زورا وانها تصلي من اجل زوجها وابنتها وبعدها عصبت عيناها وامرت ان تركع ليتم تنفيذ الحكم الذي نفذ سريعا بضربة واحدة وقيل فيما بعد ان فمها وعينيها تحركت من مكانها ووضعت في صندوق صغير ضيق حيث وضع رأسها تحت ذراعها وبعد ايام وتحديدا في 30 مايو تزوج الملك هنري الثامن من جين سيمور.

ملكة الايام التسعة
كانت ليدي جين غراي برز سجينات برج لندن وكانت حفيدة الملك هنري السابع وقد نودي بها ملكة لانكلترا لعدة ايام في 1553.و كان تنصيبها كملكة مثار جدل حيث شكل خرقاً لقانون البرلمان الخاص بالخلافة على العرش الملكي البريطاني. وكانت قد عرفت بانها واحدة من اكثر النساء تعليما في عصرها ووصفها المؤرخون بانها واحدة من المع العقول النسائية في هذا القرن.
و تعرف احيانا باسم ملكة الايام التسعة حيث بقيت على عرش انكلترا من 10 يوليو حتى 19 يوليو 1553.

ولدت في اكتوبر 1537 وهي الابنة الكبرى لهنري غراي مركيز دورزيت وزوجته فرانسيس باردون وكانت في صغرها قد استفادت من موضة تعليم المرأة وتلقت تعليما متخصصاً في جامعة كامبردج.
و كانت مطالبة توليها للعرش قد جاءت من خلال والدتها الليدي فرانسيس باردون التي كانت ابنة ماري تيودور ابنة الملك هنري السابع ملك انكلترا وزوجها الثاني تشارلز باردون دوق سوفلوك. غير ان مطالبتها بحق جلوس ابنتها على العرش جاءت مثيرة للجدل حيث انه طبقا الى قانون حق الذكر في الارث فان الخلفاء الشرعيين في حالة عدم وجود ابن ذكر للملك هنري الثامن كان محصوراً في ابنتيه ماري واليزابيث.و في عام 1544 قرر البرلمان ان كل من ماري واليزابيث هما فقط التاليتين في خط الخلافة للملك هنري السابع مؤسس حكم اسرة تيودور.

علاوة على القانون الذي اقره الملك هنري الثامن باختيار خليفته بنفسه.و الذي حدد من خلاله في وصيته الاخيرة ان تكون خلافة العرش بين ابنائه الثلاثة ماري ابنته من زوجته الاولى ثم اليزابيث ابنته من زوجته الثانية واخيرا ابنه ادوارد السادس ابنه من زوجته الخامسة ثم اعلن انه في حال ترك أى من هؤلاء الابناء الثلاثة للعرش فان العرش سوف يمرر الى شقيقته الصغري ماري التي تعرف باسم الملكة الفرنسية. وكانت وصيته قد تجاهلت تماما مطالب الورثة من شقيقته الكبرى الذين كانوا احق بالعرش من ابناء شقيقته ماري.

كانت قضية الخلافة المعقدة قد ظهرت نتيجة لحالة من الاضطراب الديني الذي استشري خلال عهد الملك هنري الثامن وكان الملك ادوارد السادس الذي خلف والده قد توفي خلال فترة قصيره من حكمه وكان التالى في خط الخلافة اخته الصغري غير الشقيقة ماري ولكن كانت ماري تابعة للكنيسة الرومانية الكاثوليكية وتنظر ان تقيم انقلابا او اصلاحا دينيا على ما حدث خلال عهد ابن اخيها القصير
و خوفا من حالة عدم التسامح الديني التي استشرت في انكلترا في هذا الوقت اضافة الى الانقلاب الذي قاده القسيس البروتستانتي جون دودلي الذي ثار ضد الملك ادوارد السادس وبحث عن خليفة بروتستانتي وكان هذا الخليفة المناسب هي جين غراي حيث سرعان ما زوجتها امها في تحالف سياسي مع احد ابناء اسرة نورثمبرلاند عام 1553. وكانت تلك مقامرة يائسة من قبل اسرة نورثمبرلاند من اجل الاحتفاظ بمقاليد السلطة خلال حكومة صورية خوفا من تبعات خلافة ملكية كاثوليكية.

خلال وقت وفاة الملك ادوارد السادس كانت جين غراي في المرتبة الرابعة في حق العرش بعد ماري واليزابيث وفرانسيس والدتها التي تنازلت عن حقها لصالح ابنتها وكانت مطالبة اخت الملك هنرى الثامن ماري بحقها في العرش ضعيفة جدا.

و هكذا طالبت ليدي جراي التي كانت في السادسة عشر من عمرها فقط بعد وفاة الملك ادوارد السادس في يوليو عام 1553 بحقها في ان تكون ملكة انكلترا في 10 يولو 1553 وبعد اربعة ايام قامت بخدعة رتبها لها نورثمبرلاند من اجل ان تضع التاج ولكنها رفضت ان تنصب زوجها ملكا ومن اجل ان تعزز سلطتها يتم القبض على ماري ابنة الملك هنري وعزلها من اجل منعها من جمع مؤيدين حولها, ولكن ماري التي ادركت ما يحاك ضدها هربت وعزلت نفسها في قلعة بعيدة.و مع مرور الايام ثبت ان لها مؤيدين اكثر من جين غراي ربما بسبب التعاطف مع والدتها الملكة السابقة كاثرين زوجة هنري الثامن الاولى وبعد ان تم عزل جين غراي من العرش صفحت عنها ماري التي نصبت على عرش انكلترا وارسلت لها ما يقنعها بالتحول الى الكاثوليكية.

و لكن ثورة البروتستانت التي قام بها سير توماس وايت في الشهور الاولى من عام 1554 حددت مصير جين على الرغم من حقيقة انه لم يكن لها دخل في الثورة ولم يكن بنيتها ان تستخدمها لصالحها والواقع ان الثورة كانت نتاج الزواج الوشيك بين الملكة الجديدة ماري والملك فيليب ملك اسبانيا.
و في اعقاب هذه الثورة اصاب الملكة ماري حالة من الغضب والخوف الشديد من هيمنة البروتستانتية وبعد خمسة ايام من اعتقال سير توماس وايت تم اعدام ليدي جين غراي بعد ان امرت بسجنها فى برج لندن وكانت ايضا قد قررت ان تعقد تحالفاً بالمصاهرة مع ملك اسبانيا ويرى بعض المؤرخين ان الاسبان ربما هم الذين ضغطوا على الملكة ماري لسجن جين غراي وطالبوها باعدامها خوفا من ان يكون فى وجودها تهديد محتمل لحكم ماري وقد وقع اعدام جين في 2 فبراير 1554 في برج لندن وكانت وقتها في السادسة عشر فقط من عمرها.