المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شيراك: لن أرتاح قبل تسليم الأسد ولحود إلى العدالة الدولية



هاشم
09-04-2005, 12:45 AM
أطياف المعارضة السورية تقدم للبيت الأبيض خطتهالما بعد حكم عائلة الأسد تجنباً لتكرار ما حصل في العراق


كما يتواجد سياسيون لبنانيون في العاصمة الفرنسية, هرباً من الاغتيال كما يقال, يتواجد سياسيون سوريون ورجال مخابرات سورية, لإحداث ثغرة ما في الموقف الفرنسي من النظام في دمشق, والتجسس على سعد الحريري ورصد زواره, وعلى أنشطة سائر اللبنانيين.

في هذا الإطار »الفاقع« علمت »السياسة« من مصادر المعارضة السورية المقيمة في واشنطن ان وزير الدفاع السابق مصطفى طلاس, ونائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام, ورئيس أركان الجيش السوري السابق حكمت شهابي, ومعهم 90 ضابط مخابرات, يحاول كل منهم الى اتخاذ مبادرة, لم تتم بعد, في اتجاه الحكومة الفرنسية, كما يحاولون بذل وساطة معها لإعادة ترطيب الموقف من الرئيس السوري بشار الأسد, وفتح صفحة جديدة من العلاقات بين دمشق وباريس, وعلى أساس ان الأسد مستعد لتقديم التنازلات التي تطلبها الادارة الفرنسية, إلا ان المصادر أفادت بأن طلاس وخدام والشهابي ليسوا متفائلين بنجاح مهمتهم, وان بعضهم يملك موقفاً من الرئيس الذي أخطأ كثيراً وادخلنا جميعاً في الحائط« لكنهم يؤثرون المواظبة على بذل المحاولات لأن المسألة تجاوزت تبادل العتب, ومن أصاب ومن أخطأ الى مصير بلد »لا يريد أحد أن يتحول الى عراق آخر«.

إلا ان مصادر المعارضة السورية في واشنطن لا ترى أفقاً لمستقبل علاقات باريس ودمشق, وتنقل عن أوساط »الاليزيه« مقر الرئاسة الفرنسية, ان الرئيس جاك شيراك, الذي يملك »الحقيقة« عن اغتيال صديقه الحريري, لا يبدو في مزاج ايجابي يسمح بالكلام عن مستقبل العلاقات السورية الفرنسية, وقد نقلت المصادر عن شيراك انه سمع يردد بأنه لن يرتاح إلا بعد تسليم الأسد (الرئيس السوري) ولحود (الرئيس اللبناني) الى العدالة الدولية, ورؤيتهما داخل القفص الذي »احتضن« ميلوسيفيتش سفاح البلقان السابق.

وعادت مصادر المعارضة السورية في واشنطن الى التأكيد على ان بهجت سليمان رئيس فرع الامن الداخلي السابق في جهاز امن الدولة كان من المخططين والمشرفين على تنفيذ عملية اغتيال الحريري, وشوهد في فندق قريب من مسرح الجريمة لحظة وقوعها, حيث أبلغ رؤساءه بنجاح العملية, وبأن »من كان يمثل خطراً عليك وعلى النظام قد أصبح في عداد الموتى«.

وعلى صعيد آخر ذي صلة انعقد اجتماع أخيراً في مكتب الأمن القومي في البيت الابيض, وعلمت »السياسة« ان الاجتماع, الذي ضم أطياف المعارضة السورية في واشنطن, وعضو المكتب مايكل دوران, قد تداول في الوضع الراهن في سورية, وشمل محاور قضايا حقوق الانسان, والقمع الذي يتعرض له المواطنون السوريون من قبل النظام, واستكمال رسائل المحاصرة والعزل النهائي تمهيداً لاقالته. كما ناقش الاجتماع مشروع المؤتمر الوطني السوري العام, وبرنامج برلمان الحكم الانتقالي, الموقت, ومشروع برنامج ما بعد البعث وازالة آثاره على جميع الصعد.

وطالب وفد المعارضة السورية في الاجتماع بممارسة ضغوط دولية فورية لإخلاء سبيل رياض سيف, وعارف دليلة, ومأمون الحمصي, وعبدالعزيز الخير, واطلاق سراح آلاف الأبرياء, والكشف عن سجلات السجون السورية من قبل لجنة حقوقية دولية تتقصى مصير من ابتلعتهم الزنازين منذ عشرات السنين, وأكد الوفد على رفع الرقابة البوليسية عن مؤسسات المجتمع المدني السوري, والهيئات والجمعيات الأهلية وآخرها منتدى الاتاسي الذي اغلق.

واستعرض وفد المعارضة السورية في البيت الابيض برنامج التغيير السلمي والوسائل المتاحة لاستبدال الديكتاتورية, وعرض خطوط برنامج التغيير الذي سيرفقه بمشروع مقترح لادارة مرحلة ما بعد حكم عائلة الاسد, موضحاً الرؤية لضبط الامور, ومنع حدوث اي تسيب أمني داخل سورية تفادياً لتكرار ما حصل في العراق, وشدد الوفد على أهمية وضرورة حماية الثروة البشرية واشراك جميع السوريين, على اختلاف انتماءاتهم القومية والاتنية والدينية في بناء سورية المستقبل دون استثناء.

وعلمت »السياسة« ان البيت الابيض أبدى تفهماً لمشروع المعارضة السورية واهتماماً بمطالبها.