رستم باشا
09-09-2022, 11:55 AM
الخمي
س 8 أيلول 2022
https://al-akhbar.com/Images/ArticleImages/202297214651289637981840112890550.jpg
حذّر بوتين من «كارثة إنسانيّة» تلوح في الأفق بسبب مشكلات نقص الغذاء (أ ف ب)
موسكو | اختطّ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ملامح ردّ بلاده على الضغوط الغربية المتزايدة التي تتعرّض لها، بتأكيده أوّلاً أنها ستعمل على حماية مصالحها الوطنية وخصوصاً في مواجهة المقترح الأوروبي القاضي بتحديد سقفٍ لسعر الطاقة الروسية.
إذ سيُقابَل ما تقدَّم، وفق ما أكده بوتين، بقطع الغاز والنفط الروسيَّين عن الدول التي تنوي اتّباع هذا الإجراء، والتي جلبت، بحسبه، المشكلة لنفسها، حين قرّرت عدم تسليم التوربينات لتشغيل خطّ الأنابيب «المعطّل»، «نورد ستريم 1»، ليقترح، في هذا الإطار، تشغيل «نورد ستريم 2»، الذي أُعلن وقف العمل فيه، بضغط من الولايات المتحدة، حتى قبل بدء تشغيله
حدَّد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سياسة بلاده لمواجهة الضغوط الغربية المتزايدة التي تتعرّض لها. ورأى، في خطاب ألقاه أمام «المنتدى الشرقي الاقتصادي» المنعقد في مدينة فلاديفستوك (أقصى الشرق)، أن روسيا تواجه «عدواناً اقتصاديّاً وماليّاً وتكنولوجيّاً يشنّه الغرب ضدّها».
وفيما بدا مطمئنّاً إلى الوضع الاقتصادي الذي تعيشه بلاده، على رغم حزمات العقوبات الهائلة المفروضة عليها، لفت، في هذا الجانب، إلى «استقرار أسواق العملات الأجنبية والأسواق المالية، والتضخّم الآخذ في الانخفاض، إضافةً إلى تراجع معدّل البطالة الذي وصل إلى أدنى مستوياته التاريخية، فيما أصبحت تقديرات وتوقّعات الديناميكيات الاقتصادية، متفائلة أكثر ممّا كانت عليه مع بداية الربيع».
ولعلّ أهمّ ما ورد في الخطاب، موقف بوتين من المستجدَّين الطارئَين في علاقة بلاده مع الغرب: تحديد سقفٍ لأسعار الطاقة الروسية؛ ووقْف ضخّ الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خطّ أنابيب «نورد ستريم 1» (السيل الشمالي 1).
في المجال الأوّل، هدّد الرئيس الروسي بوقْف شحنات النفط والغاز الروسيَّين فيما لو تمّ تنفيذ المقترح الأوروبيّ، أي تحديد سقف لأسعار الطاقة الروسية، واصفاً الخطّة بأنها «غبية»، وبأنها ستؤدّي إلى رفْع أسعار الخام. وعطفاً على ما تقدَّم، كشف بوتين أن هناك عدداً من الدول المستعدّة للتعاون مع روسيا، قائلاً: «إذا رفض الأوروبيون مزايا الغاز الروسي الرخيص، فهذا لا يزعجنا بأيّ شكل من الأشكال، لأن الحاجة إلى موارد الطاقة في العالم كبيرة جداً».
وعن توقُّف ضخّ الغاز عبر «نورد ستريم 1»، قال إن روسيا مستعدّة لتشغيل الخطّ فوراً، شريطة أن يسلّم الأوروبيون التوربينات، مضيفاً إنهم «لا يعطون أيّ شيء. هم بأنفسهم خلقوا القضيّة، والآن لا يعرفون ما العمل».
ولفت إلى أن «الشركاء الألمان قاموا بإخضاع كامل جانب الصيانة التقنيّة للقانون البريطاني، واتّفقوا على إصلاح الأنابيب في كندا، ما ذنبنا في هذا الأمر؟»، محمّلاً المفوضية الأوروبية مسؤولية ما يجري في مسألة الغاز، ومبيّناً أن روسيا عرضت من جانبها عقوداً طويلة الأجل.
بلغ حجم التبادل التجاري بين روسيا والصين حوالي 117 مليار دولار خلال ثمانية أشهر
وتأكيداً على «حرْص» روسيا على استقرار وضع الطاقة في أوروبا، أعلن بوتين أن خط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2» لم يُشيّد سدى، وأنه سيتمّ تشغيله إذا لزم الأمر، ما يعني أنه قد يجبر الأوروبيين على إعادة النظر في موضوع تعليق المشروع الذي جاء بضغط أميركي.
كما شدّد بوتين على أن عزْل بلاده عن العالم أمر «مستحيل»، معتبراً العقوبات المفروضة على الروس «خطراً على العالم كلّه»، ومتّهماً الغرب بانتهاج سياسة العقوبات لعقود للإبقاء على «النظام العالمي الذي يلائمه»، فيما حذّر من «كارثة إنسانيّة» تلوح في الأفق بسبب مشكلات نقص الغذاء.
ورأى الرئيس الروسي أن الدول الغربية ستصل إلى طريق مسدود، وإلى أزمتَين اقتصادية واجتماعية، لأنّها تهتمّ فقط بمصالح «المليار الذهبي» (الثراء القائم جزئيّاً على استغلال المستعمرات السابقة)، وتُهمل الآخرين.
وفيما استعرض في كلمته وضْع روسيا الاقتصادي ونموّ التعاون في هذا المجال بينها وبين دول شرق آسيا، بدت لافتةً إشارة بوتين، خلال لقاءٍ جمعه إلى رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، لي تشانشو، إلى «نموّ العلاقات» بين البلدين.
وفي السياق، بيّن أن حجم التبادل التجاري بينهما سيبلغ 200 مليار دولار في وقتٍ قريب. وقال إن «شراكتنا الاستراتيجية تتطوّر بنجاح كبير، كما أن حجم التجارة يتزايد».
وفي الإطار نفسه، أعلنت مصلحة الجمارك العامة في الصين أن حجم التبادل التجاري بين موسكو وبكين ازداد خلال الأشهر الـ 8 الأولى من العام الجاري بنسبة 31.4%، مقارنةً بالفترة المماثلة من العام الماضي، وبلغ 117.205 مليار دولار.
ووفق بيانات الجمارك الصينية، أدخلت الصين إلى روسيا سلعاً بقيمة 44.256 مليار دولار، بزيادة 8.5% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021، فيما ارتفعت الواردات من روسيا إلى الصين بنسبة 50.7%، لتصل إلى 72.949 مليار دولار.
كذلك، أعلن مدير الإدارة الأولى لشؤون الدول الآسيوية في وزارة الخارجية الروسية، غيورغي زينوفييف، أن موسكو وبكين تعملان على 79 مشروعاً استثماريّاً تبلغ قيمتها الإجمالية حوالي 160 مليار دولار.
وتأكيداً على نموّ العلاقات الآخذة في التطوّر في المجالات كافة، أعلنت شركة «غازبروم» أنها وقّعت اتفاقاً مع شركة «سي إن بي سي» الصينية في شأن تحويل المدفوعات، في مقابل توريد الغاز الروسي إلى الصين بالعملات الوطنية للبلدين، الروبل واليوان.
س 8 أيلول 2022
https://al-akhbar.com/Images/ArticleImages/202297214651289637981840112890550.jpg
حذّر بوتين من «كارثة إنسانيّة» تلوح في الأفق بسبب مشكلات نقص الغذاء (أ ف ب)
موسكو | اختطّ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ملامح ردّ بلاده على الضغوط الغربية المتزايدة التي تتعرّض لها، بتأكيده أوّلاً أنها ستعمل على حماية مصالحها الوطنية وخصوصاً في مواجهة المقترح الأوروبي القاضي بتحديد سقفٍ لسعر الطاقة الروسية.
إذ سيُقابَل ما تقدَّم، وفق ما أكده بوتين، بقطع الغاز والنفط الروسيَّين عن الدول التي تنوي اتّباع هذا الإجراء، والتي جلبت، بحسبه، المشكلة لنفسها، حين قرّرت عدم تسليم التوربينات لتشغيل خطّ الأنابيب «المعطّل»، «نورد ستريم 1»، ليقترح، في هذا الإطار، تشغيل «نورد ستريم 2»، الذي أُعلن وقف العمل فيه، بضغط من الولايات المتحدة، حتى قبل بدء تشغيله
حدَّد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سياسة بلاده لمواجهة الضغوط الغربية المتزايدة التي تتعرّض لها. ورأى، في خطاب ألقاه أمام «المنتدى الشرقي الاقتصادي» المنعقد في مدينة فلاديفستوك (أقصى الشرق)، أن روسيا تواجه «عدواناً اقتصاديّاً وماليّاً وتكنولوجيّاً يشنّه الغرب ضدّها».
وفيما بدا مطمئنّاً إلى الوضع الاقتصادي الذي تعيشه بلاده، على رغم حزمات العقوبات الهائلة المفروضة عليها، لفت، في هذا الجانب، إلى «استقرار أسواق العملات الأجنبية والأسواق المالية، والتضخّم الآخذ في الانخفاض، إضافةً إلى تراجع معدّل البطالة الذي وصل إلى أدنى مستوياته التاريخية، فيما أصبحت تقديرات وتوقّعات الديناميكيات الاقتصادية، متفائلة أكثر ممّا كانت عليه مع بداية الربيع».
ولعلّ أهمّ ما ورد في الخطاب، موقف بوتين من المستجدَّين الطارئَين في علاقة بلاده مع الغرب: تحديد سقفٍ لأسعار الطاقة الروسية؛ ووقْف ضخّ الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خطّ أنابيب «نورد ستريم 1» (السيل الشمالي 1).
في المجال الأوّل، هدّد الرئيس الروسي بوقْف شحنات النفط والغاز الروسيَّين فيما لو تمّ تنفيذ المقترح الأوروبيّ، أي تحديد سقف لأسعار الطاقة الروسية، واصفاً الخطّة بأنها «غبية»، وبأنها ستؤدّي إلى رفْع أسعار الخام. وعطفاً على ما تقدَّم، كشف بوتين أن هناك عدداً من الدول المستعدّة للتعاون مع روسيا، قائلاً: «إذا رفض الأوروبيون مزايا الغاز الروسي الرخيص، فهذا لا يزعجنا بأيّ شكل من الأشكال، لأن الحاجة إلى موارد الطاقة في العالم كبيرة جداً».
وعن توقُّف ضخّ الغاز عبر «نورد ستريم 1»، قال إن روسيا مستعدّة لتشغيل الخطّ فوراً، شريطة أن يسلّم الأوروبيون التوربينات، مضيفاً إنهم «لا يعطون أيّ شيء. هم بأنفسهم خلقوا القضيّة، والآن لا يعرفون ما العمل».
ولفت إلى أن «الشركاء الألمان قاموا بإخضاع كامل جانب الصيانة التقنيّة للقانون البريطاني، واتّفقوا على إصلاح الأنابيب في كندا، ما ذنبنا في هذا الأمر؟»، محمّلاً المفوضية الأوروبية مسؤولية ما يجري في مسألة الغاز، ومبيّناً أن روسيا عرضت من جانبها عقوداً طويلة الأجل.
بلغ حجم التبادل التجاري بين روسيا والصين حوالي 117 مليار دولار خلال ثمانية أشهر
وتأكيداً على «حرْص» روسيا على استقرار وضع الطاقة في أوروبا، أعلن بوتين أن خط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2» لم يُشيّد سدى، وأنه سيتمّ تشغيله إذا لزم الأمر، ما يعني أنه قد يجبر الأوروبيين على إعادة النظر في موضوع تعليق المشروع الذي جاء بضغط أميركي.
كما شدّد بوتين على أن عزْل بلاده عن العالم أمر «مستحيل»، معتبراً العقوبات المفروضة على الروس «خطراً على العالم كلّه»، ومتّهماً الغرب بانتهاج سياسة العقوبات لعقود للإبقاء على «النظام العالمي الذي يلائمه»، فيما حذّر من «كارثة إنسانيّة» تلوح في الأفق بسبب مشكلات نقص الغذاء.
ورأى الرئيس الروسي أن الدول الغربية ستصل إلى طريق مسدود، وإلى أزمتَين اقتصادية واجتماعية، لأنّها تهتمّ فقط بمصالح «المليار الذهبي» (الثراء القائم جزئيّاً على استغلال المستعمرات السابقة)، وتُهمل الآخرين.
وفيما استعرض في كلمته وضْع روسيا الاقتصادي ونموّ التعاون في هذا المجال بينها وبين دول شرق آسيا، بدت لافتةً إشارة بوتين، خلال لقاءٍ جمعه إلى رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، لي تشانشو، إلى «نموّ العلاقات» بين البلدين.
وفي السياق، بيّن أن حجم التبادل التجاري بينهما سيبلغ 200 مليار دولار في وقتٍ قريب. وقال إن «شراكتنا الاستراتيجية تتطوّر بنجاح كبير، كما أن حجم التجارة يتزايد».
وفي الإطار نفسه، أعلنت مصلحة الجمارك العامة في الصين أن حجم التبادل التجاري بين موسكو وبكين ازداد خلال الأشهر الـ 8 الأولى من العام الجاري بنسبة 31.4%، مقارنةً بالفترة المماثلة من العام الماضي، وبلغ 117.205 مليار دولار.
ووفق بيانات الجمارك الصينية، أدخلت الصين إلى روسيا سلعاً بقيمة 44.256 مليار دولار، بزيادة 8.5% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021، فيما ارتفعت الواردات من روسيا إلى الصين بنسبة 50.7%، لتصل إلى 72.949 مليار دولار.
كذلك، أعلن مدير الإدارة الأولى لشؤون الدول الآسيوية في وزارة الخارجية الروسية، غيورغي زينوفييف، أن موسكو وبكين تعملان على 79 مشروعاً استثماريّاً تبلغ قيمتها الإجمالية حوالي 160 مليار دولار.
وتأكيداً على نموّ العلاقات الآخذة في التطوّر في المجالات كافة، أعلنت شركة «غازبروم» أنها وقّعت اتفاقاً مع شركة «سي إن بي سي» الصينية في شأن تحويل المدفوعات، في مقابل توريد الغاز الروسي إلى الصين بالعملات الوطنية للبلدين، الروبل واليوان.