مواقع وصفحات الإنترنت لا تضيع في الفضاء الافتراضي

[على]

ديفيد كيسموديل (وول ستريت جورنال أون لاين)



حاول المديرون التنفيذيون في شركة ديل لأجهزة الكمبيوتر في اوائل هذا العام اغلاق موقع يحمل اسم الشركة، ويروّج لنوع غير معروف من اجهزة الكمبيوتر. ووجه له محامو ديل خطابا شديد اللهجة، وخلال بضعة ايام حوّل صاحب الموقع موقعه الى مكان للنقاش الجماعي في شبكة الانترنت حول الكمبيوتر، واختفى الموقع الاصلي عن الوجود.

غير ان شركة ديل العملاقة رغبت في حيازة العنوان، وهي خطوة تسمح اللوائح الحكومية باتخاذها، الا انه كان على ديل اثبات ان ذلك الموقع استخدم ضدها «بسوء نية»، امام لجنة تحكيم، وعليه لجأ الفريق القانوني في ديل الى شركة واي باك Wayback التي لديها ارشيف ضخم من صفحات ومواقع الانترنت تعود الى تسع سنوات مضت. وقد عثرت ديل هناك على نسخ من الموقع الذي تم الغاؤه، وتمكنت من اثبات ان صاحب ذلك الموقع استخدمه لتوجيه الزبائن الى عنوان آخر يبيع اجهزة الكمبيوتر، وامرت لجنة التحكيم في مايو الماضي تحويل اسم ذلك الموقع لمصلحة شركة ديل.

وشبكة الانترنت التي تبدو من اكثر وسائل الاعلام ميلا للزوال، بدأت الآن في الاحتفاظ بسجلات دائمة لمحتواها. فمن خلال الخدمات التي تقدمها شركة واي باك وخدمات شبيهة شركات اخرى مثل غوغل، اصبح من السهل الآن الحصول على كل انواع المواد في شبكة الانترنت من الصفحات التي تم الغاؤها، واختفت عن الوجود الى النسخ القديمة من مواقع حالية. وبينما اثارت قواعد البيانات هذه اهتمام المؤرخين والاكاديميين، الا انها بدأت تقدم العون للمحامين ايضا.

ويجذب هذا الارشيف بصفة خاصة اهتمام المتخصصين في مجال قوانين الملكية الفكرية، وعلى وجه الخصوص الخلافات التي تثور حول اسماء المواقع في شبكة الانترنت.

ويوفر هذا الارشيف للمحامين اداة تتميز بالسرعة، وبأنها غير مكلفة للوصول الى الادلة التي يحتاجون اليها، وتقول اليسون ماكدير المحامية المتخصصة في مجال العلاقامات التجارية والحقوق الفكرية في شركة ديل، ان الشركة كثيرا ما تستخدم خدمات واي باك وغيرها لحماية علاماتها التجارية من الاستغلال في الانترنت.

وتدير محرك واي باك مجموعة ارشيف الانترنت وهي مجموعة لا تعمل من اجل الربح، وتأسست في عام 1996 لإنشاء قاعدة بيانات رقمية شاملة للمواد الثقافية بما في ذلك عروض وبرامج التلفزيون القديمة، والكتب، والتسجيلات الموسيقية. وقد تمكنت واي باك من ارشفة 40 مليار صفحة انترنت عن طريق استخدام برنامج كمبيوتر يطلق عليه اسم (Bots - بوتس) الذي يتجول في ارجاء الشبكة، ويقوم بإعداد نسخ الكترونية للمعلومات التي يمر بها في جولته.

اما نظام غوغل فإنه يعرف باسم غوغل كاش Google Cache، وهو مصطلح من مصطلحات الكمبيوتر يعني المكان او الموقع الذي تخزن فيه المعلومات، وهو يعمل بالأسلوب نفسه الذي يستخدمه نظام واي باك، وان كان ارشيفها اقل شمولا.

بيد ان الارشيفين لا يعتبران كاملين، اذ يستطيع مشغلو مواقع الكمبيوتر الطلب من واي باك وغوغل ازالة مواقعهم. وتقول الشركتان انهما تلتزمان بالاستجابة لهذه الطلبات فقط عند اثبات مقدم الطلب انه صاحب الموقع المعني. ففي اعقاب اعتداءات 11 سبتمبر 2001 الارهابية طلبت لجنة مراقبة المواد النووية الاميركية من غوغل ازالة صفحات معينة من ارشيفها.

وعادة ما ترفض الطلبات المقدمة من طرف ثالث. غير ان واي باك لديها بعض الاستثناءات في هذا الصدد، وذلك اذا كان الموقع يحتوي على معلومات شخصية سرية مثل الملفات الطبية.

وبالاضافة الى ذلك فإن مشغلي مواقع الكمبيوتر في امكانهم ازالة مواد من الشبكة وذلك عن طريق استخدام رمز كمبيوتري يمنع نظام واي باك والنظم الشبيهة به من نسخ صفحاتهم.

وقد بدأ استخدام الادلة المستخلصة من المواد الارشيفية في شبكة الانترنت في التوسع.. خصوصاً في مجال القضايا المدنية.. الا انه لم يتم بعد اختبار امكان قبول الادلة الارشيفية في الانترنت في القضايا الجنائية حيث قبول الادلة يعد اكثر صرامة من القضايا المدنية.. فالأدلة في القضايا الجنائية تخضع لفحص اكثر صرامة.


يزداد حجم المواد في ارشيفات شبكة الانترنت بكميات ضخمة سنوياً

في ما يلي لمحة لحجم تلك المادة الارشيفية:

> 40 ملياراً: عدد صفحات ارشيف واي باك

> 8 مليارات: عدد صفحات ارشيف غوغل

> 50 مليوناً: عدد المواقع في الانترنت التي يمكن الوصول اليها عن طريق نظام واي باك

> مليون: كمية البيانات المخزنة لدى واي باك بالغيغا بايت

> 20 الفاً: وتيرة نمو البيانات في واي باك في الشهر بالغيغا بايت