المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : “إذا جاء الشتاءُ فأدفئوني”.. هل يقطع بوتين الغاز عن أوروبا وهم مقبلون على فصل “الزمهرير”؟



سيف مجرب
07-26-2022, 09:10 PM
“إذا جاء الشتاءُ فأدفئوني”.. هل يقطع بوتين الغاز عن أوروبا وهم مقبلون على فصل “الزمهرير”؟

كيف سيكون رد فعل الشعوب “المرفّهة”؟

وما هي الخيارات المتاحة أمامهم؟

هل بدأ الشعب الأمريكي حسابه العسير لبايدن بعد فشل قمة “جدة”؟

https://www.raialyoum.com/wp-content/uploads/2022/07/2022-07-26_15-07-58_659968.jpg

القاهرة – “رأي اليوم”- محمود القيعي:

مع تطورات الصراع الروسي من جهة والغربي الأمريكي من جهة ثانية، بات السؤال الذي يفرض نفسه: هل يلجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى قطع الغاز عن أوروبا لاسيما وهي مقبلة على فصل الشتاء؟

وماذا عسى أن تكون ردة فعل الشعوب الأوروبية المرفهة؟

قديما قالها الشاعر العربي الجاهلي الربيع بن ضُبَيع:

‏إذا جاء الشتاءُ فأدفئوني

فإن الشيخَ يُهرمه الشتاء

فماذا عسى أن يكون لسان حال الشعوب الأوروبية إذا سار بوتين في السيناريو المؤلم الذي باتت القارة العجوز تخشاه ؟

د.إسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية يقول إن الأوروبيين الآن أصبحوا هم من يستجدون بوتين ويتوسلون اليه لكي لا يقطع امداداته من الغاز الطبيعي عنهم او يقلل من ضخها اليهم ، وهم مقبلون علي فصل الشتاء الذي سوف تتضاعف فيه حاجتهم الي هذا الغاز.

وأضاف مقلد أن الأوروبيين يعيشون مع انفسهم موقفا مأساويا صعبا لا يحسدون عليه بفعل تأثير العقوبات السلبي عليهم وارتداده اليهم ، وهي العقوبات التي انساقوا اليها مهرولين وبلا تحفظ تحت ضغط شريكهم الامريكي عليهم دون ان يتدبروا عواقبها ومضاعفاتها عليهم كما ينبغي.

وتابع قائلا: “وقد هللوا لتلك العقوبات وتباروا في اظهار حماسهم لها واستعدادهم لتحمل نتائجها بالنسبة لهم ولم يتركوا مجالا واحدا دون ان تمتد آثار عقوباتهم اليه.لكي يدمروا لبوتين اقتصاده ويرغموه بها علي تغيير سياساته واستراتيجياته واعادة تقييمه لاهدافه واولوياته وتحجيم دوره وتحركاته . كانت عقوبات بلا سابقة مماثلة لها في التاريخ”.

وقال إنهم بعد ستة أشهر من تطبيقهم الصارم لتلك العقوبات، فشلوا في تدبير احتياجاتهم الضرورية من الطاقة اللازمة لهم من خلال التدابير البديلة التي تصوروا مع حليفهم الامريكي انهم سيكونون قادرين عليها وواثقين منها ، وان المتضرر الاكبر من تلك العقوبات الاقتصادية المتهورة في عنفها ومداها ، والغبية في طبيعتها وحساباتها ، ستكون روسيا وليس الغرب..لكن مع تفجر ازمة الطاقة العالمية وتفاقمها بهذا الشكل.

وتابع مقلد: “وبهذا الفشل المدوي لسلاح العقوبات الغربية والذي أصبح العالم كله متابعا له وشاهدا عليه ، صار الرئيس الروسي بوتين هو الطرف الاقدر في هذه المواجهة الاقتصادية غير المسبوقة علي ان يوجعهم وينغص عليهم حياتهم بقراراته بقطع هذا الشريان الحيوي عنها وتركهم غارقين في ازماتهم دون ان يجدوا حلا عاجلا وجذريا لها…لقد خسروا رهانهم وهو ما يزال بعد في شهوره الاولي ، فلا الحرب الاوكرانية توقفت ولا روسيا استسلمت ولا معادلات القوة الدولية تغيرت”.

الخيارات المتاحة

وقال إنه في مواجهة هذه الازمة الخانقة والمستحكمة، فانه لم يعد من خيارات متاحة امام الأوروبيين سوي احد امرين اثنين لا ثالث لهما وهما: إما التراجع المخزي عن عقوباتهم بالغائها او تخفيفها ليفتحوا الطريق امام بوتين للعدول عن قراره بقطع امداداته من الغاز الروسي عنهم.

وإما الاستمرار في ما بدأوه وعدم تراجعهم عنه بفعل ضغط شريكهم الامريكي عليهم ، ووقتها سوف تلعن الشعوب الاوروبية حكوماتها علي قراراتها الطائشة والغبية التي ادخلتهم في نفق مظلم وعجزت عن اخراجهم منه.

وخلص مقلد إلى أن سلاح العقوبات الاقتصادية هو سلاح مرتد أو سلاح مزدوج ذو حدين ، وهو سلاح فاشل وبرهن على عدم جدواه في معظم ان لم يكن في كل الحالات التي جري استخدامه فيها ، لانه يعاقب الشعوب اكثر مما يعاقب الحكومات ولم ينجح مطلقا في اسقاط نظام حكم سعت تلك العقوبات الي التخلص منه..

وأنهى قائلا: “ليت الدول والحكومات وخصوصا في الغرب ، بعد كل ما رأيناه ، وآخره في اوروبا، تتعلم الدرس حتى توفر علي شعوبها وعلى الشعوب الاخري من الازمات والمعاناة ما هي جميعا في غنى عنه”.

حساب بايدن العسير

برأي د.عبد المنعم سعيد فإن العرب أكدوا في قمة جدة حقيقة أن العالم لم يعد كما كان، وأن العودة بعد الخروج الأمريكى من المنطقة لا يمكن أن تجعل أحوالها كما كانت.

وأضاف أنه بعدما قال الجميع كلماتهم، وجرى تصوير الجميع فى صورة جماعية، ذهب الرئيس بايدن كما جاء، وبات عليه أن يعود مرة أخرى إلى واشنطن لكى يُحاسَب من جماعته التقدمية والليبرالية حسابًا عسيرًا.

وبرأي سعيد فإن تقييم الرحلة جاء سلبيًّا، فأسعار النفط لم تنخفض بقدر ما أراد لها البعض، والمصارحات التى جرَت فى اجتماعات القمة بأشكالها المختلفة كانت من الصراحة إلى الدرجة التى جعلت الصحافة الأمريكية تُخفى ما قيل وتكفى على الأخبار أغطية سوداء.

وقال سعيد إن الجميع تذكّر أن انتخابات التجديد النصفى قد اقتربت، ومن بعدها- ولا يعلم الأمور إلا الله- سوف تكون المواجهة الكبرى مرة أخرى فى الانتخابات الرئاسية بين بايدن وترامب!.

وقف الحرب

الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام يقول إن روسيا الآن مهيأة للوقف المؤقت للحرب، لكن الغرب وأمريكا يريدان إذلالها، وتحويل أوكرانيا إلى أفغانستان جديدة لاستنزاف روسيا اقتصاديا، وعسكريا، وسياسيا.

وتمنى سلامة

أن تطرح الأمم المتحدة مبادرة على الأطراف المتنازعة لـ «وقف مؤقت» للحرب، أو على الأقل التوصل إلى اتفاق خاص بالطاقة، على غرار اتفاق الحبوب، لحل أزمة الطاقة المتفاقمة عالميا، خاصة فى أوروبا التى ترتعد رعبا من الشتاء المقبل حسب قوله.


https://www.raialyoum.com/%d8%a5%d8%b0%d8%a7-%d8%ac%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%aa%d8%a7%d8%a1%d9%8f-%d9%81%d8%a3%d8%af%d9%81%d8%a6%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%87%d9%84-%d9%8a%d9%82%d8%b7%d8%b9-%d8%a8%d9%88%d8%aa%d9%8a/