المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطلاب الجامعيون يتحولون إلى «جيل شبكة المعلومات»



yasmeen
09-02-2005, 07:18 AM
الكومبيوترات والأجهزة التقنية الجوالة تصبح من اللوازم الضرورية والجامعات تدعم إدامتها


نيويورك: «جون شوارتز»


في اجتماع في يونيو (حزيران) الماضي لأولياء الطلبة في جامعة ميشيغان في آن أربر تحول الحديث بسرعة الى التقنيات، فقد تخلى خمسة طلاب عن قضاء وقتهم الحر عصر أيام الآحاد لمعالجة قضايا مثل قيام الاباء والامهات النكدين في ارسال اولادهم الى الكليات، وايجاد التوازن اللازم بين الدراسة وقضاء الوقت الممتع، ومسألة الأمن داخل الحرم الجامعي وغيرها. ولكن العديد من الاباء والامهات كان لهم مسائل أخرى تهمهم ايضا مثل، ما هو أفضل نظام تشغيل للكومبيوتر؟ وما هو المفضل: كومبيوتر المكتب، أم كومبيوتر الحضن؟ وكم هي جودة الاتصال السلكي للدخول الى الإنترنت؟ وهل من الضروري وجود طابعة؟
وما كان من المسؤول عن ادارة الجلسة الا السؤال: هل بينكم من له سؤال لا يتعلق بالتقنيات؟

ولنكن منصفين فان اولياء الطلبة هؤلاء كانوا قبل وقت قليل يحضرون جلسات واجتماعات تتعلق بالمساعدات المالية للطلبة، كما كانوا يستعدون للدخول في مناقشات مخصصة سلفا حول الخدمات الصحية في الحرم الجامعي، لكن التقنية ظلت واحدة من الموضوعات الاساسية بالنسبة الى اولياء الامور والطلاب على السواء.

جيل الإنترنت

* وعن ذلك يعلق غارلاند سي المور نائب رئيس جامعة انديانا وعميد تقنيات المعلومات فيها بقوله «نحن نشير اليهم في هذه الايام بجيل شبكة المعلومات الذي نما وترعرع على اجهزة الكومبيوتر».

انه لأمر رائع لكنه يعني ايضا انه يتوجب علينا مواجهة سلسلة قرارات ونفقات إضافية التي لم تكن الصفوف السابقة تواجهها من قبل. «عندما ذهبت الى المدرسة ذهبت مع ملابسي وسيارتي فقط»، تقول مايل والش التي تعمل في ميدان الاستيراد في ميدواي، في ولاية يوتاه، التي سيدخل ابنها ماكينا جامعة يوتاه في مدينة سولت لايك هذا الخريف، ولكن اليوم على الطلاب وأولياء أمورهم الاخذ في الاعتبار جهاز الكومبيوتر والهاتف الجوال وجميع الاجهزة الاخرى المصاحبة التي لها علاقة بالتقنيات. «انه لامر مرعب فعلا» كما تقول.

والاشياء التي كانت في السابق نوعا من الاشياء الاضافية في الصفوف والامكنة المخصصة لسكنى الطلاب، باتت اليوم من الضروريات فأجهزة الكومبيوتر الحضنية باتت بشكل متزايد من الاشياء المألوفة في قاعات المحاضرات لكونها تتمكن من دخول الإنترنت عبر الاتصال اللاسلكي للعثور على مواد تعليمية خلال الدرس، والكشف على البريد الإلكتروني خلال فترات الراحة القصيرة بين الفصل والاخر، أو حتى مشاهدة برنامج «اميركان ايدول» في بعض الكليات. وتتيح اقراص فلاش الصغيرة للطلاب تمرير بعض الاعمال والاشغال في ما بينهم عندما لايمكن العثور على النقاط اللاسلكية الساخنة.

أما بالنسبة الى نوع الكومبيوتر المطلوب جلبه الى الجامعة فيعتمد على المؤسسة التعليمية ذاتها. فبعضها لها شروطها وتوجيهاتها التقنية الصارمة. ومثال على ذلك تحريم جلب كومبيوتر «اي ماك» الى أكاديمية سايتديل في شارلستون في ولاية ساوث كارولينا لكون الاكاديمية تؤمن فقط الدعم الفني لاجهزة «غايت واي» التي تشغل نظام «مايكروسوفت ويندوز اكس بي» للتشغيل. «فاذا ما قمت بجلب جهاز آخر فاننا سنجهزك بعنوان للوصل بالشبكة، ولكن خلاف ذلك فأنت ستكون مسؤولا عن نفسك فقط» كما ينص موقع اكاديمية سايتديل على الشبكة.

الا أن البعض الاخر يتخذ موقفا أكثر تجاوبا، اذ يقول موقع شارلتون كوليدج في نورث فيلد في ولاية مينسوتا على شبكة الإنترنت انه لايقدم اي توصيات في ما يتعلق بأجهزة الكومبيوتر الشخصي «بي سي» أو ماكنتوش. لكن بعض الدوائر داخل الجامعات قد تتطلب أجهزة معينة، أو حتى برمجيات معينة، مما يعني ضرورة التيقن من ذلك قبل التوجه الى الجامعة.

كومبيوترات جامعية

* لكن جميع الكليات تتفق على أن اي كومبيوتر حديث بمقدوره الدخول الى الإنترنت عن طريق «الايثرنت» والوصلات اللاسلكية، لذا لاضرورة الى اصطحاب اجهزة قديمة عفا عنها الزمن. وكما يقول موقع كارليتون «من المهم جدا في اي حال جلب كومبيوتر حديث يمكنه العمل على شبكتنا وبالتالي تشغيل الاستخدامات اللازمة للقيام بعملك».

وهذه ليست عنصرية متعلقة بالعمر، فالكومبيوترات القديمة تكون كبيرة الحجم مثلا ولا يمكنها عادة وقاية ذاتها من الفيروسات والبرامج الاخرى الشريرة التي يمكنها أن تعطل الالة، وحتى الشبكة ذاتها. وهذا هو السبب الذي دفع جامعة ولاية كنساس في منهاتن شأنها شأن العديد من الكليات الاخرى الى أن تكون واضحة جدا في ما يتعلق بأي الانظمة التي ترفضها، فنظاما «ويندوز 95» و «ان تي 3.51» أو الانظمة الاكثر قدما لايسمح لها بالاتصال بشبكة ولاية كنساس، كما أنها لاتشجع أبدا أنظمة «ويندوز 98 ام اي». وبالطبع لايبقى بعد تسديد القسط الجامعي، المال الكافي للوالدين للحصول على جهاز جديد، مما يعني أن الطلاب يصلون الى الجامعة خاليي الوفاض. ولكن اذا ما جلب احدهم جهازا قديما الى جامعة أنديانا، على حد قول البروفيسور المور، فان الجامعة ستحاول تحديثه عند ذاك، الى آخر ما يمكن من انظمة التشغيل الحديثة وتجهيزه ايضا بافضل وسائل الدفاع الرقمية. ولجامعة انديانا هذه فلسفة تقول بتقديم الدعم الفني والتقني الكاملين، «فاذا كنت تملك هاتفا فأنه سيكون من مسؤوليتنا، بل بصراحة فان أي ترانزستور هو من مسؤولياتنا ايضا»، كما يقول المور.

بل حتى أجهزة الكومبيوتر الجديدة ليست بمنأى عن المشاكل، لذلك قامت الجامعة الاميركية في واشنطن بانشاء نظام واق للحماية في شبكتها، فعند قيام الطالب لاول مرة بالتسجيل على الشبكة يقوم النظام بتوفير فرصة لتحديث جهازه فورا مع جميع وسائل الوقاية ضد الفيروسات والدود الكومبيوترية وأحصنة طروادة والعيوب والغارات الرقمية الاخرى، كما يقول كارل هوايتمان المدير التنفيذي للجامعة لشؤون تقنيات المعلومات.

أما بالنسبة الى شراء الكومبيوتر، فان بعض مسؤولي الجامعات يقترحون قيام الطلاب باستغلال العروض الخاصة التي تقدمها المؤسسات التعليمية. «فأنا أقوم بإرسال ملاحظة لكل طالب، اقترح عليه الانتظار، حتى وصوله الى هنا، اذا ما قرر شراء شيء جديد» كما يقول البرفيسور المور، اذ تقدم جامعة انديانا لطلابها نفس السعر الاجمالي الذي تحصل عليه من ديل في ما يتعلق باجهزة ال بي سي، كما ان لها تخفيضات من شركة آبل في ما يتعلق بجميع الاجهزة التي تاتي منها، مع برمجياتها الخاصة بالعمل والأمن ضد الفيروسات.

ولكن لاينبغي علينا الافتراض ان الكليات تحصل على أفضل الصفقات. فأي مقارنة بسيطة خلال عملية التسوق من قبل شخص مهتم بالعملية يمكنه توفير مئات الدولارات التي يمكن انفاقها على عمليات التحديث التي تخدم الطلاب بشكل أفضل بما في ذلك الحصول على المزيد من ذاكرة «رام» العادية، وقرص صلب أكبر لتخزين كل تلك الموسيقى.

ورغم ان الكليات توفر طابعات في مختبرات الكومبيوتر، لكنها قد تقنن في الورق الذي يستهلكه الطالب خلال الفصل الدراسي الواحد. كما أن الكثير من الطلاب يفضلون الطباعة في أماكن سكناهم. ولكون الطابعات هذه صغيرة بحجم الثلاجة الصغيرة فأن الطلاب يفضلونها هناك.

والى جانب الكومبيوترات هناك مجموعة واسعة من التقنيات الاخرى للاختيار من بينها للحياة الجامعية. فلسنوات توقع غلاة التقنيات مجيء الحياة الرقمية بحيث يوصل الكومبيوتر الشخصي مستخدميه الى وثائقهم وصورهم وموسيقاهم، وحتى الى شبكتهم، لكن الشباب باتوا الان يعيشون هذه الحياة، كما يقول تيد شادلر المحلل في فوريستر ريسيرتش، وهي شركة ابحاث صناعية في كيمبردج في ولاية مساتشوسيتس الذي اضاف يقول «انه أمر متعلق تماما بالسن».

من هنا ليس بعجب ان يقول المراهقون وهم في طريقهم الى الجامعة انهم باتوا متعلقين بالعديد من الاشياء الجديدة هذه أكثر بكثير مما كان عليه أباؤهم وامهاتهم، ففي استطلاع اخير قامت به مؤسسة فوريستر ذكر 27% من الشباب بين سن الـ 18 و21 سنة انهم لايستطيعون العيش من دون اجهزتهم ال بي سي، وهي النسبة ذاتها التي تقول انها لاتستطيع العيش من دون سيارة. وعلى سبيل المقارنة ذكر 22% من الشباب انهم لايستطيعون العيش من دون هاتفهم الجوال. أما التلفزيونات والعاب الفيديو فجاءت في خانة الارقام الفردية.