مرتاح
09-01-2005, 05:01 PM
السيد محمد حسين فضل الله: لا فرصة للحرب الأهلية في العراق لكن الحذر واجب
السفير -- (الثلاثاء، 9 آذار «مارس» 2004
حسين أيوب
قبل اسابيع قليلة استهدفت مؤسسات تابعة للمرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله في مدينة صور. ترافقت مع تجدد موجة بيانات الفجر المجهولة المعروفة الهوية التي تحاول النيل من مقام السيد ومرجعيته ودوره في الدائرة الإسلامية العالمية. كلما اشتدت الحملة عليه كلما ازداد شجاعة وتوقدا. نسأله هل هي تداعيات اعلان مرجعيتك فيهز رأسه مبتسما. نسأله هل وصلت الينا السلفية الشيعية فيهز رأسه: “جدا جدا” .. وهل هي ايرانية؟ يجيب: “نحن ما هي مشكلتنا غير السلفية الشيعية في ايران. لقد وصلت الينا والى مستوى من الغلو” . نقاطعه بأنها ما زالت ظاهرة معزولة في المجتمع الشيعي اللبناني فيجيب: “هناك شخص معزول في الزنزانة وهناك شخص آخر معزول وامامه نافذة من هنا وهناك ويقومون بتفليته بين حين وآخر.. هذا هو الفرق”.
يتوغل سماحة السيد في الحديث عن امراض الشرقيين المتدينين منهم او العلمانيين ويقول “التعصب الانساني وليس الديني هو هوية شرقية”.
لم يزر سماحة السيد الجمهورية الاسلامية منذ عقد من الزمن. جاءته دعوات كثيرة “ولم اجد حاجة لتلبيتها”. هم يأتون اليه كعادتهم ويصارحهم في قضاياهم وقضايا كثيرة. ينفي القطيعة ولكنه يحافظ على “بروتوكوله” الذي حال دون اجتماعه بالسيد محمد خاتمي عندما زار لبنان “مع ان الرجل صديقي”. سألناه عن مصدر قوته خاصة وان هناك من راهن على تراجع دور مؤسساته بعد الالتباسات التي سادت علاقته بالايرانيين فيجيب: “مصدر قوتي انني لا اطلب من احد شيئا حتى من الايرانيين بدليل ان مؤسساتي كبرت وتنامى وضعها وانا لم اكن احصل على قرش واحد منهم في يوم من الايام وليس لايران أي علاقة بمؤسساتي ولو بنسبة واحد بالمائة”.
يعيش الحرية بشجاعة الموقف الذي لا يتوانى عن اطلاقه والمجاهرة به ودائما على اساس القاعدة الذهبية التي يتباهى بها: “كن نفسك ليس الا”.. على هذا الاساس لا يستطيع احد ان يكبّر “السيد” او يصغّره لانه يبقى كبيرا كبيرا بفكره الذي لا يهادن وميزته انه يحاول دائما ان يتفادى السطح كما يحاول التسلل الى الكلمات الممحية في السطور لعله يجد فيه شيئا من ضالته فيبادر الى تحويلها موقفا يرميه في بحر مريديه.
طلبنا من “السيد” ان يتمحور الحديث حول الموضوعين العراقي والايراني فقط وان نتفادى الوحل اللبناني فاذا به منطلقا في حوار شامل تجاوز الساعتين واخترنا ان نقلبه من العراق الى ايران وليس كما بدا من ايران الى العراق.
العراق
السيد محمد حسين فضل الله على تواصل شبه يومي مع المراجع الشيعية في العراق. بالأمس تابع وقائع التوقيع على الدستور العراقي المؤقت. سألناه عن الافخاخ والمطبات التي تنتظر مجلس الحكم الانتقالي في المرحلة المقبلة فقال:
“لا يمكن الحديث عن هذه الفكرة بالمطلق مع إيماننا بوعي الشعب العراقي. اننا نجد ان العراق أصبح ساحة لكل المغامرين والطامحين والمصطادين في الماء العكر ولا سيما اننا لا نثق بالولايات المتحدة الاميركية التي نشطت من خلال مخابراتها ومن خلال “الموساد” المتحالف معها ومن خلال العملاء الذين يتحركون في داخل العراق منذ كان النظام الطاغي السابق. هؤلاء يعملون على خلط الاوراق وخلق المشاكل هنا وهناك من اجل اطالة امد الاحتلال الاميركي للعراق وتكون الصورة على السطح صورة الاحتلال الذي اعطى السيادة للعراقيين في الشكل ولكنها سيادة للاحتلال في المضمون.
ماذا يريد الاميركيون ابعد من العراق؟
“اميركا صرحت بأنها سوف تستمر في العراق اما من خلال الاحتلال المباشر او المبطن لانها تريد ان تكمل مشروعها في ترتيب المنطقة وفي مقدمتها العراق لحماية مصالحها وتنمية نفوذها بحيث تسيطر على المنطقة بشكل مباشر وتجعل العراق جسر عبور الى المنطقة كلها لا سيما ايران وسوريا والخليج العربي”.
عدم الاستغراق في الماضي عن الانتخابات يقول السيد فضل الله:
“القضية الان هي ان العراق يبحث عمن يمثله بطريقة شرعية ولذلك كل ما يصدر عن الاحتلال لا يعتبر ممثلا للشعب العراقي وان كان بعض هؤلاء الذين يتحركون في مجلس الحكم يمثلون بعض الشرائح ولكنهم لا يملكون التمثيل الشامل الذي يمكن ان يعطي الصورة الحقيقية لما يريده العراقيون.
نحن نأمل ان تتحرك الفعاليات العراقية كلها على اساس ان مشكلة العراق بعد ذهاب الطاغي صدام حسين هي مشكلة الاحتلال الخفي والمعلن والخطة الاميركية التي تتحدث عن الشرق الاوسط الكبير ومشاريع الديموقراطية على طريقتها والحرية التي تمثل حرية مصالحها وليس سواد عيون العراقيين او غيرهم من شعوب المنطقة. على القيادات العراقية المخلصة ان تنظر للمستقبل، فنحن لا نأمن لاميركا على كل ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا. نحن نريد للشعب العراقي ان يفهم جيدا اصول اللعبة الاستكبارية وان يعرف ان اميركا لا تريد الخير له وللمنطقة وبالتالي على العراقيين ان يحدقوا في الطريقة التي تدير بها أميركا المسألة الفلسطينية وكيف تخطط مع إسرائيل للمزيد من المجازر المتحركة التي تمثل نوعا من الابادة المنظمة للشعب الفلسطيني. إننا نأمل من العراقيين إلا يستغرقوا في الدور الاميركي في إسقاط النظام الطاغي بل أن يعتبروا ذلك من الماضي”.
لا فرصة للحرب الاهلية
هل أنت خائف من احتمال الحرب الاهلية؟
يجيب فضل الله: “انني اعتقد ان العراق لن يدخل في حرب اهلية بين السنة والشيعة او بين المسلمين وغيرهم او بالمعنى العرقي لان التاريخ الذي رافقناه وتحكم عناصره الواقع العراقي يشير الى عقلنة الفعاليات الاسلامية وغيرها. لم تحدث في تاريخ العراق وحاضره اية حروب داخلية اهلية. وهناك ضمانات في اكثر من موقع سياسي وديني وثقافي واجتماعي في العراق وهذا ما لاحظناه بعد المجازر الوحشية الاخيرة في بغداد وكربلاء. لقد وجه جميع العلماء السنة والشيعة الاتهام الى المحتل وليس الى أي طرف داخلي. انا لا اتصور ان هناك اية فرصة لحرب اهلية ولكن ذلك لا يمنع من التحديق بالواقع حذرا من المصطادين في الماء العكر لانه ليس هناك مطلق في السياسة بل هي تخضع لكثير من الرياح العاصفة من هنا وهناك.
الثقة بالامم المتحدة
ماذا يعني ان تجري الانتخابات بإشراف الاميركيين او الامم المتحدة؟
يقول فضل الله: “الاميركيون محتلون بما يملكون من قوة ولكنهم لا يفهمون الشعوب وارادتها وطاقاتها وامالها ولذلك لن يستطيعوا ادارة العراق المعقد بتنوعاته المذهبية والعرقية والثقافية ولذلك فان الامم المتحدة هي التي تملك بوعي العراقيين والمنطقة كلها الثقة بانها سوف لن تتحرك الا على اساس المبادىء الانسانية في احترام حقوق الانسان وللامم المتحدة تجارب في مسالة الاشراف على الانتخابات وادارتها وتهيئة الظروف لها ونعتقد ان المحتل الاميركي لا يملك من خلال طبيعة السياسة الاميركية المتحالفة مع الادارة الاسرائيلية القدرة على اجراء انتخابات محايدة ونزيهة ولذلك ينبغي ان يكون الصوت العراقي واحدا في الدعوة الى اجراء انتخابات تحت اشراف الامم المتحدة.
القراءة بين السطور
وعن الاتهامات التي تجاوزت الاميركيين والاسرائيليين في موضوع التفجيرات الاخيرة في العراق يقول فضل الله:
“اننا امام غموض المجرم قد نتصور ان هذه الفئات المقصودة قامت بذلك ولكن نتساءل اذا وضعت التفجيرات التي استهدفت مواقع شيعية في دائرة معينة، فمن الذي فجر بعض مساجد السنة؟ هل هم الشيعة؟ ان هناك نوعا من الغموض ولذلك فان الحكم على الفاعل بالطريقة القضائية يحتاج الى معطيات واقعية. ان الامن في العراق مسؤولية المحتل الاميركي لانه هو الذي ضمن امن العراق بحسب قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن ولان الولايات المتحدة تملك اقوى مخابرات في العالم وهي موجودة في العراق حتى في قلب نظام صدام كما ان هناك تحالفا بين المخابرات الاميركية و”الموساد” الذي دخل بكل قدرته الى العراق متحالفا مع المخابرات المركزية الاميركية على اساس ان يخلط الأوراق ويساهم في تثبيت الخطة الاميركية الاسرائيلية في العراق ولذلك نعتقد ان المصلحة الكبرى لهما وان المسؤول الاساسي والمستفيد الاساسي هما الولايات المتحدة واسرائيل ونقول لمن يقولون بان الاساليب تشير الى ان من قام بالاعمال الاجرامية هم مسلمون متطرفون.
ايضا من يتجسسون في فلسطين على الانتفاضة لمصلحة الاسرائيليين هم مسلمون ويتحركون من خلال المخابرات الدولية والاقليمية لخدمة هذا النظام او ذاك. ان أي احتمال لاتهام اية جهة لا يبرىء المحتل الاميركي ونحن نتساءل لماذا لم تمنح الادارة الاميركية الشرطة العراقية الاسلحة التي تحتاجها وقد سمعنا من ضباط عراقيين عينوا حديثا انهم لا يملكون ما يدافعون به عن انفسهم ولماذا لا يعطى مجلس الحكم عناصر وادوات القوة التي يستطيع من خلالها رصد الاحداث. هناك اكثر من سر خفي ومشكلتنا اننا نحدق في السطح ونتنازع على السطح ونحكم على السطح ولا ننفذ الى الواقع . يجب ان نقرأ بين السطور يجب ان نقرأ الممحي من المفردات”.
ايران المحافظين والاصلاحيين
نبدأ الحديث الايراني مع “السيد” من نتائج الانتخابات الاخيرة في ايران فيجيب:
“نلاحظ ان هناك صراعا في طبيعة وعي المضمون الاسلامي للثورة الايرانية التي انتجت الجمهورية الاسلامية الايرانية. هناك فريق كبير من الايرانيين الذين قد يطلق عليهم “المحافظون” الذين تختلف تنوعاتهم بين آخر اليمين وبين الوسط. اننا نلاحظ ان هذا الفريق يرى بان مضمون الثورة الاسلامية هو الاسلام على الطريقة التي يفهمونها وبالمستوى الذي يخاف منه هذا الفريق على الاسلام من الحريات الثقافية والسياسية والاعلامية باعتبار انه يفسح المجال للمفاهيم غير الاسلامية ان تنفذ الى وجدان الشعب الايراني بالطريقة التي بعده عن الاسلام الذي هو عنوان الثورة او من خلال التدخل الخارجي ولا سيما الاميركي الذي يحاول ان ينفذ الى ايران من الف شباك وشباك ولهذا فانهم ومن خلال ما يعتقدونه محافظة على الاسلام الذي انطلقت الثورة منه، يقيدون الحريات على انواعها.
ويتمثل ذلك بطبيعة بعض الاحكام القضائية او قضية اغلاق الصحف وسجن من يخالفون الرأي او في المسالة السياسية التي ربما تختلف مواقعها حسب مواقع الاوضاع الاقليمية مع بقاء العلاقات الاميركية الايرانية في دائرة السلب بالرغم من بعض الاشارات واللمحات واللقاءات الخفية هنا وهناك ولعل المؤسسات الدستورية في ايران تساعد على بعض حرية الحركة في هذا الاتجاه لا سيما ان بعض هذه المؤسسات قد تحمل اتجاها لا يرى هناك شرعية للحرية من الناحية الاسلامية وربما تمثل هذا في اكثر من موقف او موقع في ما يعتبره البعض حصارا للتيار الاخر او حصارا للحكومة لانها لا تملك كل الصلاحيات التي تتيح لها الحرية في ان تنفذ برنامجها ولعل تجربة مسالة قرارات مجلس صيانة الدستور في ابعاد نحو ثلاثة الاف مرشح مؤخرا عن صلاحية الترشيح وما تبعها من ارباك ونقل المسألة الى وزارة الامن الخ.. كل ذلك اوجد ارباكا في الحياة السياسية وحركة معارضة بحيث تجاوز بعض رموزها الخطوط الحمراء في تصريحاته بالمستوى الذي وصل الامر الى نوع من انواع العتب للمرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية. وهناك تيار اخر هو التيار الذي استطاع ان يفتح ايران على العالم من خلال مسالة الحرية بمستوياتها المختلفة وذلك في اطار ما اسمي حوار الحضارات. لكن مشكلة هذا التيار انه اطلق عناوين كبيرة بالطريق التي اخافت التيار الاخر وخلق له نوعا من انواع القلق والخوف من امكان تطوره الى مرحلة يمكن ان تساق فيها ايران الى العلمانية لا سيما ان بعض جيل الشباب في الجامعة وغيرها يهمس بمثل ذلك.
الاصلاحيون ليسوا فريقا واحدا ، هناك الفريق الذي لا يشجع بقاء ايران اسلامية وهناك علمانيون من هذ القبيل وهناك الذين يؤمنون بالاسلام ويجتهدون في مسالة الحريات ويرون انها لا تبتعد عن الاسلام، بل يرون ان المزيد من الضغط هو الذي يمكن ان يتراكم تاثيرا سلبيا على النظام، وان الاسلام لا يخشى من الحرية لانه يملك ما يواجه بها الشبهات او الحملات وما الى ذلك بينما يمكن ان يمثل الضغط السياسي والثقافي والاعلامي نوعا من انواع ارباك النظام العام كما حصل في اكثر من نظام في العالم عندما بدأ يحاصر الحريات.
عندما ندرس القضية في هذا المناخ نجد في الجانب السلبي مشكلة استفادة المحافظين من المؤسسات التي يشرفون عليها وذلك لمحاصرة الاتجاه الاخر الذي يمثل الحكومة بكل مؤسساتها التقليدية وقد استفاد المحافظون مما تملكه هذه المؤسسات من سلطة شبه مطلقة باعتبار انه لايسمح بالدخول في مناقشة موضوعية وعلمية وسياسية بالنسبة الى ما يتخذه مجلس صيانة الدستور من مقررات، ربما يرى البعض انها تمثل قرارات المرشد الاعلى لانه هو الذي يعين مجلس صيانة الدستور وبالتالي يمثل التمرد عليه تمردا على ولاية الفقيه اي على اساس الشرعية واساس النظام.
استغلال نفوذ ربما
الا تعتقدون ان الدستور يعطي دورا مرجحا للمؤسسات غير المنتخبة وتحديدا تلك التي يمسكها الولي الفقيه؟
يجيب فضل الله:”ربما تكون الصورة صورة استغلال نفوذ حسب راي الفريق الاخر ضد التيار الاصلاحي والحكومة التي لا تملك صلاحيات كبيرة كاي حكومة في العالم. اننا نجد ان هناك سلبية ادت الى ارباك الواقع الايراني ولا سيما جيل الشباب الذي كان ينتظر من الاصلاحيين ان يكونوا اكثر شجاعة ويحققوا له طموحاته في الحرية وغيرها بينما يرى الاصلاحيون ان الدستور الايراني لا يسمح لهم بتحقيق مشروعهم كما ان القوى الامنية لا تسمح لهم بان يكونوا في الموقع القوي للسلطة.
عندما تدرس القضية من جانب اخر من الصورة فاننا نجد في هذا الحدث الايراني اي الانتخابات وفي هذا الصراع الذي لم يصل الى حد الصراع الدامي بل الى حد الصراع الحاد الذي قد يعبر عنه البعض بالقول انه صراع كسر عظم. ان هذ الصراع يمثل في الجانب السياسي وجود حياة سياسية متحركة قادرة على تغيير الواقع.
الا تعتقدون ان الحياة السياسية في ايران اصيبت بخدوش في الانتخابات الاخيرة؟
يقول فضل الله: الشعب الايراني نزل الى الساحة واعطى رايه بنسبة النصف واكثر قليلا واستطاع ان يغير الصورة السياسية لواجهة الحكم في ايران عندما اعطى هذه الاغلبية للفريق المسمى بالمحافظين. واذا كانت هناك بعض المقاطعة للانتخابات من فريق معين فان هذا ليس بدعة في الحياة السياسية في بلد في العالم، ولهذا نعتقد ان الحياة السياسية التي قد تصيبها خدوش تمثل حدثا نموذجيا في المنطقة فنحن لا نجد هناك اية انتخابات حقيقية في المنطقة، بمعنى اننا نرى ان انتخابات ال99,99 بالمئة او على مستوى لبنان او غيره لا تغير شيئا في الواقع، أي ليست هناك حياة سياسية بالمعنى التغييري بحيث ان الشعب يملك ارادة التغيير بل نجد ان السياسيين يحاولون مخاطبة الشعب بالاساليب المؤثرة أي بغير الذهنية التي تؤدي الى تغيير مواقفه في الواقع.
وفي دراستنا لتاريخ الانتخابات في ايران، نجد انها منذ الثورة انتخابات حية يمارسها شعب حي يعرف كيف يمارس حريته بقطع النظر عن الصح او الخطأ وبالرغم من كل نقاط الضعف التي ننقدها في طبيعة بعض مواد الدستور والمؤسسات نجد ان إيران تتمتع بحياة سياسية فاعلة ومؤثرة وفي الوقت نفسه تتمتع بالحريات الإعلامية ولا أتصور أن الحريات الموجودة في إيران مع التحفظ على بعض خطوطها هنا أو هناك تمثل حياة سياسية في عافية سياسية.
السفير -- (الثلاثاء، 9 آذار «مارس» 2004
حسين أيوب
قبل اسابيع قليلة استهدفت مؤسسات تابعة للمرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله في مدينة صور. ترافقت مع تجدد موجة بيانات الفجر المجهولة المعروفة الهوية التي تحاول النيل من مقام السيد ومرجعيته ودوره في الدائرة الإسلامية العالمية. كلما اشتدت الحملة عليه كلما ازداد شجاعة وتوقدا. نسأله هل هي تداعيات اعلان مرجعيتك فيهز رأسه مبتسما. نسأله هل وصلت الينا السلفية الشيعية فيهز رأسه: “جدا جدا” .. وهل هي ايرانية؟ يجيب: “نحن ما هي مشكلتنا غير السلفية الشيعية في ايران. لقد وصلت الينا والى مستوى من الغلو” . نقاطعه بأنها ما زالت ظاهرة معزولة في المجتمع الشيعي اللبناني فيجيب: “هناك شخص معزول في الزنزانة وهناك شخص آخر معزول وامامه نافذة من هنا وهناك ويقومون بتفليته بين حين وآخر.. هذا هو الفرق”.
يتوغل سماحة السيد في الحديث عن امراض الشرقيين المتدينين منهم او العلمانيين ويقول “التعصب الانساني وليس الديني هو هوية شرقية”.
لم يزر سماحة السيد الجمهورية الاسلامية منذ عقد من الزمن. جاءته دعوات كثيرة “ولم اجد حاجة لتلبيتها”. هم يأتون اليه كعادتهم ويصارحهم في قضاياهم وقضايا كثيرة. ينفي القطيعة ولكنه يحافظ على “بروتوكوله” الذي حال دون اجتماعه بالسيد محمد خاتمي عندما زار لبنان “مع ان الرجل صديقي”. سألناه عن مصدر قوته خاصة وان هناك من راهن على تراجع دور مؤسساته بعد الالتباسات التي سادت علاقته بالايرانيين فيجيب: “مصدر قوتي انني لا اطلب من احد شيئا حتى من الايرانيين بدليل ان مؤسساتي كبرت وتنامى وضعها وانا لم اكن احصل على قرش واحد منهم في يوم من الايام وليس لايران أي علاقة بمؤسساتي ولو بنسبة واحد بالمائة”.
يعيش الحرية بشجاعة الموقف الذي لا يتوانى عن اطلاقه والمجاهرة به ودائما على اساس القاعدة الذهبية التي يتباهى بها: “كن نفسك ليس الا”.. على هذا الاساس لا يستطيع احد ان يكبّر “السيد” او يصغّره لانه يبقى كبيرا كبيرا بفكره الذي لا يهادن وميزته انه يحاول دائما ان يتفادى السطح كما يحاول التسلل الى الكلمات الممحية في السطور لعله يجد فيه شيئا من ضالته فيبادر الى تحويلها موقفا يرميه في بحر مريديه.
طلبنا من “السيد” ان يتمحور الحديث حول الموضوعين العراقي والايراني فقط وان نتفادى الوحل اللبناني فاذا به منطلقا في حوار شامل تجاوز الساعتين واخترنا ان نقلبه من العراق الى ايران وليس كما بدا من ايران الى العراق.
العراق
السيد محمد حسين فضل الله على تواصل شبه يومي مع المراجع الشيعية في العراق. بالأمس تابع وقائع التوقيع على الدستور العراقي المؤقت. سألناه عن الافخاخ والمطبات التي تنتظر مجلس الحكم الانتقالي في المرحلة المقبلة فقال:
“لا يمكن الحديث عن هذه الفكرة بالمطلق مع إيماننا بوعي الشعب العراقي. اننا نجد ان العراق أصبح ساحة لكل المغامرين والطامحين والمصطادين في الماء العكر ولا سيما اننا لا نثق بالولايات المتحدة الاميركية التي نشطت من خلال مخابراتها ومن خلال “الموساد” المتحالف معها ومن خلال العملاء الذين يتحركون في داخل العراق منذ كان النظام الطاغي السابق. هؤلاء يعملون على خلط الاوراق وخلق المشاكل هنا وهناك من اجل اطالة امد الاحتلال الاميركي للعراق وتكون الصورة على السطح صورة الاحتلال الذي اعطى السيادة للعراقيين في الشكل ولكنها سيادة للاحتلال في المضمون.
ماذا يريد الاميركيون ابعد من العراق؟
“اميركا صرحت بأنها سوف تستمر في العراق اما من خلال الاحتلال المباشر او المبطن لانها تريد ان تكمل مشروعها في ترتيب المنطقة وفي مقدمتها العراق لحماية مصالحها وتنمية نفوذها بحيث تسيطر على المنطقة بشكل مباشر وتجعل العراق جسر عبور الى المنطقة كلها لا سيما ايران وسوريا والخليج العربي”.
عدم الاستغراق في الماضي عن الانتخابات يقول السيد فضل الله:
“القضية الان هي ان العراق يبحث عمن يمثله بطريقة شرعية ولذلك كل ما يصدر عن الاحتلال لا يعتبر ممثلا للشعب العراقي وان كان بعض هؤلاء الذين يتحركون في مجلس الحكم يمثلون بعض الشرائح ولكنهم لا يملكون التمثيل الشامل الذي يمكن ان يعطي الصورة الحقيقية لما يريده العراقيون.
نحن نأمل ان تتحرك الفعاليات العراقية كلها على اساس ان مشكلة العراق بعد ذهاب الطاغي صدام حسين هي مشكلة الاحتلال الخفي والمعلن والخطة الاميركية التي تتحدث عن الشرق الاوسط الكبير ومشاريع الديموقراطية على طريقتها والحرية التي تمثل حرية مصالحها وليس سواد عيون العراقيين او غيرهم من شعوب المنطقة. على القيادات العراقية المخلصة ان تنظر للمستقبل، فنحن لا نأمن لاميركا على كل ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا. نحن نريد للشعب العراقي ان يفهم جيدا اصول اللعبة الاستكبارية وان يعرف ان اميركا لا تريد الخير له وللمنطقة وبالتالي على العراقيين ان يحدقوا في الطريقة التي تدير بها أميركا المسألة الفلسطينية وكيف تخطط مع إسرائيل للمزيد من المجازر المتحركة التي تمثل نوعا من الابادة المنظمة للشعب الفلسطيني. إننا نأمل من العراقيين إلا يستغرقوا في الدور الاميركي في إسقاط النظام الطاغي بل أن يعتبروا ذلك من الماضي”.
لا فرصة للحرب الاهلية
هل أنت خائف من احتمال الحرب الاهلية؟
يجيب فضل الله: “انني اعتقد ان العراق لن يدخل في حرب اهلية بين السنة والشيعة او بين المسلمين وغيرهم او بالمعنى العرقي لان التاريخ الذي رافقناه وتحكم عناصره الواقع العراقي يشير الى عقلنة الفعاليات الاسلامية وغيرها. لم تحدث في تاريخ العراق وحاضره اية حروب داخلية اهلية. وهناك ضمانات في اكثر من موقع سياسي وديني وثقافي واجتماعي في العراق وهذا ما لاحظناه بعد المجازر الوحشية الاخيرة في بغداد وكربلاء. لقد وجه جميع العلماء السنة والشيعة الاتهام الى المحتل وليس الى أي طرف داخلي. انا لا اتصور ان هناك اية فرصة لحرب اهلية ولكن ذلك لا يمنع من التحديق بالواقع حذرا من المصطادين في الماء العكر لانه ليس هناك مطلق في السياسة بل هي تخضع لكثير من الرياح العاصفة من هنا وهناك.
الثقة بالامم المتحدة
ماذا يعني ان تجري الانتخابات بإشراف الاميركيين او الامم المتحدة؟
يقول فضل الله: “الاميركيون محتلون بما يملكون من قوة ولكنهم لا يفهمون الشعوب وارادتها وطاقاتها وامالها ولذلك لن يستطيعوا ادارة العراق المعقد بتنوعاته المذهبية والعرقية والثقافية ولذلك فان الامم المتحدة هي التي تملك بوعي العراقيين والمنطقة كلها الثقة بانها سوف لن تتحرك الا على اساس المبادىء الانسانية في احترام حقوق الانسان وللامم المتحدة تجارب في مسالة الاشراف على الانتخابات وادارتها وتهيئة الظروف لها ونعتقد ان المحتل الاميركي لا يملك من خلال طبيعة السياسة الاميركية المتحالفة مع الادارة الاسرائيلية القدرة على اجراء انتخابات محايدة ونزيهة ولذلك ينبغي ان يكون الصوت العراقي واحدا في الدعوة الى اجراء انتخابات تحت اشراف الامم المتحدة.
القراءة بين السطور
وعن الاتهامات التي تجاوزت الاميركيين والاسرائيليين في موضوع التفجيرات الاخيرة في العراق يقول فضل الله:
“اننا امام غموض المجرم قد نتصور ان هذه الفئات المقصودة قامت بذلك ولكن نتساءل اذا وضعت التفجيرات التي استهدفت مواقع شيعية في دائرة معينة، فمن الذي فجر بعض مساجد السنة؟ هل هم الشيعة؟ ان هناك نوعا من الغموض ولذلك فان الحكم على الفاعل بالطريقة القضائية يحتاج الى معطيات واقعية. ان الامن في العراق مسؤولية المحتل الاميركي لانه هو الذي ضمن امن العراق بحسب قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن ولان الولايات المتحدة تملك اقوى مخابرات في العالم وهي موجودة في العراق حتى في قلب نظام صدام كما ان هناك تحالفا بين المخابرات الاميركية و”الموساد” الذي دخل بكل قدرته الى العراق متحالفا مع المخابرات المركزية الاميركية على اساس ان يخلط الأوراق ويساهم في تثبيت الخطة الاميركية الاسرائيلية في العراق ولذلك نعتقد ان المصلحة الكبرى لهما وان المسؤول الاساسي والمستفيد الاساسي هما الولايات المتحدة واسرائيل ونقول لمن يقولون بان الاساليب تشير الى ان من قام بالاعمال الاجرامية هم مسلمون متطرفون.
ايضا من يتجسسون في فلسطين على الانتفاضة لمصلحة الاسرائيليين هم مسلمون ويتحركون من خلال المخابرات الدولية والاقليمية لخدمة هذا النظام او ذاك. ان أي احتمال لاتهام اية جهة لا يبرىء المحتل الاميركي ونحن نتساءل لماذا لم تمنح الادارة الاميركية الشرطة العراقية الاسلحة التي تحتاجها وقد سمعنا من ضباط عراقيين عينوا حديثا انهم لا يملكون ما يدافعون به عن انفسهم ولماذا لا يعطى مجلس الحكم عناصر وادوات القوة التي يستطيع من خلالها رصد الاحداث. هناك اكثر من سر خفي ومشكلتنا اننا نحدق في السطح ونتنازع على السطح ونحكم على السطح ولا ننفذ الى الواقع . يجب ان نقرأ بين السطور يجب ان نقرأ الممحي من المفردات”.
ايران المحافظين والاصلاحيين
نبدأ الحديث الايراني مع “السيد” من نتائج الانتخابات الاخيرة في ايران فيجيب:
“نلاحظ ان هناك صراعا في طبيعة وعي المضمون الاسلامي للثورة الايرانية التي انتجت الجمهورية الاسلامية الايرانية. هناك فريق كبير من الايرانيين الذين قد يطلق عليهم “المحافظون” الذين تختلف تنوعاتهم بين آخر اليمين وبين الوسط. اننا نلاحظ ان هذا الفريق يرى بان مضمون الثورة الاسلامية هو الاسلام على الطريقة التي يفهمونها وبالمستوى الذي يخاف منه هذا الفريق على الاسلام من الحريات الثقافية والسياسية والاعلامية باعتبار انه يفسح المجال للمفاهيم غير الاسلامية ان تنفذ الى وجدان الشعب الايراني بالطريقة التي بعده عن الاسلام الذي هو عنوان الثورة او من خلال التدخل الخارجي ولا سيما الاميركي الذي يحاول ان ينفذ الى ايران من الف شباك وشباك ولهذا فانهم ومن خلال ما يعتقدونه محافظة على الاسلام الذي انطلقت الثورة منه، يقيدون الحريات على انواعها.
ويتمثل ذلك بطبيعة بعض الاحكام القضائية او قضية اغلاق الصحف وسجن من يخالفون الرأي او في المسالة السياسية التي ربما تختلف مواقعها حسب مواقع الاوضاع الاقليمية مع بقاء العلاقات الاميركية الايرانية في دائرة السلب بالرغم من بعض الاشارات واللمحات واللقاءات الخفية هنا وهناك ولعل المؤسسات الدستورية في ايران تساعد على بعض حرية الحركة في هذا الاتجاه لا سيما ان بعض هذه المؤسسات قد تحمل اتجاها لا يرى هناك شرعية للحرية من الناحية الاسلامية وربما تمثل هذا في اكثر من موقف او موقع في ما يعتبره البعض حصارا للتيار الاخر او حصارا للحكومة لانها لا تملك كل الصلاحيات التي تتيح لها الحرية في ان تنفذ برنامجها ولعل تجربة مسالة قرارات مجلس صيانة الدستور في ابعاد نحو ثلاثة الاف مرشح مؤخرا عن صلاحية الترشيح وما تبعها من ارباك ونقل المسألة الى وزارة الامن الخ.. كل ذلك اوجد ارباكا في الحياة السياسية وحركة معارضة بحيث تجاوز بعض رموزها الخطوط الحمراء في تصريحاته بالمستوى الذي وصل الامر الى نوع من انواع العتب للمرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية. وهناك تيار اخر هو التيار الذي استطاع ان يفتح ايران على العالم من خلال مسالة الحرية بمستوياتها المختلفة وذلك في اطار ما اسمي حوار الحضارات. لكن مشكلة هذا التيار انه اطلق عناوين كبيرة بالطريق التي اخافت التيار الاخر وخلق له نوعا من انواع القلق والخوف من امكان تطوره الى مرحلة يمكن ان تساق فيها ايران الى العلمانية لا سيما ان بعض جيل الشباب في الجامعة وغيرها يهمس بمثل ذلك.
الاصلاحيون ليسوا فريقا واحدا ، هناك الفريق الذي لا يشجع بقاء ايران اسلامية وهناك علمانيون من هذ القبيل وهناك الذين يؤمنون بالاسلام ويجتهدون في مسالة الحريات ويرون انها لا تبتعد عن الاسلام، بل يرون ان المزيد من الضغط هو الذي يمكن ان يتراكم تاثيرا سلبيا على النظام، وان الاسلام لا يخشى من الحرية لانه يملك ما يواجه بها الشبهات او الحملات وما الى ذلك بينما يمكن ان يمثل الضغط السياسي والثقافي والاعلامي نوعا من انواع ارباك النظام العام كما حصل في اكثر من نظام في العالم عندما بدأ يحاصر الحريات.
عندما ندرس القضية في هذا المناخ نجد في الجانب السلبي مشكلة استفادة المحافظين من المؤسسات التي يشرفون عليها وذلك لمحاصرة الاتجاه الاخر الذي يمثل الحكومة بكل مؤسساتها التقليدية وقد استفاد المحافظون مما تملكه هذه المؤسسات من سلطة شبه مطلقة باعتبار انه لايسمح بالدخول في مناقشة موضوعية وعلمية وسياسية بالنسبة الى ما يتخذه مجلس صيانة الدستور من مقررات، ربما يرى البعض انها تمثل قرارات المرشد الاعلى لانه هو الذي يعين مجلس صيانة الدستور وبالتالي يمثل التمرد عليه تمردا على ولاية الفقيه اي على اساس الشرعية واساس النظام.
استغلال نفوذ ربما
الا تعتقدون ان الدستور يعطي دورا مرجحا للمؤسسات غير المنتخبة وتحديدا تلك التي يمسكها الولي الفقيه؟
يجيب فضل الله:”ربما تكون الصورة صورة استغلال نفوذ حسب راي الفريق الاخر ضد التيار الاصلاحي والحكومة التي لا تملك صلاحيات كبيرة كاي حكومة في العالم. اننا نجد ان هناك سلبية ادت الى ارباك الواقع الايراني ولا سيما جيل الشباب الذي كان ينتظر من الاصلاحيين ان يكونوا اكثر شجاعة ويحققوا له طموحاته في الحرية وغيرها بينما يرى الاصلاحيون ان الدستور الايراني لا يسمح لهم بتحقيق مشروعهم كما ان القوى الامنية لا تسمح لهم بان يكونوا في الموقع القوي للسلطة.
عندما تدرس القضية من جانب اخر من الصورة فاننا نجد في هذا الحدث الايراني اي الانتخابات وفي هذا الصراع الذي لم يصل الى حد الصراع الدامي بل الى حد الصراع الحاد الذي قد يعبر عنه البعض بالقول انه صراع كسر عظم. ان هذ الصراع يمثل في الجانب السياسي وجود حياة سياسية متحركة قادرة على تغيير الواقع.
الا تعتقدون ان الحياة السياسية في ايران اصيبت بخدوش في الانتخابات الاخيرة؟
يقول فضل الله: الشعب الايراني نزل الى الساحة واعطى رايه بنسبة النصف واكثر قليلا واستطاع ان يغير الصورة السياسية لواجهة الحكم في ايران عندما اعطى هذه الاغلبية للفريق المسمى بالمحافظين. واذا كانت هناك بعض المقاطعة للانتخابات من فريق معين فان هذا ليس بدعة في الحياة السياسية في بلد في العالم، ولهذا نعتقد ان الحياة السياسية التي قد تصيبها خدوش تمثل حدثا نموذجيا في المنطقة فنحن لا نجد هناك اية انتخابات حقيقية في المنطقة، بمعنى اننا نرى ان انتخابات ال99,99 بالمئة او على مستوى لبنان او غيره لا تغير شيئا في الواقع، أي ليست هناك حياة سياسية بالمعنى التغييري بحيث ان الشعب يملك ارادة التغيير بل نجد ان السياسيين يحاولون مخاطبة الشعب بالاساليب المؤثرة أي بغير الذهنية التي تؤدي الى تغيير مواقفه في الواقع.
وفي دراستنا لتاريخ الانتخابات في ايران، نجد انها منذ الثورة انتخابات حية يمارسها شعب حي يعرف كيف يمارس حريته بقطع النظر عن الصح او الخطأ وبالرغم من كل نقاط الضعف التي ننقدها في طبيعة بعض مواد الدستور والمؤسسات نجد ان إيران تتمتع بحياة سياسية فاعلة ومؤثرة وفي الوقت نفسه تتمتع بالحريات الإعلامية ولا أتصور أن الحريات الموجودة في إيران مع التحفظ على بعض خطوطها هنا أو هناك تمثل حياة سياسية في عافية سياسية.