هاشم
09-01-2005, 04:39 PM
علي الشلاه
يبدو ان التراجيديا العراقية مازالت مولعة بالرمزية السوداء فمن توارد الكوارث في الأربعاءات الرمادية المتوالية الى رمزية فاجعة جسر الأئمة الرابط بين أعظمية الامام أبي حنيفة النعمان وكاظمية الامام موسى بن جعفر الذي يقول الامام ابو حنيفة عن ابيه جعفر الصادق بأنه لم ير مسلماً اعلم منه في حياته ويقول ابو مصعب الزرقاوي بأنه واتباعه ليسوا مسلمين ويجب قتل رجالهم وسبي نسائهم واستتابة ولدانهم او قتلهم .
ولعل رمزية جسر الأئمة في انه قد اصبح ومنذ انشائه في العهد الملكي رمزاً للتعايش بين المسلمين من الطائفتين في العراق ولذا فان الدماء التي سقطت اليوم على هذا الجسر قد اشارت وبوضوح الى الخطر الذي يلف حالة التعايش بينهما خصوصاً بعد ان طفح الكيل بفعل ثقافة التكفير والتخوين الوافدة على العراق من المستنقع الأفغاني ومن النفق البعثي الصدامي الأسود.
ان تكرار الكربلاءات العراقية منذ سقوط الدكتاتورية حتى اليوم وعدم تعلمنا من هذه الكربلاءات يطرح امامنا جميعاً تساؤلاً منطقياً عن ضرورة التعامل مع المأساة بشكل مختلف ، فمن غير المنطقي ان نتناسى ان ظرف العراق الراهن لايسمح بتجمعات مليونية وان على اصحاب الحل والعقد من مرجعيات دينية ووطنية ان يدعوا الناس الى الاحتفاء بهذه المناسبات العظيمة والمقدسة في مدنهم حتى انجلاء غبار الارهاب ووصول العراق الى امنه وأمانه، ورب متسائل يتساءل عن حق الناس بممارسة شعائرهم الدينية بحرية وان دعوتي هذه خلاف هذا الحق ، وانا اعتقد أيضاً بحق البشر بممارسة حقوقهم الدينية ودافعت وادافع عنها لكن عندما يكون عدوك ارهابياً منحطاً يزمع ابادة شعب كامل ولايردعه وازع انساني او اخلاقي او ديني فليس من المنطق ان تقدم له ملايين هذا الشعب لقمة سائغة سهلة ، ومن هنا ادعو المرجعية الشيعية بشكل خاص ان تطلب من المسلمين الشيعة الاحتفال بمناسباتهم في مدنهم وعدم التجمع لأكثر من عدة اشخاص في اية مدينة ، حتى لا نسهل المهمة على الارهابيين في قتلهم للمدنيين العزل.
لقد وصل الأمر الى منتهاه ولا اعتقد ان بوسع راقع ما رتق هذا الفتق ، وان محاولات الطاقم الحكومي للسيد الجعفري الواعية التي ترمي الى استبعاد التشنج الطائفي بعد كل جريمة ارهابية قد أدت عكس المراد منها ، فهي شجعت الارهابين بابعاد اصابع الاتهام عنهم ، كما اشعرت الغالبية من العراقيين بان جراحاتهم تُـزور وان جريمة فضيعة مثل جريمة الكاظمية يجري لفلفتها والتقليل منها من كل الأطراف ، خصوصاً عندما يجري انكار الوقائع الواضحة التي يعلن القائمون بها علناً مسؤوليتهم عنها وعندما يقول المسؤولون والاعلاميون العراقيون والعرب انه حادث تدافع عرضي ، ويراد لنا ان نصدق ذلك ونـُنصح من اطراف عديدة بأن نتجنب الكتابة عن هذا الموضوع حتى لانتهم بالطائفية في حين لا ينصح المحرضون على القتل بالكف عن ذلك ولايتهمون لا بالتحريض ولابالطائفية، ان تكرارعدم وجود مشكلة بين الشيعة والسنة وهذه الحالة الحلمية الرومانسية التي صارت قاسماً مشتركاً بين الحكومة واعدائها في الاسكوانة المعادة هي التي ستعقد المشكلة بدل من ان تحلها لأنها تمنع الوضوح والصراحة عن الحوار العراقي العراقي وتوحي ان هؤلاء الشهداء قد استشهدوا بمس كهربائي وفق النكتة العراقية المعروفة.
ترى هل سيوحي اسم جسر الأئمة بالمعاني ذاتها مستقبلاً ام ان الدماء الغزيرة التي سالت عليه ستمنحه بـُعداً جديداً، وهل سيلقي التاريخ وزر هذه الدماء على الجسر ام على الأئمة الجدد الذين مسخوا كل المفردات والمقامات وحولوا العقائد الى لعنة حتى بتنا نخاف ان يطلع علينا احد مفتي القنوات الفضائية المعروفين داعياً الى تسمية الجسر جسر الامام الزرقاوي بدعوى ان الامام ابا حنيفة فارسي صفوي عميل للأمريكان والروافض، ولم يفت بذبح المخالفين، اما موسى بن جعفر فقد ابيد مع اتباعه.
* نقلا عن صحيفة الرافدين العراقية
يبدو ان التراجيديا العراقية مازالت مولعة بالرمزية السوداء فمن توارد الكوارث في الأربعاءات الرمادية المتوالية الى رمزية فاجعة جسر الأئمة الرابط بين أعظمية الامام أبي حنيفة النعمان وكاظمية الامام موسى بن جعفر الذي يقول الامام ابو حنيفة عن ابيه جعفر الصادق بأنه لم ير مسلماً اعلم منه في حياته ويقول ابو مصعب الزرقاوي بأنه واتباعه ليسوا مسلمين ويجب قتل رجالهم وسبي نسائهم واستتابة ولدانهم او قتلهم .
ولعل رمزية جسر الأئمة في انه قد اصبح ومنذ انشائه في العهد الملكي رمزاً للتعايش بين المسلمين من الطائفتين في العراق ولذا فان الدماء التي سقطت اليوم على هذا الجسر قد اشارت وبوضوح الى الخطر الذي يلف حالة التعايش بينهما خصوصاً بعد ان طفح الكيل بفعل ثقافة التكفير والتخوين الوافدة على العراق من المستنقع الأفغاني ومن النفق البعثي الصدامي الأسود.
ان تكرار الكربلاءات العراقية منذ سقوط الدكتاتورية حتى اليوم وعدم تعلمنا من هذه الكربلاءات يطرح امامنا جميعاً تساؤلاً منطقياً عن ضرورة التعامل مع المأساة بشكل مختلف ، فمن غير المنطقي ان نتناسى ان ظرف العراق الراهن لايسمح بتجمعات مليونية وان على اصحاب الحل والعقد من مرجعيات دينية ووطنية ان يدعوا الناس الى الاحتفاء بهذه المناسبات العظيمة والمقدسة في مدنهم حتى انجلاء غبار الارهاب ووصول العراق الى امنه وأمانه، ورب متسائل يتساءل عن حق الناس بممارسة شعائرهم الدينية بحرية وان دعوتي هذه خلاف هذا الحق ، وانا اعتقد أيضاً بحق البشر بممارسة حقوقهم الدينية ودافعت وادافع عنها لكن عندما يكون عدوك ارهابياً منحطاً يزمع ابادة شعب كامل ولايردعه وازع انساني او اخلاقي او ديني فليس من المنطق ان تقدم له ملايين هذا الشعب لقمة سائغة سهلة ، ومن هنا ادعو المرجعية الشيعية بشكل خاص ان تطلب من المسلمين الشيعة الاحتفال بمناسباتهم في مدنهم وعدم التجمع لأكثر من عدة اشخاص في اية مدينة ، حتى لا نسهل المهمة على الارهابيين في قتلهم للمدنيين العزل.
لقد وصل الأمر الى منتهاه ولا اعتقد ان بوسع راقع ما رتق هذا الفتق ، وان محاولات الطاقم الحكومي للسيد الجعفري الواعية التي ترمي الى استبعاد التشنج الطائفي بعد كل جريمة ارهابية قد أدت عكس المراد منها ، فهي شجعت الارهابين بابعاد اصابع الاتهام عنهم ، كما اشعرت الغالبية من العراقيين بان جراحاتهم تُـزور وان جريمة فضيعة مثل جريمة الكاظمية يجري لفلفتها والتقليل منها من كل الأطراف ، خصوصاً عندما يجري انكار الوقائع الواضحة التي يعلن القائمون بها علناً مسؤوليتهم عنها وعندما يقول المسؤولون والاعلاميون العراقيون والعرب انه حادث تدافع عرضي ، ويراد لنا ان نصدق ذلك ونـُنصح من اطراف عديدة بأن نتجنب الكتابة عن هذا الموضوع حتى لانتهم بالطائفية في حين لا ينصح المحرضون على القتل بالكف عن ذلك ولايتهمون لا بالتحريض ولابالطائفية، ان تكرارعدم وجود مشكلة بين الشيعة والسنة وهذه الحالة الحلمية الرومانسية التي صارت قاسماً مشتركاً بين الحكومة واعدائها في الاسكوانة المعادة هي التي ستعقد المشكلة بدل من ان تحلها لأنها تمنع الوضوح والصراحة عن الحوار العراقي العراقي وتوحي ان هؤلاء الشهداء قد استشهدوا بمس كهربائي وفق النكتة العراقية المعروفة.
ترى هل سيوحي اسم جسر الأئمة بالمعاني ذاتها مستقبلاً ام ان الدماء الغزيرة التي سالت عليه ستمنحه بـُعداً جديداً، وهل سيلقي التاريخ وزر هذه الدماء على الجسر ام على الأئمة الجدد الذين مسخوا كل المفردات والمقامات وحولوا العقائد الى لعنة حتى بتنا نخاف ان يطلع علينا احد مفتي القنوات الفضائية المعروفين داعياً الى تسمية الجسر جسر الامام الزرقاوي بدعوى ان الامام ابا حنيفة فارسي صفوي عميل للأمريكان والروافض، ولم يفت بذبح المخالفين، اما موسى بن جعفر فقد ابيد مع اتباعه.
* نقلا عن صحيفة الرافدين العراقية