صحن
07-06-2022, 11:29 AM
https://i0.wp.com/www.echoroukonline.com/wp-content/uploads/2021/03/Othmane_Saadi_198167210.jpg?resize=48,48 (https://www.echoroukonline.com/writer/%d8%b9%d8%ab%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%b3%d8%b9%d8%af%d9%8a)
عثمان سعدي (https://www.echoroukonline.com/writer/%d8%b9%d8%ab%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%b3%d8%b9%d8%af%d9%8a)
2022/07/05
https://i0.wp.com/www.echoroukonline.com/wp-content/uploads/2021/10/ezz1.png?resize=790,444.375
كان المكان الذي اختاره العجوز سعيد لسكناه في منتصف الهضبة الكبيرة محط كل الأنظار ، وكان سكان جميع المشاتى القريبة قبل الثورة يغبطونه عليه. ففي وسط أرضه تنبع بئر ذات ماء عذب كالعسل حلاوة والدمع صفاء . إذن فمشكلة الماء بالنسبة له لم تكن قائمة ، فهو لا يشد في كل يوم برميلين على ظهر حمار ويتجه إلى بئر يبعد أكثر من كيلومترين في موسمي الربيع والشتاء ، وأكثر من أربعة كيلومترات في موسمي الصيف والخريف يملأ البرميلين سعتهما ستون لترا. ويورد فرسه وبغلته مثلما يفعل سكان المداشر المجاورة. فالماء في أرضه وعلى بعد أمتار فقط من باب حوشه.
أما زوجته فهي ساخطة لأن المكان بعيد عن الدشرة حيث الأقارب .فهي تقضي النهار في العمل ولا تقوم بأي زيارة لقريب .
وتوفي العجوز سعيد بعد أن عمّر ، واستمر أبناؤه في إعمار المكان.فزرعوا أحواضا بصلا وبطاطا وطماطم وخضرا.
* * *
وقامت ثورة أول نوفمبر 1954 ودمر الجيش الفرنسي معظم منازل الدشرة ، لكن مكان آل العجوز سعيد لم يمس لأن ابنه بلقاسم جندي بالجيش الفرنسي.
وفي ربيع 1955 جاء بلقاسم في أجازة لزيارة والدته أمينة التي كانت تحبه لآنه أصغر أبنائها. كان يتصور ان أمه سترمي نفسها بين أحضانه عندما تراه، لكن فوجئ بها تقول له:
ـ قف مكانك لا تلمسني إلا بعد أن تخلع بدلة الأعداء من جسمك . بدل أن ألد مجاهدا مثل قريباتي ولدت كوميا عميلا للأعداء ، هل علمت انضمام أخيك للثوار ؟
ـ نعم علمت اليوم فقط .
ـ هل تنوي العودة إلى جيش الأعداء ؟
ـ لقد قررت الاتصال بالثوار فإذا قبلوني انضممت لهم
ـ أمنيتي ان أكون أما لمجاهد لا لجندي في جيش الأعداء,
وبعد يومين حضر محمد من الجبل مع مجاهدين في ظلام الليل . والتقى الأخوان محمد المجاهد وبلقاسم الجندي بالجيش الفرنسي، واتفقا على أن يعود بلقاسم لوحدته بالجيش الفرنسي ويعود ببندقيته فينضم لجيش التحرير الوطني. وعاد بلقاسم ببندقيتين وصار مجاهدا.
وزغردت العجوز آمنة لذلك .
* * *
وبعد أسبوع فوجئ سكان الدشرة بمروحيات تنزل في مسكن المرحوم سعيد ويقوم الضابط الفرنسي بالاعتداء جنسيا على شقيقة الأخوين المجاهدين عائشة ، انتقاما من أخيها الجندي الذي هرب بسلاحه للثوار.
وحضر للمنزل الإمام المجاهد وسلم شهادة لعائشة بأنها فقدت بكارتها في الثورة ويعتبر ذلك نوعا من أنواع الجهاد. وستجد العديد من الشبان بتزوجون بها.
ودار الحوار بين عائشة ووالدتها:
ـ يا والدتي العزيزة كيف يقبل شاب بالزواج مني وأنا غير عذراء ؟
ـ لقد أعطتك الثورة شهادة
ـ وإذا نتج عن ذلك جنين في بطني هل تتصورين أن أقبل بأن ألد عدوا
ولم تجد الأم جوابا لهذا التساؤل من ابنتها الحائرة. وبعد ثلاثة اشهر شعرت عائشة بالجنين يتحرك فشنقت نفسها .
وحضر الشيخ المجاهد لمنزل المرحومة فأعلن أمام سكان الدشرة
أن عائشة تعتبر
المنتحرة الشهيدة
https://www.echoroukonline.com/%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%aa%d8%ad%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%87%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%ad%d9%82%d9%8a%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9
عثمان سعدي (https://www.echoroukonline.com/writer/%d8%b9%d8%ab%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%b3%d8%b9%d8%af%d9%8a)
2022/07/05
https://i0.wp.com/www.echoroukonline.com/wp-content/uploads/2021/10/ezz1.png?resize=790,444.375
كان المكان الذي اختاره العجوز سعيد لسكناه في منتصف الهضبة الكبيرة محط كل الأنظار ، وكان سكان جميع المشاتى القريبة قبل الثورة يغبطونه عليه. ففي وسط أرضه تنبع بئر ذات ماء عذب كالعسل حلاوة والدمع صفاء . إذن فمشكلة الماء بالنسبة له لم تكن قائمة ، فهو لا يشد في كل يوم برميلين على ظهر حمار ويتجه إلى بئر يبعد أكثر من كيلومترين في موسمي الربيع والشتاء ، وأكثر من أربعة كيلومترات في موسمي الصيف والخريف يملأ البرميلين سعتهما ستون لترا. ويورد فرسه وبغلته مثلما يفعل سكان المداشر المجاورة. فالماء في أرضه وعلى بعد أمتار فقط من باب حوشه.
أما زوجته فهي ساخطة لأن المكان بعيد عن الدشرة حيث الأقارب .فهي تقضي النهار في العمل ولا تقوم بأي زيارة لقريب .
وتوفي العجوز سعيد بعد أن عمّر ، واستمر أبناؤه في إعمار المكان.فزرعوا أحواضا بصلا وبطاطا وطماطم وخضرا.
* * *
وقامت ثورة أول نوفمبر 1954 ودمر الجيش الفرنسي معظم منازل الدشرة ، لكن مكان آل العجوز سعيد لم يمس لأن ابنه بلقاسم جندي بالجيش الفرنسي.
وفي ربيع 1955 جاء بلقاسم في أجازة لزيارة والدته أمينة التي كانت تحبه لآنه أصغر أبنائها. كان يتصور ان أمه سترمي نفسها بين أحضانه عندما تراه، لكن فوجئ بها تقول له:
ـ قف مكانك لا تلمسني إلا بعد أن تخلع بدلة الأعداء من جسمك . بدل أن ألد مجاهدا مثل قريباتي ولدت كوميا عميلا للأعداء ، هل علمت انضمام أخيك للثوار ؟
ـ نعم علمت اليوم فقط .
ـ هل تنوي العودة إلى جيش الأعداء ؟
ـ لقد قررت الاتصال بالثوار فإذا قبلوني انضممت لهم
ـ أمنيتي ان أكون أما لمجاهد لا لجندي في جيش الأعداء,
وبعد يومين حضر محمد من الجبل مع مجاهدين في ظلام الليل . والتقى الأخوان محمد المجاهد وبلقاسم الجندي بالجيش الفرنسي، واتفقا على أن يعود بلقاسم لوحدته بالجيش الفرنسي ويعود ببندقيته فينضم لجيش التحرير الوطني. وعاد بلقاسم ببندقيتين وصار مجاهدا.
وزغردت العجوز آمنة لذلك .
* * *
وبعد أسبوع فوجئ سكان الدشرة بمروحيات تنزل في مسكن المرحوم سعيد ويقوم الضابط الفرنسي بالاعتداء جنسيا على شقيقة الأخوين المجاهدين عائشة ، انتقاما من أخيها الجندي الذي هرب بسلاحه للثوار.
وحضر للمنزل الإمام المجاهد وسلم شهادة لعائشة بأنها فقدت بكارتها في الثورة ويعتبر ذلك نوعا من أنواع الجهاد. وستجد العديد من الشبان بتزوجون بها.
ودار الحوار بين عائشة ووالدتها:
ـ يا والدتي العزيزة كيف يقبل شاب بالزواج مني وأنا غير عذراء ؟
ـ لقد أعطتك الثورة شهادة
ـ وإذا نتج عن ذلك جنين في بطني هل تتصورين أن أقبل بأن ألد عدوا
ولم تجد الأم جوابا لهذا التساؤل من ابنتها الحائرة. وبعد ثلاثة اشهر شعرت عائشة بالجنين يتحرك فشنقت نفسها .
وحضر الشيخ المجاهد لمنزل المرحومة فأعلن أمام سكان الدشرة
أن عائشة تعتبر
المنتحرة الشهيدة
https://www.echoroukonline.com/%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%aa%d8%ad%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%87%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d8%ad%d9%82%d9%8a%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9