المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الهوس والغلو طابعان لشخصية محمد عويضة رفيق درب صالح العوفي



سلسبيل
09-01-2005, 10:03 AM
المدينة المنورة: علي العمري


الهوس والغلو كانا طابعي سلوك محمد بن عبد الله عويضة المدرب السابق لرياضة الجودو الذي يمتلك عمارة مكونة من عدة أدوار في حي البحر. وحصل عويضة على العمارة من والده الذي وهبه اياها بسبب تعثر حالته المادية وكونه عاطلا عن العمل واكبر أفراد أسرته، والتي تضم ثلاث زوجات واثني عشر طفلاً قام بحرمانهم من التعليم بحجة كفرية التعليم النظامي.

وشكلت عمارة العويضة للعوفي ملاذا أمنا له وسط هذا الحي الهادئ التي بسبب جغرافية موقعها ووثوقه بالعويضة الذي كان يتردد على بعض المحلات التجارية التي يزدحم بها الحي، حيث يهدد ويتوعد بالعقاب الإلهي لكل من يرى أنه مخالف لفكره. عامل البقالة القريب من داره يقول بأنه يومياً يحضر للشراء وأحيانا فقط ليقوم بطمس صور على المعلبات بواسطة قلم فلوماستر يحمله معه.

ومحمد عويضة كان أقرب المقربين لصالح العوفي أحد أهم رموز تنظيم القاعدة في السعودية، قبل مقتلهما بنهاية فصول العملية الأمنية الناجحة التي نفذتها الأجهزة الأمنية في المدينة المنورة وأودت بحياة القائد الرابع لتنظيم القاعدة صالح العوفي فمنذ الإعلان في 7 مايو (أيار) 2003، عن قائمة ضمت 19 مطلوبا أمنياً تلاها الإعلان في 6 ديسمبر (كانون الأول) 2003، قائمة ملحقة بالـ 19 وهي القائمة التي عرفت بـ«قائمة الـ 26 مطلوبا» لم يكن العوفي إلا واحدا من جملة المطلوبين الذين شملتهم القائمة.

والجندي صالح محمد عوض الله العلوي العوفي والذي يحصل على مؤهل المرحلة المتوسطة وخريج دورة السجون تصفه أضابير مجلس التأديب العسكري الذي عرض عليه أكثر من مرة بسبب تجاوزاته في العمل بأنه ذو أخلاق سيئة وغير منضبط ورافض لتنفيذ أوامر رؤسائه وهو ما حدا بالمجلس لفصله نتيجة ذلك في عام 1992، لينخرط في التنظيم ولينجح في تجنيد وتدريب عدد من الشباب المغرر بهم على الاستخدامات المختلفة للسلاح.

أوضحت مصادر لـ«الشرق الأوسط» ان الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأميركية بجدة في 6 ديسمبر 2004، يعد مفصلياً في بداية الطريق الذي وضع الأجهزة الأمنية في مسار المتابعة للقبض على القيادي صالح العوفي في التنظيم عقب مصرع أربعة من كبار قادة التنظيم في مواجهات مع رجال الأمن وسعي الأجهزة الأمنية إلى فك الحلقات المحيطة به بتكثيف البحث عن محمد بن سعيد آل صيام العمري الذي قام العوفي بتجنيده والتغرير به منذ أن كان طالبا في المرحلة الثانوية واتضح أنه قد كلف بمهام توفير الدعم اللوجستي للإرهابيين بسبب المشاكل الصحية التي يعاني منها في القلب وهو ما اتضح لاحقا في عدم مقاومته وسهولة القبض عليه، وقد تأكد اشتراكه بتأمين واسطة النقل للإرهابيين في حادث القنصلية الأميركية بمدينة جدة، وكان قد سبق أن ألقي القبض على محمد العمري في مداهمة أمنية ساعة الإفطار في رمضان 2003، ثم أخلي سبيله بعد ذلك.

وبظهور تسجيل للعوفي عقب حادث القنصلية توفرت إشارات قوية للأجهزة الأمنية بإمكانية اختباء العوفي في منطقة المدينة المنورة، حيث نشأته، خاصة أن المدينة أصبحت الملجأ الوحيد له حيث يمكنه أن يطمئن إلى حركته المختلفة، بعد أن ضيقت عليه أجهزة الأمن الخناق في كل من الرياض وجدة* وقد قام العوفي فور إلقاء القبض على محمد بن سعيد آل صيام العمري بتغيير مقر اقامته في مخطط الأمير نايف جنوب المدينة على طريق الهجرة والانتقال بين عدة مواقع لمدد قصيرة لا تتجاوز اليوم حتى استقر به المقام في حي البحر، حيث التجأ لدى محمد بن عبد الله عويضة الذي وفر له المأوى طيلة اختبائه حتى مصرعهما في مواجهة مع رجال الأمن في 18 أغسطس، وتوقعت المصادر أن يكون العمري ضالعاً في تجميع كميات من الذخيرة تمهيدا لتنفيذ عملية إرهابية وشيكة* كما ربطت المصادر ذاتها، بين الكشف عن الأسلحة ونتائج التحقيقات معه والتي أسفرت قيام أجهزة الأمن بالكشف في وقت سابق عن أوكار لتخزين الأسلحة والمتفجرات بالمدينة المنورة، وضبطت كميات من الأسلحة والمتفجرات مخبأة في تجويف بئر ارتوازية في منطقة «قريظة».