المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عناية الأم بالطفل المريض بالسكري



yasmeen
09-01-2005, 09:55 AM
العناية بالجلد والجروح والحساسية وتحليل السكر عبر وخز الإبرة والاهتمام بالفم والقدمين


http://www.asharqalawsat.com/2005/09/01/images/health.320820.jpg


الرياض: د. عبير مبارك


إصابة الطفل بمرض السكري خبر يقلق الأمهات والآباء كثيراً، ومتابعة العلاج ترهق الطفل ووالديه، من هنا فإن معرفة الأم بأساسيات المرض وعلاجه تسهل الأمر وتجعل من الممكن تفادي المضاعفات والنكسات الصحية التي ربما يتعرض لها الطفل. الأطفال يصابون بالنوع الأول من مرض السكري الذي يحدث نتيجة اضطراب في عمليات المناعة يؤدي الى تلف خلايا البنكرياس المسؤولة عن إفراز هرمون الأنسولين، وهذا الهرمون هو الذي ينظم استفادة خلايا الجسم في الأعضاء المختلفة، من السكريات اللازمة للطاقة وتيسير أداء الأعضاء لواجباتها. هناك نوع آخر من مرض السكري ينتج عن كسل خلايا البنكرياس عن إنتاج كمية كافية من الأنسولين ويدعى النوع الثاني. ومن الأمور التي تذكرها رابطة السكري الأميركية أن من الخطأ الاعتقاد أن تناول السكر سيؤدي الى الإصابة بمرض السكري ولا يوجد داعي يمنع الأطفال من الاستمتاع بالحلويات إذا ما كانت بكمية معقولة لا تؤثر على وزنهم أو صحة أسنانهم. أحد أهم الأسئلة التي تطرحها الأم هو لماذا أصيبت ابنتي أو ابني بمرض السكري، وفي ذهنها أن الوراثة هي السبب، لكن الحقيقة أنه لا يوجد أحد يعلم لماذا يصاب أطفال بالنوع الأول من مرض السكري دون غيرهم، ودور الوراثة في سكري الأطفال ضعيف فغالب الأطفال المرضى بالسكري لا يوجد أقارب لهم مصابون به. والنوع الثاني تزداد الإصابة به اليوم بين الأطفال وينتج عن عدة عوامل أهمها السمنة.

العناية العامة

* التنبه الى وجود مرض السكري في بدايات حصوله مهم جداً لأنه يقلل من فرصة ظهور مضاعفات المرض، والأعراض المهمة في الطفل المصاب هي كثرة التبول وشرب الماء والشعور بالجوع ونقص الوزن والتعب بشكل سريع والشكوى من عدم وضوح الرؤية. والمضاعفات المستقبلية المحتملة نتيجة عدم المتابعة السليمة لمرض السكري تشمل تلف الأعصاب في الأطراف وتلف الشبكية في العين وتدهور وظائف الكلى ولدى كبار السن أمراض شرايين القلب. إن من أصعب الأمور تعليم الطفل الصغير أهمية منع حصول هذه المضاعفات المستقبلية للمرض أو المراهق عدم العبث بهذا الأمر على عادة المراهقين في مخالفة توجيه الوالدين، وهنا يجب على الوالدين تفهم نفسية الطفل في كل مراحل عمره وإتباع الأسلوب المناسب لضمان تجاوبه وتفهمهما معاناة الطفل جراء هذا المرض. هناك ثلاثة مضاعفات محتملة أخرى تحتاج عناية خاصة في الأطفال. العناية بالجلد أمر هام كالجروح والحساسية وأماكن حقن إبر الأنسولين وتحليل السكر عبر وخز الإبرة، والعناية بالقدمين وصحة الفم.

الشفاء التام من مرض السكري غاية يسعى العلماء الى الوصول إليها من خلال عمليات زراعة البنكرياس وهي ما تجري الأبحاث عليها ولم تتوفر بعد كعلاج روتيني لكل الناس سواء الصغار أو الكبار. لكن وسائل العلاج اليوم وطرق المتابعة الطبية في حال تطبيقها والالتزام بإرشاداتها قادرة على توفير عيش حياة صحية وسعيدة وهو ما تؤكده الدراسات لا الظن فقط.

العلاج بالأنسولين

* قبل أن يصاب الطفل بمرض السكري كان البنكرياس قادراً على إفراز الأنسولين بكمية تكفي حاجة الجسم استجابة لمعدل السكر في الدم، وفي علاج مرض السكري فإن الأنسولين هو الدواء في حالتين، الحالات التي لا يفرز الجسم الأنسولين أصلاً أو الحالات التي يفرز الجسم قدراً غير كاف، ولا تجدي الحبوب في القيام بالواجب. وأياً كان السبب فإن هناك أنواعا عدة من الأنسولين وطرق مختلفة لإعطائه للطفل.

وأنواع الأنسولين تشبه أنواع الرياضيين في رياضة الجري، منهم من يجري بسرعة لمسافات قصيرة ومنهم من يجري ببطء لكن لمسافات طويلة، كلا النوعين مهم أي أنه لا يقال أن نوعا أفضل من نوع وكلاهما يعطى للعمل في فترات معينة. النوع السريع المفعول ما أن يحقن تحت الجلد حتى يمتصه الجسم ويدخل الى الدم ليعمل بسرعة (أي خلال ربع ساعة) على خفض نسبة السكر من خلال تسهيله استفادة الخلايا من السكر. ويحقن في العادة قبل تناول وجبة الطعام مباشرة ويستمر مفعولة حوالي أربع ساعات. النوع قصير مدة العمل ويعطى قبل نصف ساعة من تناول الوجبة الغذائية ويستمر مفعوله حوالي ست ساعات، هذا النوع هو الذي يسمى الأنسولين الصافي.

اما النوع الثالث يسمى متوسط مدة العمل أو الأنسولين العكر، وهو نفس النوع الثاني إلا أن هناك مادة تضاف إليه تقلل من سرعة امتصاص الجسم له من مكان الحقنة تحت الجلد، ويبدأ العمل عادة بعد ثلاث ساعات من أخذ الإبرة ويستمر مفعوله في الجسم حوالي 12 الى 16 ساعة لذا يعطى مرتين في اليوم ليغطي فترتي الليل والنهار. وهناك نوع رابع أطول مدة ليصل مفعوله الى 20 ساعة. يجب حفظ الأنسولين بعناية حتى لا يفقد قوته وتأثيره، قوارير الأنسولين التي لم تفتح بعد توضع في الثلاجة وليس في الفريزر، والقارورة التي تأخذ الأم منها جرعات حقن الأنسولين فإنها تحفظ في درجة حرارة الغرفة العادية الباردة وليست الحارة أي أقل من 25 درجة مئوية فإن لم تكن كذلك فإنها تحفظ في الثلاجة. عند ملء الإبرة يجب أخذ الكمية اللازمة وتدفئتها قليلاً بين الكفين قبل حقنها، وعلى الأم أن تتأكد كل مرة من تاريخ الصلاحية واسم النوع.

طرق إعطاء الأنسولين

* العادة أن يعطى الأنسولين من خلال إبرة تفرغ الكمية تحت طبقة الجلد مباشرة أي ليس في الجلد نفسه ولا في العضلات أو الوريد. ومنذ أن بدأ استخدام الأنسولين كعلاج لمرض السكري والأطباء كما المرضى يأملون في طريقة لأخذ جرعته دون حقن الإبر اليومي والمتكرر الأمر الذي يزعج الكبار ويؤلم الصغار ويجعل الوالدين يعيشان حالة من القلق الدائم على أطفالهم وتجاوبهم مع العلاج. لكن يظل الحقن أفضل وسيلة وكثير من الأطفال يتجاوبون معه، خاصة حينما يشاركهم أطفال مرضى آخرون الحديث عنه. الباحثون ما زالوا يجدون البحث ويطبقون اليوم أنواعاً بديلة لطرق الحقن.

الحقن عبر الجلد هو أحد الطرق المقترحة لأن الجلد كعضو لديه القدرة على امتصاص المواد والعقاقير، الأمر المستخدم في بعض علاجات القلب، لكن مشكلة مركب الأنسولين أنه كبير الحجم كي يستطيع الجسم امتصاصه بشكل مباشر لذا يسعى العلماء الى تطوير طريقة ما إما بمساعدة شحنات كهربائية أو موجات فوق صوتيه تسهل اختراق الأنسولين لطبقة الجلد والدخول الى الدم وهو ما ننتظره حتى الآن. استنشاق الأنسولين أحد الطرق التي يسمع الناس عنها كثيراً والأخبار الطبية في هذا الشهر تحدثت عن نجاح بعض التجارب حولها التي وصلت الى مراحل متقدمة من الدراسة أو ما يسميه الباحثون المرحلة الثالثة من الدراسة وهي المرحلة التي إذا ما أثبتت فاعلية يكون بعدها عرض الأمر على إدارة الغذاء والدواء الأميركية لأخذ الموافقة النهائية على استخدام المرضى له.

المشكلة الأهم حول هذه الطريقة هو الحاجة الى استنشاق كميات عالية من الأنسولين كي تتمكن أنسجة باطن الأنف امتصاص القليل منه ما يعني بعثرة كمية مهمة بلا فائدة، والمشكلة الأخرى هي تأثير الأنسولين المستنشق على الرئتين فبعض الدراسات تشير الى أثر سلبي يظهر بعد فترة من ناحية قدرة الرئة على أداء وظيفتها بشكل سليم. لذا يقترح البعض إعطاء الأنسولين عبر بخاخ في الفم وهو ما أثبت فائدة مشابهة لما يستنشق من خلال الأنف. تناول الأنسولين كحبوب صعب في الوقت الراهن نظراً لتأثر مركبه بعصارات الجهاز الهضمي، لكن بعض الباحثين كما تشير رابطة مرض السكري الأميركية ما زالوا يحاولون وضع حل لهذا عبر مركبات تحمي الأنسولين. الحل العملي اليوم البديل لحقن الأنسولين هو مضخة الأنسولين وهو ما سأتحدث عنه في أسابيع قادمة.