المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مخاوف من مقتل المئات في إعصار كاترينا



زوربا
08-31-2005, 08:11 AM
تجرى عملية انقاذ واسعة فى جنوب الولايات المتحدة بعد الدمار الذى ألحقه اعصار كاترينا وسط مخاوف من مقتل مئات الاشخاص في مقاطعة واحدة، كما غمرت المياه مدينة نيوأورليانز بولاية لويزيانا.

وقد خلف الاعصار منطقة من الدمار في ولايات لويزيانا والمسيسيبي وألاباما على ساحل خليج المكسيك.

ويخوض رجال الانقاذ فى الفيضانات والأنقاض التى خلفها الاعصار فى محاولة العثور على ناجين.

ولم يتضح العدد الدقيق للقتلى جراء الاعصار، ولكن حاكم ولاية مسيسيبى قال إن ثمانين شخصا يخشى أن يكونوا قد قتلوا فى منطقة واحدة.

في الوقت الذي قال فيه فنسنت كريل المتحدث باسم مدينة بيلوكسي انه يحتمل ان يكون مئات الاشخاص قد لقوا حتفهم في المدينة نتيجة للاعصار كاترينا بعد ان حوصروا في منازلهم حين طغت على اليابسة موجة مد ارتفاعها تسعة امتار.

وفيما تنفذ إمدادات المياه والغذاء، تم إعلان الأحكام العرفية في بعض مناطق لمواجهة أعمال السلب والنهب.

وقال حاكم ولاية مسيسيبي هيلي باربر للمراسلين إن ما يخشاه هو "وجود العديد من القتلى".

وقال مسؤولون امريكيون ان خمسة اشخاص على الاقل قتلوا بسبب سقوط الاشجار وحوادث الطرق في ولايتي مسيسيبي وألاباما.

وكانت قوة الاعصار قد تراجعت من المستوى الخامس إلى الثاني ووصف بأنه مجرد "عاصفة استوائية"، غير أن سرعة الرياح وصلت إلى 170 كيلومترا في الساعة في ولاية مسيسيبي.



نيوأورليانز تغمرها المياه

وغمرت المياه مدينة نيو اورلينز بولاية لويزيانا. وشوهدت أعداد غير محددة من الجثث تطفو في مياه الفيضان هناك.

ويتوقع المسؤولون زيادة عدد القتلى بينما تتوجه عناصر الانقاذ إلى المناطق الأشد تضررا.

وقد استخدمت المروحيات والقوارب لإنقاذ المئات الذين حاصرهم الفيضان على أسطح منازلهم.كما تعرضت الأحياء المنخفضة المستوى بالمدينة لفيضانات خطيرة.

ويقول مراسل بي بي سي في نيو أورليانز إن الشوارع مغطاة بالحطام ومياه الفيضانات وإن عمليات تجري لانقاذ الاشخاص المحاصرين على أسطح المنازل.

ويقول مراسل بي بي سي ان مياه الامطار في نيو أورليانز تشبه جدارا من الماء يغطي واجهات ناطحات السحاب مثل الشلالات وتسببت في قطع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة من المدينة، وسقوط النخيل في الشوارع ودُمرت المتاجر والسيارات.

ووصلت سرعة الرياح التي أتى بها الاعصار على المدينة الى اكثر من 200 كيلومترا في الساعة.

وأطاح الاعصار بجزء من سقف ستاد نيوأورليانز الذي لجأ إليه الآلاف من سكان المدينة.

لكن لم تلحق اضرار جسيمة بالحي الفرنسي وهو المركز التاريخي للمدينة بسبب وقوعه في منطقة مرتفعة نسبيا، الا ان مناطق شاسعة من المدينة غمرتها مياه الفيضان التي وصل عمقها في بعض المناطق الى ثلاثة امتار.

وقال ضابط شرطة لبي بي سي إنه لم ير شيئا كهذا من قبل حيث تهشم الزجاج وأصبحت شوارع المدينة شبيهة بالثلج.

وأضاف قائلا "إنه أمر لا يصدق".

كما تسبب الاعصار في قطع امدادات الكهرباء عن نحو مليون منزل.


تقدر الخسائر التي سببها الإعصار بنحو 25 مليار دولار
وقال عمدة نيو أورليانز راي نايجن إن عملية إنقاذ واسعة النطاق تجري حاليا في المدينة التي غمرت المياه 80 بالمئة من مساحتها باستثناء الحي الفرنسي التاريخي الذي يقع في منطقة مرتفعة نسبيا.

وأضاف قائلا "إننا نحاول إنقاذ الأفراد الذين احتجزتهم المياه فوق أسطح المنازل، كما شوهدت جثث تطفو في مياه الفيضان ولكن لم يصدر بعد بيان بحجم الخسائر البشرية".

وتقول السلطات الأمريكية إن ما يزيد عن 80% من سكان نيو أورليانز قد هجروا منازلهم بحثا عن مأوى في مناطق أخرى.

كما خصصت السلطات أماكن إيواء طارئة للذين لا يقدرون على مغادرة المدينة، واحتمى بعض السكان في مبان فندقية مرتفعة وفي بعض الكنائس.

وحذر خبراء الطقس من أن العواصف الشديدة والأمطار الغزيرة تتقدم صوب ولايتي تنيسي وأوهايو.

ويقول مايكل براون مدير الوكالة الفيدرالية لادارة الحالات الطارئة " إن الفيضانات في كل مكان، في نيوأورليانز ومسيسيبي وألاباما".

وأضاف قائلا "كل الأراضي التي تقع في مستوى منخفض تعرضت للتدمير".

وحشد الصليب الأحمر الأمريكي الآلاف من المتطوعين لمواجهة أكبر كارثة طبيعية، وتم إرسال فرق الطوارئ الفيدرالية للمناطق المتضررة.


مدينة نيوأورليانز غمرتها المياه

وتقدر قيمة الخسائر المبدئية للاعصار في الولايات المتحدة بأكثر من 25 مليار دولار.

ويتزايد القلق بشأن الاثار الاقتصادية على قطاع التأمين، الذي يتوقع أن يتكبد خسائر فادحة هي الاكبر في تاريخ هذه الصناعة فى الولايات المتحدة والتي تنجم عن كارثة طبيعية.

وقد ادت قوة الإعصار كاترينا إلى إغلاق بعض منصات النفط والمصافي في خليج المكسيك، الأمر الذي أدى إلى قفز أسعار النفط إلى ما فوق حاجز السبعين دولارا للبرميل الواحد. ويقول لورانس إيغلز، من الوكالة الدولية للطاقة، إنه لم يفاجأ برد الفعل الصادر عن أسواق النفط.

وقد تم إخلاء جميع منصات انتاج النفط بخليج المكسيك والبالغ عددها نحو 21 منشأة نفطية، تنتج نحو ربع الانتاج المحلي الأمريكي من البترول والغاز.

بوش يقطع أجازته
وأعلن البيت الأبيض الأمريكى أن الرئيس بوش سيقطع عطلته و يعود الارعاء الى العاصمة واشنطن ليقود جهود مواجهة آثار وأضرار اعصار كاترينا المدمر الذي ضرب سواحل الولايات المتحدة الجنوبية.

ودعا الرئيس الأمريكي الأمريكيين إلى التبرع للصليب الأحمر وغيره من المنظمات للمساعدة، فيما أعلن أن "إنقاذ الأرواح" على رأس أولوياته.

يذكر أن إعصار كاترينا تشكل في جزر الباهاما وقد ضرب جنوب فلوريدا يوم الخميس الماضي مما أدى لمقتل تسعة أشخاص واقتلاع الأشجار وسقوط خطوط الطاقة الكهربائية.

جمال
09-01-2005, 11:07 AM
إعصار «كاترينا» : نطاق الكارثة يتسع واللصوص يستفيدون من غرق نيو أورليانز في المياه والظلام



سبب إعصار «كاترينا»، الذي أدى الى سقوط مئات القتلى، كارثة في جنوب الولايات المتحدة وخصوصاً في نيو اورليانز التي غطتها المياه واصبحت شبه مقطوعة عن العالم. وحذر رئيس بلدية المدينة راي ناغين من ان السيول قد تتفاقم، وقال ان «منسوب المياه سيرتفع في الساعات المقبلة في الخليج الواقع شرقا الى درجة ان المناطق التي لا تزال جافة ستغطيها ثلاثة امتار من المياه على الاقل». واضاف ان «كميات كبيرة من المياه تتسرب من فجوة في الجسر» بينما توقفت مولدات الكهرباء التي تغذي المضخات، عن العمل.

وقالت حاكمة لويزيانا كاثلين بلانكو، بينما تبدو عمليات الاغاثة غير منظمة في مواجهة مدى الكارثة، «ان الاضرار تتجاوز الى حد كبير توقعاتنا». ويشهد الوضع ترديا متواصلا في نيو اورليانز (لويزيانا) التي غطت المياه 80 في المائة من مساحتها والغارقة في الظلام الذي يستفيد منه اللصوص.

وقد اختصر الرئيس جورج بوش عطلته التي كان يقضيها في مزرعته وكان مقرراً ان يعود الى واشنطن امس للاشراف على جهود ازالة آثار كارثة الاعصار. وحسب البيت الابيض فان الرئيس بوش كان مقرراً ان يعقد امس اجتماعاً يحضره المسؤولون عن وزارات الامن الداخلي والاسكان والصحة والدفاع ووكالة حماية البيئة. واوضح البيت الابيض ايضاً ان الرئيس بوش سيتفقد بعض المناطق المنكوبة لكن بعد التأكد من ان هذه الزيارة لن تعطل عمليات الاغاثة.

ولم تعلن اي حصيلة دقيقة، ولو مؤقتة، لضحايا الاعصار الذي ضرب سواحل ثلاث ولايات هي لويزيانا ومسيسيبي وألاباما. وتذكر السلطات ارقاما غير مؤكدة. فقد تحدث فنسنت كريل المتحدث باسم بلدية بيلوكسي (مسيسيبي) احدى المدن الاكثر تضررا بالاعصار عن «مئات القتلى» على ساحل جنوب ولاية مسيسيبي على الارجح. واعلن حاكم الولاية نفسها هارلي بيربر عن وفاة ثمانين شخصا على الاقل في المنطقة الساحلية من مسيسيبي. ويمكن ان ترتفع هذه الحصيلة بشكل كبير مع تحسن شبكات الاتصالات التي اصيبت باضرار كبيرة.

والوضع صعب جدا في نيو اورليانز التي عبرت اولا عن ارتياحها لانها نجت من الاسوأ قبل ان تشهد ارتفاعا مقلقا في منسوب المياه.

ورسمت حاكمة لويزيانا صورة قاتمة جدا للمدينة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 4.1 مليون نسمة. وقالت كاثلين بلانكو باكية: «لم يعد هناك تيار كهربائي ولن يعود لفترة طويلة. لا مياه للشرب ولا مواد غذائية، سنعمل على إرسال الاطعمة الى المسعفين والناجين».

وتوقفت الامطار اول من امس قبل ان تليها شمس حارقة. لكن بعد يوم من الاعصار كانت السيول تعيق جهود الاغاثة. واكد حرس الحدود منتصف نهار اول من امس انهم انقذوا آلاف المنكوبين في نيو اورليانز.

وانهار أحد الجسور على قناة تربط بين بحيرة بونتشارتران ما ادى الى وصول المياه الى وسط المدينة. واصبح الجزء الاكبر من شبكة الطرق المؤدية الى نيو اورليانز، التي بني جزء كبير منها تحت مستوى البحر، غير قابل للاستخدام.

وفي المنطقة الساحلية من مسيسيبي قال بيربر ان الاضرار «هائلة». وقد دمرت بيوت وكازينوهات وتغطي المياه الطريق السريع، كما جرفت عددا كبيرا من الجسور التي تربط بين المدينة والساحل.

وقال عمدة بيلوكسي اي. جاي. هولواي «انه تسونامي يضربنا. ما زلنا في مراحل البحث وعمليات الانقاذ العاجلة»، مؤكدا انه لا يمكن تحديد حصيلة للخسائر البشرية والمادية قبل بضعة ايام على الاقل.

ويتدفق مئات المنقذين من مختلف انحاء الولايات المتحدة الى المناطق المنكوبة رغم الطرق المقطوعة والتي يغطيها الركام. ويواصل رجال الاطفاء في مراكب ومروحيات انتشال مئات الاشخاص الذين لجأوا الى الاسطح.

وأقفل سعر برميل النفط الخام الليلة قبل الماضية في نيويورك على سعر قياسي جديد بلغ 69.81 دولارا بسبب الاضرار التي ألحقها الاعصار بالمنشآت النفطية في خليج المكسيك. واعلنت وكالة حكومية اميركية توقف ما مجموعه 95 % من الانتاج اليومي للنفط في خليج المكسيك غداة مرور الاعصار «كاترينا» على سواحل لويزيانا ومسيسيبي.

جمال
09-01-2005, 11:10 AM
نيو أورليانز.. أسسها الفرنسيون واشتهرت بكونها «مهد موسيقى الجاز»


تعد مدينة نيو اورليانز (لويزيانا)، التي أسسها الفرنسيون في 1718 وضربها اعصار كاترينا، 485 ألف نسمة و4.1 مليون مع المناطق المجاورة، وتشتهر خصوصاً بكونها «مهد موسقى الجاز». وتقع مدينة نيو اورليانز بين مصب نهر الميسيسيبي وبحيرة بونتشارتراين، وهي اكبر مدن لويزيانا، لكن باتون روج، هي عاصمة هذه الولاية. ويقع قسم من مدينة نيو اورليانز تحت مستوى البحر وتحيط بها سدود.

وأسس الفرنسي جان باتيست لو موان المدينة في 1718 واطلق عليها اسم الوصي على العرش دوق اورليان. وكانت في الماضي مركزا تجاريا تابعا لشركة ميسيسيبي، ثم اصبحت عاصمة لويزيانا الفرنسية في 1722. وفي 1803 باع نابوليون بونابرت المدينة الى الولايات المتحدة، مع مساحة كبيرة تمتد حتى كندا (2.1 مليون كلم مربع). وفي حينها كان عدد سكان المدينة ثمانية آلاف، وفي 1812 اضحت لويزيانا الولاية الاميركية الـ18. واليوم ما زالت المدينة تحتفظ بآثار كثيرة من ماضيها الفرنسي والاسباني، خصوصا الحي القديم الذي يطلق عليه الاميركيون اسم «فرنش كوارتر».

وتشكل السياحة القطاع الاقتصادي الاول مع 10.1 مليون زائر في 2004. وتعتبر هذه المدينة مرفأ مهما ومركزا صناعيا. وتقام اشهر الاحتفالات في نيو اورليانز لمناسبة عيد المرفع في فبراير (شباط) او مارس (آذار). والمدينة مشهورة ايضا لكونها «مهد موسيقى الجاز»، خصوصا مع عازف البيانو جيلي رول مورتون وعازف الترومبيت لويس ارمسترونغ.

جمال
09-01-2005, 11:11 AM
لوح خشبي أنقذ امرأة ورضيعها وناجون يتحدثون عن تسونامي جديد


نجت كارولاين بيل وهي تحمل رضيعها الذي ولد قبل أربعة ايام، من ارتفاع منسوب المياه في نيو أورليانز نتيجة اعصار كاترينا بالانتقال من منزلها الذي غمرته المياه الى منزل مجاور على لوح خشبي. وروت الشابة البالغة من العمر 26 عاما والتي وضعت مولودها بعملية قيصرية، تجربتها المأساوية لوكالة الصحافة الفرنسية قائلة: «إن الرياح كانت تهب وكنت اشعر بخوف شديد ولا أظن أنني قادرة على عيش ما عشته مجددا».

وبعد ساعات على هبوب الإعصار كاترينا على المدينة واقل من يوم على عودتها من المستشفى، وضعت كارولاين خطة للنجاة من الفيضانات والخروج من منزلها للوصول الى المنزل المجاور المؤلف من ثلاث طبقات.

ولم تكن كارولاين ترتدي سوى قميص نومها المبلل عندما قطعت السافة على لوح خشبي معلق من منزلها الى منزل قريب. وقام جيران وصلت المياه الى مستوى صدورهم بتثبيت اللوح الخشبي الذي تقاذفته الرياح. وأضافت «كنت اشعر بخوف شديد من ان ينقلب اللوح».

وقبل مغادرة منزلها لم تستطع كارولاين سوى نقل اربع زجاجات من الحليب لرضيعها قائلة: «ان طفلي ولد قبل اربعة ايام وخرجت الأحد من المستشفى بعد ان اجريت لي عملية قيصرية». وبعد 24 ساعة على هذه المغامرة واجهت كارولاين، وهي ام لفتاة في السابعة من العمر، اختبارا جديدا الثلاثاء عندما قام مسعفون بنقلها على متن زورق الى مكان آمن. وروت قائلة: «كنت خائفة جدا لأنني لم استقل زورقا من قبل، لكنني شعرت بالاطمئنان لأنني وجدت وسيلة للخروج من هذه الظروف المأساوية وتأمين الغذاء لطفلي».

وشبه مسؤولون محليون وناجون من اعصار «كاترينا» الكارثة بالامواج العاتية التي ضربت سواحل آسيا اواخر العام الماضي. وقال فينسنت كريل، المتحدث باسم مدينة بلا كسي الساحلية بولاية مسيسبي، إن إعصار كاترينا «يشبه أمواج تسونامي». ورد كريل على سؤال حول عدد القتلى قائلاً: «سيكون بالمئات». وقالت الشرطة ان نحو 30 شخصا قتلوا في مجمع واحد لشقق سكنية في بلا كسي بفعل الاعصار. وأضاف كريل مشيرا الى الاعصار كاميل الذي اجتاح المنطقة عام 1969 وقتل 256 شخصا: «في كاميل قتل نحو 200 ونحن نتوقع عددا أكبر بكثير». وقال سكان ومسؤولون محليون ان الامواج التي صاحبت الاعصار كاترينا تجاوز ارتفاعها المستويات التي بلغتها أمواج «كميل»، أحد أقوى الأعاصير التي اجتاحت الولايات المتحدة على الاطلاق.

ووصلت الى بلا كسي قافلة من فرق البحث والإنقاذ من فلوريدا وكلاب مدربة على البحث عن الجثث. وقال إيه. جيه هولواي، رئيس بلدية بلا كسي، بعد ان تفقد الدمار بطائرة هليكوبتر: «أعتقد بعد ما شاهدته من دمار أن هناك بعض الأشخاص لن يعثر عليهم أبدا».

زوربا
09-02-2005, 08:00 AM
إعصار كاترينا: القتلى بالآلاف وبوش يتوعد النهابين ويعهد لوالده وكلينتون بتنسيق المساعدات

الرئيس الفنزويلي ينتقد فشل نظيره «راعي البقر» في إدارة الكارثة


علقت السلطات الأميركية عمليات الاجلاء من مدينة نيو اورليانز امس، بعد تعرض طائرة هليكوبتر عسكرية لاطلاق الرصاص، فيما توعد الرئيس جورج بوش النهابين المستفيدين من حالة الطوارئ في المناطق المنكوبة، وعهد الى الرئيسين السابقين جورج بوش الاب وبيل كلينتون مهمة تنسيق الهبات لضحايا اعصار كاترينا.
ووسط ارتفاع حصيلة الضحايا الى الالاف، تسعى السلطات الى استعادة السيطرة على مدينة نيو اورليانز التي حولها الاعصار كاترينا يوم الاثنين الماضي الى خراب. ودفعت حادثة اطلاق الرصاص على طائرة الهليكوبتر راي ناجين، رئيس مجلس بلدية نيو اورليانز، الى اصدار اوامر للشرطة بارجاء عمليات الانقاذ والاجلاء ومكافحة عمليات السلب والنهب والجرائم الاخرى التي انتشرت في المدينة.

وجرح احد جنود الحرس الوطني بعد تعرضه لاطلاق الرصاص اول من امس، في صالة الالعاب المغطاة في نيو اورليانز، التي تأوي آلاف المنكوبين في ظروف تزداد سوءا. وقالت كاثلين بلانكو حاكمة ولاية لويزيانا الغاضبة للصحافيين: «سنفعل ما يلزم لاستعادة القانون والنظام الى منطقتنا». واضافت: «انني غاضبة. انه امر غير مقبول». وقال مسؤول في الحرس الوطني امس، ان ما يصل الى 60 الف شخص تجمعوا في صالة الالعاب لاجلائهم.

وظل آلاف الاميركيين الذين تقطعت بهم السبل ينتظرون بالساعات لاجلائهم من مدينة نيو اروليانز التي ضربها الاعصار، في الوقت الذي اعترف فيه الرئيس بوش بان تعافي الولايات المنكوبة بفعل الاعصار والمطلة على خليج المكسيك سيستغرق سنوات.

وبدأت امدادات الطعام ومياه الشرب تنقص في المدينة التي انتشرت في شوارعها عمليات السلب والنهب، الا ان منسوب مياه الفيضانات توقف أخيرا عن الارتفاع منذ ان ضرب الاعصار خليج المكسيك بعنف ليل الاثنين.

وفي مواجهة الانتقادات التي يواجهها، قال الرئيس الاميركي في مقابلة تلفزيونية امس: «أعتقد انه يجب ألا يكون هناك اي تهاون يذكر مع من ينتهكون القانون خلال اوقات الطوارئ مثل هذه، سواء من يقومون باعمال النهب او رفع الاسعار عند محطات البنزين او استغلال عمليات توزيع المعونات او القيام بعمليات الاحتيال على التأمين». وتعرض الرئيس الاميركي لانتقادات حول مواجهة ادارته لاعصار كاترينا ودعا الاميركيين الى عدم اقحام السياسة في الكارثة. وقد اتهمه منتقدوه بالاخفاق في معالجة مسألة الاعصار بالاهمية والسرعة التي تستحقها، الا انه دافع عن نفسه في مقابلة مع تلفزيون «ايه. بي. سي» وقال: «آمل في ان لا يقحم الناس السياسة في هذه الفترة. هذه كارثة طبيعية لم تشهد بلادنا لها مثيلا من قبل. هذه حالة طوارئ وطنية. وما يجب ان نفعله كشعب هو الوقوف معا لحل المشكلة وعدم اقحام السياسة فيها. سيكون هناك وقت كاف للسياسة». وقد اتهمته صحيفة «نيويورك تايمز»، في مقال لها امس بالقول: «فيما يبدو انه اصبح تقليدا لدى هذه الادارة، فقد ظهر الرئيس متأخرا عن الوقت الذي نحتاجه فيه». وفي محاولة للرد على الانتقادات، اعلن المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان للصحافيين ان الرئيس بوش سيزور الجمعة (اليوم) مناطق خليج المكسيك المنكوبة. واضاف ان الرئيس «سيتفقد المنطقة عن طريق الجو والبر».

كذلك، اعلن المتحدث باسم البيت الابيض امس ان الرئيس بوش عهد الى الرئيسين السابقين بوش الاب وكلينتون مهمة تنسيق المساعدات لضحايا الاعصار. وكان الرئيس بوش قد عهد الى الرئيسين السابقين مهمة تنسيق مساعدة ضحايا تسونامي الذي ضرب آسيا العام الماضي.

ومن جهتها، اعلنت الخارجية الاميركية، ان الولايات المتحدة تدرس العروض التي أتتها من حكومات اجنبية لمساعدة ضحايا اعصار كاترينا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية سيان ماكورماك: «تلقينا بعض العروض من قبل حكومات ترغب في مساعدتنا في عمليات البحث (عن الضحايا) واعادة بناء المناطق المنكوبة». واضاف، ليست لدي حاليا لائحة كاملة (باسماء تلك الحكومات) ولا اريد ان اذكر دولا وانسى اخرى، لان هذه العروض لا تزال تصلنا، الا انه اوضح ان نحو اثنتي عشرة حكومة اتصلت بنا لهذه الغاية. وتابع قائلاً: نقدرها جميعا وسنبدأ في الايام المقبلة دراسة كيف يمكن ادارة عروض مساعداتها هذه على احسن وجه، نظرا لحاجات المناطق.

واكد انه ليس على علم بان الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز، عرض ارسال وقود ومساعدات انسانية للولايات المتحدة.

ومن جهته، وصف الرئيس شافيز، الذي يعد من أشد منتقدي السياسة الاميركية، الرئيس بوش بانه «راعي بقر»، فشل في ادارة الكارثة الناجمة عن اعصار كاترينا. وقال شافيز خلال اجتماع حكومي بثه التلفزيون على الهواء: «هذه الحكومة ليست لديها خطط اجلاء. هذا أمر لا يصدق. أكبر قوة في العالم منشغلة جدا بالعراق وتركت مواطنيها تتقطع بهم السبل».

ويعتقد ان الاعصار كاترينا ربما قتل آلاف الاشخاص في ولايتي لويزيانا ومسيسيبي، حين ضرب خليج المكسيك برياح بلغت سرعتها 225 كلم في الساعة وبجدار من الامواج بلغ ارتفاعها تسعة امتار غمرت مناطق شاسعة من السواحل وحاصرت السكان الذين لجأوا الى اسطح المنازل.

وأعلن الرئيس بوش ان السلطات نقلت بالفعل أكثر من 78 الفا الى ملاذات الطوارئ، وان عشرات الآلاف من المنازل والمكاتب دمرت. ولم يتكشف بعد حجم الضرر الذي خلفه الاعصار، حيث يجري اجلاء آلاف الاشخاص من نيو اورليانز. وقال الرئيس بوش ان الحكومة ستبدأ تنفيذ جهد اغاثة شامل بعد مساعدة الذين يحتاجون الى معونات فورية. واضاف قائلاً: نحن نركز على اعادة الكهرباء وخطوط الاتصال التي قطعت اثناء العاصفة. وسنقوم باصلاح الطرق البرية الرئيسية والجسور وغيرها من وسائل المواصلات الاساسية في اسرع وقت ممكن. وقطع الاعصار الكهرباء عن نحو 2.3 مليون مشترك ونحو خمسة ملايين شخص في اربع ولايات، وفقا لما ذكرته شركات المرافق، التي حذرت من ان استعادة التيار قد تستغرق اسابيع.

وارسل الجيش الاميركي سفينة مستشفى وحاملتي هليكوبتر لمساعدة سفينتين اخريين من البحرية تقومان بعمليات انقاذ في المنطقة. وحشد حكام الولايات المتضررة ثمانية الاف من قوات الحرس الوطني.

وقال يان انغلاند منسق الامم المتحدة لجهود الاغاثة في حالات الطوارئ، الذي اشرف على جهود الاغاثة في كارثة تسونامي اواخر العام الماضي، ان الاعصار كاترينا قد يتفوق بسهولة على كوارث طبيعية أخرى حديثة مدمرة فيما يتعلق بالتكلفة الاقتصادية. ووصف انغلاند الاعصار كاترينا، بانه واحد من أكبر الكوارث الطبيعية وأكثرها تدميرا. وعرض مساعد الامين العام للامم المتحدة مساعدة المنظمة الدولية على الولايات المتحدة في رسالة رسمية بعث بها الى جون بولتون المندوب الاميركي في نيويورك.

وبينما قدرت الامم المتحدة الخسائر المادية عن امواج المد بنحو عشرة مليارات دولار، قدر محللو المخاطر ان الاعصار كاترينا سيكلف شركات التأمين ما يصل الى 26 مليار دولار، اي سيكون اكثر الاعاصير تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة.