طلاق وشيك بين دول الاتحاد السوفياتي السابق

[المهدى]

أناتولي غوردينينكو، نزافسيمايا

غازيتا الروسية

لم تتمكن قمة رابطة الدول المستقلة الرابعة التي استضافتها قازان، على هامش احتفالاتها بالذكرى الالفية لتأسيسها، من الاجابة عن السؤال الاساسي الذي شغل بال المهتمين على مدار السنة الماضية: ماذا بعد؟.

القمة في الواقع، اظهرت ان ازمة الرابطة تتفاقم، واذا حافظت الرابطة المستقلة على وحدة رخوة وهشة، لكنها متواصلة، فالتحضيرات للقمة اظهرت ان ثمة انقساماً خطيراً اسفر عن بلورة معسكرين واضحي المعالم. فظهر من يمكن ان يسموا «المنشقين» الذين أعلنوا فوراً عدم رغبتهم في «اضاعة مزيد من الوقت في سجالات غير مثمرة».

وعلى رأس هذا المعسكر اوكرانيا وجورجيا اللتان بدأتا خطوات عملية لتأسيس منظمة بديلة عن الرابطة المستقلة تضم جمهوريات حوض البحر الاسود وقزوين، الى الجمهوريات السوفياتية السابقة في حوض البلطيق، استونيا وليتوانيا ولاتفيا. وهناك اشارات قوية الى انضمام بولندا ورومانيا، مما يعني ان المنظمة البديلة التي تحمل اسم «تجمع الخيار الديموقراطي» تجمع المصالح المشتركة الى الخيارات السياسية المتقاربة، مثل الاقتراب من الغرب والابتعاد تدريجاً عن روسيا التي لوحت بعقوبات يمكن فرضها على المنشقين، خصوصاً في مجال تزويد جاراتها المتمردة بالطاقة. وتفاقمت المشكلة التي اظهرتها القمة الاخيرة مع ظهور ميول بعض الجمهوريات الى تأييد «المنشقين»، مثل تركمانستان والخلافات الداخلية بين الجيران في آسيا الوسطى.

والجهود الكبيرة التي بذلتها موسكو وآستانة اسفرت عن تأجيل الانقسام الكامل، وهذا ما بدا من توقيع عدد من الاتفاقات البروتوكولية. ولكن حقيقة الامر ان ما تحقق فعلاً هو ارجاء الاعلان، رسمياً، عن الطلاق الكامل بين المعسكرين.

وليس ثمة ما يؤكد ان قادة اوكرانيا وجورجيا، ودول اخرى مثل اذربيجان، قد توافق على حضور القمة المقبلة، خصوصاً انها تعقد في بيلاروسيا، حليف موسكو الأمين.


* نزافسيمايا غازيتا الروسية، 29/8/ 2005