المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حظر بيع السجائر بالمدينة المنورة



Osama
08-30-2005, 12:36 AM
يشعل سوقا سوداء لتجارتها

"المعسل" مسموح.. و"باكيت" السجائر بـ3 أضعاف سعره


الحظر لم يشمل محلات بيع المعسل و الجراك

دبي- العربية.نت

هل أنت مدخن؟ هل تزور المدينة المنورة قريباً؟ إذاً "احمل معك ما يكفيك من السجائر في هذه الأيام، لأنك لن تحلم بالحصول على (باكيت) واحد من أي محل أو بقالة ما لم تكن على صلة بمدخن في المدينة، لأن المدخنين فقط من يعرف دروب البائعين المخالفين".

هذا ما تنقله جريدة "الحياة" اللندنية في نسختها السعودية عن محمد الذي يسكن جدة ولم يزر المدينة منذ أكثر من ستة أشهر. وتقول الصحيفة إنه حتى المدخنين الذين زاروا المدينة في عيد الفطر الماضي، سيكتشفون في حال زيارتهم لها مرة أخرى بعد تلك المرة، أثر قرار أمينها عبدالرحمن الحصين بحظر بيع التبغ من منطقة الحرم إلى حدود الدائري الثالث - البعيد من وسط المدينة.

ولكنها تعتبر الأمر هنا ليس تحريضاً للمدخنين على حمل السجائر معهم إلى المدينة، بل على العكس إشارة أيضاً إلى أنهم ربما يتخلصون من هذه العادة السيئة لو قرروا زيارة المدينة المنورة.

تقول الصحيفة ساردة تجربة مدخن يبحث عن السجائر: تبلغ بقالة عهدت فيها قسماً لبيع الدخان. تكتشف أن هذا القسم غير موجود، اختفى. القسم كلّه تحول إلى قسم "شامبو وصابون"! كانت هنا أدراج كثيرة تتراص فوقها "باكيتات" الدخان لأنواع مختلفة، أكثر من 20 نوعاً. تسأل العامل في المحل، يفكر الرجل، ليقول: "لم يعد موجوداً ولا (باكيت) واحد. بيع الدخان ممنوع". هذا الكلام ربما يثير استغرابك لو لم تزر المدينة منذ سنوات أو لم تسمع الخبر من قبل. لأنه يدل على أنك لن تدخن. ماذا يحدث هنا؟

تخرج من المحل وتقف قليلاً في انتظار صديق أو قريب. بعد قليل يدخل رجل آخر، ليخرج ومعه "باكيت" سجائر. يفتحه أمامك. تقترب من الرجل تسأله: كيف ومن أين اشترى السجائر؟ الرجل يبتسم. يسألك عن نوع سجائرك، يطلب منك سبعة ريالات - لكنك كنت تشتريه بخمسة - لا يهم، المهم أن تحصل على سجائرك. تدفع له 35 ريالاً كي يحضر لك خمسة "باكيتات". لا يبدو الرجل متوتراًً. هو لن يشتري لك مخدرات أو محظورات، فالقرار محصور بالمحال فقط، وكثيرون يدخنون السجائر في الشارع. الرجل الطيب الكريم برأيك، يدخل إلى البقالة ذاتها التي رفض عاملها بيعك - كان قال لك: لا نبيع الدخان هنا! يخرج ومعه كيس فيه طلبك من البقالة ذاتها!

بعد ثلاثة أيام تعود إلى البقالة مرة أخرى. هذه المرة تظن أنك ستحصل على طلبك، فأنت اشتريت منذ أيام منها. العامل يعيد عليك الكلام ذاته: "لا نبيع الدخان هنا"! حتى محاولاتك في إقناعه بأنك اشتريت منه منذ ثلاثة أيام لن تفلح. يرد: "توقفنا عن بيع الدخان منذ ثلاثة أيام"! تخرج بخفي حنين بعد ربع ساعة من النقاش الطويل.

شاب سعودي عشريني، سمع نقاشك وعامل المحل، يسألك: "هل تريد سجائر؟" تشكر لطفه وتوضح انك تريد أن تبتاع سجائر. أنت فهمته خطأ. هو يريد أن يبيع لك ولا يريد أن يتكرم عليك بسيجارة أو اثنتين. يقول بكلمات واضحة: «ثمانية ريالات للباكيت الواحد بعدما يعرف نوع سجائرك». تمشي وراءه إلى بيته القريب. يتركك للحظة ويصعد إلى بيته ليعود بعشرة باكيتات كنت طلبتها بالعدد، ففكرة أن تشتري مرة أخرى ربما تكون مستحيلة مع خوف عاملي المحال من الغرامة المالية. تطلب من الشاب رقم هاتفه المحمول، فلربما عدت بعد شهور إلى المدينة المنورة، وطالما انه يسكن بالقرب من منزلك سيهون أمر الريال الزيادة (ليس ريالاً واحداً فقط، بل ثلاثة ريالات، فالباكيت في المدن الأخرى يكلف خمسة فقط، لكن هذه التسعيرة غير معترف بها في المدينة).

هذه القصة التي كان بطلها هاني (شاب من الرياض، تعوّد قضاء إجازة الصيف في المدينة)، تتكرر مع كل زائر لم يسمع بخبر القرار الذي أسعد كل معارضي التدخين، كما أسعد كثيرين تمنوا أن تكون مدينة الرسول (صلى الله عليه وسلم) مدينة خالية من التبغ.

لكن محمد النحاس يقول: «إن سعر «باكيت» الدخان حول منطقة الحرم يصل إلى 15 ريالاً ويبيعه عمال النظافة البنغاليين والهنود للزوار، بينما يشترونه بسبعة ريالات من شبان سعوديين»!

التسعيرة المرتفعة تلك لم تصب في جيوب أصحاب المحال فقط، فحتى شبان سعوديين، ربما لا يدخنون، أصبحوا يبيعونه ويجنون من وراء كل «باكيت» ريالين على الأقل، ما يعني أن بيع 50 باكيتاً في اليوم يساوي على الاقل 100 ريال وبالتالي ثلاثة آلاف في الشهر الواحد. «المهم أن تعرف من يشتريه منك وتكون زبائن من الأقارب والأصدقاء والجيران، وتوصله منزلياً إلى كبار السن أيضاً»، يقول نوح (20 عاماً). أما عن تخزينه فلا يمانع هؤلاء الشبان من وضع «عشرات الكراتين في مستودعات منازلهم، بحسب الطلب».

المفارقة لا تقف -حسب الصحيفة- عند جني الشبان القرار ذهباً ولا عند تسعيرته المرتفعة، بل تمتد إلى تساؤل يطرحه مدخنو السجائر الذين تكبدوا خسائر فادحة: لماذا لم يشمل الحظر إقفال محال «الجراك» و «المعسل»؟ أليست الشيشة مضرة وتندرج ضمن أطر الدخان أيضاً؟! بالنسبة إلى مدخني السجائر يبدو الأمر غامضاً وغير مفهوم ويحتاج إلى تفسير.