المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عودة مقتدي الصدر إلي الواجهة في العراق



زوربا
08-29-2005, 08:02 AM
تزايد شعبيته ومعارضته للدستور انباء سيئة لامريكا


2005/08/29

واشنطن ـ من كلود صالحاني

http://www.alquds.co.uk/live/data/2005/08/08-29/r003a.jpg


فيما تستمر المجوعات الدينية الثلاث الرئيسية في العراق بالمساومة علي الصيغة النهائية لمسودة الدستور العراقي الذي تأخر أسبوعين عن الموعد المقرر وبعد ثلاث محاولات فاشـــلة، بدأ التــنافس الشيعي الداخلي يأخذ أبعاداً خطيرة.

ومنذ الأربعاء الماضي، بدأ القتال بين العناصر المتنافسة في تسع مدن عراقية. وتنتمي العناصر الشيعية المتحاربة إلي رجل الدين العراقي الشيعي المتطرف مقتدي الصدر من جهة والمجلس الأعلي للثورة الإسلامية العراقية من جهة أخري وعناصر حزب الدعوة الإسلامية الذي انطلق من مدينة النجف كفريق ثالث في هذه المعارك. وسرعان ما امتدت المعارك إلي ثماني مناطق أخري.

وبدت المعارك وكأنها ضمن إطار هجمات منسقة يشنها أنصار مقتدي الصدر من أجل تقويض عملية صياغة الدستور الجديد الذي يعارضونه علي اعتبار أنه يقسم البلاد ولا يخدم سوي مصالح أعداء العراق.
غير أن هذا القتال علي علاقة أيضاً بالخلافات القائمة بين الصدر من جهة والمجلس الأعلي للثورة الإسلامية في العراق وحزب الدعوة الإسلامي من جهة أخري، إضافة إلي الخلاف المستحكم حيال الهيمنة السياسية علي الشيعة في العراق بين مقتدي الصدر وآية الله العظمي السيد علي السيستاني.
وقال باباك رحيمي الباحث في معهد السلام الأمريكي في واشنطن الذي عاد لتوه من جولة استطلاع في العراق استمرت أسبوعين ويعمل علي وضع دراسة بعنوان (دور السيستاني) هذا الأمر كان متوقعا منذ البداية .

ومنذ انهيار نظام صدام حسين في بغداد حفلت علاقة الصدر مع التنظيمات الشيعية الأخري بالتوتر. لقد بقي الصدر وعائلته في العراق خلال حكم صدام علي الرغم من المضايقات الكثيرة التي مارسها ضده النظام البعثي السابق، حيث أن والد الصدر واثنين من أشقائه قتلا بناء علي أوامر مباشرة من صدام. وفي حين أن المجموعات الشيعية الأخري التي لجأت إلي إيران وإلي دول عربية أخري مجاورة تحالفت مع بريطانيا أو الولايات المتحدة، بقي الصدر داخل العراق، وأصبح هذا الأمر سبباً للانشقاق بينه وبين الذين اختاروا المنفي وعادوا مع دخول الغزو الأمريكي.

ويقول رحيمي أنه في حين أن السيستاني إيراني الأًصل فإن الصدر أكثر من قومي عربي، وهذه المعركة هي بين الأصيل وغير الأصيل .
ويضيف رحيمي أن السيستاني يعتبر نفسه والد الأمة ويعتقد أن عليه البقاء بعيداً عن السياسة ما لم يكن عليه التدخل في المسائل الضرورية .

وعلي الرغم من أن السيستاني تمثّل في الانتخابات العراقية الأخيرة، إلا أنه فضّل شخصياً عدم ترشيح نفسه، مفضلاً البقاء خلف الأسوار. ومنذ بداية الغزو الأمريكي للعراق، رفض آية الله العظمي باستمرار لقاء أي مسؤول أمريكي أو ممثل لقوات التحالف.

ويقول رحيمي ان شعور الصدر القومي والوطني قد يفسّر سبب معارضته القوية لإقامة عراق فدرالي الذي يري أنه سيضعف البلاد، كما يمكن أن يفسر ذلك السبب السريع لتزايد شعبيته خاصة بين أوساط الشبان العراقيين.
وقال إن صورته تنتشر بسرعة علي أنه المهدي الجديد. إن صورة الصدر تنتشر أكثر فأكثر بين أوساط العراقيين بشكل أسطوري .

ويضيف رحيمي أن صور الصدر أصبحت منتشرة في كل مكان إلي جانب صور آية الله السيستاني .. وصور لاعب كرة القدم البريطاني دافيد بيكهام.
وقال صوره في كل مكان حتي في مراكز الشرطة. لقد أصبح مقتدي الصدر ممجداً من قبل الكثيرين من العراقيين. يمكنك أن تشاهد صبياناً وفتيات وهم يقبّلون صوره .

وخلافاً لباقي زعماء الشيعة في العراق، عمل الصدر مع المجموعات السنية في العراق علي عدة جبهات. فهو علي سبيل المثال يعارض إعادة كركوك المدينة التي تدخل ضمن نطاق إقليم كردستان العراقي والتي يسيطر عليها اليوم السنة، إلي الأكراد. وكان صدام حسين قد أجبر الأكراد علي إخلاء كركوك وأحل مكانهم السنة العرب. ولا يمكن تجاهل أن السبب في ذلك يعود إلي كون مدينة كركوك ومحيطها غنية بمنابع النفط.

وفي تقرير بثته إذاعة أوروبا الحرة/ راديو الحرية، جاء أن هناك تحالفاً وثيقاً قائماً بين الصدر والسنة في مناطق كثيرة من العراق .
وأضاف تقرير الإذاعة أن عبد السلام القبيسي أحد زعماء السنة وعضو هيئة علماء المسلمين القوية أكد وجود هذه العلاقة بين الصدر ومجموعته خلال مؤتمر صحافي عقده في 24 آب (أغسطس الحالي حيث قال نعم هناك تنسيق بين المجموعة والسيد الصدر .

لكن رحيمي يعتقد أن الصدر لا يملك، علي الأقل في المرحلة الحاضرة، أجندة واضحة، لكنه يبني علي شعبيته المتزايدة من خلال مواقفه الوطنية البحتة.
ويقول إنه يبني نفسه اليوم .
ولا تشكل شعبية الصدر المتزايدة في العراق ومعارضته المستمرة للدستور العراقي الجديد أنباء جيدة بالنسبة للولايات المتحدة التواقة لرؤية العراقيين وهم يضعون المسودة النهائية لدستورهم الجديد، وأن تتمكن القوات الأمنية العراقية من تسلم زمام الأمور لكي تغادر القوات الأمريكية كما يقول الرئيس جورج بوش.

والخبر الجيد بالمقابل هو أن شعبية الصدر المتزايدة قد توحد العراقيين السنة والشيعة، أما الأخبار السيئة فهي أن هذه الوحدة الجديدة قد تنقلب بسهولة ضد الولايات المتحدة. (يو بي أي)