المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أردنيات يؤيدن ضرب الزوجات



زهير
08-28-2005, 06:45 PM
عصام المجالي

مشكلة العنف الأسري كما تبدو في واقع الأردن تتزايد وتؤثر على المجتمع وعلى جميع أفراد الأسرة. ويمس العنف الأسري كافة الطبقات الاجتماعية وهو غير محصور بفئة معينة دون الأخرى.

وأظهرت دراسة شاملة حول العنف الأسري في الأردن نفذها المجلس الوطني لشؤون الأسرة أن المعتقدات السائدة والتقاليد تؤيد وتبرر استخدام العنف الجسدي لتأديب الأطفال والإناث في العائلة، وهذه المعتقدات ليست حكرا على المعنفين دائما بل هي معتقدات سائدة لدى ضحايا العنف من النساء والأطفال خاصة وان العنف الجسدي ضدهم مبرر على أساس التربية والتأديب. ‏
ففي آخر مسح أجري لسكان الأردن عن الخدمات الصحية المقدمة سئلت المرأة إذا كان ضرب الزوجات مبررا وذلك في إطار تقييم توجهات واعتقادات المرأة في تبرير ضرب الزوجة، واظهر المسح أن النساء يؤيدن ضرب الرجل لزوجته في حالة مخالفتها لأوامره أو غياب الزوجة من المنزل أو حرق الطعام أو الدخول في نقاش مع الزوج أو عدم احترام لأي فرد من أفراد عائلة الزوج. ‏

واظهر المسح إن 87% من النساء تؤيد ضرب الرجل لزوجته في أي من الحالات السابقة وقد أيدت 83% من النساء حق الرجل في ضرب زوجته في حال قامت بأي عمل يدل على خيانة الزوج. ‏

وأيدت 60% من النساء ضرب الرجل لزوجته إذا ما قامت بحرق الطعام و52% من النساء إيدن ضرب الرجل لزوجته إذا ما انصاعت لأوامره. ‏

وتدل هذه الحقائق على أهمية وجود خطة وطنية لزيادة حجم الوعي حول مخاطر العنف الأسري وتصحيح الصورة الخاطئة المرتبطة بهذه الظاهرة في الأردن. ‏

وهناك العديد من المؤثرات التي تؤثر في استفحال ظاهرة العنف الأسري في الأردن الأمر الذي جعل هذه الظاهرة تحتل أولوية في أجندة القضايا الاجتماعية. ‏
ومن هذه العوامل أدراك علماء الاجتماع لحساسية موضوع العنف بشكل عام إضافة إلى أن العديد من المنظمات غير الحكومية بدأت بتوفير الأرضية المناسبة لمناقشة قضية العنف الأسري والتعامل مع هذه القضايا الموجه لأفراد الأسرة. ‏

كما أن التبليغ عن حالات العنف الأسري وخاصة تلك الحالات التي تكون بها الضحية امرأة أو طفل قد تسبب في بعض الأحيان استهجان العامة إضافة إلى أن العنف الأسري يشكل تهديدا رئيسا لكيان الأسرة وتماسكها. ‏

وترى الدراسة أنه بالرغم من ازدياد حالات العنف الأسري وزيادة الاهتمام بمكافحة هذه الظاهرة فأن هناك القليل من المعلومات حول حجم المشكلة وأنواع العنف الأسري والديناميكيات الثقافية المتعلقة بالنظرة العامة حول العنف. ‏

فالبيانات المتوفرة حاليا غير مجدية وغير ممثلة لحالات العنف الأسري وتتركز فقط على تلك الحالات الشديدة من العنف الأسري والتي تم التبليغ عنها للسلطات المعنية كالشرطة والقضاء والطب الشرعي. وبالرغم من إن الدراسات المتوفرة غير كاملة إلا إنها تعطي فكرة جيدة عن عدد من الاستنتاجات الهامة.