المهدى
08-28-2005, 06:21 PM
«مرشحو الظل» في الانتخابات الرئاسية المصرية (1)
القاهرة: الهامي المليجي
من بين عشرة مرشحين لأول انتخابات رئاسية تعددية في مصر يجمع المراقبون واستطلاعات الرأي على أن سبعة من بين المرشحين هم خارج دائرة المنافسة، استناداً إلى أن الأحزاب التي يرأسونها صغيرة ولم تفلح في الحصول على مقاعد برلمانية اكتفاء بمقعد بالتعيين في مجلس الشورى.
وبينما تبدو حظوظ الرئيس المصري حسني مبارك مرشح الحزب الحاكم كبيرة بسبب سيطرة الحزب الوطني على الحياة السياسية فى مصر تحت قيادته لاكثر من عقدين من الزمان، يدخل في دائرة المنافسة مرشح «الوفد» نعمان جمعة ومرشح «الغد» أيمن نور رغم أن حزبه من أحدث الأحزاب السياسية في مصر.
أما مرشحو الظل فمن أبرزهم أحمد الصباحي رئيس حزب الامة الذي توقف تحصيله العلمي عند الابتدائية الأزهرية، وكان قد بدأ حياته بالعمل كمسارياً (محصل نقود) في ترام القاهرة في أربعينات القرن الماضي، ولأن الحياة السياسية في مصر انذاك كانت تضج بالحيوية، وكان ساعتها شابا طموحا وديناميكيا فقد سعى للانضمام للحركة الشيوعية، ولما لم يوفق انضم لحركة «مصر الفتاة» الى ان جاءت ثورة يوليو (تموز) فانضم الى تنظيماتها المختلفة من دون ان يتبوأ موقعا ما، لكن وظيفيا انتقل الى العمل مدرسا للتربية الرياضية، وعندما تأسس حزب العمل الاشتراكي في اواخر السبعينات، انضم الصباحي للحزب ليصبح احد اعضاء لجنة قسم السيدة زينب، لكنه تقدم بعد ذلك إلى لجنة الأحزاب بطلب إنشاء «حزب الأمة» التي رفضت تأسيس الحزب لأن قائمة مؤسسيه تضم (50 عضوا مؤسسا) منهم 35 عضواً ينتهي لقبهم بالصباحي وهذا كان احد اسباب رفض لجنة الاحزاب الموافقة على اعلان الحزب، لكن المفاجأة جاءت من محكمة الاحزاب التي تضم في عضويتها خمسة اعضاء من موظفي الحكومة من مجموع اعضائها العشرة.
وما ان اعلنت المحكمة قرارها حتى ادار الصباحي ظهره لمنصة القضاء متوجها لجمهور الحضور ورافعا يديه وهاتفا: انا الخميني والخميني انا. ويردد البعض من عاصروا تلك التجربة، ان السادات عندما وصلته تقارير عن شخصية الصباحي وان اهتماماته تنحصر في قراءة الكف والطالع واختراع العاب جديدة، اوعز الى المعنيين بالموافقة على الحزب ليعطي نكهة كاريكاتورية لاحزاب المعارضة، ولم يتواصل من شجعوه على انشاء الحزب وانحصر اعضاء الحزب في ابنائه من زوجتيه وبعض من الاقارب والجيران. وفي اواخر الثمانينات اقنعه الصحافى المصري مصطفى بكري بقدرته على اصدار جريدة «مصر اليوم» الناطقة باسم الحزب من دون ان يكلفه مليما بل ستدر عليه ارباحا، وسرعان ما اختلفا لاسباب مادية، فاغلق الصباحي مقر الجريدة مانعا بكري من الدخول، فأصدر بكري عددا مليئا بالهجوم على الصباحي، فكانت احدى المفارقات التي مازالت محل تندر ان تصدر جريدة عن حزب وتتضمن انتقادات لاذعة لرئيس الحزب.
وعندما تقدم الصباحي للترشيح لرئاسة الجمهورية أرجع البعض الامر لرغبته في الحصول على المكافأة المخصصة للمرشح ( 500 الف جنيه مصري)، استنادا إلى ان الصباحي كثيرا ما اعلن عن ازمته المالية، وتقدم بالعديد من الشكاوى للمسؤولين في الدولة المصرية طالبا منهم حل ازمته المالية وازمة الحزب، وهو ما ادى إلى مشكلة في تحويل الـ500 الف جنيه التي قررتها الدولة لمرشحي الرئاسة إلى الصباحي وبالتالي تأخر بدء حملته لستة ايام.
وحينها اكد الصباحي ان الحملة ستظل متوقفة لحين صرف المبلغ، مشيرا الي انه يواجه مشكلة مع البنك ولجنة الانتخابات الرئاسية، فعندما فتح حساب باسمه رفضت اللجنة ان يكون الحساب باسم شخصي لأن القانون يستوجب فتح الحساب باسم الحملة الانتخابية، فعاد إلى البنك فرفض البنك وطلب خطابا من اللجنة يفيد ذلك، فعاد مرة أخرى إلى اللجنة، وما ان حلت المشكلة وتسلم المبلغ حتى اقام مؤتمرا في منطقة السيدة زينب التي تضم مقر حزب الامة الذي يرأسه.
وقد لخص الصباحى برنامجه في نقاط ثلاث: 1 ـ إلغاء النظام السياسي القائم حالياً والرجوع إلى «زمن الطرابيش»، فعلى حد تعبيره إن الشعب المصري الآن عاري الرأس بدون الطربوش الذى هو الهوية القومية لمصر.
2 ـ العودة إلى نظام عسكري درك في كل زاوية في مصر لإشعار المواطنين بالأمان وحتى يطرد كل الإرهابيين من مصر، واتاحة عسكري دركي لكل سائحة أجنبية.
3 ـ تفسير الأحلام المجاني لكل مواطن مصري، وإنشاء وزارة لمحو الأمية.
القاهرة: الهامي المليجي
من بين عشرة مرشحين لأول انتخابات رئاسية تعددية في مصر يجمع المراقبون واستطلاعات الرأي على أن سبعة من بين المرشحين هم خارج دائرة المنافسة، استناداً إلى أن الأحزاب التي يرأسونها صغيرة ولم تفلح في الحصول على مقاعد برلمانية اكتفاء بمقعد بالتعيين في مجلس الشورى.
وبينما تبدو حظوظ الرئيس المصري حسني مبارك مرشح الحزب الحاكم كبيرة بسبب سيطرة الحزب الوطني على الحياة السياسية فى مصر تحت قيادته لاكثر من عقدين من الزمان، يدخل في دائرة المنافسة مرشح «الوفد» نعمان جمعة ومرشح «الغد» أيمن نور رغم أن حزبه من أحدث الأحزاب السياسية في مصر.
أما مرشحو الظل فمن أبرزهم أحمد الصباحي رئيس حزب الامة الذي توقف تحصيله العلمي عند الابتدائية الأزهرية، وكان قد بدأ حياته بالعمل كمسارياً (محصل نقود) في ترام القاهرة في أربعينات القرن الماضي، ولأن الحياة السياسية في مصر انذاك كانت تضج بالحيوية، وكان ساعتها شابا طموحا وديناميكيا فقد سعى للانضمام للحركة الشيوعية، ولما لم يوفق انضم لحركة «مصر الفتاة» الى ان جاءت ثورة يوليو (تموز) فانضم الى تنظيماتها المختلفة من دون ان يتبوأ موقعا ما، لكن وظيفيا انتقل الى العمل مدرسا للتربية الرياضية، وعندما تأسس حزب العمل الاشتراكي في اواخر السبعينات، انضم الصباحي للحزب ليصبح احد اعضاء لجنة قسم السيدة زينب، لكنه تقدم بعد ذلك إلى لجنة الأحزاب بطلب إنشاء «حزب الأمة» التي رفضت تأسيس الحزب لأن قائمة مؤسسيه تضم (50 عضوا مؤسسا) منهم 35 عضواً ينتهي لقبهم بالصباحي وهذا كان احد اسباب رفض لجنة الاحزاب الموافقة على اعلان الحزب، لكن المفاجأة جاءت من محكمة الاحزاب التي تضم في عضويتها خمسة اعضاء من موظفي الحكومة من مجموع اعضائها العشرة.
وما ان اعلنت المحكمة قرارها حتى ادار الصباحي ظهره لمنصة القضاء متوجها لجمهور الحضور ورافعا يديه وهاتفا: انا الخميني والخميني انا. ويردد البعض من عاصروا تلك التجربة، ان السادات عندما وصلته تقارير عن شخصية الصباحي وان اهتماماته تنحصر في قراءة الكف والطالع واختراع العاب جديدة، اوعز الى المعنيين بالموافقة على الحزب ليعطي نكهة كاريكاتورية لاحزاب المعارضة، ولم يتواصل من شجعوه على انشاء الحزب وانحصر اعضاء الحزب في ابنائه من زوجتيه وبعض من الاقارب والجيران. وفي اواخر الثمانينات اقنعه الصحافى المصري مصطفى بكري بقدرته على اصدار جريدة «مصر اليوم» الناطقة باسم الحزب من دون ان يكلفه مليما بل ستدر عليه ارباحا، وسرعان ما اختلفا لاسباب مادية، فاغلق الصباحي مقر الجريدة مانعا بكري من الدخول، فأصدر بكري عددا مليئا بالهجوم على الصباحي، فكانت احدى المفارقات التي مازالت محل تندر ان تصدر جريدة عن حزب وتتضمن انتقادات لاذعة لرئيس الحزب.
وعندما تقدم الصباحي للترشيح لرئاسة الجمهورية أرجع البعض الامر لرغبته في الحصول على المكافأة المخصصة للمرشح ( 500 الف جنيه مصري)، استنادا إلى ان الصباحي كثيرا ما اعلن عن ازمته المالية، وتقدم بالعديد من الشكاوى للمسؤولين في الدولة المصرية طالبا منهم حل ازمته المالية وازمة الحزب، وهو ما ادى إلى مشكلة في تحويل الـ500 الف جنيه التي قررتها الدولة لمرشحي الرئاسة إلى الصباحي وبالتالي تأخر بدء حملته لستة ايام.
وحينها اكد الصباحي ان الحملة ستظل متوقفة لحين صرف المبلغ، مشيرا الي انه يواجه مشكلة مع البنك ولجنة الانتخابات الرئاسية، فعندما فتح حساب باسمه رفضت اللجنة ان يكون الحساب باسم شخصي لأن القانون يستوجب فتح الحساب باسم الحملة الانتخابية، فعاد إلى البنك فرفض البنك وطلب خطابا من اللجنة يفيد ذلك، فعاد مرة أخرى إلى اللجنة، وما ان حلت المشكلة وتسلم المبلغ حتى اقام مؤتمرا في منطقة السيدة زينب التي تضم مقر حزب الامة الذي يرأسه.
وقد لخص الصباحى برنامجه في نقاط ثلاث: 1 ـ إلغاء النظام السياسي القائم حالياً والرجوع إلى «زمن الطرابيش»، فعلى حد تعبيره إن الشعب المصري الآن عاري الرأس بدون الطربوش الذى هو الهوية القومية لمصر.
2 ـ العودة إلى نظام عسكري درك في كل زاوية في مصر لإشعار المواطنين بالأمان وحتى يطرد كل الإرهابيين من مصر، واتاحة عسكري دركي لكل سائحة أجنبية.
3 ـ تفسير الأحلام المجاني لكل مواطن مصري، وإنشاء وزارة لمحو الأمية.