المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نصرالله .....جريمة اغتيال الحريري نفذها انتحاري أو اثنان



لمياء
08-27-2005, 07:19 AM
الإشاعات عن اتهام محتمل لـ «حزب الله» كلام سخيف لا يستحق التعليق


حاوره في بيروت جاسم بودي
الراي العام الكويتية


http://www.alraialaam.com/27-08-2005/ie5/Mainpix.jpg
السيد حسن نصرالله متحدثا إلى رئيس التحرير


لم يكن هذا اللقاء هو الأول مع الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، اذ سبق ان التقيناه في أكثر من حوار خص به «الرأي العام» لكن في هذه المرة كنت متوقعاً أن يكون السيد نصرالله مأزوماً أو أكثر قلقاً، إلا أنه خلال اللقاء الذي استمر نحو ساعتين بدا الأمين العام للحزب، الذي تشتد من حوله الضغوط، أكثر هدوءا من المرات السابقة, لم يوح بأنه في «عين العاصفة» أو انه معني تارة بتهمة الإرهاب وتارة أخرى بالاشاعات، وبالاخطار في مطلق الاحوال، كان مرتاحا لموقع حزبه في الحياة الوطنية اللبنانية ولقدرته على لعب دور صمام الأمان في لبنان وخارجه ايضا.

ولأن المرء «يحتار» في المسائل الأكثر اهمية التي لا بد أن تكون محور اللقاء مع السيد نصرالله، فإن الحوار كان عن «كل شيء» من التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئىس الشهيد رفيق الحريري، مجرياته وملابساته والظروف التي تحوطه، وصولا إلى حسن نصرالله بعد الامانة العامة لحزب الله، مرورا بشؤون وشجون لبنان وفلسطين وسورية والعراق وايران.

وصف السيد نصرالله ما اشيع من ايحاءات عن ان تقرير لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئىس الشهيد رفيق الحريري قد يتضمن اتهامات للحزب بـ «الكلام السخيف الذي لا يستحق التعليق» وقال: «عندما يصدر التقرير نقرأه ونرى ما هي العناصر التي استند اليها ونعلن موقفنا».
وقال: «إذا كان ما سيصدر في تقرير (ديتلف) ميليس اتهامات تنطلق من اعتبارات سياسية فلا داعي للخوف لانه لن تكون له قيمة، أما إذا اعتمد على عناصر قضائية فمن الطبيعي أن تترتب على اتهاماته آثار مهمة جداً على الوضعين اللبناني والاقليمي».

وقال عن المخاوف المتزايدة في انتظار تقرير ميليس «نحن لا نوافق على هذه الأجواء التي اشيعت في الاسابيع الماضية لانها اثرت سلبا على الحياة العامة ومسار البلاد والدولة وكأن البلد كله بات معلقا بتقرير ميليس»، لافتا إلى ان «هناك مبالغات لأهداف سياسية وهناك جهات تقف وراء هذه المبالغات لأهداف معينة».

ورداً على سؤال عن موقف «حزب الله» اذا دان التحقيق الدولي مسؤولين في لبنان وسورية قال نصرالله: «الدخول إلى أجوبة عن هذا النوع من الاسئلة الافتراضية هو مشاركة في اشاعة المناخ الذي لا نوافق على اشاعته، نفضل أن ننتظر نتائج التحقيق وحينئذ ندرس موقفنا بدقة ونتخذه ونعلنه».
وإذ أشار إلى ان «المعطيات الاكيدون منها عن جريمة اغتيال الرئىس الحريري والمتطابقة مع التحقيق اللبناني هي ان الانفجار وقع فوق الارض والمتفجرات كانت في شاحنة والعملية انتحارية نفذها انتحاري وهناك من يتحدث عن انتحاريين».

وكشف عن انه لم يشعر خلال لقاءاته مع الرئيس الحريري قبيل اغتياله انه كان قلقا، وقال نصرالله:

«عندما كنت احدثه عن تحركه الكثير وسفره الكثير كان يبدو مطمئنا بل كان يعتبر ان وضعي اخطر من وضعه ولذلك كانت اللقاءات تتم عندي (,,,)»، واشار إلى انه «عندما وقعت جريمة اغتيال الرئىس الحريري حاول البعض في وسائل الاعلام وفي الأوساط الشعبية تحميل الشيعة مسؤولية قتل الرئيس الحريري، وفي ذلك المناخ السياسي والعاطفي والشعبي لو لم يتم تدارك هذه التهمة التي لا تستند إلى أي اساس في المطلق لكانت كبرت كرة الثلج ولا نعلم إلى اين كنا قد وصلنا (,,,) لكن بأداء حزب الله وعائلة الرئىس الحريري والقوى السياسية الأساسية تم تجاوز هذه المحنة».

واعتبر «ان سورية كانت المتضرر الأول من اغتيال الرئىس الحريري والمستفيد الاول كان اعداء لبنان الذين يريدون تطبيق القرار 1559 بأي ثمن»، موضحا انه «إذا أردنا التحدث انطلاقا من تحليل سياسي يمكن القول: ان هناك من اعتبر انه يمكن ان يشكل الرئيس الحريري عقبة في مرحلة من المراحل نتيجة فهمه للوضع الداخلي ولالتزاماته الداخلية ولمجموعة صفات تتوافر فيه، فهو لم يكن يطالب بخروج القوات السورية من لبنان بل بانسحابها الى البقاع وتطبيق اتفاق الطائف (,,,)، وببقاء المقاومة ورفض التوطين وهذه العناوين مناقضة للقرار 1559 ومتعارضة معه».

وقال نصرالله: «الخشية الآن ان لدينا شيئا من الفراغ الأمني، فكك جزء من الاجهزة الامنية ولم تتم اعادة بنائها ولم يعد لها الهيبة المطلوبة نتيجة الاتهامات التي وجهت اليها, ليس لدينا سلطة أمنية حقيقية يمكن ان تخيف العابثين بالأمن والذين يريدون ان يذهبوا الى الفتنة»، معتبرا ان «البلد يعيش مرحلة قلق لأن أي مشكلة صغيرة قد تتطور وتصبح كبيرة، والذي يحمي البلد الآن هو الوعي السياسي بالدرجة الاولى وحال الطوارئ السياسية».

وعن بيان «القاعدة» الذي هدد بقتل تسع شخصيات شيعية لبنانية، قال «ان هذا البيان ليس بيان قاعدة، لا اريد ان ابرئهم، لكن في تحليلي ان لغة البيان لا تتضمن ادبيات القاعدة أو الاتجاه السلفي، أنا اعتقد انه بيان مخابراتي»، كاشفا انه «بعد أيام من هذا البيان وزع بيان آخر على الانترنت باسم كتائب الجهاد الشيعي وهدد بقتل عدد من الشخصيات السنية اللبنانية، ولم يتم تداوله لأنه كان محدودا جدا»، قائلا: «من الواضح ان هناك من يلعب في الوسط»، ومشيرا الى «ان الكل في حذر، فنحن نخشى ان تتعرض شخصية شيعية أو شخصية سنية للاغتيال ثم تأتي وسائل الاعلام لتثير البيانات والبيانات المضادة وتضع الشيعة في مواجهة السنة والسنة في مواجهة الشيعة في لبنان»، معربا عن اقتناعه بأن أي عملية اغتيال قد تحصل يقف وراءها الاسرائيليون والاميركيون، معتبرا «ان الفرصة التاريخية للاسرائيليين هي إحداث فتنة سنية - شيعية لضرب مشروع المقاومة في المنطقة، وخصوصا في لبنان وفلسطين».

وعن الدور الذي يمكن ان يضطلع به «حزب الله» لترتيب العلاقة بين سورية والنائب وليد جنبلاط، قال: «كانت هناك مساع قديمة لكنها انتهت في اجواء التصعيد قبيل الانسحاب السوري وبعيده، حاليا ليست هناك مساع من هذا النوع, واعتقد ان الامور بحاجة الى بعض الوقت, نحن بحاجة الى الهدوء اللبناني والسوري وفي العلاقة بين الطرفين، وبحاجة ايضا الى ترتيب العلاقات الرسمية بين البلدين، فهذه الامور ستساعد في نهاية المطاف على اعادة وصل ما انقطع بين سورية وبعض القوى السياسية الاساسية, طبعا انا سأكون جاهزا في أي وقت لتقديم أي خدمة من هذا النوع اذا كنت قادرا عليها».

وعن علاقة «حزب الله» بالعماد ميشال عون التي بدت جيدة الى حد ما قبل اثارة العماد عون قضية الفارين الى اسرائيل، قال:

«العماد عون قال ان «حزب الله» أراد ان يفتح مشكلة معه من خلال موضوع العملاء، وهذا غير صحيح, فحزب الله لم يكن يريد فتح مشكلة لا مع العماد عون ولا مع غير العماد عون، سياستنا دائما كانت تجنب التجاذبات الداخلية والمشكلات الداخلية (,,,), وفي الحقيقة هو فتح مشكلة من خلال طريقة اثارة ملف العملاء وتوقيته (,,,), لا اعتقد ان أحدا من التيار العوني اغتُصبت زوجته في معتقل الخيام، لا اعتقد ان أحدا من التيار العوني عُذب بالكهرباء وجُلد حتى تساقط جلد ظهره في معتقل الخيام (,,,) هذه الأمور حصلت مع شريحة كبيرة من الشعب اللبناني ونحن جزء من هذه الشريحة (,,,) أما القول ان الدولة أهملتهم، فهذا لا يكفي تبريرا لارتكاب كل هذه الجرائم, الدولة اهملت الكل، ولم تهمل فقط الذين كانوا يعيشون في الشريط الحدودي, لذلك فموضوع العملاء بالنسبة الينا لا يمس نقطة خلاف سياسي عندنا بل هو يمس كرامتنا وعواطفنا ومشاعرنا وتاريخنا القريب (,,,)».

وأضاف: «نحن حريصون على علاقة طيبة وجيدة مع العماد ميشال عون وتياره، ونعتقد ان هناك نقاطا مهمة يمكن ان نلتقي عليها وهناك صفات مشتركة بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» يمكن ان تشكل قوة للمستقبل اللبناني، وحريصون على التلاقي (,,,)».

ولفت الى ان «أمورا عدة ساعدت على تجاوز مسألة نزع سلاح المقاومة كسياسة حزب الله القائمة على الحزم في لين، أي استعداده للحوار ورفضه لنزع سلاحه اضافة الى نتائج الانتخابات وتفهم القوى السياسية وحرص مختلف التيارات السياسية لدى المسلمين والمسيحيين على وحدة البلد واستقراره (,,,)»، مشيرا الى انه «لا يوجد في لبنان اليوم من يؤيد نزع سلاح المقاومة بالقوة، لكن الأميركيين والاسرائىليين مصرون على هذا الأمر، وهذا هدفهم المركزي وسيسعون اليه بكل الوسائل والطرق».
وعن إمكان مساندة ايران عسكريا اذا تعرضت لاعتداء بسبب ما يثار حول ملفها النووي قال: «اعتقد ان ايران قوية وقادرة على الدفاع عن نفسها, ولكننا لسنا معنيين بأن نطمئن اعداء ايران ولا أعداء لبنان ولا أعداء فلسطين ولا أعداء سورية، في اتخاذ مواقف مسبقة حيال هذا الموضوع, لا نريد ان نطمئن أحدا ولا نريد ان نخيف أحدا».

واذ نفى وجود أي اتصالات مباشرة أو غير مباشرة مع الأميركيين، تحدث عن ان الاتصالات مع الأوروبيين قائمة، «يوجد تواصل قديم وطبيعي», وقال: «الأميركيون يعتبروننا منظمة ارهابية ونحن نعتبرهم أم الإرهاب، والى ان تحل هذه المشكلة لكل ساعة فرجها»، معتبرا ان «مشكلة حزب الله عند الأميركيين انه يقاتل الاسرائيليين (,,,)».

وقال: «الأميركيون لا يريدون نشر الجيش في الجنوب بل سحب المقاومة عن الحدود».
وإذ أشار الى «اننا نصر على الحفاظ على وحدة العراق ويعود للعراقيين ان يقرروا طريقة ادارة بلدهم»، اعتبر ان «الانسحاب الاسرائىلي من غزة انجاز كبير ودلالاته أكبر منه، فهو تاريخي لأن الاسرائىليين يخرجون لأول مرة من أرض فلسطينية».

وقال: «لست الوحيد المستهدف في «حزب الله» فهناك مجموعة من القيادات في الحزب مستهدفة».
وأكد الأمين العام ان الأمانة العامة للحزب ليست حكراً عليه، وقال: «من المفترض أن يأتي يوم، انا لست أميناً عاماً».

وأضاف: «على المستوى النفسي أنا جاهز لأن أعمل عضواً في القيادة أو أعمل مسؤولاً، وأنا كنت دائماً اقترح وأتمنى على الإخوان، ارسلوني إلى الجنوب لأكون مكان الشيخ نبيل قاووق، أو اعيدوني إلى البقاع حيث أمضيت زهرة شبابي».

وتحدث السيد نصرالله عن احصائية سمعها من رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، «بأن المسلمين في لبنان، ما بين 70 و75 في المئة من تعداد سكانه، وان عدد المسيحيين من الطوائف المختلفة من 30 الى 25 في المئة».